عربي21:
2025-06-11@23:21:12 GMT

التحالفات الجديدة للحضور الإسلامي

تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT

ليس هناك شك المرحلة القادمة تتطلب من الحركات الإسلامية الانتقال من العزلة إلى الفعل، ومن الخطاب الدفاعي إلى المبادرة، ومن الصراعات البينية إلى التحالفات الإستراتيجية.

إن التحالفات الجديدة يجب أن تتسم بالمرونة السياسية، وتجاوز القوالب التنظيمية التقليدية، والاستفادة من المتغيرات العالمية لصالح مشروع استئناف الحضارة الإسلامية.



هذا ليس وقت الانتظار أو التردد، بل هو وقت إعادة بناء المشروع الإسلامي على أسس جديدة، ترتفع إلى مستوى "انتصار أفغانستان"، و"طوفان الأقصى"، ونجاح "ثورة سوريا"، وتجعل منها طليعة للنهضة الإسلامية الشاملة.

فقد شهدت المنطقة الإسلامية تحولات استراتيجية عميقة خلال السنوات الأخيرة، أبرزها انتصار أفغانستان على الاحتلال الأمريكي، وطوفان الأقصى الذي أعاد القضية الفلسطينية إلى الصدارة العالمية، فضلا عن انتصار الثورة السورية ونجاحها في إسقاط ديكتاتور الشام، والذي زلزل بنيان الطغيان في المنطقة.

شهدت المنطقة الإسلامية تحولات استراتيجية عميقة خلال السنوات الأخيرة، أبرزها انتصار أفغانستان على الاحتلال الأمريكي، وطوفان الأقصى الذي أعاد القضية الفلسطينية إلى الصدارة العالمية، فضلا عن انتصار الثورة السورية ونجاحها في إسقاط ديكتاتور الشام، والذي زلزل بنيان الطغيان في المنطقة
هذه التحولات لم تكن مجرد أحداث عابرة، بل كشفت عن ديناميكيات جديدة في الصراع الإقليمي والدولي، وأثبتت أن التيار الإسلامي لا يزال قوة محورية قادرة على التأثير في المشهد السياسي والاجتماعي، بل والاستراتيجي.

وفي هذا السياق، تبرز ضرورة إعادة رسم خارطة التحالفات الإسلامية، بحيث تتماشى مع طبيعة التحديات الراهنة، وتعزز مكاسب الحركات الإسلامية، وتمنحها القدرة على تحقيق أهدافها الاستراتيجية في ظل المتغيرات العالمية والإقليمية.

فليس هناك شك أننا بصدد تغير في موازين القوى الدولية بدأ من انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، الذي مثَّل تراجعا واضحا لنفوذها العسكري في المنطقة، كما نشهد تصاعد النفوذ الصيني والروسي، مما يفتح فرصا جديدة للمتضررين من هيمنة القطب الواحد ولتوسيع دائرة تحالفاتها. ومن المهم أيضا رصد تفكك وتصدع بنية بعض الأنظمة العربية الموالية للغرب، والتي ألقت بنفسها في أحضان المشروع الصهيوني، وهو بلا شك مما يضعف المعسكر المعادي للتيار الإسلامي ولشعوب المنطقة.

كما أن نجاح "طالبان" في فرض سيطرتها بعد 20 عاما من الاحتلال الأمريكي يعيد الأمل بإمكانية استعادة السيادة الإسلامية، وطوفان الأقصى الذي قادته حركة "حماس" نزل كالصاعقة على الكيان الصهيوني ووضع القضية الفلسطينية في صدارة المشهد، وهو مما يعزز الحاجة إلى تحالفات تدعم المقاومة، والثورة السورية التي قادها تحالف "هيئة تحرير الشام" والتي صمدت رغم القمع والمجازر، تُظهر أن الشعوب قادرة على كسر الطغيان، وهو مما يستدعي توسع التحالفات لدعم استمرار الحراك الثوري وهزيمة الطغيان.

لكن كل هذا لم يمنع من استمرار العديد من التحديات الموجهة للتيار الإسلامي ابتداء من الحصار السياسي والأمن، والحملات الإعلامية الهادفة إلى تشويه صورة الإسلاميين وربطهم بالإرهاب، فضلا عن استمرار محاولات التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، وفرض أجندات الهيمنة الثقافية والاقتصادية.

ولضمان نجاح التحالفات الضرورية لتحقيق الأهداف، يجب اعتماد عدة مبادئ مثل:

1- الوحدة في التنوع من خلال تجاوز الخلافات الأيديولوجية بين التيارات الإسلامية المختلفة، والتركيز على القضايا المشتركة مثل مقاومة الاحتلال والاستبداد.

