بوابة الوفد:
2025-05-11@19:27:39 GMT

د.غانم السعيد يكتب: الدين واللغة.. دعائم الهوية

تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT

في الآونة الأخيرة صدر قراران أعتقد- من وجهة نظري- أنهما سيغيران مسار التعليم في مصر، ويدفعان إلى تعزير الهوية العربية والإسلامية في نفوس أبناء الأمة، القرار الأول، هو اعتبار الدين مادة أساسية على طلاب وزارة التربية والتعليم، فهذا القرار هو بداية الحقيقة للعودة إلى منظومة القيم والأخلاق التي  أوشكت على التلاشي والذوبان، ونظرا لسقوط قيمة الدين من طلاب المدارس والجامعات، بسبب إنها مادة غير مهمة، لأنها لا تأثير لها في نجاح الطالب من عدمه، مما أدى إلى أن يكون هناك شبه انفصال بين الطالب وبين بدائيات دينه، وهذه تعد ثغرة كبيرة في نظام التعليم نفذ منها أصحاب الفكر المتطرف إلى استقطاب كثير من الطلاب ممن لهم ميول دينية فطرية، فحاولوا أن يملأوا هذا الفراغ الذي لم تستطع وزارة التربية والتعليم أن تسده، بسسب ضعف المادة العلمية المقدمة للطالب، وعدم قدرتها على الإجابة على كثير من الأسئلة التي تشغل فكر الطلاب، إلى جانب عدم الاهتمام بها أصلا لأنها لا تؤثر في مجموعه، فجاء قرار وزير التربية والتعليم - الشجاع الذي أحييه عليه- ليسد هذه الفجوة الكبيرة في مناهج التعليم، ويصبح الفكر الديني الوسطي يتلقاه الطالب تحت عين ورقابة الدولة والمجتمع، ونأمل - حتى تكون للقرار ثمرته المرجوة منه- أن يكون محتوى المادة من القوة والإحاطة بحيث يسد حالة الفراغ الديني لدى الطالب، وأن يتناول واقع الناس وظروفهم الحياتية، والقضايا التي عليها خلافات تؤدي إلى قلق المجتمع واضطرابه، كما نسمع ونرى كل عام ما يدور من حول تهنئة النصارى بعيدهم، أو الخلاف حول إخراج زكاة الفطر فهناك من يتمسك بأن تكون من نفس الأنواع حددها رسول صلى الله عليه وسلم- ومنهم من يقول يجوز إخراجها نقدا.

.. الخ ذلك من خلافات تعكر صفو المجتمع، وتفتته، وتقضي على هويته ؟؟ الخ

أما القرار المهم أيضا في هذا السياق فهو قرار وزير الأوقاف، بتكليف من رئيس الجمهورية، بإعادة الكتاتيب لتؤدي دورها المنوط بها، والتشجيع إلى إنشاء أعداد كثيرة منها في جميع أنحاء الوطن، ومعلوم أن الكتاتيب كان لها دور مهم ومتعاظم في تربية النشء على حفظ كتاب، وتعلم القراءة والكتابة الصحيحة إملائيا، والتي نعاني منها كثيرا في المصالح الحكومية، وحتى في الرسائل والبحوث العلمية، كما أن الكتاتيب تعلم الطالب كيفية النطق الصحيح لحروف اللغة، وقراءة وحفظ  القرآن الكريم من أهم ما يقوِّم اللسان لدى الأطفال، ويُسهل عليهم النطق باللغة العربية الفصيحة، وهذا  سيؤدي إلى إحساس التلميذ والطالب بقيمة لغته، ويزداد اعتزازه بها، كما أن قرار وزير التربية والتعليم باعتماد الدين مادة أساسية سيعيد من جديد منظومة القيم الأخلاقية التي تصحرت وجفت منابعها من نفوس أبنائنا، كما يؤكدان معا على الهوية، ويدعمان الانتماء.
وللأسف فإننا سنجد أصوتا نشازا ترفض القرارين، وستعمل على إلغائهما من خلال تشويه أغراضهما السامية، لأنهما يرونهما خطرا على مشروعهم القائم على تذويب الهوية، وهدم منظومة القيم التي تعتمدها الأمة في كل تاريخها كأساس من أهم أسس تقدمها ونهضتها، والمشكلة في هؤلاء أنهم - مع كونهم قلة- يسيطرون على كثير من وسائل الإعلام المختلفة التي يعلنون من خلالها أفكارهم المسمومة التي بلا شك ستؤثر في عقول كثير من الناس فتجعلهم ينساقون وراءهم، ويشجعون أفكارهم الهدامة، ومن هنا أطالب وسائل الإعلام المختلفة أن تقوم بدورها المنوط بها  في تحقيق الوعي المجتمعي بمثل هذا القضايا المهمة والخطيرة، وأن تشجع مثل هذه القرارات الجريئة التي تحاول أن  تعيد توجيه بوصلة الأمة إلى الأهداف والغايات النبيلة والسامية التي من خلالها يتم الحفاظ على هوية الأمة.

