أربات القديم هو واحد من أقدم وأشهر شوارع موسكو. يبدأ من الطريق الدائري “سادوفوي” وساحة سمولينسكايا لينتهي عند مطعم “براغ” المشهور، بالقرب من الكرملين.

يبلغ طول الشارع حوالي 1250 مترا. وكل منزل في أربات القديم هو أثر حقيقي، ليس من الناحية المعمارية، فحسب بل ومن الناحية التاريخية.

وإذا أردت الإحساس بنكهة موسكو الحقيقية، يجب عليك زيارة شارع ” أربات” القديم  مع أزقته العديدة، ومبانيه القديمة الجميلة، والتماثيل، والمسارح، والمقاهي المريحة، والموسيقيين والرسامين المتجولين، حيث يمكنك الحصول على بورتريه شخصي مرسوم في بضع دقائق، وعند جدار فيكتور (تسوي) يمكنك سماع أغاني هذا المغني الروسي الموهوب.

وتغنى بأربات الشاعر والمغني الروسي الشهير بولات أوكودجافا ( 1924 – 1997) الذي عاش طويلا هنا في أحد أزقته، وذلك في أغنيته الشهيرة حيث قال:” “آه أربات، يا أربات، أنت موطني، أنت فرحي ومأساتي”.

وعاش هنا العديد من المشاهير، وبينهم  شعراء، وملحنون، وفنانون. وتم تأليف الأغاني والقصائد الكثيرة في موضوع أربات، ويدور الحديث حول هذا الشارع  في القصائد والأغنيات والأفلام السينمائية. ومع ذلك، فإنه ليس مجرد أثر تاريخي، فأربات يتطور باستمرار، وتظهر فيه متاحف ومعارض جديدة وتقام مسرحيات حديثة معاصرة.

أصل التسمية
اسم الشارع غير مألوف بالنسبة للشوارع الروسية القديمة. ولا يوجد إجماع على معنى هذه الكلمة. وتفيد الفرضية الأكثر شيوعا بأن “أربات” مشتقة من الكلمة العربية “رباط”. وجاءت هذه الكلمة مع التجار الشرقيين، وتفيد فرضية أخرى، بأن أصل التسمية يعود إلى كلمة “عربة”، لأن أحياء موسكو هذه اشتهرت قديما بصناعة العربات، بما في ذلك العربات الخشبية. ويرى مؤرخون آخرون أن للكلمة جذورا سلافية، ويعتقدون أن الاسم مشتق من كلمة “غوربات”، أي الأحدب بمعنى الأرض غير المستوية. في أي حال، فإن المنطقة المعروفة باسم “أربات” أو “أوربات” مذكورة في المصادر الخطية منذ القرن الخامس عشر.

من الجدير بالذكر أن الاسم الرسمي للشارع اليوم هو “أربات”، بينما ظهرت الصفة “القديم” للتمييز بينه وبين شارع “أربات الجديد”، الذي تم شقه أيضا من ساحة أربات في عام 1963. ومع ذلك، ففي العهد السوفيتي وحتى عام 1994، كان يُطلق على شارع “أربات الجديد” اسم “جادة كالينين” نسبة إلى رئيس البرلمان السوفيتي في الثلاثينات والأربعينيات، وكان بمثابة الممر الرئيسي لدخول مواكب الحكومة إلى الكرملين.

ويمكنك رؤية الكثير في شارع “أربات” القديم، الذي يظل حتى اليوم واحدا من أكثر الأماكن شعبية للنزهة في موسكو. وأثناء التجول في هذا الشارع، يمكنك الاستمتاع بمشاهدة المباني العريقة، حيث يحمل كل منها تاريخا طويلا وأحيانا غامضا ومأساويا. كما يمكنك الانعطاف إلى الأزقة والساحات الصغيرة المتفرعة من الشارع.

بعض المعالم التي تستحق المشاهدة في أربات القديم:

الفنانون في الشارع: منذ أواخر الثمانينيات اختار الموسيقيون غير الرسميين هذا الشارع كمكان لإبداعهم. واليوم، يمكنك رؤية جيل جديد من الفنانين، بالإضافة إلى مشاهدة عروض الراقصين.

