مدرجات كرة القدم والحرب على غزة: تضامن كسر كل الحواجز
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
في ذروة سعي وسائل الإعلام التقليدية والحديثة للجم المحتوى الفلسطيني وتوثيق فظاعات الاحتلال في قطاع غزة الأبي؛ وجد الآلاف من الشباب المتنفس الحقيقي في ملاعب كرة القدم كي يتمكنوا من إيصال رسائلهم الصادحة بالتضامن والوقوف بجانب الفلسطينيين في الحرب الشرسة ضدهم.
الآن وبعد أن توقفت الحرب يبدو من الإنصاف سرد بعض المواقف البطولية للشباب العربي؛ أولا ممن هتفوا لفلسطين وأهلها وحولوا مدرجات الملاعب لمنبر حر يؤكد بجلاء مدى ارتباطهم الوثيق بالقضية المركزية للأمة، رغم كل محاولات التضييق وتحريف الحقائق التي باتت "موضة" دارجة وصار سوقها رائجا في زمن الخيانة والتواطؤ مع الكيان الغاصب.
لن يكون سهلا إحصاء عدد "التيفوهات" (اللوحات الفنية) المعبرة التي صاغتها عقول مبدعة خلاقة تنبض حبا وإيمانا بقضاياها المصيرية، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر؛ اللوحة المميزة لجماهير الوداد البيضاوي المغربي التي تحمل عنوانا عريضا مفاده "المقاومون في قلب الأنفاق"، وعلى نفس المنوال سارت الجماهير الجزائرية بلوحة أخرى تقول: "صاموا قبل شهر الصوم؛ جوع وظمأ في غزة كل يوم"؛ وبأغنيتها الذائعة الصيت "رجاوي فلسطيني" تكرر جماهير الرجاء موقفها الثابت بل ورفعت صور القائد يحيى السنوار بعد استشهاده؛ وفي ديربي تونس بين النجم الساحلي والترجي الرياضي حضر تيفو عملاق برسالة واضحة المعالم "يحيى شهيدا" تنعي فيه رحيل "أبو إبراهيم".
لم يقتصر التضامن في الملاعب على الشباب العربي؛ بل امتد ليشمل أحرار العالم ممن تصدوا لازدواجية المعايير الغربية لا سيما بعد تفشي موجة "البكائيات" المستمرة على أوكرانيا، وبالتالي الضرب بعرض الحائط كل الشعارات السابقة للهيئات المختصة بالرياضة بضرورة إبعاد السياسة عن الرياضة
النماذج متعددة ومن مختلف الملاعب التي توحدت منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر لرفع صوتها واعلان موقفها الرافض للظلم وعربدة الاحتلال؛ ورغم التضييق والمطاردات نجحت روابط المشجعين العرب أو ما يعرف بـ"الألتراس" في مهمتها بنجاح منقطع النظير، واكتسحت مقاطع الفيديو الخاصة بها مواقع التواصل الاجتماعي وشكلت نقطة ضوء مهمة وسط مستنقع الصمت الرسمي العربي المخجل.
ولم يقتصر التضامن في الملاعب على الشباب العربي؛ بل امتد ليشمل أحرار العالم ممن تصدوا لازدواجية المعايير الغربية لا سيما بعد تفشي موجة "البكائيات" المستمرة على أوكرانيا، وبالتالي الضرب بعرض الحائط كل الشعارات السابقة للهيئات المختصة بالرياضة بضرورة إبعاد السياسة عن الرياضة. ومن هذا المنطلق لا بد من الإشادة بالموقف الصارخ لجماهير نادي سيلتيك الأسكتلندي التي تحدت بشجاعة إدارة فريقها بعد أن تبرأت الأخيرة من دعم الفريق للقضية الفلسطينية؛ حين رفعت مجموعات المشجعين "ألتراس" و"غرين بريغاد" الخاصة بسلتيك لافتتين في مباراتهم مع فريق كليمانروك في الدوري المحلي كتب عليها "الحرية لفلسطين" و"النصر للمقاومة".
جماهير النادي وصفت إدارته بـ"النفاق" لمساندتها أوكرانيا وتجاهل فلسطين مؤكدين "ستظل جماهير سيلتيك ثابتة في دعمها للشعب الفلسطيني فبعد بيان مجلس إدارة النادي الأخير، نود أن نكرر إيماننا الراسخ بأن لدينا الحق في التعبير عن وجهات نظرنا السياسية وأننا دائما نقف الى جانب المظلومين"؛ قبل أن يضيفوا في البيان الناري: "ما يقوم به مجلس الإدارة هو نفاق، حيث يتضامن مع أوكرانيا بشكل كبير ولا يبدي ردود فعل حول ما يحدث في فلسطين.. منذ أكثر من عقد من الزمن ونحن على علاقة وطيدة بمخيمات اللاجئين وقمنا بإنشاء أكاديمية لكرة القدم في مدينة بيت لحم في فلسطين".