الدكتور غانم السعيد - أستاذ الأدب والنقد، عميد كليتي الإعلام واللغة العربية السابق جامعة الأزهر

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدين وزارة التربية والتعليم منظومة القيم والأخلاق وزير الأوقاف منظومة القيم التربیة والتعلیم کثیر من

إقرأ أيضاً:

عن قلوب الشعوب وأرواحها.. حديث في الثقافة واللغة وارتباطهما بتعليم اللغة لغير الناطقين بها

"الثقافة ذاكرة الشعوب وعنوان حضارتها"، ما زالت هذه العبارة التي سمعتها من أحد الأساتذة الفضلاء في إحدى المحاضرات في الزمن الغابر ترنّ في أذني كلما طرق حديث الثقافة أبواب المجالس والحوارات، وأذكر جيدًا كيف شرح لنا آنذاك كيفية تشكيل الثقافة في المجتمعات، واكتسابها لدى الأفراد، فقال إن ثقافة كل منكم تعتمد على ما سيبقى في ذاكرته من الكتب التي طالعها والمعلومات التي سمعها، والمعارف التي عاينها، والحكايات التي كان من شأنها أن تبقى راسخة في نفسه وذاكرته من دون وعي منه أو إدراك. ويتسق هذا الحديث مع ما قاله المهاتما غاندي من أن "ثقافة الأمة تكمن في قلوب شعبها وأرواحهم".

مما لا شك فيه أن الثقافة مرتبطة ببُنية الشعوب وهيكلها الأساسي، ويذهب بعض علماء الاجتماع إلى ربطها بالديمقراطية بوصفها نتيجة حتمية تعيشها الشعوب المثقفة بأشكالها كافة. وقبل الحديث عن ارتباط الثقافة بتعليم اللغة لا بد أن نعرج قليلا على علاقة الثقافة بالمجتمعات.

ما العلاقة بين الثقافة والمجتمعات وكيف تتشكل؟

إذا اتفقنا على أن الثقافة أسلوب حياة، فلا بد أن ننتبه إلى أن لكل أمة من الأمم ثقافتها الخاصة بها، ولكل شعب من الشعوب طقوسه الثقافية المختلفة التي يتميز بها، ولأن اللغة وعاء الثقافة وحاملها وناقلها لا بد أن نرى انعكاسات الثقافة في اللغة نفسها، فهي أداة التواصل الأساسية بين أبناء المجتمع الواحد، وبينه وبين المجتمعات الأخرى، لتبادل أي نشاط معرفي أو فكري.

إعلان

ولكل مجتمع قواعده الخاصة التي تنظمه، وله معاييره في الحكم على السلوك وتقييم المعرفة. ولأن الثقافة تُكتَسب من المحيط نجد أن المرء يتشرب ثقافة مجتمعه الذي نشأ فيه، ومجتمعه الذي يعيش فيه، شاء أو أبى.

المثقفون عناصر أساسية وفعالة في بناء المجتمعات، وهذا ما يجعل الثقافة بحد ذاتها ظاهرة إنسانية فحسب، تعتمد على الاجتهاد في تحصيل المعارف، والسعي إلى توسيع دائرة المدارك، وخلق أجواء إبداعية تقوم على تراكم التحصيل المعرفي بشتى مجالاته العلمية والفنية والأدبية.

