الحاج أبوحنان رجع تانى عبارة أطلقها المصريون بعد عودة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للبيض الأبيض.. والحقيقة لقب أبوحنان يرجع للإعلامى عمر أديب فهو أول من أطلق لقب أبو حنان على ترامب فى ولايته الأولى للبيض الأبيض فى ٢٠١٦ وظهور نجلته ايفانكا ترامب فى البيت الأبيض وعملها مستشارة غير رسمية لوالدها، وتتمتع إيفانكا ترامب بجمالها الخارق وإطلالتها الجذابة.
ولقب أبوحنان يعود فى الأصل إلى عبارة رددها الفنان حجاج عبد العظيم فى مسرحية «حكيم عيون» على والد الفنانة مريم نوح (حنان) والذى كان يرغب فى علاج عيون مريم عند طبيب العيون المرحوم علاء ولى الدين (نادر) والذى كان فى الأصيل تمرجى وليس طبيباً للعيون..وبعد عودة أبو حنان للبيض الأبيض كان له العديد من التصريحات والقرارات المثيرة للجدل والعجب..ضمن هذه القرارات هو تهجير الفلسطينيين من فلسطين وترحيلهم إلى مصر والأردن وعدد من الدول.. الغريب والعجيب أن ترامب يقوم بترحيل المهاجرين الغير شرعيين من أمريكا ويقول أن أمريكا للأمريكيين.. فلو أن أبوحنان صاحب مبدأ وقناعة من ترحيل المهاجرين الغير شرعيين فعليه أن يأمر بترحيل الإسرائيلين من فلسطين وليس العكس.. الإسرائيليون هم من اتوا من أمريكا وأوروبا ودول أخرى إلى فلسطين فهم المهاجرون الغير شرعيين ومن الأولى ترحيلهم وليس ترحيل أصحاب الأرض الأصليين وهم الفلسطينيون!..
الشعب الفلسطينى يا أبو حنان ليس مهاجراً غير شرعى ليتم ترحيله إلى أراضى أخرى.. الأراضى هى أراضيهم والمنازل التى دمرتها إسرائيل منازلهم، وسوف يعيدون بنائها..الفلسطينيون هم أصحاب الديار..يا أبو حنان الفلسطينيون الذين هجّروا من ديارهم هجٌروا قسروا منذ عام ٤٨ وحتى اليوم.. رد مصر وقيادتها السياسية وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسى جاء واضحا وضوح الشمس فى نهار يوليه برفض تهجير الفلسطينيين وفى تصريحات واضحة وحاسمة وجازمة أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى ردا على تصريحات أبو حنان قائلاً: «هذا الظلم التاريخى لا يمكن لمصر المشاركة فيه، مضيفا إن موقف مصر تاريخى فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والمتمثل فى إقامة الدولة الفلسطينية والحفاظ على مقومات تلك الدولة وبالأخص شعبها وإقليمها».
وفى رسالة طمأنة للشعب المصرى قال: «بطمئن الشعب المصرى أنه لا يمكن أبدا التساهل أو السماح بالمساس بالأمن القومى المصرى»،
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن «الحل لهذه القضية هو حل الدولتين وإيجاد دولة فلسطينية وهذه حقوق تاريخية لا يمكن تجاوزها.
واختتم حديثه قائلا: «تهجير الفلسطينيين ظلم لا يمكن أن نشارك فيه». أليس هذا كافيا للرد على أبوحنان؟
من ناحيتها ردت المملكة الأردنية الهاشمية برفضها لتصريحات ترامب وقالت: الأردن يرفض تهجير الفلسطينيين إلى خارج أراضيهم وترفض إقامة وطن بديل للفلسطينيين.. وترفض حل القضية على حساب الأردن.
وزراء خارجية عدد من الدول العربية من بينهم مصر والسعودية وقطر والإمارات والأردن وممثل عن دولة فلسطين عقدوا اجتماعا فى القاهرة وأصدروا بياناً عبروا فيه عن رفضهم القاطع لأى خطط لضم إسرائيل لأراضٍ فلسطينية، مؤكدين أن ذلك سيجعل حل الدولتين غير قابل للتطبيق، وسيدفع المنطقة نحو مزيد من التوتر وعدم الاستقرار.