الرسامون في الشارع: وأصبح  أربات في الثمانينيات كذلك مكانا مفضلا للرسامين. هنا يمكنك شراء لوحات فنية مختلفة، ومشاهدة عملية الرسم، أو حتى طلب بورتريه شخصي.

جدار فيكتور تسوي، أصبح هذا الجدار في المنزل رقم 37  نصبا تذكاري لمغني الروك الروسي الشهير فيكتور تسوي ( 1962 – 1990)، ورمزا لثقافة الروك في التسعينيات. وظهر الجدار عام 1990 عندما كتب أحد المتعجبين به أن فيكتور تسوي قد مات، فرد آخرون بكتابة “تسوي  حي إلى الأبد “. منذ ذلك الحين، امتلأ الجدار برسومات واقتباسات من أغانيه.

جدار تسوي

تمثال ألكسندر بوشكين وناتاليا غونتشاروفا: يصور التمثال ألكسندر بوشكين وزوجته ناتاليا بعد خروجهما من الكنيسة بعد حفل الزفاف. وتم نصب التمثال قبالة المنزل رقم 53 في أربات.

تمثال بولات أوكودجافا: يقع في زقاق بلوتنيكوف، ويصور الشاعر وهو يخرج من تحت قوس في منزله. وكان أربات بالنسبة له أكثر من مجرد شارع طفولة، فقد كرس له العديد من أغانيه وقصائده.

تمثال بولات أوكوجافا

نافورة “الأميرة توراندوت: تقع قبالة مسرح “فاختانغوف”، وهي نصب تذكاري لذكرى المسرحية الشهيرة التي أخرجها المخرج الشهير فاختانغوف قبل وفاته.

مطعم “براغ: يقع في مطلع الشارع، وله تاريخ غني يعود إلى القرن الثامن عشر. كان مكانا لاجتماع  المثقفين، مثل أنطون  تشيخوف وفيدور شاليابين، وغيرهما.

مطعم “براغ”

دار السينما “خودوجيستفيني: أقدم سينما في موسكو، افتتحت عام 1909.

منزل الفرسان ( المركز الثقافي للممثلين): وهو أحد أطول المباني في أربات، ويتميز بتماثيل الفرسان على واجهته.

مسرح “فاختانغوف”: واحد من أشهر المسارح في روسيا، يقع في قلب شارع أربات.

مسرح فاختانغوف

منزل ميلنيكوف: مبنى فريد من نوعه صممه المهندس المعماري ميلنيكوف عام 1929.

متاحف شارع أربات القديم:

متحف ألكسندر بوشكين: يقع في المنزل رقم 53، حيث عاش بوشكين لفترة قصيرة.

منزل لوسيف: وهو متحف يكرس إلى الفيلسوف الروسي المعروف أليكسي لوسيف.

منزل بولات أوكودجافا: وهو متحف يضم مقتنيات الشاعر وأرشيفا لأعماله.

متحف العطور في موسكو: يعرض عطورا للقرن الماضي.

شقة أندريه بيلي التذكارية: وهي متحف حياة وإبداع الشاعر والكاتب الروسي أندريه بيلي.

متحف الطفولة والحكايات:  وهو مكان مثالي لزيارة العائلات والأطفال.

كيف يمكن الوصول إلى شارع أربات القديم:

أقرب محطة مترو إلى مطلع الشارع هي محطة “أرباتسكايا” (الخط الأزرق). كما يمكن الوصول عبر محطة “سمولينسكايا” (الخط الأزرق أيضا) لتدخل الشارع من طرف آخر.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: فی موسکو یقع فی

إقرأ أيضاً:

جنش يعتذر لجماهير الاتحاد السكندري: “مكسوف أنزل الشارع”

قدّم محمود عبد الرحيم جنش، حارس مرمى نادي الاتحاد السكندري، اعتذارًا صريحًا ومؤثرًا لجماهير ناديه، بعد سلسلة النتائج السلبية التي يمر بها الفريق خلال الفترة الأخيرة، مؤكدًا أنه يشعر بالخجل الشديد من الخروج إلى الشارع بسبب وضع الفريق الحالي.