اللغة تشكل وعاء الثقافة فهي أداة للتواصل وتبادل الأفكار بين المجتمعات وتعكس هوية الشعوب عبر الزمن والتفاعل مع البيئة الحاضنة (شترستوك)

ولأن الثقافة مكتسب تراكمي، لا بد أن يحافظ المثقفون على ما جاء في تراثهم الثقافي، ليبنوا ويزيدوا عليه بالقدر الذي ينسجم مع ما جاء فيه انسجاما منطقيا يقوم على تفنيد الأفكار ومحاورة العقول وتصفية المعارف مما علق فيها من الشوائب، مع العمل على دعمها بالقيم الروحية إن أراد أو استطاع!

وعند الحديث عن ثقافة الشعوب فإننا نقصد كل ما يتعلق بهم من عادات وتقاليد مجتمعية، وقيم أخلاقية وأخرى معيارية جمالية ذوقية، إذ تتجلى مظاهر ثقافة الشعوب في المأكل والمشرب والملبس والزينة، وكل ما له صلة بالحياة وأساليب المعيشة، وتظهر في احتفالاتهم وأعيادهم، لا سيما القومية والدينية منها، كما تبدو في أنواع الفنون التي يفضلونها ويهتمون بها، كالفنون الشعبية والرسم والموسيقا، وغير ذلك من الفنون التي وصف الكاتب الأميركي توماس وولف تحولها في تعريف الثقافة وارتباطها بالمجتمعات إلى معتقدات فقال إن "الثقافة هي الفنون التي ترقى إلى مستوى مجموعة من المعتقدات".

وكلما كانت الشعوب أكثر انفتاحًا على ثقافات الآخرين تحلّت بقدرات عالية على الاتصال والتواصل، في حالات السلم والحرب على حد سواء. كذلك فإن الاختلافات الجوهرية بين الشعوب، وفقًا لعالمة الاجتماع الأميركية روث بندكت، ليست بيولوجية، بل ثقافية بحتة. وهذا التنوع الثقافي يُعدّ ثراء مجتمعيا وقوة جماعية.

إعلان هل الثقافة نشاط مجتمعي مقصود لذاته؟

يمكن للإنسان أن يصنع ثقافته الشخصية، ويغذي مراجعه المعرفية، ويطور من علومه المكتسبة ومعارفه التي يطلع عليها بعمق أو بسطحية، غير أن ثقافة الشعوب ليست فعلًا واعيًا كبناء الثقافة الشخصية، إذ تتكون ثقافة الشعوب والمجتمعات بالزمن والتجارب والتراكم المعرفي لدى الشعوب، وبالتفاعل مع البيئة الحاضنة وما تفرضه من شروط، وما تجلبه بطبيعتها من انفتاح على الآخر أو انغلاق.

المثقف هو مرآة مجتمعه وقادر على محاورة الأفكار بموضوعية (شترستوك) كيف نميز المثقف من غيره؟

يعتمد معيار الحكم بالثقافة لشخص ما على كثرة معارفه واطلاعه، وقدرته على استحضارها واستعمالها في حديثه ومواقفه، ولكي يكون المرء مثقفًا راقيًا يجب أن يكون متنوع المشارب منفتحًا على ما لا يوافق هواه وأفكاره ومعتقداته، متفهمًا لطبيعة الاختلاف البشري، قادرًا على إظهار الموضوعية في تناول الأفكار ومعالجتها، وإلا فإنه سيكون أشبه بالبحار الذي يصر على بلوغ وجهته على الشاطئ الأبعد وقد ترامت به الأطراف وبدت له السواحل الأقرب.

يقال إن دور المثقفين يقتصر على حل المشكلات بعد وقوعها، في حين تعتمد المجتمعات على العباقرة لمنع حدوث المشكلات من أصلها، فما رأيك؟

إن هذا الاعتقاد يؤطر دور المثقفين في المجتمعات ويجعلهم أشبه بالأدوات الإسعافية التي يلجأ إليها لحل المسائل العالقة والخلافات الشائكة، وحقيقة الثقافة وأهمية المثقفين في المجتمعات تتجاوز هذه المعاني إلى مساحات أوسع وأعمق بكثير.

فالمثقفون هم واجهة المجتمعات ومرايا ها التي تعكس مدى رقيّها وثبات أعمدتها في بنيان الحضارة الإنسانية، إنهم أشبه بالأنوار التي تدور في أفلاك المجتمعات فتنير السبل وتهتدي بها الخُطا وتسمق القامات. كذلك فإن للثقافة ارتباطًا وثيقًا بالأخلاق في عموم المجتمعات، تتفاوت أهميته وفقًا للمعتقدات الدينية والقوانين المجتمعية الناظمة.