2- الواقعية السياسية الضرورية للتحالف مع القوى المؤثرة بغض النظر عن الاختلافات الفكرية، وبناء علاقات دبلوماسية متوازنة مع الدول غير الإسلامية التي تتبنى مواقف مناهضة للصهيونية والهيمنة الغربية.

3- توسيع قاعدة التحالفات وعدم الاقتصار على التحالفات الإسلامية، بل ومد الجسور مع القوى الشعبية الثورية والمناهضة للهيمنة الغربية.

4- التكامل بين العمل السياسي والمقاومة من خلال دعم المقاومة المشروعة ضد الاحتلال، بالتوازي مع السعي لتشكيل أنظمة حكم عادلة ومستقرة.

وحتى نقف على مستويات التحالفات المطلوبة لا بد من إدراك الأبعاد والمستويات الإسلامية والشعبية والدولية للتحالفات، فلا بد أولا من توحيد الجهود بين الحركات الإسلامية ذات الخلفيات الفكرية المتنوعة، وذلك من خلال إنشاء منصات تنسيق مشتركة لمحاصرة الخلافات البينية وتعزيز التعاون.

كما من المهم فتح الباب على مصراعيه للتحالفات مع الحركات الثورية والشعبية التي تناضل ضد الاستبداد، والتعاون مع النقابات والاتحادات العمالية والشبابية لدعم مسار التحولات السياسية.

ومما ينبغي أن يكون محلا لتركيز الحضور الإسلامي الجديد التحالف مع الدول التي تتبنى المشروع الإسلامي، وإن بأشكال مختلفة، وبناء علاقات استراتيجية معها كدول داعمة للتوجه الإسلامي، والاستفادة من التقارب مع القوى الدولية مثل الصين وروسيا في ظل الصراع الدولي المتغير، ومحاولة توظيفه لصالح استقلالية القرار الإسلامي.

كما يدخل في ذلك التحالفات مع القوى العالمية المناهضة للهيمنة الغربية وإقامة علاقات مع الحركات المناهضة للعولمة والاستعمار الجديد في أوروبا أو أمريكا اللاتينية على السواء، والتنسيق مع قوى اليسار المناهضة للصهيونية في الغرب.

لقد أصبح من الضروري بمكان تحديد الأهداف الاستراتيجية للتحالفات الإسلامية الجديدة حيث دعم القضية الفلسطينية وجعل دعم المقاومة الفلسطينية محورا للتحالفات الجديدة، وفي هذا الإطار يجب أن يتقدم هدف التصدي لموجات التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي.

كما ليس هناك شك في أن تعزيز استقلالية القرار الإسلامي يعتمد على بناء اقتصادات مقاومة تقلل من التبعية للقوى الغربية، ودعم المشاريع الإعلامية التي تروج لخطاب الإسلام الحضاري والمقاوم.

وفي هذا الإطار يلزم إعادة تعريف الصراع في المنطقة ونقل الخطاب من صراع داخلي بين الحركات الإسلامية والأنظمة المستبدة، إلى صراع تحرري عالمي ضد الهيمنة الغربية والصهيونية، والعمل على خلق قوة إسلامية فاعلة دوليا، وتنشيط دور التيار الإسلامي في المنظمات الدولية والإقليمية، وإنشاء كتل سياسية إسلامية قادرة على التأثير في القرارات الدولية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه التحالفات ثورة سوريا سوريا ثورة تحالف اسلامي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحرکات الإسلامیة القضیة الفلسطینیة فی المنطقة مع القوى

إقرأ أيضاً:

«الشارقة الإسلامي» يدرج صكوكاً بـ 500 مليون دولار في ناسداك دبي

 

