قال خبير إسرائيلي إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تنجح في تعزيز حكمها وإعادة تأهيل البنية التحتية في قطاع غزة بسرعة.

وسخر الخبير في شؤون حماس إيال عوفر في مقال نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية من الادعاءات الإسرائيلية بتفكيك الحركة والحيلولة دون عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة بسبب الدمار الهائل في البنية التحتية هناك، وقال إن حكومة حماس تسعى إلى إعادة تأهيل سريعة للبنية التحتية للمياه وتطهير الطرق الرئيسية من الأنقاض لتشجيع عودة المزيد من النازحين الذين وصلوا حتى الآن إلى نحو نصف مليون.

واستهل الخبير مقاله بتصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أمس التي قال فيها "إن المطلب الرئيسي هو العودة إلى القتال حتى انهيار نظام حماس وعدم مغادرة طريق فيلادلفيا مرة أخرى"، وقال إن "كبار مسؤولي حماس سيجلسون ويضحكون عليها".

ويعتقد عوفر أنه حتى لو خاض الجيش الإسرائيلي معركة أخرى بهدف تفكيك حماس وسحق البنية التحتية في دير البلح أو النصيرات حيث توجد كتيبتين لحماس لم يقم الجيش الإسرائيلي بخوض معارك ضدهما، فإن حماس "تمكنت من تعزيز حكمها في شمال قطاع غزة، وعاد أكثر من نصف مليون شخص بالفعل إلى مدينة غزة وشمال القطاع".

إعلان

ويضيف "رغم أن أجزاء معينة من شمال قطاع غزة، ولا سيما بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا للاجئين والأجزاء الشرقية من الشجاعية قد دمرت بشكل كبير، ولكن، كما رأينا بوضوح في أشرطة الفيديو لإطلاق سراح الرهائن، فإن الجزء الأوسط من مدينة غزة ومعظم المنطقة الغربية لم تتعرض لأضرار شديدة".

ويشير في هذا السياق إلى إصرار سكان غزة على العودة وإعادة بناء منازلهم، ويقول " بالنسبة لهم فطالما أن البناء موجود وهناك سقف فهذه بداية مناسبة، إذ لا يوجد نقص في عمال البناء في غزة الذين يعرفون كيفية سد الثغرات في الجدار".

وتحدث عن دخول شاحنات مساعدات من تركيا عبر معبر كرم أبو سالم، مع 10 آلاف خيمة حتى اليوم، وقال إن ذلك يؤكد أن حماس ستعمل بسرعة على نصب مخيمات النازحين في شمال قطاع غزة، على مقربة من الحدود الإسرائيلية، ويقول "تعرف حماس جيدا ما هي احتياجاتها العاجلة: إعادة تأهيل البنية التحتية للمياه وتطهير الطرق الرئيسية من الأنقاض، وإعادة بناء وتصميم شبكة الصرف الصحي".

حماس تهتم بسكان غزة

ويشير عوفر إلى الجهود التي تبذلها الحكومة في غزة لتثبيت النازحين العائدين بالقول "في الوقت الذي يقال فيه للجمهور الإسرائيلي إن نصف النازحين الذين عادوا إلى الشمال قد غادروا مجددا إلى الجنوب، فتحت حماس موقعا إلكترونيا يطلب فيه من أي شخص عاد إلى الشمال تحديث عنوانه الجديد والحضور فعليا إلى أحد مراكز الأونروا من أجل إثبات أنه عاد بالفعل إلى الشمال، وذلك من أجل تسجيله للحصول على مساعدات غذائية من برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة، وتسجيله في الموقع الإلكتروني لوزارة الطاقة التابعة لحماس للحصول على أسطوانات الغاز".

وعن عودة معبر رفح للعمل، ينسف الخبير الإسرائيلي ادعاءات الناطق بلسان رئيس الوزراء بأن السلطة الفلسطينية لا تشغل معبر رفح وأن مشاركتها الوحيدة هي ختم جوازات السفر، ويقول "من المؤكد أن حماس تضحك لأنها تعرف الحقيقة: المعبر تديره قوة تابعة للسلطة الفلسطينية تحت قيادة عقيد (العقيد فارس الرفاعي) من شرطة غزة (الذي سيحصل قريبا على ترقية إلى رتبة عميد)، وهو رجل أثبت أنه يعرف كيف يتوافق جيدا مع نظام حماس".

إعلان

كما يلفت الانتباه إلى تركيز حماس على الاستفادة من افتتاح معبر رفح، واستلام البضائع من هناك بطريقة طبيعية، خاصة وأنهم مهتمون بآلاف الكرفانات التي ستصل من مصر.

