أكد لاري إليسون المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا لشركة "أوراكل" في جلسة ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات حاوره خلالها توني بلير، رئيس الوزراء الـ51 للمملكة المتحدة والمؤسس والرئيس التنفيذي لمعهد توني بلير للتغيير العالمي.. أن ثورة التكنولوجيا تتفوق على الثورة الصناعية وكل الاكتشافات السابقة.

وقال إن الذكاء الاصطناعي الخارق لن يكون مثل أي شيء شاهدناه من قبل، كما أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل وتصميم حياتنا في جميع المجالات، ومن بين أهم هذه المجالات العمل الحكومي، إذ من شأن توحيد البيانات وجمعها في مكان واحد، أن يساعد في تقديم نموذج للذكاء الاصطناعي قادر على التنبؤ بالمشكلات الصحية والزراعية والاقتصادية، وغيرها، قبل حدوثها، ومن ثم توفير الحلول اللازمة لها، مما يشكل فرصة رائعة لإعادة تصميم طريقة عمل الحكومات، ونوعية الخدمات التي تقدمها.


وفي البداية الحوار الذي تركز حول السؤال التالي: كيف تعيد التكنولوجيا تصميم الحكومات؟، قال توني بلير إنه يشبّه الثورة التكنولوجية في القرن الحادي عشر بالثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، وسأل لاري إليسون عن شعوره تجاه هذه الثورة، وإلى أين ستأخذنا، وما هي تأثيراتها على الأشخاص، وخاصة المسؤولين الحكوميين؟. فأجابه لاري: "قبل 18 شهراً انخرطنا في "أوراكل" في مناقشة أنظمة الذكاء الاصطناعي، وقدرتها على الإجابة عن الأسئلة التي يعجز عنها العقل البشري، وما يمكن أن تحدثه من تغييرات في حياة الناس.

وتساءلت حينها ما إذا كان الذكاء الاصطناعي أهم اكتشاف تشهده البشرية؟ وبعد 18 شهراً توصلت إلى نتيجة مفادها أن هذه الثورة أكبر بالتأكيد من الثورة الصناعية واكتشاف الكهرباء أو أي اكتشافات تسبقها".
وأضاف " وقريباً لن نشهد فقط الذكاء الاصطناعي، بل الذكاء الاصطناعي العام، وربما في المستقبل القريب الذكاء الاصطناعي الخارق، والذي لن يكون مثل أي شيء شاهدناه من قبل".


وأشار إلى أن الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي سيكون أسرع بكثير جداً في التفكير بالمشكلات، واكتشاف الحلول لها، حتى إنه سيكون قادراً على تشخيص بعض الأمراض الخطيرة، مثل السرطان في مراحل مبكرة، وتصميم نماذج العلاجات واللقاحات اللازمة لكل نوع من أنواع هذا المرض.


ولفت إلى أن هذا جانب واحد فقط متعلق بالمجال الصحي، وأضاف أن هذا سيحدث في مجالات أخرى كذلك، فالذكاء الاصطناعي سيغير حياتنا بشكل أساسي في مجالات الطب والزراعة والصناعة، وغيرها، مما يصب في مساعدة الحكومات على تقديم أفضل الخدمات في هذه المجالات.


من جانبه أكد توني بلير أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتعلقة بالمجالات التي تقدم فيها الحكومات خدماتها؛ مثل الصحة والتعليم والزراعة، تشهد سلسلة كاملة من التجديدات والابتكارات، ما يجعل الناس على دراية بمفهوم الذكاء الاصطناعي الخارق، موجهاً سؤالاً إلى إليسون حول ما الذي قد يعنيه هذا بالنسبة إلى تطوير العلوم؟.

أخبار ذات صلة الذكاء الاصطناعي ينجح في استنساخ نفسه ويثير قلق العلماء الرئيس التنفيذي للعمليات في «بريسايت» لـ«الاتحاد»: أبوظبي واحة الذكاء الاصطناعي


وأجاب إليسون بأن تطوير العلوم يستتبعه بالضرورة تطوير اقتصادي واجتماعي، وقال " على سبيل المثال نحن نقوم بتصميم الجيل القادم من الأرز الذي يمكن زراعته في المياه المالحة، وكذلك تصميم الجيل المقبل من القمح الذي لا يحتاج إلى مزيد من إخصاب الأراضي الزراعية، بهدف توفير الأمن الغذائي للأجيال المقبلة".


وفي سؤال حول ما يمكن للحكومات فعله للاستفادة من نماذج الذكاء الاصطناعي لتحسين خدماتها، من حيث توفير البنية التحتية اللازمة، والهوية الرقمية، ومراكز البيانات؟ أجاب لاري أن البداية تكون بمعرفة كيف يمكن تحقيق أعظم استفادة من الذكاء الاصطناعي، ويتم ذلك من خلال توفير البيانات اللازمة في كل بلد، والمتعلقة على سبيل المثال بصحة السكان وأعمارهم والسياق الوراثي، والمناخ، والمحاصيل الزراعية، والطرق، ومن ثم جمعها بصيغة موحدة خاصة بكل بلد، ليقدم لنا الذكاء الاصطناعي النموذج المطلوب لحل المشكلات التي يمكن أن توجد في أي من هذه المجالات، بعد أن استوعبها بشكل سهل.