إعلان ما بين الثقافة والهوية وتعليم اللغة لغير الناطقين بها

ترتبط الهوية بالسمات والخصائص والمقومات الجوهرية التي تجعل أي شعب مطابقًا لذاته، مميزًا من غيره من الشعوب والأمم، فالهوية ثقافة، والهوية لغة، والهوية دين ومعتقد، وبهذا المعنى فإن الهوية ليست محض فسيفساء جمالية خارجية، بل هي أساس جوهري في وجود الفرد والمجتمع، فالوجود الحضاري للإنسان في هذا الكون مرتبط بهويته ارتباطًا جذريا. وقد يتساءل القارئ: وما علاقة الثقافة بتعليم اللغة؟

علاقتهما وطيدة جدا! ويمكننا أن نقول إن العلاقة بينهما علاقة تكاملية. فحين تحاول تعلم لغة ما أو تعليم لغة ما ستكتشف مدى حضور ثقافة الشعوب وأهميتها في تعلّم اللغات، فالثقافة الشعبية حاضرة في تفاصيل اللغة حضورًا بارزًا، فهل يمكن لمن يتعلم اللغة العربية أن يغفل عن جدية حضور الثقافة الإسلامية لدى الشعوب العربية؟

حاول أن تتذكر معي كثيرًا من العبارات التي ترددها كل يوم للرد على الآخرين في مفاصل كثيرة من حياتك اليومية، ستدرك أن الدعاء -على سبيل المثال- حاضر في تفاصيل أحاديثنا حضورًا متسقًا وكثيفًا، حتى بات المتحدث لا يدرك اتصال هذه العبارات بالثقافة الدينية، وصار غير المتدينين يرددونها، بل حتى العرب من أصحاب الديانات الأخرى صاروا يرددونها بسبب هيمنة الثقافة المجتمعية والبيئة الحاضنة عليهم، كقولنا: ما شاء الله! وإن شاء الله. وسأزيدك من الشعر بيتًا، بعض المسلمين من غير العرب يستعملون هذه القوالب من دون إدراك تامّ لمعانيها!

تعلم لغة جديدة يكشف تفاصيل ثقافة الشعوب وأساليب حياتها ويعزز الفهم والتواصل الإنساني (شترستوك)

ولعلك عزيزي القارئ تتذكر حين حاولت تعلم لغة أجنبية أنك صادفت تفاصيل ومواقف لا تتناسب مع ثقافتك وعقيدتك، فحين نطالع كتابًا من كتب تعليم اللغات كتعليم الإنجليزية أو غيرها، سنجد بعض النصوص المعدّة للتعليم تتحدث عن ثقافات بعيدة عن معتقداتنا كلّ البعد، وسنجد بعض الحوارات التي تدور بين الأصدقاء وهم يحتسون أنواعًا مختلفة من الشراب في نادٍ أو مقهى ليلي، فتتعلم بذلك بعض الكلمات والمصطلحات التي لم ولن تستخدمها في حياتك بوصفك مسلمًا ملتزمًا.

إعلان

في حين نجد في كتب تعلم العربية حوارات تدور في المساجد، ونصوصًا أخرى تتحدث عن التاريخ الإسلامي، وتبث عبارات إيمانية تحمل معاني الاعتقاد الإسلامي بوصفه أمرا بدهيا، كالحديث عن الجهاد في سبيل الله ومكانة الشهداء مثلا. لذلك لا يمكن أن تنفصل لغة الشعوب عن أنماطها الثقافية وعاداتها وتقاليدها.

إن تعلم لغة أي شعب من الشعوب يتصل اتصالا وثيقًا بالاطلاع على ثقافتها، فتعلم اللغات يعتمد على قراءة النصوص والمقالات وسماع الحوارات المختلفة في مواقف متنوعة من الحياة، وستدرك في رحلة تعلم لغة ما أنك في نهاية المشوار حصّلت معارف ثقافية حول أصحاب اللغة، واكتشفت أساليبهم في المعيشة ومنهجهم في التفكير ومعالجة الأمور ومحاكمتها، وستدرك أنك كوّنت فكرة واسعة عن الشعب نفسه وثقافته بمحض تعلّمك للغته، فاللغة في الحقيقة مرآة الشعوب التي تعكس ثقافاتها.

