ابتزاز أم سياسة ممنهجة؟.. القوى الوطنية العراقية أمام تحديات دولية جديدة - عاجل
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
بغداد اليوم - بغداد
أكدت لجنة الأمن والدفاع النيابية، اليوم الثلاثاء (11 شباط 2025)، أن تهديد بعض أعضاء مجلس الكونغرس الأمريكي بإدراج قوة سياسية وطنية عراقية على لائحة الإرهاب يمثل رسائل ابتزاز تأخذ ثلاثة أبعاد.
وقال مستشار لجنة الأمن والدفاع النيابية، مصطفى عجيل لـ"بغداد اليوم"، إن: "تلويح بعض أعضاء مجلس الكونغرس الأمريكي بتقديم لائحة موقعة بأسمائهم من أجل إدراج بعض القوى الوطنية العراقية المعروفة على لائحة الإرهاب هو رسائل ابتزاز تأخذ ثلاثة أبعاد، تستهدف القوى الوطنية التي لديها مواقف واضحة إزاء آلة الموت التي تحصد أرواح الآلاف من الأبرياء في لبنان وفلسطين والتي ترفض الهيمنة الغربية".
وأضاف، أن "هذه القوى تمثل قواعد شعبية كبيرة في المجتمع العراقي ولديها وجود في البرلمان والحكومات المحلية وبالتالي هذه محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية ومحاولة رسم خارطة ضغط على القرار في بغداد مما يعني مسّ السيادة الوطنية وهو أمر غير مقبول من قبل العراقيين".
وأشار عجيل إلى، أن "إدراج قوى وطنية عراقية على لائحة الإرهاب لن يثني عزيمة العراقيين ولن يكون له أي تأثير"، لافتاً إلى أن "ملف العقوبات ومحاولة فرض الإملاءات الأمريكية هي سياسة يتبعها البيت الأبيض ومجلس الكونغرس منذ عقود ضد كل القوى الوطنية الرافضة لمبدأ التسلط الغربي".
وأكد أن "هذه القوى تدفع ضريبة مواقفها الوطنية سواء في العراق أو خارجه، والتي تدافع عن أمن المنطقة بشكل عام"، مشيراً إلى أن "هذه الابتزازات لن تجدي نفعاً، وأن العراقيين يدركون ما هي الأجندة الأمريكية وبالتالي نحن نتعامل مع أجندة ابتزاز واضحة المعالم هدفها الأول والأخير حماية الكيان المحتل بشكل مباشر".
وكانت وسائل اعلام أمريكية نشرت أول أمس الاحد رسالة موقعة من بعض النواب بعث بها النائب الأمريكي جو ويلسون الى وزير الخارجية مارك روبيو، طالبه خلالها بفرض عقوبات على العراق وإيقاف عمل بعض الفصائل المسلحة في البلاد.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: القوى الوطنیة
إقرأ أيضاً:
كارلو أنشيلوتي يمنح البرازيل صلابة دفاعية.. ويواجه تحديات هجومية في طريق كأس العالم 2026
بعد أن حجز منتخب البرازيل مقعده رسميًا في كأس العالم 2026، التي ستُقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بدأت ملامح "السيليساو" تتشكل تحت قيادة المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي، أحد أكثر المدربين تتويجًا في تاريخ اللعبة. وبالرغم من البداية المطمئنة من حيث النتائج، فإن الأداء كشف عن مكامن قوة جديدة، وأخرى ما زالت بحاجة إلى كثير من العمل قبل دخول المعترك العالمي بعد عام فقط.
حائط دفاعي جديد بتوقيع “كارليتو”في أول اختبارين رسميين له، أمام الإكوادور (0-0) وباراجواي (1-0)، حافظ أنشيلوتي على نظافة شباك البرازيل، وهو ما لم يكن معتادًا خلال التصفيات، حيث كانت البرازيل من بين أكثر الفرق استقبالا للأهداف بين المنتخبات المتأهلة مباشرة. وأرجع أنشيلوتي التحول إلى فلسفته الإيطالية الواضحة، التي تقوم على التنظيم الصارم والانضباط الدفاعي، قائلاً: "أنا إيطالي، لا تنسوا هذا الأمر".
المفاجأة تمثلت في بروز مدافع ليل الفرنسي، أليكساندرو ريبيرو، الذي لم يكن اسمًا مألوفًا لجماهير "السامبا"، لكنه نال ثقة المدرب وشارك أساسيًا في المباراتين. وأثبت قدراته بصلابة دفاعية وتحكم جيد في إخراج الكرة، ما قد يجعله أحد الأسماء الأساسية في المشروع الجديد.
