مواجهة بايدن ورئيسي.. نهج أمريكي جديد و4 مواعيد إيرانية مهمة
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
يتبنى الرئيس الأمريكي جو بايدن نهجا جديدا يتضمن "مزيج قوي من الدبلوماسية والضغط والردع" في مواجهة إيران، التي تنتظرها 4 مواعيد مهمة على الصعيدين الداخلي والخارجي حتى 18 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
ذلك ما خلص إليه أندرو باراسيليتي، في تحليل بموقع "المونيتور" الأمريكي (Al Monitor) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أن "بايدن ورث في يناير/ كانون الثاني 2021 أزمة مع إيران، إذ انسحب سلفه دونالد ترامب (2017-2021) من خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) في مايو/ أيار2018، ما أدى إلى قلب الإجماع الدولي الذي تم الحصول عليه بشق الأنفس بشأن برنامج إيران النووي".
وتابع أنه "في مقابل تخفيف العقوبات، أبقت إيران برنامج تخصيب اليورانيوم تحت السيطرة، في ظل قيود دولية صارمة. لكن بعد مايو/ أيار 2018، خرقت القيود على تخصيب اليورانيوم، مهددةً بحدوث اختراق نووي، وتقلصت فرصة صنع قنبلة محتملة من سنوات إلى شهور".
وأردف أنه "بعد أن أمضى بايدن أول عامين له في محاولة إعادة بناء خطة العمل الشاملة المشتركة، غّير مساره إلى مزيج قوي من الدبلوماسية والضغط والردع، وهو نهج جديد يعتمد على الدبلوماسية الحازمة والذكاء، بما في ذلك عبر وسطاء موثوق بهم، مثل قطر وعمان، بالإضافة إلى رادع عسكري إقليمي مكثف في الخليج العربي".
اقرأ أيضاً
اتفاق تبادل السجناء بين إيران وأمريكا.. ماذا يعني؟
صفقة مرتقبة
و"من المتوقع خلال أسابيع إطلاق سراح أربعة أمريكيين معتقلين ظلما في إيران، وتوجد تقارير تفيد بأن طهران تحافظ على تخصيب اليورانيوم أقل من 60٪، وهو خط أحمر للتسليح، وقد امتنعت حتى الآن عن تزويد روسيا بالصواريخ الباليستية"، وفقا لباراسيليتي.
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا حربا على جارتها أوكرانيا، المدعومة من الغرب بقيادة الولايات المتحدة، تبررها بأن خطط كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) تهدد الأمن القومي الروسي.
و"يبدو أن تفاهما، إن لم يكن اتفاقا، آخذ في التبلور، حيث تلتزم إيران بالقيود المفروضة على برنامجها النووي تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بينما تضع آليات جديدة لخفض التصعيد"، كما أضاف باراسيليتي.
وكثيرا ما اتهمت دول خليجية وأخرى إقليمية وغربية، لاسيما السعودية وإسرائيل (تمتلك ترسانة نووية) والولايات المتحدة، إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها النووي مصمم للأغراض السلمية، بما فيها توليد الكهرباء.
واعتبر باراسيليتي أن "العودة المتأخرة للأمريكيين الأربعة المحتجزين ظلما، مقابل تحويل الأموال الإيرانية المجمدة في البنوك الكورية الجنوبية (يتردد أنها 6 مليارات دولار)، ستكون العامل الرئيسي على المدى القصير للتغيير في العلاقات الأمريكية الإيرانية".
اقرأ أيضاً
الاتفاق النووي المصغر بين الولايات المتحدة وإيران: تحول جديد في الشرق الأوسط
أميني والوكالة
وخلال الأسابيع القليلة المقبلة، بحسب باراسيليتي، ستراقب واشنطن ما قد يحدث في 4 مواعيد صعبة بالنسبة لطهران، أولها أن "إيران ستكون على جدول أعمال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا بين 11 و15 سبتمبر/ أيلول المقبل".
وأوضح أن "الوكالة تشرف على برنامج إيران النووي، وسيشير تقرير مرتقب للوكالة إلى ما إذا كان قد تم بالفعل إحراز تقدم بشأن الضمانات، وما إذا كان تخصيب اليورانيوم لا يزال أقل من 60٪".