ويقول إن حماس أثبتت لسكان غزة أنها تهتم بمعاناتهم، حيث أصبح مطلبهم الرئيسي بإنهاء وضع اللاجئين في جنوب قطاع غزة أكبر إنجاز لها، وقد أعلنت أن عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة ليست سوى المرحلة الأولى على طريق عودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم المحتلة.

ويتحدث عوفر عن تكتيك حماس بعدم إظهار أنها الحاكمة في قطاع غزة حتى تسمح للمساعدات الدولية بالتدفق للشعب الفلسطيني، ويرى أن حماس تفهم الوضع جيدا، لأن إعادة الإعمار الكاملة لقطاع غزة وإصلاح بنيتها التحتية يتطلب مبالغ هائلة من المال (البنية التحتية وإزالة الأنقاض فقط تتطلب 18 مليار دولار، وفق تقديرات فلسطينية)، ويقول "هي تدرك جيدا أنه من أجل وصول هذا المبلغ الكبير من المال لإعادة الإعمار، ليس أمام حماس خيار وعليها التخلي عن السلطة، على الأقل رسميا، ووضع السلطة الفلسطينية أو نوع من الحكومة مثل لجنة الخبراء أو حكومة التكنوقراط. لأنه طالما أن حماس هي الحكومة الرسمية، فإن الأموال الكبيرة لن تأتي".

ويختم الخبير في شؤون حماس مقاله بالزعم أن الحركة تفكر على المدى الطويل في كيفية السيطرة على السلطة الفلسطينية من الداخل في عملية قد تستغرق 5 إلى 10 سنوات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات البنیة التحتیة شمال قطاع غزة إعادة تأهیل أن حماس

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: تل أبيب ترفض مهلة عامين لنزع سلاح حماس وتصر على أشهر فقط

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن إعلام إسرائيلي، قال إن تل أبيب ترفض مهلة عامين لنزع سلاح حماس وتصر على أشهر فقط.

عكاشة: إسرائيل تعطل تنفيذ اتفاق غزة وتراوغ للتهرب من المرحلة الثانيةقصف مدفعي إسرائيلي وإطلاق نار كثيف شرق غزة


وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن إسرائيل عازمة على القضاء على جميع قدرات حركة "حماس".


ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن كاتس، قوله: إن إسرائيل حققت معجزة- على حد قوله-؛ باستعادتها جميع الأسرى الأحياء.


وأضاف كاتس: "لن تبقى أي تهديدات دون مُعالجتها".


بدوره، صرح رئيس الأركان إيال زامير، بأن "الخط الأصفر" الذي يقسم قطاع غزة إلى أراضٍ تسيطر عليها حماس وأراضٍ تسيطر عليها إسرائيل، هو خط حدودي جديد، سيعمل كخط دفاع أمامي، وخط عمليات، على حد قوله.


وقال زامير- خلال جولة لتقييم للوضع في قطاع غزة زار خلالها بيت حانون وجباليا- "لن نسمح لحماس بإعادة تأسيس وجودها، نعمل لإحباط التهديدات وإزالتها في جميع المجالات، لن نتهاون مع التهديدات الموجهة ضد قواتنا، وسنرد على أي محاولة، لدينا حرية العمل، سواء هنا في القيادة الجنوبية أو في جميع المجالات".


وأكد أن "الغالبية العظمى من الرهائن قد عادوا، لكن المهمة لن تكتمل إلا بعودة آخر رهينة، السارجنت ران جفيلي".

طباعة شارك حماس إعلام إسرائيلي القاهرة الإخبارية

مقالات مشابهة

  • إصلاح كسر خط المياه وتعزيز البنية التحتية بالمناطق الصناعية في العاشر من رمضان
  • بعد انسحاب إسرائيل .. حماس تعيد بناء سلطتها في غزة
  • "الشورى" يدعو لاستخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة مشاريع البنية التحتية
  • وزير الثقافة: مصر تتبنى توجهًا يقوم على تطوير البنية التحتية الثقافية وتمكين المبدعين
  • التموين: تطوير البنية التحتية لتخزين الحبوب
  • إعلام إسرائيلي: تل أبيب ترفض مهلة عامين لنزع سلاح حماس وتصر على أشهر فقط
  • لواء إسرائيلي يحذر من سيناريو يوم القيامة: 7 أكتوبر سيكون صغيرا أمامه
  • الإٍسكان: 750 مليار جنيه تكلفة تنفيذ مشروعات البنية التحتية منذ 2014
  • الخطيب: ضخ 500 مليار دولار استثمارات لتطوير البنية التحتية وبناء شبكات طرق وموانئ
  • حماس والصليب الأحمر يستأنفان البحث عن جثة محتجز إسرائيلي