ثقافة التضحية الجماعيةالمدرب الإيطالي وضع بصمته بسرعة، وفرض مبدأ العمل الجماعي والضغط العالي، وهو ما بدا جليًا في مباراة باراجواي، حيث ضغط لاعبو البرازيل بشكل غير مسبوق، وتواجدوا بكثافة داخل نصف ملعب الخصم. واعتبر أنشيلوتي هذا الالتزام علامة على عقلية اللاعبين الجديدة، مضيفًا: "لكي تضغط، يجب أن تركض وتضحي. هذا ما فعله الفريق".
وفي لفتة بدت موجهة لنجمه الغائب نيمار، أشار أنشيلوتي إلى أن حتى اللاعب المشهور بعدم الالتزام سيكون عليه الانضواء تحت هذا النهج دون استثناء.
أنشيلوتي يُعيد الهدوء لغرف الملابسبجانب التطور الفني، نجح أنشيلوتي في إعادة الانضباط والهدوء لغرف ملابس البرازيل، وهو ما كان مفقودًا في السنوات الأخيرة. وبفضل شخصيته الهادئة ومسيرته المليئة بالبطولات، فرض احترامه ليس فقط على اللاعبين، بل حتى على الإعلام المحلي، إلى درجة أن أحد الصحفيين أهداه صندوقًا من السيجار البرازيلي بعد مباراته الثانية.
لكن.. الهجوم بلا أنيابورغم الصلابة الدفاعية والتحكم التكتيكي، فإن الجانب الهجومي ما زال يعاني من غياب الإبداع والانسيابية، وهي من الأمور التي عُرفت بها البرازيل عبر تاريخها. ففي مباراة الإكوادور، اعتمد أنشيلوتي على ثلاثي وسط دفاعي مكوّن من جيرسون، برونو جيمارايش، وكاسيميرو، مما أدى إلى جمود هجومي واضح.
أما أمام باراجواي، ففضل الدفع بمهاجم رابع هو جابرييل مارتينيلي بدلاً من أحد لاعبي الوسط، مما أضفى بعض الحيوية، لكنه اعتمد بدرجة كبيرة على المهارات الفردية أكثر من اللعب الجماعي المنظم.
ويُعد غياب لوكاس باكيتا – الذي يواجه عقوبة محتملة بسبب تورطه في قضايا مراهنات – إضافة إلى الإصابات المتكررة لنيمار، أحد أهم أسباب هذا القصور في بناء الهجمات.
أرقام مقلقة في الشق الهجوميعلى الرغم من السيطرة الميدانية أمام باراجواي، فإن منتخب البرازيل لم يسدد سوى أربع كرات على المرمى، مقابل ثلاث فقط أمام الإكوادور. نسبة ضعيفة لا تليق بفريق يضم أسماء لامعة مثل فينيسيوس جونيور، رافينيا، مارتينيلي، وكونيا.
أنشيلوتي، خلال المؤتمر الصحفي عقب مباراة باراجواي، أعرب عن "رضاه التام تجاه التزام اللاعبين وتطورهم الدفاعي"، لكنه لم يُخفِ أن هناك الكثير من العمل في الجانب الهجومي، مشيدًا في الوقت ذاته بالمهاجمين الأربعة الذين بدأ بهم اللقاء، وعلى رأسهم فينيسيوس، صاحب هدف الفوز.
كما لم يُخفِ إعجابه براسينغ كاسيميرو، معتبرًا إياه "عنصرًا موثوقًا" داخل الفريق، وأثنى على رافينيا ووصفه بأنه "لاعب مذهل يجمع بين الجودة والجهد البدني".
خطة الصيف: إجازة ومتابعة اللاعبينفي ختام حديثه، كشف أنشيلوتي عن نيته أخذ عطلة قصيرة بعد ضغط التصفيات، مؤكداً أنه يتابع قائمة موسعة من 70 لاعبًا ينشطون في مختلف البطولات، من بينهم من يلعبون في البرازيل وأوروبا والسعودية. وقال: "جميع هؤلاء لديهم فرصة للذهاب إلى كأس العالم"، مما يعكس فكرًا منفتحًا ومتابعة دقيقة لجميع الخيارات.
وبينما يتطلع الجمهور البرازيلي للعودة إلى منصة التتويج التي غاب عنها منذ 2002، فإن أنشيلوتي يبدو وكأنه قد بدأ مشروعًا متوازنًا، تتجلى فيه الصلابة والواقعية، لكنه يحتاج إلى مزيد من الإبداع والجرأة الهجومية، كي يعود "السامبا" إلى سابق عهده.