وذكّر البيان بمواقف سابقة تعرض لها المشجعون بسبب تضامنهم مع فلسطين، وذلك بالقول: "عام 2016 تحدينا الجميع ورفعنا العلم الفلسطيني وتم فرض غرامة علينا، والآن أكثر من أي وقت مضى، يحتاج الشعب الفلسطيني إلى تضامننا.. في 25 تشرين الأول/ أكتوبر، ضد أتلتيكو مدريد، نطلب من جميع مشجعي سلتيك رفع علم فلسطين في دوري أبطال أوروبا وأن يظهروا للعالم أن نادي سلتيك يقف مع المظلوم، وليس الظالم".
مدرجات الملاعب العربية وحتى العالمية ظلت تغلي منذ بداية "طوفان الأقصى" ورسمت ملامح لن تُنسى وأسقطت كذبة خلط السياسة بالرياضة، وأكدت أن فلسطين قضية كل حر شريف في أي بقعة من العالم؛ وستظل تمثل انعكاسا للواقع الأصلي
وختم البيان: "وُلد سيلتيك من رحم المجاعة والقمع، نتيجة الحكم الاستعماري والموت والتهجير الجماعي للناس. وبسبب هذا التاريخ، اشتهر مشجعو سيلتيك بتعاطفهم وتضامنهم. يقف دائما سيلتيك إلى جانب المظلومين والمحرومين. إن مجلس الإدارة الحالي يقوم بالإدانة بسرعة عندما تتحدى وجهات النظر المعبر عنها وجهة النظر العالمية المخادعة".
وسبق للجماهير ذاتها جمع أكثر من 34 ألف جنيه إسترليني (نحو 45 ألف دولارا) لصالح جمعيتين خيرتين فلسطينيتين، وظل العلم الفلسطيني حاضرا في ملاعب أوروبية عديدة سواء في الدوري الإسباني والإنجليزي والفرنسي. ولعل من أشهر العبارات التي لا تنسى ما كتبته جماهير غلطة سراي التركي حيث رفعت لافتة تقول: "لو لم تتحرر القدس، فالعالم كله أسير".
وأيضا ظلت الملاعب الأيرلندية تشهد موجة تضامن لا ينتهي أسوة بموقف البلاد المشرف كلها من القضية؛ وأعلن نادي بوهيميان الأيرلندي عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقا) التبرع بمبلغ 5 آلاف يورو لصالح أهالي غزة في ذروة الحرب الطاحنة؛ كما لا يمكن التغافل عن "تيفو" جماهير باريس سان جيرمان الفرنسي في مباراتهم ضد أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا بعبارة "فلسطين حرة"، وضمت اللافتة رسما للمسجد الاقصى وصورة لأحد المقاومين مع خارطة فلسطين وعلم لبنان؛ وما أعقبها من ردود فعل عنيفة ضدهم لا سيما من وزير الداخلية "برونو ريتايو" الذي لم يتوان في إشهار سيف العقوبات ضدهم.
الخلاصة أن مدرجات الملاعب العربية وحتى العالمية ظلت تغلي منذ بداية "طوفان الأقصى" ورسمت ملامح لن تُنسى وأسقطت كذبة خلط السياسة بالرياضة، وأكدت أن فلسطين قضية كل حر شريف في أي بقعة من العالم؛ وستظل تمثل انعكاسا للواقع الأصلي حتى تنعتق من براثن الاحتلال وتعانق الحرية من النهر إلى البحر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني غزة ملاعب الرياضة رياضة فلسطين غزة ملاعب مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
عبارات كأس العرب فيفا 2025 في قطر
تستعد دولة قطر من يوم 1 ديسمبر 2025 وتستمر حتى 18 ديسمبر 2025 لاستقبال العالم العربي مرة أخرى على أرضها مع انطلاق النسخة الجديدة من بطولة كأس العرب فيفا 2025، الحدث الكروي الأبرز الذي يجمع نجوم كرة القدم من جميع الدول العربية. بعد النجاح الكبير الذي حققته النسخة السابقة عام 2021، تعود البطولة لتُبرز قوة الرياضة العربية وروح المنافسة، ولتعيد الحياة إلى الملاعب المونديالية التي شهدت الحماس والتشويق في كأس العالم 2022، لتصبح قطر مجددًا وجهة العشاق والمتابعين من كل أنحاء العالم العربي.