كما أكدوا أن ترحيل الفلسطينيين من أراضيهم يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولى وتهديدًا للأمن الإقليمى، وأشار الوزراء إلى دعمهم الكامل لرفض الفلسطينيين مغادرة أراضيهم، مشيرين إلى أن أى محاولات لتهجيرهم ستزيد من تعقيد مشكلة اللاجئين وتضيف تحديات جديدة، ما يعمق الأزمة ويفاقم النزاع.. فهل يكف أبوحنان عن تصريحاته المتكررة بترحيل الفلسطينيين إلى مصر والأردن وقوله المتكرر بأنهم سيفعلون أى سيقبلون التهجير؟
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ترحيل الفلسطينيين الرئيس عبدالفتاح السيسي البيت الأبيض تهجیر الفلسطینیین أبو حنان لا یمکن
إقرأ أيضاً:
"البيت العود" في مطرح
أنور الخنجري
كان صباحًا من تلك الصباحات التي تنبض بالحياة في المناطق الساحلية، حيث تعانق أشعة الشمس صفحة الماء الصافية، فتبدو كمرآة شفافة تمتد في الأفق، متجاوزة اليخوت السلطانية والسفن السياحية الفاخرة وقوارب الصيادين التي تتناثر على ساحل سوق الأسماك في مطرح.
هناك، في تلك البقعة المعروفة بـ"الشارع البحري" أو "الكورنيش"، وفي هذه المدينة العريقة التي كانت في زمن ما مرسى لأساطيل البرتغاليين، والإسبان، والعثمانيين، والفرنسيين، والهولنديين، والبريطانيين، تستعرض قواها أمام صمود الأسطول العُماني الفذ، إلى جانب تلك السفن التجارية القادمة من شرق المعمورة وغربها، وما تحمله في خاناتها من سلع وبضائع خاصة بالتجار العمانيين، وجلها كانت ترد عن طريق وكلاء الشحن المحليين ومنهم الحاج علي بن عبداللطيف فاضل، التاجر والوجيه المطرحي البارز، الذي يعود إليه الفضل -بعد الله سبحانه وتعالى- في بناء هذا الصرح المعروف بـ"البيت العود" أو "بيت الحاج علي" كما يسميه عامة الناس، و"البيت العود" بالمصطلح العماني هو البيت الكبير أو بيت كبير العائلة، ويعود تاريخ تشييده لأكثر من 100 عام.
يصعب على الزائر أن يخطئ رؤية هذه الأيقونة المعمارية المطلة على شاطئ مطرح، بواجهتها البحرية الخلابة، وشرفاتها الواسعة، وأقواسها الضخمة، ونوافذها الخشبية المطلية باللون الأزرق، ومشربياتها المتقنة، التي تثير الحيرة والتأمل؛ حيث يقف الزائر أمامها متأملًا حائرًا بين ماضٍ يبدو كأنه خرج من صفحات التاريخ، وحاضر لا يخلو من ملامح تجربة فريدة في هندسة البناء، مما يثير تساؤلات عدة؛ هل هي عمارة عُمانية؟ أم هندو - أوروبية؟ أم مستلهمة من طراز البيوت الشاطئية الانجلو - فرنسية، أو تلك المطلة على مضيق البوسفور؟
كثيرة هي التساؤلات، لكن هذه التفاصيل الدقيقة هي التي تمنح مطرح نكهتها الخاصة، ولولاها لكان الشاطئ كبقية الشواطئ، بمياهه الفيروزية ورماله الناعمة. لكنه لم يكن كذلك؛ لقد كان مسرحًا لتجربة حضارية فريدة، انصهرت فيه ثقافات وخلفيات وأعراق متعددة، لتشكل أول مدينة اقتصادية في البلاد، لها قوانينها وتعاملاتها التجارية الخاصة.