دبي (الاتحاد)
أدرجت في ناسداك دبي صكوك الشريحة الأولى الإضافية «AT1» بقيمة 500 مليون دولار والصادرة عن مصرف الشارقة الإسلامي.
وأُصدرت هذه الصكوك الدائمة، غير القابلة للاستدعاء قبل مرور ست سنوات، من قبل الجهة المُصدرة«SIB Tier 1 Sukuk IIND Ltd»، وهي متوافقة مع متطلبات بازل 3، وحظيت الصكوك بإقبال قوي من المستثمرين الإقليميين والدوليين، ما يوفر للمصرف رأس مال إضافياً لدعم خططه للنمو طويل الأجل.
بهذا الإدراج، ارتفعت القيمة الإجمالية للصكوك المدرجة من قبل مصرف الشارقة الإسلامي في ناسداك دبي إلى 2.5 مليار دولار، من خلال خمس عمليات إدراج، ما يعزز الدور الاستراتيجي لدبي في تطوير منظومة أسواق رأس المال الإسلامية.
واحتفالاً بعملية الإدراج، قرع أحمد سعد، نائب الرئيس التنفيذي لمصرف الشارقة الإسلامي جرس افتتاح جلسة التداول في ناسداك دبي، إلى جانب حامد علي، الرئيس التنفيذي لناسداك دبي وسوق دبي المالي.
وقال أحمد سعد إن إدراج صكوك رأسمالية دائمة ضمن الشريحة الأولى الإضافية لرأس المال بقيمة 500 مليون دولار في ناسداك دبي خطوة استراتيجية تعزز مكانة مصرف الشارقة الإسلامي مؤسسة مالية رائدة تتمتع بثقة المستثمرين محليًا ودوليًا، ويأتي هذا الإصدار ليدعم خططنا طويلة المدى للنمو، ويعزز قاعدة رأس المال، وفق متطلبات بازل 3، بما يرسّخ متانة مركزنا المالي.
وأكد أهمية الشراكة المستمرة مع ناسداك دبي، المنصة الرائدة التي تمثل نافذة شاملة على الأسواق العالمية، وتوفر بيئة محفزة لجذب رؤوس الأموال، مشيراً إلى أنه من خلال هذا الإدراج، يؤكد مصرف الشارقة الاسلإمي التزامه بدعم جهود دولة الإمارات في ترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً للتمويل الإسلامي، والمساهمة الفاعلة في نمو واستدامة هذا القطاع الحيوي.
من جانبه، أكد حامد علي، الرئيس التنفيذي لناسداك دبي وسوق دبي المالي أن هذا الإدراج خطوة مهمة تتجاوز جمع رأس المال، إذ تعكس تحولاً شاملاً تقوده مؤسسات إقليمية رائدة، مثل مصرف الشارقة الإسلامي، نحو تطوير وتنويع أسواق الدين المحلية.
وأوضح أنه مع تنامي الطلب على أدوات استثمارية متنوعة ومتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، تواصل ناسداك دبي ترسيخ مكانتها مركزاً موثوقاً للابتكار في قطاع التمويل الإسلامي، ويُشكل الزخم المتواصل في إصدارات الصكوك دليلاً ملموساً على نضج المنظومة المالية، التي أصبحت تجمع بين التطلعات المحلية وتدفقات رؤوس الأموال العالمية.
وأضاف أن العلاقة المتواصلة مع مصرف الشارقة الإسلامي تؤكد الدور الاستراتيجي الذي تؤديه المؤسسات المالية في بناء أسواق رأس مال قوية تواكب تغيرات المستقبل في دولة الإمارات وخارجها.
وبهذا الإدراج، بلغت القيمة الإجمالية للصكوك المدرجة في ناسداك دبي 95.7 مليار دولار، ما يرسّخ مكانتها واحدة من كبريات الوجهات العالمية لإدراج أدوات الدخل الثابت المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
وتجاوز إجمالي سوق أدوات الدين في ناسداك دبي 136 مليار دولار موزعة على 160عملية إدراج، ما يعكس الثقة المتزايدة من المستثمرين الدوليين بمكانة دبي وجهة رئيسة تربط تدفقات رأس المال بين الشرق الأوسط والعالم.

أخبار ذات صلة «الشارقة الإسلامي» يعلن تسعير إصدار صكوك بقيمة نصف مليار دولار ناسداك دبي تستحوذ على 70% من إصدارات السندات والصكوك الخليجية في الربع الأول

مقالات مشابهة

  • المسيرة العالمية إلى غزة.. مصر تطلب موافقات مُسبقة لزيارة المنطقة الحدودية
  • المفوضية تدعو مخولي التحالفات والأحزاب السياسية لتسلّيم قوائم المرشحين
  • أحاديث نبوية أهملها الفقه السياسي الإسلامي (1)
  • “التعاون الإسلامي” تدين قرصنة الاحتلال الإسرائيلي على سفينة كسر الحصار عن غزة
  • اجتماع في بلدية الجديدة بحث في أزمة النفايات المتفاقمة في بلدات عدة
  • التعاون الإسلامي: مخططات إسرائيلية للاستيلاء على مناطق بالضفة الغربية
  • التحالفات بوابة الأحزاب لـ ماراثون الانتخابات البرلمانية 2025 | تفاصيل
  • «الشارقة الإسلامي» يدرج صكوكاً بـ 500 مليون دولار في ناسداك دبي
  • «التعاون الإسلامي» تُدين اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على سفينة «مادلين»
  • جريمة قرصنة دولية.. الجهاد الإسلامي تدين اقتحام قوات الاحتلال للسفينة مادلين