اقرأ ايضاًتمتد البطولة على مدار 18 يومًا من التشويق والإثارة، حيث تتنافس 16 منتخبًا عربيًا على لقب البطولة والجوائز المالية القياسية، حيث تتألق قطر في هذا الحدث الكبير، كواحة للرياضة والثقافة، بفضل بنيتها التحتية المتطورة، ملاعبها العالمية، وضيافتها العربية الأصيلة، لتقدم تجربة استثنائية لا تُنسى لكل عشاق كرة القدم.
عبارات كأس العرب فيفا 2025 في قطراليوم، تعتبر قطر رمز للرياضة والحداثة والضيافة العربية، حيث تجمع البطولة بين الملاعب العالمية، الإثارة الكروية، والأنشطة الثقافية والفنية لتقدم تجربة فريدة للجماهير، فيما يلي ابرز العبارات:
دولة قطر تفتح أبوابها لاستقبال العالم في أكبر مهرجان كروي عربي.ملاعب قطر، حيث تُكتب التاريخ وتُصنع الذكريات في كأس العرب فيفا 2025.من قلب الخليج، تنطلق صافرة البداية لأكبر حدث كروي عربي على الإطلاق.قطر تستعد لاستقبال نجوم كرة القدم في كأس العرب فيفا 2025، حيث يلتقي الحماس بالإثارة على أرض الملاعب.كأس العرب فيفا 2025 هو الحدث الكروي الذي يوحد عشاق الكرة العربية في قطر.مع كل هدف وكل تمريرة، نعيش أجواء التشويق والإثارة في قلب قطر.شغف الكرة العربية يصل ذروته في كأس العرب فيفا 2025.قطر تجمع العرب على أرضها لتجربة كروية استثنائية لا تُنسى.كأس العرب فيفا 2025، حيث الروح الرياضية والحماس يجتمعان على المدرجات.استعدوا عشاق الكرة العربية، لليالي مليئة بالإثارة والفرح في قطر.كل جمهور عربي على موعد مع الإثارة، التشويق، والأهداف الجميلة في قطر.ملاعب قطرية استضافت كأس العالم 2022، وهي:
استاد لوسيل: الأكبر في قطر بسعة 80 ألف متفرج، والذي شهد المباراة النهائية لكأس العالم 2022.استاد البيت: تصميمه مستوحى من بيت الشعر العربي، ويستوعب 60 ألف متفرج.استاد خليفة الدولي: أحد أعرق الملاعب القطرية وأكثرها تاريخًا، بسعة 45 ألف متفرج.استاد أحمد بن علي (الريان): بسعة 40 ألف متفرج، ويعتبر من الملاعب الحديثة والمتميزة.استاد 974: الملعب الفريد المصنوع من حاويات الشحن، القابل للتفكيك وإعادة التركيب، بسعة 40 ألف متفرج.استاد المدينة التعليمية: يقع في قلب المدينة التعليمية بالدوحة، ويستوعب 40 ألف متفرج.هذه الملاعب ليست مجرد منشآت رياضية، بل هي رموز للابتكار والتصميم المعماري العصري الذي يضع قطر على خريطة الرياضة العالمية.المنتخبات المشاركة وآلية التأهلستضم البطولة 16 منتخبًا عربيًا، من بينها 9 منتخبات تأهلت مباشرة بناءً على تصنيف الفيفا:
قطر (البلد المضيف)الجزائرالسعوديةالعراقالأردنالمغربمصرتونس كلمات دالة:عبارات كأس العرب فيفا 2025 في قطركأس العربفيفا 2025قطر تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضمّتْ إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" عام 2013 كمُحررة قي قسم صحة وجمال بعدَ أن عَملت مُسبقًا كمحُررة في "شركة مكتوب - ياهو". وكان لطاقتها الإيجابية الأثر الأكبر في إثراء الموقع بمحتوى هادف يخدم أسلوب الحياة المتطورة في كل المجالات التي تخص العائلة بشكلٍ عام، والمرأة بشكل خاص، وتعكس مقالاتها نمطاً صحياً من نوع آخر وحياة أكثر إيجابية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اقرأ ايضاًاشترك الآن