وأضاف أنه في "16 سبتمبر/ أيلول تحل الذكرى السنوية الأولى لوفاة الشابعة ماهسا أميني (22 عاما) في مركز للشرطة بتهمة خرق قواعد اللباس، وقد تؤدي ذكرى مقتلها إلى جولة جديدة من الاحتجاجات المحلية، بالإضافة إلى تدقيق دولي وإعلامي للحملة الإيرانية على المعارضة وسجل حقوق الإنسان عامة. وربما في محاولة لمنع الاضطرابات اعتقلت إيران هذا الأسبوع ما لا يقل عن 12 ناشطة".
و"في 19 سبتمبر / أيلول المقبل، من المتوقع أن يترأس الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مرة أخرى الوفد الإيراني في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة (بمدين نيويورك)، كما أردف باراسيليتي.
لكنه اعتبر أن "18 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل قد يكون هو التاريخ الأكثر أهمية، فهو وفقا لخطة العمل الشاملة المشتركة التاريخ المقرر أن ترفع فيه الأمم المتحدة القيود المفروضة على إيران في مجال البحث والتطوير وإنتاج الصواريخ الباليستية، واستيرادها وتصديرها للصواريخ والطائرات بدون طيار".
واستدرك: "في المقابل، من المفترض أن تقدم إيران "البروتوكول الإضافي"، الذي يسمح للوكالة بتفتيش أكثر تدخلا ومراقبة لبرامجها النووية، إلى برلمانها للتصديق عليه. إلا أنه لن يحدث أي منهما، أو في على الأقل ليس كما هو متصور".
و"قبل أيام، جددت الولايات المتحدة تحذيرها لإيران من تقديم صواريخ باليستية إلى روسيا، وهو ما لم تفعله حتى الآن، فيما قال الاتحاد الأوروبي إنه لن يرفع عن إيران العقوبات المتعلقة بالصواريخ"، كما ختم باراسيليتي.
اقرأ أيضاً
تعزيزات عسكرية أمريكية في الخليج.. ماذا تعني؟
المصدر | ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إيران رئيسي الولايات المتحدة بايدن صفقة تخصیب الیورانیوم
إقرأ أيضاً:
إيران ترفض وقف التخصيب وتربط الاتفاق النووي برفع العقوبات وضمان الحقوق
أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن بلاده لن توافق على أي اتفاق نووي جديد مع الولايات المتحدة إذا تضمّن شرط وقف تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية، مشددًا على أن التخصيب حق سيادي لا يمكن التنازل عنه.
وفي تصريحات نقلتها وكالة "مهر" الإيرانية، قال عراقجي: "لن يكون هناك اتفاق من دون حصولنا على ضمانات، ولا تزال هناك خلافات جوهرية مع الولايات المتحدة".
وأوضح أن الجانب الأمريكي يرفض الاعتراف بحق إيران في التخصيب، وهو ما يمثل نقطة خلاف مركزية بين الطرفين. وأضاف: "أقول بصراحة، إذا كان هدفهم من التفاوض هو وقف التخصيب في إيران، فلن يكون هناك اتفاق".
وشدد عراقجي على أن إيران لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، قائلاً: "إذا كان هدف الولايات المتحدة منع إيران من التوجه نحو السلاح النووي، فالطريق إلى الاتفاق ممكن لأن لا مكان للسلاح النووي في عقيدتنا الدفاعية".
كما أكد أن بلاده لن تقبل حتى بتخصيب رمزي بنسب منخفضة، مشيرًا إلى أن الهدف من التخصيب هو "توسيع الصناعة النووية" وأن إيران قد جهزت البنى التحتية اللازمة لذلك.
وفي إشارة إلى قدرات بلاده التقنية، قال عراقجي: "لو أرادت إيران صناعة سلاح نووي لكانت قد نفذت ذلك منذ زمن لأنها تمتلك القدرات اللازمة لذلك".
وفيما يخص الشفافية الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني، أكد عراقجي استعداد بلاده لاتخاذ خطوات من شأنها طمأنة المجتمع الدولي حول سلمية هذا البرنامج.
وأوضح أن إيران لا تمانع في "توسيع عمليات التفتيش" من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنها ترفض فرض قيود دائمة، مضيفًا: "نقبل بقيود تقنية مؤقتة لا دائمة، ومقابل ذلك يجب رفع العقوبات المفروضة على إيران".
وأكد أن أي اتفاق يجب أن يحفظ حقوق إيران المشروعة، مشددًا على أن عملية تخصيب اليورانيوم ستستمر داخل البلاد ولن تكون خاضعة لأي تفاوض يهدف لإيقافها.