متخصصون: ضرورة تطويع الذكاء الاصطناعي لخدمة التراث الإنساني
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
أكد خبراء وباحثون متخصصون في شؤون التاريخ والآثار والتراث والثقافة أن التعامل مع الذكاء الاصطناعي في مجال حفظ التراث الشعبي يحتاج إلى إمكانات ومهارات مسبقة لتحقيق هذا الهدف الحيوي المهم، داعين إلى بناء منصات علمية حديثة وإعداد مؤتمرات متخصصة وتنفيذ برامج تدريبية تصب مخرجاتها جميعاً في دعم المعايير الفنية والأخلاقية والمعرفية للتراث وفق أسس ثابتة وموثوقة ومتوازنة تسهم في النتيجة بتحقيق التقارب الإنساني وفق المشتركات المعرفية والثقافية العامة.
جاء ذلك خلال أولى فعاليات المقهى الثقافي المنعقد ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية في البيت الغربي والتي أقيمت بعنوان (توثيق التراث الثقافي في عصر الذكاء الاصطناعي) بمشاركة كل من الدكتور عبد العزيز المسلّم رئيس معهد الشارقة للتراث والدكتور ماجد بو شليبي الأمين العام للمنتدى الإسلامي في الشارقة والدكتورة موزة غباش مديرة رواق عوشة بن حسين الأدبي في دبي والدكتور أحمد بهي الدين أستاذ الأدب الشعبي المشارك في جامعة حلوان بمصر والدكتور راشد المزروعي الباحث في شؤون التاريخ والتراث الشعبي.
وأشار الدكتور عبد العزيز المسلم إلى "وجود العديد من التحديات التي تواجه التراث في التعامل مع الذكاء الاصطناعي أهمها ظهور باحثين يعتمدون عليه بشكل تام وتتفاقم المشكلة بظهور جيل لا يهتم بالبحث ولا بالجودة وإنما السرعة فقط. وأرى أن التعامل مع الذكاء الاصطناعي يحتاج لمهارات تفوق مجرد الحصول على المعلومة"، داعيا إلى تأسيس منصات وطنية مدعومة لكل العلوم ومنها التراث لبناء أسس المعرفة بصورة مثلى.
وكشف المسلّم أن معهد الشارقة للتراث يدرس، ضمن جدول أعماله للسنة القادمة، مشروع إقامة مؤتمر يجمع المتخصصين من علماء الانثربولوجيا والآثار والتراث والمتخصصين بالهوية الإنسانية لبحث إمكانية مدى تغذية الذكاء الاصطناعي بما يسهم في توثيق التراث الثقافي المحلي والعربي من خلال روافد ومنصات تضع النقاط على الحروف وتسهم في بناء المجتمع المعرفي على قواعد سليمة وأصول ثابتة لتسير بالتراث نحو وجهته الصحيحة.
من جهته، قال الدكتور ماجد بو شليبي "أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً من علوم الآلة. فكل متخصص بمجال علمي معين ومنه الآثار والتراث لا بد أن يهتم بالذكاء الاصطناعي لكن لا يوجد الآن من يجيد إيصال هذه المهارة لمن يحتاجها"، لافتا إلى أن الذكاء الاصطناعي مكمل للذكاء البشري وليس بديلاً عنه وطالب معهد الشارقة للتراث بعمل برنامج تدريبي للباحثين في مجال التراث يعزز تطبيق القيم الأخلاقية في استعمال الذكاء الاصطناعي لا سيما في التوثيق والبحث العلمي.
وقال الدكتور أحمد بهي الدين إن "النظرة المأخوذة على المشتغلين بالتراث أنهم، وبحكم خصوصية عملهم، لا علاقة لهم بالواقع. وعلينا تصحيح هذه النظرة ونحن مقبلون على المستقبل من خلال الذكاء الاصطناعي فهو سيسهم كثيراً في الحد من التفاعل الإنساني والإبداع البشري وعلينا، ونحن نستقبل هذا الاختراع المهم، أن نفكر بإنسانيتنا وهويتنا وأن نفكر كيف نستثمره في تقديم تراث حين رصين وأصيل للأجيال المقبلة".