وفي هذا السياق، مارسَ الحاج علي بن عبداللطيف فاضل وذريته دورًا محوريًا في تاريخ المدينة، إذ كانت لهم وكالات تجارية واسعة مع تجار الأسواق المحلية والعالمية، ومع شركات ما وراء البحار في آسيا وإفريقيا وحتى أوروبا وأمريكا. فقد شملت وارداته وصادراته سلعا مختلفة من كل تلك المناطق، وكان شهبندر التجار هذا محل تقدير ومكانة من الحكام والأعيان، ومنهم السلطان سعيد بن تيمور، الذي حل ضيفًا مرحبًا به في "البيت العود" في أواخر أربعينيات القرن الماضي وبصحبته عدد من أصحاب السمو والأعيان والتجار، في مناسبة لا تزال حاضرة في ذاكرة بعض أبناء مطرح الذين غمرهم الفخر والغبطة بمقدم السلطان. كما استقبل "البيت العود" في العهود السابقة شخصيات ورموزا سياسية واقتصادية وتجارية في المجتمع المحلي والخليجي، منهم على سبيل المثال الشيخ عبدالله السالم الصباح الذي حل ضيفًا على وليمة أقامها على شرفة الحاج علي في عام 1950؛ أي قبل أن يصبح الشيخ أميرًا على دولة الكويت، إضافة إلى خطّار آخرين من مختلف الأجناس والجنسيات. كما شهدت جدران البيت العديد من اجتماعات أهل الحل والعقد في مطرح، وجرت في قاعاته الواسعة العديد من الصفقات والعقود التجارية والعائلية.
لكن الزمن لم يعد هو الزمن؛ فالمدن قد تبدلت، والوجوه تغيّرت، وبقي الحنين إلى الماضي حلمًا طويلًا، إلى أن بدأ يتجلى واقعًا ملموسًا. ففي قلب مدينة مطرح؛ حيث تتعانق طموحات المال والأعمال مع تحديات الواقع، بزغ اسم "البيت العود" من جديد، برؤية لا تنتمي إلى الماضي ولا تحاكي الحاضر، بل ترسم ملامح مستقبل ما يزال يتشكل.
ويقف "البيت العود" اليوم على ذلك الشريط الساحلي الممتد بين مسقط ومطرح، مبنى من طابقين، بمدخل جانبي يعلوه باب خشبي أنيق بنقوش إسلامية جميلة، وجدران بيضاء تتخللها نوافذ زرقاء، كأنها تعلن عن لونٍ في لوحةٍ قديمة. أما في الداخل، فثَمّ مساحات رحبة، مؤثثة بذوق رفيع، تتوسطها صالات فاخرة بأبواب طويلة يكسوها الزجاج الملون. فإذا خرجت إلى الخارج، ألفيتَ شُرفات ظليلة لا متناهية، يُخيّل للناظر أنها تندمج مع الأفق وكأنها رأس بر ممتد داخل البحر الفسيح. يتكوّن البيت في الأصل من بيتين متراصين، تغطي مساحة بنيانه حوالي 1100 متر مربع، قام ورثة الحاج علي بترميمها وتجديدها بما يتلاءم مع متطلبات العصر، ليصبح "البيت العود" وجهة نادرة، تحاكي المتاحف الخاصة في كبرى مدن العالم.
وهناك، تحت سقف ذلك البيت الكبير، التقيت بالرجل الذي يقف خلف هذا المشروع الطموح رضا ابن الحاج علي العبد اللطيف، رجل تجاوز منتصف العمر، يحمل في ملامحه صلابة واضحة، وقد خاض تجارب عديدة في الحياة والأسفار. بدا هادئًا، واقعيًا، يتحدث بلغة بسيطة واضحة، بعيدة عن الزخرف والتكلف. شرح لنا، نحن الضيوف، عن تاريخ البيت وتفاصيل إحيائه، بلغة يميزها الاتزان والدقة، في تعبير صادق عن رؤية حقيقية لإحياء "البيت العود" مع فريق عمل آمن بفكرته حتى تحققت.
وهكذا، بعد مرور حوالي مائة عام على تشييده، يعود "البيت العود" إلى الحياة من جديد، تحفة معمارية تستعيد أمجادها بهدوء وأناقة، شاهدة على عراقة مطرح وعبقرية الإنسان العُماني حين يتلاقى الوفاء بالتاريخ مع طموح المستقبل. وفي هذا المقام لا يسعني إلا الاستشهاد بالأبيات الشعرية المحفورة على باب المدخل الرئيسي للبيت والتي تقول:
هذه الدار ما تزال سعيدة
لا تراها العيون إلا مشيدة
كلما رمّها العدو بليلٍ
ردّها الله فاستقامت جديدة