الشيخة حور.. الفن وسيلة للتعبير والتغيير
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
الشارقة: «الخليج»
الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، شخصية بارزة في المشهد الثقافي والفني العربي والعالمي، تتمتع برؤية تتمحور حول استخدام الفن بوصفه وسيلةً للتعبير والتغيير الاجتماعي، وتسعى إلى بناء جسور بين الثقافات، عبر الفن، وتعزيز التفاعل بين الفنانين والجمهور في المنطقة وخارجها.
كما أنها تُعدّ من أبرز الشخصيات التي تعمل على تعزيز الهوية الثقافية الإماراتية، بتقديم أعمال تعكس التراث المحلي بأسلوب معاصر، وقد أتقنت الكثير من اللغات التي ساعدتها كثيراً في حياتها المهنية، ففضلاً عن لغتها الأم العربية، تتقن الإنجليزية، والفرنسية، واليابانية، والبولندية، والروسية، والماندرين.
الشيخة حور القاسمي، فنانة ممارسة حاصلة على ماجستير في تقييم الفن المعاصر من الكلية الملكية للفنون، لندن (2008)، وترأست إدارة «مؤسسة الشارقة للفنون». وبكالوريوس الفنون الجميلة من كلية سليد للفنون الجميلة، لندن (2002)، ودبلوم في الرسم من الأكاديمية الملكية للفنون (2005).
مناصب قيِّمة
شغلت منصب القيِّمة الفنية ل«بينالي الشارقة 6» عام 2003 واستمرت في هذا المنصب منذ ذلك الحين، وهي رئيسة المجلس الاستشاري لكلية الفنون والتصميم بجامعة الشارقة، وعضو في المجلس الاستشاري لجمعية «خوج الدولية للفنانين» في الهند، ومركز «أولنز» للفن المعاصر في بكين. كما أنها عضو في مجلس إدارة متحف الفن الحديث «بي إس 1» في نيويورك، ومعهد «كي دبليو» للفن المعاصر في برلين، ورابطة البينالي الدولية في غوانجو، وأشكال ألوان في بيروت.
والشيخة حور أول إماراتية تعيّن قيِّمة على الجناح الوطني لدولة الإمارات في «بينالي البندقية».
مؤسسات فنية كبرى
وانتخبت رئيسة لرابطة البينالي الدولية عام 2017، كما تشغل منصب رئيسة معهد إفريقيا، ورئيسة جامعة الدراسات العالمية في الشارقة، ورئيسة مجلس إدارة «ترينالي الشارقة للعمارة». وعُينت أخيراً مديرة فنية للدورة السادسة من «ترينالي آيتشي 2025»، لتصبح بذلك أول شخصية تختار لهذا الدور من خارج اليابان.
وكانت الشيخة حور، كذلك، قيّمة مشاركة لكثير من المعارض التي استضافتها مؤسسات فنية كبرى في العالم، مثل «غاليري سربنتين» في لندن، و«متحف شيكاغو للفن المعاصر».
إنجازات فنية
منذ توليها إدارة «مؤسسة الشارقة للفنون»، أطلقت الشيخة حور عدداً من المبادرات والمشاريع التي أسهمت في تعزيز مكانة الشارقة عاصمةً ثقافيةً عالميةً، وتشمل أبرز إنجازاتها «بينالي الشارقة» الذي انطلق عام 1993، ويعدّ تراكماً إبداعياً وجمالياً وفكرياً، ما أهّله ليصبح من أكبر المنصات الجمالية ليس في المنطقة العربية فقط، بل العالم، لطبيعته الخاصة لكونه محفلاً تدار فيه قضايا الفنون، وتصنع فيه المواقف الفكرية والإبداعية.