وأشار توني بلير إلى أهمية الخدمات الرقمية والسحابية وغيرها من التطبيقات بالنسبة إلى عمل النظام الحكومي ككل؟ وأجاب لاري بأن الأهمية تكمن في توفير البنية التحتية الرقمية المطلوبة، لكن بشرط أن تكون آمنة في الاستخدام لحماية البيانات، بما يساعد الحكومات على توفير الخدمات بالشكل الصحيح.


وألمح في هذا الخصوص إلى أن "أوراكل" ستغير في منتصف العام الحالي نظام كلمة السر للتعرف على المستخدم، إلى النظام البيومتري، حيث يتعرف الكمبيوتر على الصوت وبصمة الإصبع، حماية للبيانات ومراكز البيانات من الهجمات.


وأضاف لاري أن أهم ما يتعلق بتغيير طرق عمل الحكومات بسبب هذه الثورة التكنولوجية، هو استيعاب المسؤولين وصناع القرار لأهمية هذه الثورة من حيث تقديم الخدمات الصحية، على سبيل المثال، بتكلفة أقل، من خلال الاكتشاف المبكر للمرض وتقديم العلاج له، مما يوفر الكثير من النفقات.


وقال إن هناك تحدياً يواجه المسؤولين الحكوميين في عدد من الدول، وهو بدائية بعض الأنظمة التكنولوجية لديها، ما يستلزم تحديث الأدوات الرقمية لتقديم خدمة أفضل وتحسين نوعية حياة المواطنين.
وفي الختام أكد توني بلير أن العالم أمامه فرصة رائعة لإعادة تصميم طريقة عمل الحكومات، ونوعية الخدمات التي تقدمها، باستخدام الذكاء الاصطناعي بالشكل المطلوب.

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الثورة الصناعية أوراكل التكنولوجيا

إقرأ أيضاً:

هل يخلق الذكاء الاصطناعي مجتمعا أميا في المستقبل؟

في نهاية عام 2022، كشفت شركة "أوبن إيه آي" عن أول روبوت دردشة "شات جي بي تي" يعتمد على نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها، معلنة بذلك بداية عصر روبوتات الدردشة ونماذج الذكاء الاصطناعي المتوفرة للعامة.

وخلال الأشهر التالية، تمكّن "شات جي بي تي" من التغلغل في حياة المستخدمين بشكل كبير، إذ قام الكثيرون بإلقاء المهام المملة والمكررة على عاتقه، وشيئا فشيئا، ازداد عدد المهام التي يقوم بها الذكاء الاصطناعي، خاصة عندما تعلّق الأمر بكتابة الأبحاث المطلوبة من التلاميذ أو بعض المستندات الرسمية في الشركات، مما أثار المخاوف من تدهور القدرات الكتابية لمستخدمي "شات جي بي تي".

ورغم المخاوف من تراجع المهارات الكتابية للأجيال الحديثة، سواء التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في كتابة أبحاث الدراسة المطلوبة منها أو حتى الأعمال الكتابية في الشركات، فإن هذا الجانب ليس الأخطر كما يرى ليف ويذربي مدير مختبر النظرية الرقمية في جامعة "نيويورك"، حسب تقرير كتبه في صحيفة "ذا نيويورك تايمز".

ويرى ويذربي الخطر الأكبر في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لأداء مجموعة من المهام الأكثر تعقيدا وتطلبا، وتحديدا المهام المتعلقة بالحسابات وكتابة الأكواد البرمجية، إذ يخشى تحول المجتمع إلى مجتمع أمي غير قادر على أداء الحسابات أو كتابة الأكواد البرمجية، ولكن كيف هذا؟

ترك المهام للذكاء الاصطناعي

يشير ويذربي في تقريره إلى كون أحد تلاميذه يعتمد على كود برمجي يقوم بكتابته بنفسه، من أجل تحليل البيانات المختلفة التي تصل إليه من التجارب العلمية التي يقوم بها أو حتى التجارب الإحصائية من الاستطلاعات المختلفة، ويقوم هذا الكود بتيسير عملية تحليل البيانات والوصول إلى النتائج المطلوبة بشكل سريع.

ولكن، بعد انتشار نماذج الذكاء الاصطناعي، تخلى التلميذ عن هذا الأمر، معتمدا على "شات جي بي تي"، ليقوم بكتابة الكود وتحليل البيانات ثم تقديم النتيجة النهائية له، دون الحاجة لكتابة أي كود أو قراءة البيانات ومحاولة فهمها وتحليلها.