وفي مجال تعليم اللغات يعمد مبرمجو المناهج التعليمية إلى بث ثقافات الشعوب في موادهم التعليمية، إذ يرون أن ذلك يبعث في نفوس الطلاب رغبة في اكتشاف الجديد ومعرفة ما يجهلونه من طبائع الشعوب وعاداتها، ويعد محفزًا على تعلم اللغة والإحاطة بها، فيغدو اكتساب اللغة حينذاك تحصيلًا تلقائيا، إذ يرغب الطالب بفهم أهل اللغة ومعرفة أهوائهم فيجد نفسه منكبًّا على تعلم لغتهم والاطلاع على ثقافتهم.

ومن تجربتي الشخصية وجدت أن الطلاب ينكبّون على دروس القراءة والمحادثة بشوق مختلف عن دروس القواعد والإملاء، ففيها حكايات مسلّية وأفكار مختلفة عما ألفوه، كأنها نوافذ مغلقة تنفتح أمامهم على مغاليق الشعوب الأخرى، لا سيما إذا ما كان الموضوع يعكس أساليب المعيشة في المأكل والمشرب والملبس والاحتفالات، إذ تغدو مثل هذه الدروس أكثر جاذبية لدى الطلاب، بدافع الفضول أكثر من دافع الرغبة بتعلم اللغة.

اللغة مرآة تعكس عمق التجارب والعادات الاجتماعية (شترستوك) هل تعكس تعابيرنا اللغوية اليومية ثقافتنا؟

تشكل اللغة أرضًا خصبة لإظهار ثقافة الإنسان وسعة اطلاعه، ويقال في ما أُثر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه "إن الإنسان مخبوء تحت لسانه". والإنسان في الحقيقة نتاج أفكاره وخطراته، ولغته التي يلتزمها في كلامه ترسم صورته الذهنية لدى الآخرين، وأساليبه في الحديث والتعبير تبني لدى الآخرين انطباعًا عامًّا عن شخصيته وأدبه وثقافته، وتعكس خلفيته الثقافية ومشاربه الفكرية واعتقاداته الدينية أيضًا.

إعلان

فالكلمة مرآة العقل، وهي معيار السامع في الحكم على عقل المتحدِّث ومكانته، ويشهد لذلك قول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "أظلُّ أهاب الرجل حتى يتكلَّم، فإن تكلَّم سقط من عيني، أو رفع نفسه عندي"، ومثل ذلك العبارة الشهيرة التي تُنسب إلى الفيلسوف اليوناني سقراط: "تكلَّمْ حتى أراك". لذا يجب أن نكون على حذر عند التصدر للحديث، فكلماتنا ترسم وجوهنا وتحدد معالم شخصياتنا وتبني مكانتنا في المجتمع ولدى الآخرين.

مقالات مشابهة

  • مراسلة سانا: وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبد الرحمن تركو ومحافظ ‏ريف دمشق الأستاذ عامر الشيخ يفتتحان عدداً من المدارس في منطقة ‏الزبداني بريف دمشق بعد إعادة تأهيلها بالتعاون مع منظمة رحمة بلا حدود
  • وفاة المدير السابق للمكتب الفني لوزير التربية والتعليم
  • وزارة التربية والتعليم: كل ما يتعلق بامتحانات الشهادتين سيكون على ‏المعرفات الرسمية للوزارة فقط
  • ندوة بكلية التربية بجامعة القاهرة حول تمكين الطالب المعلم والذكاء الاصطناعي الأحد المقبل"
  • سايكس بيكو.. جريمة مايو التي مزّقت الأمة
  • عن قلوب الشعوب وأرواحها.. حديث في الثقافة واللغة وارتباطهما بتعليم اللغة لغير الناطقين بها
  • محافظ المنيا يعتمد نتيجة مسابقة الوظائف الإشرافية بمديرية التربية والتعليم
  • الأمة.. إشكالية الهوية فيما بعد التاريخ (1)
  • منظمة طفل الحرب تطلق لعبة تعليمية مطورة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم
  • المرشود: أسعار التذاكر في كثير من المباريات فيها جشع