تعدد الثقافات
وتوسعت أعمال «بينالي الشارقة» بصورة كبيرة، منذ أولى دوراته، حيث يطرح في كل دورة جديدة المزيد من النقاش في قضايا الفنون والأفكار التي تخص البشرية في عالم تسود فيه بالوقت الراهن ثقافة تريد لنفسها أن تكون الوحيدة، رغم تعدد الثقافات وخصوصيتها، والواقع أن النقاشات التي يطرحها البينالي ويشارك فيها مبدعون ومفكرون من الغرب والشرق وكل أنحاء العالم، تقدم مقترحات جمالية تسعى إلى تبديد القبح الذي يكاد يطغى في عصرنا الحالي، بسبب الانغلاق والتطرف، هنا وهناك، فكان البينالي منصة حقيقية ضد التطرف، لتنتج النقاشات أفكاراً في غاية الروعة في مضامينها، ترياقاً للقبح وللغة التي أنتجها، من أجل صناعة مشهد جديد في كل العالم، لصناعة تاريخ يعاد فيه إنتاج الإنسان، معرفياً وجمالياً. وأثبتت الدورات المتتالية النضج الكبير في عمل بينالي الشارقة والتطور والإصرار على الاستمرارية، فالملاحظ أن هذه المنصة المشعّة والمشرقة، من الملتقيات والفعاليات القليلة المشتغلة بالفنون التي استمرت وتطورت.
عاصمة عالمية
في يناير 2020 حلت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، ضيفة على مجلة «آرت نيوز» المتخصصة في دراسة المشهد الإبداعي العالمي، وأكدت المجلة أن جهود الشيخة حور، أسهمت في تحويل الشارقة عاصمةً عالميةً للفنون.
وجاء في تقرير المجلة أنه في عام 2005، كتبت ناقدة الفنون الشهيرة سابين فوجل في «Artforum»، أن الشارقة أصبحت على المسرح العالمي للبيناليات الفنية الأكثر شهرة. وفي عام 2009 تأسست «مؤسسة الشارقة للفنون»، وتولت حور القاسمي، مسؤوليتها، التي ساعدت أنشطتها المتنوعة على إثراء المشهد الفني للإمارة، وتحويله إلى حاضنة للإبداع والابتكار. كما نقلت فعاليات البينالي من «مركز إكسبو»، إلى منطقة التراث.
إبداع سينمائي
دعمت الشيخة حور، السينما المستقلة والإبداعية بإطلاق مهرجانات وبرامج تدعم صانعي الأفلام المحليين والدوليين، وقالت في حوار سابق مع صحيفة «الخليج»: «نحن نهدف إلى تمكين صانعي الأفلام الشباب والناشئين، والإضاءة على الأصوات والمواهب والخبرات من أنحاء العالم.
ونحن ملتزمون توسيع نطاق وصولنا الدولي ثقافياً، بالترحيب بصانعي الأفلام من مجموعة واسعة من البلدان. في النهاية، نريد تعزيز سمعة المهرجان بصفته مركزاً نابضاً بالحياة لسرد القصص المبتكرة والتبادل بين الثقافات في سينما الشباب والأطفال». ورأت الشيخة حور، أن الفن مسيرة طويلة ومثمرة، قائلة: «دائماً يهمّنا أن نسعى لتكريم الرموز الفنية أصحاب المسيرات الملهمة على عطائهم الفني، في السينما أو التلفزيون أو المسرح والفن عموماً. والفنانة يسرا أحد شركائنا الذين نعتز بهم، وشاركتنا في مسلسل «أجوان»، في الوقت نفسه، تحظى بعطاء كبير وأعمال بارزة بمشوارها الفني، وتعدّ مثالاً يحتذى للأطفال والشباب، ليتعرفوا إلى أسباب النجاح، ويتواصلوا مع ضيوف المهرجان وينهلوا من خبراتهم. وهذا ما نحرص عليه باختيار ضيوف المهرجان سنوياً أن يكونوا مصدر إلهام للجيل الجديد».
مجتمع مثقف
جهود الشيخة حور القاسمي، المستمرة في دعم الفن والثقافة أسهمت في صقل ثقافة المجتمع وجاءت بإطلاق الكثير من البرامج التعليمية التي تهدف إلى إشراك المجتمع في الفن والثقافة، عبر «مؤسسة الشارقة للفنون» التي ترأسها، وتشمل هذه البرامج عروض الأفلام وأنشطة نادي الفيلم، وبرنامج الفنان المقيم، ومنح الإنتاج والتدريب. كما تتيح الفرصة أمام الجميع للمشاركة في البرامج المجتمعية لمؤسسة الشارقة للفنون، ومنها الشارقة وجهة نظر وحديقة المؤسسة. وتحرص المؤسسة على الاهتمام بأعمال الفنانين، بتوفيرها لمجموعة من البرامج التي تُعنى بأعمالهم، ومنها برامج التدريب المهني، وتوفير أماكن للتصوير، والإقامات، والمنح، وبرامج الإنتاج وغيرها.