كبرى الشركات التقنية العالمية بدأت تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في عملياتها البرمجية. (صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي)

 

وتعزز تجربة أندريه كارباثي مهندس الذكاء الاصطناعي في موجة "فايب كودينج" (Vibe Coding)، لتكتب الأكواد البرمجية عبر توجيه مجموعة من الأوامر الصوتية لمساعدي الذكاء الاصطناعي، هذه النتيجة.

إعلان

ورغم انبهار العالم البرمجي بهذه الآلية الجديدة والنظر إليها كخطوة تسرّع من عمل المبرمجين في مختلف القطاعات حول العالم، فإن الأكواد الناتجة عنها تأتي معطوبة ومليئة بالأخطاء التي لا يمكن إصلاحها، ومنهم الكود الذي قام كارباثي بكتابته.

والأسوأ، فإن بعض المبرمجين الذين اعتمدوا على هذه الآلية ومنهم كارباثي قال إنهم أصبحوا غير قادرين على كتابة أكواد برمجية بالشكل المعتاد.

الذكاء الاصطناعي يقضي على وظائف مهندسي البرمجة

لا تبدو موجة "فايب كودينج" قادرة على الإطاحة بوظائف مهندسي البرمجة، ولكن على الصعيد الآخر، فإن كبرى الشركات التقنية العالمية بدأت تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في عملياتها البرمجية.

وفي تصريح سابق، قالت "غوغل" إن أكثر من 25% من أكواد الشركة مكتوبة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وكذلك الحال مع "مايكروسوفت" التي تتشارك النسبة ذاتها، وقامت بحملة إقالات تجاوزت الآلاف حول العالم، وبالمثل "أمازون" و"أوبن إيه آي".

ومن جانبها، تحاول "أوبن إيه آي" استثمار أكثر من 3 مليارات دولار للاستحواذ على شركة "ويند سيرف"، التي تملك أداة تساعد في كتابة الأكواد البرمجية بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، في خطوة لتقليل الاعتماد على المبرمجين البشر.

ويبدو أن هذا التوجه أصبح عالميا، إذ أشارت التقارير من مؤسسة "سيجنال فاير" (SignalFire) المختصة بمتابعة سوق العمل ومؤسسة "زيكي" (Zeki) للأبحاث، فإن الشركات توقفت عن تعيين مهندسي البرمجة للمبتدئين لينخفض إجمالي أعداد التوظيف في كبرى الشركات التقنية إلى صفر بعد أن كان يصل إلى الآلاف يوميا.

وفي حين ترى الشركات أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي ضرورة مستقبلية، فإن مثل هذا النفور من تعيين المبرمجين البشر قد يتسبب في اختفاء المؤسسات التعليمية المسؤولة عن تخريج المهندسين وعلماء الحاسب، في خطوة تماثل التخلي عن العمالة اليدوية البشرية تزامنا مع الثروة الصناعية.

الوصول إلى مجتمع أمي حسابيا

في الماضي، كانت الأمية هي غياب القدرة على القراءة والكتابة، ولكن يبدو أننا على أعتاب مفهوم جديد للأمية، فرغم كون الشخص قادرا على القراءة والكتابة، فإنه لن يكون قادرا على الإبداع واستخدام المفاهيم الرياضية والحسابية المتوسطة.

إذ يشير العديد من الدراسات إلى أن الاعتماد المبالغ فيه على أدوات الذكاء الاصطناعي يفقد الإنسان قدرته الإبداع وقدرته على الكتابة والقراءة وتحليل البيانات بشكل ملائم وصحيح تماما، وهو ما يسرّع الوصول إلى المجتمع الأمي.

مقالات مشابهة

  • هل يخلق الذكاء الاصطناعي مجتمعا أميا في المستقبل؟
  • أخبار التكنولوجيا| إطلاق هاتفي أوبو Reno 14 بمواصفات عالية وكاميرات خارقة.. أبرز ميزات الذكاء الاصطناعي القادمة إلى ساعات آبل
  • شريحة جوجل Tensor G6 تتفوق في الأداء والكفاءة على التوقعات السابقة
  • تلخيص للرسائل.. الذكاء الاصطناعي يدخل واتساب
  • باحثان سعوديان يقدمان مشروع وطني للاستجابة على الطائرات بواسطة الذكاء الاصطناعي للحالات المرضية الطارئة
  • حقوق النشر.. معركة مستعرة بين عمالقة الذكاء الاصطناعي والمبدعين
  • إيران.. الثورة المتجددة
  • العمري: حتى الذكاء الاصطناعي لا يستطيع حل مشاكل النصر
  • تأهيل محطات الرفع والمنشآت المائية لتوفير الإحتياجات..وزير الري ومحافظ الجيزة يبحثان سبل توفير المياه للمنطقة الصناعية بأبو رواش ومنع إلقاء المخلفات بالمجارى المائية
  • مساعد العمري: مشاكل النصر لا يحلها إلا الذكاء الاصطناعي.. فيديو