التعادل السلبي يحسم ديربي البحر المتوسط بين المصري والاتحاد السكندري في كأس عاصمة مصركأس عاصمة مصر | قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة المصريسلة الاتحاد السكندرى تستأنف تدريباتها استعداداً للجزيرةالمصري يستأنف تدريباته الأربعاء استعدادًا لملاقاة الاتحاد السكندريالعشري يكشف لـ صدى البلد حقيقة المفاوضات مع الاتحاد السكندريخالد طلعت يعلق على خسارة الاتحاد السكندري أمام كهرباء الإسماعيلية

اعتذار باسم اللاعبين والجهاز الفني

وقال جنش في تصريحات إعلامية مع أحمد شوبير، إن الجماهير لا تستحق الحالة التي وصل إليها الفريق، مضيفًا أنه يعتذر نيابةً عن جميع زملائه اللاعبين، وأنهم يشعرون بنفس القدر من المسؤولية تجاه هذه النتائج المخيبة للآمال. وأكد الحارس أن ما يحدث لا يليق بتاريخ نادي الاتحاد السكندري ولا بمكانته الكبيرة في الكرة المصرية.

دعوة الجماهير للوقوف خلف الفريق في الوقت الصعب

وأوضح جنش أن الفريق يمر بظروف صعبة تستوجب تكاتف الجميع، وخاصة الجماهير التي اعتاد لاعبو الاتحاد على دعمها الكبير في مختلف الظروف. ووجّه جنش رسالة واضحة للجماهير قائلًا: “أطلب منكم الدعم، خصوصًا للاعبين الشباب، فهم بحاجة إلى المساندة لعبور هذه المرحلة الحرجة”.

رسالة خاصة قبل مباراة السبت المقبل

وتحدث جنش عن المباراة المقبلة للفريق يوم السبت، مؤكدًا أن حضور الجماهير سيكون عنصرًا حاسمًا في رفع الروح المعنوية للاعبين، تمامًا كما كان يحدث في الماضي عندما كان ملعب الإسكندرية يمتلئ بالمشجعين في كل مناسبة. وشدد على أن وجود الجمهور بأعداد كبيرة سيمنح اللاعبين دفعة قوية لتقديم الأفضل ومحاولة تغيير وضع الفريق في جدول الدوري.

ختام حديثه بتجديد الاعتذار

واختتم جنش تصريحاته بتجديد الاعتذار لجماهير الاتحاد السكندري، مؤكدًا أن اللاعبين سيبذلون كل ما في وسعهم خلال الفترة القادمة لتصحيح المسار واستعادة مكانة النادي الطبيعية بين الكبار، مشيرًا إلى ثقته في قدرة الفريق على عبور الأزمة بدعم الجمهور وإصرار اللاعبين


 

طباعة شارك جنش الاتحاد السكندرى اخبار الرياضة دورى نايل

مقالات مشابهة

  • محافظ أسيوط يتفقد أعمال توسعة وتطوير شارع مصنع سيد بحي غرب
  • لماذا يجب وقف معارضة المسؤولين السابقين؟
  • الكشري المصري على مائدة التراث الإنساني .. كيف تحوّل طبق شعبي إلى أيقونة ثقافية عالمية؟
  • بقيادة رئيس الحي.. الانضباط يعود إلى شارع الاربعين بعد إزالة التعديات
  • وادي مغيدد.. أيقونة لجمال الطبيعة
  • محافظ المنيا يتابع مشروعات رصف الطرق ورفع كفاءة الشوارع ضمن الخطة الاستثمارية
  • جنش يعتذر لجماهير الاتحاد السكندري: “مكسوف أنزل الشارع”
  • ندوة بآداب عين شمس تناقش ظاهرة أطفال الشوارع وطرق المواجهة
  • ندوة بآداب عين شمس تناقش "ظاهرة أطفال الشوارع"
  • فيديو دهس إفريقية في الشارع يقود صاحبه إلى السجن