شهد أتيليه العرب للثقافة والفنون برئاسة الناقد التشكيلي هشام قنديل، بجاليري ضي الزمالك، افتتاح المعرض الشخصي العاشر للفنانة التشكيلية الدكتورة سماء يحي، بحضور الفنانين محمد عبلة وسمير فؤاد وجمال القصاص وعبد الوهاب عبد المحسن.

يحمل المعرض عنوان «سوق ديانا.. سيرة الناس والحاجات»، وتستمر فعالياته ثلاثة أسابيع، ويضم المعرض 40 عملا تشكيليا جديدا بفكر مختلف خارج عن المألوف والنمطية.

والفنانة الدكتورة سماء يحي واحدة من أبرز التشكيليات المصريات، حصلت علي جوائز مهرجانات مهمة، ونالت درجة الدكتوراه من كلية التربية الفنية جامعة حلوان برسالة بعنوان (فلسفة الحضارة الهندوسية في التصوير الشعبي الجنوب آسيوي كمدخل لإنتاج أعمال تصويرية معاصرة) عام 2009، وهي عضو نقابة الفنانين التشكيليين.

وداخل معرض «سوق ديانا»، تكشف سماء يحي سيادة ثقافة التخلي عن الذكريات من قبل أجيال تعاقبت، ربما يرجع السبب في ذلك إلى التكنولوجيا وظهور الحواسب الآلية والهواتف المحمولة، وظن كثيرون أن «هارد ديسك» يختزن صورا كافية تماما للتخلي عن الأشياء الجميلة والذكريات، وربما ساد التساؤل واللوم على ألسنة جيل عشريني لمن سبقوه: «كيف كانت حياتكم قبل ظهور الهاتف المحمول والانترنت، وكيف كنتم تطيقون يومياتكم؟».

ومن وسط القاهرة العامرة بالناس وحكاياتهم، جمعت الفنانة الدكتورة سماء يحي مقتنيات من باعوا الأحلام والذكريات، وربما الأعمار، كلها لم تعد «موضة» مناسبة لهم وأغلبها يخص من سبقوهم، لكن من العجيب أن تجد بينها ذكريات سعيدة وصور قريبة تخلى عنها أصحابها، إذا ما قبلت استغناءهم عن الأشياء، لكن كيف لهم التخلي عن الذكريات الخاصة والصور وكل ما يرمز للأحداث السعيدة في حياتهم.

وكل قطعة على أرض السوق قمت بجمعها تمثل إنسانا يحكي لك حكايته، كل أسبوع يحتل سوق ديانا المنطقة الممتدة ما بين شارعي الألفي وعماد الدين في منطقة الأزبكية بوسط القاهرة، سوق كبير تباع فيه الذكريات على الرصيف، صور قديمة، أوراق، أسهم وسندات، كتب وبوابير جاز، أجهزة راديو وتلفاز، شرائط كاسيت وجوابات، أثاث وأطقم شربات، لعب وآلات، حتى الأوسمة والنياشين، عقود وماكياج، أحلام وأحلام، وأحلام، دموع وأفراح وحكايات، هزائم وانتصارات، سوق كبير لكل ما تخلى عنه الزمن ونساه، تشعر وأنت تجوب الشوارع المحيطة بسينما ديانا أن كل المعروض على الأرصفة يصارع معركته الأخيرة ليدخل حيز ذاكرة جديدة في محاولة يائسة لهزيمة النسيان»، هكذا تعلق سماء يحي على محتويات معرضها الشيق الذي يمثل بكائية لكل من يتخيل أن سيرته ومقتنياته وأشياءه قد تتحول إلى سلعة تباع على رصيف.

يفرض معرض الفنانة الدكتورة سماء يحي على زواره فتح حوار شيق معها، حول عينيها التي تنتقي الأشياء لتضمها وتعكسها بصورة لائقة إلى عشاق الفن َالجمال، لكنها تأخذ زوار المعرض في لحظة تخيل إلى ما يمكن أن تكون عليه الحياة بعدهم، دون ذكرياتهم ومقتنياتهم وأشيائهم، وربما لام بعضهم نفسه عما فرط فيه من تفاصيل آنية أو ماضية من مراحل حياته.

اقرأ أيضاًمركز مصر الثقافي الإسلامي وكاتدرائية «ميلاد المسيح».. مصر دولة «الوحدة الوطنية»

مصر والملك تشارلز الثالث.. «من يشرب من ماء النيل يعود إليه»

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

اتفاقية تعاون بين المجلس الأعلى للآثار ومتحف قصر هونج كونج لتنظيم معرض أثري

وقع الدكتور محمد إسماعيل الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور لويس نج مدير متحف قصر هونج كونج، اتفاقية تعاون مشترك لتنظيم معرض أثري مؤقت بعنوان "مصر القديمة تكشف عن نفسها: كنوز من المتاحف المصرية"، والمقرر إقامته بمتحف قصر هونج كونج، خلال الفترة من 18 نوفمبر 2025 حتى 31 أغسطس 2026.