وكغيرها من المؤسسات الرائدة، تتفاعل «الشارقة للفنون»، مع المجتمع المحلي وتسعى إلى المبادرات التي تطوّر المجتمع.
روح الموسيقا
عزَّزت الشيخة حور، المشهد الفني الإماراتي الذي نراه اليوم، ويعدّ غنياً بكامل تفاصيله وتياراته الإبداعية ومدارسه الفنية، وعروض الموسيقا أهم التظاهرات التي استطاعت أن تؤثر في رسم ملامح هذا المشهد، وتعمق من أهميته وقدرته على التفاعل مع التجارب الفنية.
إرث فني
تؤمن الشيخة حور القاسمي، بأهمية بناء إرث فني مستدام للأجيال القادمة. وعبر مشاريعها المتنوعة، تعمل على توفير بيئة ملهمة تدعم الإبداع وتعزز الحوار الثقافي. وجهودها المستمرة جعلت إمارة الشارقة نموذجاً يُحتذى في دمج الفنون في نسيج المجتمع. ولم تقتصر جهودها على المنطقة العربية فحسب، بل امتدت إلى دعم الفن والثقافة في إفريقيا وآسيا، بترؤّسها معهد إفريقيا في الشارقة.
الفن المعاصر
أعلنت مجلة «آرت ريفيو»، اختيار الشيخة حور القاسمي، الشخصية الأكثر تأثيراً في الفن المعاصر لعام 2024 ضمن قائمة «باور 100» التي تنشرها سنوياً، تكريماً واعترافاً بجهودها الدؤوبة لشخصيات أسهمت في تطوير الفن وأحدثت تأثيراً عالمياً فيه.
ويأتي تصدّر الشيخة حور، القائمة، تثميناً لإسهاماتها البارزة في عالم الفن خلال العقود الثلاثة الماضية، بوصفها قيمة فنية.
مديرة فنية لـ «بينالي سيدني» 2026
تتويجاً لجهودها الكبيرة في دعم الفن أعلن «بينالي سيدني»، تعيين الشيخة حور القاسمي، مديرة فنية لدورته الخامسة والعشرين، التي ستعقد بين 7 مارس و8 يونيو 2026، حيث ستعمل مع مختلف المجتمعات المحلية والفنانين والأكاديميين في سيدني، فضلاً عن توظيف شبكة علاقاتها الدولية في عالم الفنون، لتطوير المفهوم التقييمي لهذه الدورة.
وبوصفها قيّمة تركّز على تاريخ الأماكن التي تعمل فيها، عبر ابتكار بنية برامجية متعددة الاختصاصات والتوجهات، تعتمد أساساً نهجاً قوامه التعاون ودعم الإبداع الفني. وفي سياق اختيارها قالت: «تتمتع سيدني بمجتمع متعدد الثقافات في جوهره، إذ تشكل هذه المدينة النابضة بالحياة، موطناً لأفراد ينتمون إلى ثقافات متنوعة من جميع أنحاء العالم، ومن هنا فإن جلّ اهتمامي متركز على هذه النقطة، واستكشاف الأوجه المتعددة ووجهات النظر داخل هذه المدينة، والعمل مع الفنانين والمجتمعات المحلية، وجلب أصوات جديدة إلى البينالي».
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة الشارقة الإمارات مؤسسة الشارقة للفنون بینالی الشارقة أسهمت فی
إقرأ أيضاً:
دبي تستضيف نزالين على لقب العالم للفنون القتالية 3 أكتوبر
دبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة
أعلنت رابطة المقاتلين المحترفين عن تنظيم حدث عالمي جديد، ضمن بطولات «سلسلة الأبطال: الطريق إلى دبي»، 3 أكتوبر المقبل في «كوكا كولا أرينا» بدبي.