جرت مراسم التوقيع بمدينة هونج كونج بجمهورية الصين الشعبية، بحضور السفير باهر شويخي قنصل مصر العام في هونج كونج، والسيدة بيتي فانج الرئيس التنفيذي لهيئة منطقة غرب كولون الثقافية، والأستاذ مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، والمستشار محمد أشرف المستشار القانوني لوزارة السياحة والآثار، إلى جانب عدد من ممثلي الجانبين.

ويضم المعرض نحو 250 قطعة أثرية متميزة، تم اختيارها من مجموعة من المتاحف المصرية، من بينها متاحف كل من المصري بالتحرير، والأقصر للفن المصري القديم، والقومي بالسويس، وسوهاج القومي، بالإضافة إلى قطع أثرية حديثة الاكتشاف من منطقة سقارة الأثرية، وكذلك مجموعة مختارة من القطع المعروضة حاليًا بمتحف شنغهاي ضمن معرض "قمة الهرم: حضارة مصر القديمة".

ويُسلط المعرض الضوء على 3 محاور رئيسة هي مصر الملكية، عصر توت عنخ آمون، واكتشافات سقارة الأثرية.

وعقب مراسم التوقيع، أقيم مؤتمر صحفي عالمي للاحتفال بهذه الشراكة، شهد حضوراً إعلامياً واسعاً من وسائل الإعلام المحلية والدولية.

وفي كلمته خلال المؤتمر، أكد الدكتور محمد إسماعيل خالد أن المعرض يمثل نافذة حضارية تطل على أكثر من خمسة آلاف عام من تاريخ مصر، وبداية لرحلة ثقافية استثنائية تعزز التعاون المشترك بين مصر والصين، مشيراً إلى أن المعرض يمثل حواراً حضارياً عابراً للزمن، يجمع بين الماضي والحاضر، ويُعبر عن القيم الجمالية والإبداعية بين حضارتين عظيمتين.

وأوضح أن اختيار مجموعة من القطع المعروضة حالياً في معرض شنغهاي يعكس النجاح الكبير الذي حققه هذا المعرض، والإقبال الواسع من الجمهور الصيني، معرباً عن ثقته في أن معرض هونج كونج سيُحقق النجاح ذاته، وسيقدم تجربة ثقافية ثرية ومتميزة.

وفي ختام كلمته، وجه الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار دعوة مفتوحة إلى مواطني هونج كونج وشعوب آسيا والعالم لزيارة المعرض والتعرف على روائع الحضارة المصرية العريقة، مؤكداً على أن هذا المعرض هو بداية لآفاق جديدة من التعاون الثقافي والأثري بين مصر والصين.

من جانبه، أعرب الدكتور لويس نج، عن اعتزازه بهذا التعاون، مؤكداً على أن الصين ومصر تمثلان منبعاً لحضارتين من أقدم الحضارات الإنسانية، وتربطهما علاقات ثقافية وتاريخية راسخة، وأشار إلى أن المعرض يُعد محطة فارقة في مسيرة التبادل الثقافي بين البلدين، ويجسد التزام المتحف بدعم الحوار بين الحضارات وتعزيز الفهم المتبادل عبر الثقافة.

وقال مؤمن عثمان إن من بين القطع الأثرية التي سيتم عرضها تمثالاً كبيراً للملك توت عنخ آمون، وتمثال الكاتب المصري الشهير، ومومياوات لقطط، وتمثالاً للمعبودة "باستت" تحمل صلاصل موسيقية، وتمثالاً ضخماً للملك إخناتون، وتمثالاً للمعبود أنوبيس، إلى جانب مجموعة من القطع الفريدة التي تُعرض لأول مرة خارج مصر.

مقالات مشابهة

  • إبداعات يدوية تزيّن معرض التقنية والفن الحرفي بعبري
  • افتتاح معرض البُردة في متحف الآغا خان بكندا
  • حلب تستعيد وهجها الثقافي عبر معرض دوري للكتاب لأول مرة منذ عقود
  • اتفاقية تعاون بين المجلس الأعلى للآثار ومتحف قصر هونج كونج لتنظيم معرض أثري
  • توقيع اتفاقية بين الأعلى للآثار ومتحف قصر هونج كونج لتنظيم معرض مصر القديمة
  • جامعة صحار تنظم معرضًا للتصوير الضوئي والفنون التشكيلية
  • وزير الفلاحة يفتتح “معرض الماعز” بشفشاون بدون ماعز
  • فرص تسويقية متميزة للجمهور في معرض صنع في دمياط
  • معرض أغريتكس الدولي ينطلق غداً في دمشق
  • 27 يونيو.. متحف نجيب محفوظ يفتتح معرض «الجمالية في عيون عشاقها»