ويشهد الحدث نزالين مرتقبين على لقبي العالم في الوزن الخفيف وخفيف الثقيل، في محطة بارزة تعكس الحضور المتنامي لدبي على خريطة الفنون القتالية المختلطة على المستوى الدولي، وذلك بالشراكة مع مجلس دبي الرياضي ودائرة الاقتصاد والسياحة بدبي.
تأتي البطولة في إطار سلسلة «الطريق إلى دبي» التي أطلقتها الرابطة في نوفمبر 2024، بهدف تقديم بطولات قتالية بمستوى عالمي، وتنظيم أبرز النزالات في مدن استراتيجية، وفي مقدمتها دبي التي أثبتت قدرتها على استضافة الأحداث الكبرى، وسط حضور جماهيري كثيف وتفاعل عالمي لافت، ما جعلها وجهة رئيسية لمتابعي الفنون القتالية من مختلف أنحاء العالم.
ويتصدّر الحدث نزال مرتقب على لقب العالم في الوزن الخفيف يجمع بين المقاتل الداغستاني عثمان نورمحمدوف «19 انتصاراً دون هزيمة»، والإيرلندي بول هيوز «14 انتصاراً مقابل هزيمتين»، في إعادة للمواجهة التي جمعتهما في يناير الماضي بدبي، وشهدت تنافساً كبيراً استمر 5 جولات وسط حضور جماهيري غير مسبوق، وانتهت بفوز نورمحمدوف بقرار تحكيمي أثار جدلاً واسعاً، ما دفع الرابطة للاستجابة لمطالب الجماهير بإعادة النزال في نفس القفص الذي شهد انطلاق هذه القصة التنافسية.
ويشهد الحدث نزالاً على لقب العالم في وزن خفيف الثقيل، يجمع بين الأميركي كوري أندرسون «19 فوزاً مقابل 6 خسائر»، بطل بيلاتور السابق، والتركماني دولت ياغشيمرادوف «25 فوزاً مقابل 7 خسائر وتعادل واحد»، بطل الرابطة 2024، في مواجهة تحمل طابعاً ثأرياً، بعد لقائهما الأول عام 2021، والذي انتهى لمصلحة أندرسون بالضربة القاضية الفنية، ومنذ ذلك الحين، واصل ياغشيمرادوف سلسلة التألق محققاً 7 انتصارات متتالية.
وتتضمن البطاقة القتالية المبكرة مواجهة قوية في الوزن الثقيل بين الإيراني بويا رحماني «4-0»، والتونسي سليم طرابلسي «8-0»، للحفاظ على سجلهما النظيف، بالإضافة إلى مواجهة مثيرة بوزن 165 رطلاً بين زوبيرا توخوغوف «20-6-1»، وأرتم لوبوف «14-15-1»، في نزال مؤجل منذ عام 2018، وأخيراً مواجهة كبيرة بين بطل الشرق الأوسط للرابطة المصري عمر الدفراوي «14-5»، وبطل أوروبا الألباني فلوريم زنديلي «10-1-1» في الوزن المتوسط.
وأكد جون مارتن، الرئيس التنفيذي لرابطة المقاتلين المحترفين، أن البطولة المرتقبة تمثل إحدى أبرز محطات الموسم، وقال: «تشكّل بطولة 3 أكتوبر تتويجاً للشراكة الناجحة بين الرابطة ودبي، ومثالاً حياً على قدرة الإمارة على استقطاب أهم النزالات العالمية، وفخورون بما تحقق حتى الآن ضمن سلسلة الأبطال، وملتزمون بمواصلة تقديم نزالات استثنائية تجمع نخبة المقاتلين أمام جماهير تواقة لعروض من الطراز الرفيع».
ويُعد هذا الحدث محطة تمهيدية للنهائي الكبير المقرر في يناير المقبل، في ختام سلسلة «الطريق إلى دبي»، التي ترسّخ موقع دولة الإمارات عموماً ودبي على وجه الخصوص مركزاً عالمياً لرياضات النخبة والفنون القتالية المختلطة.