وقالت الدكتورة موزة غباش إن المستقبل كله ذاهب إلى الذكاء الاصطناعي وهذه حقيقة يؤكدها الواقع لكن السؤال المهم هو: كيف يمكن أن يكون هذا الاختراع ضامناً للهويات الوطنية بدلاً من تهديدها؟. ودعت إلى إعداد مصطلح معرفي جديد هو (التسامح أو المصالحة الثقافية) مع الثقافات الأخرى باعتبار أن البشر وإن كانوا مختلفين في الثقافات والهويات لكنهم في النهاية مشتركون في الإنسانية.
وقال الدكتور راشد المزروعي "لا تزال هناك صعوبات في تطويع الذكاء الاصطناعي في الكثير من جوانب التراث الشعبي إذ لا يزال قاصراً عن فهم اللهجات المحلية ولا يستطيع تقريب الصورة التي تعكس معانيها بشكل جلي. كما أن معظم المصادر التي يحيل عليها في البحوث لا وجود لها على أرض الواقع وأنه لا يزال أمام الجميع الكثير من المهارات اللازم تعلمها قبل أن يصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من حياتنا بشكل عام، والتراث على وجه الخصوص". أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي التراث الإنساني الآثار الثقافة الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
%40 من شباب إنجلترا يستخدمون الذكاء الاصطناعي للمشورة والدعم
كشف استطلاع جديد، اليوم الأربعاء، أن نحو 40% من الشباب في إنجلترا يستخدمون تقنيات الذكاء الاصطناعي للحصول على نصائح أو دعم أو حتى للبحث عن رفقة، رغم شعور الكثيرين منهم بالحاجة إلى مزيد من التواصل البشري الحقيقي.
وبحسب الاستطلاع الذي أجراه معهد يوغوف لصالح مؤسسة أون سايد الخيرية، قال 20% من هؤلاء الشباب إنهم يلجؤون إلى الذكاء الاصطناعي لأنه "أسهل من التحدث إلى شخص آخر"، فيما أشار 10% منهم إلى أنهم لا يجدون أحدا يمكنهم التحدث إليه غير هذه البرامج.
ورغم انتشار استخدام خاصية الدردشة الآلية، أوضح التقرير أن 6% فقط من المستخدمين يثقون بالذكاء الاصطناعي أكثر من ثقتهم بالبشر، في دلالة على أن معظم الشباب يدركون أن هذه البرامج قد تُظهر ميلا لإعطاء إجابات "ترضي المستخدم" أكثر من تقديم نصائح دقيقة.
اهتمام متزايد بتأثير التكنولوجياويأتي هذا التقرير في إطار الدراسة السنوية التي تطلبها مؤسسة أون سايد منذ عام 2022، والتي تركز على كيفية قضاء الشباب أوقات فراغهم. وجرى لأول مرة إدراج أسئلة تتعلق بالذكاء الاصطناعي هذا العام، بالنظر إلى التأثير المتصاعد لهذه التكنولوجيا على حياة الفئات الشابة في المملكة المتحدة.
وشملت العينة نحو 5 آلاف مشارك تتراوح أعمارهم بين 11 و18 عاما، وفق ما أكده متحدث باسم الجمعية.
وبموازاة زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، تشير نتائج الدراسة إلى ثبات أنماط أخرى في حياة الشباب:
%76 يمضون معظم وقت فراغهم أمام الشاشات، وهي نسبة لم تتغير منذ 2023. %48 يقضون غالبية وقتهم في غرف نومهم. %18 يمضون أوقات فراغهم بمفردهم.وقال جيمي ماسراف، المدير التنفيذي لمؤسسة أون سايد، إن هذه الأرقام تظهر أن "الوحدة والاعتماد على التكنولوجيا والعزلة" باتت مكوّنا ثابتا في حياة العديد من الشباب.
ورغم أن 14% فقط من الشباب قالوا إنهم يقضون وقت فراغهم مع أصدقائهم، أكدت الدراسة أن نحو نصف المستطلعين (49%) يشعرون بأن اللقاءات الواقعية مع الأصدقاء تمنحهم إحساسا أكبر بالترابط والانتماء.
إعلانوأضاف ماسراف أن قلة وجود مساحات مخصصة للشباب للالتقاء والتفاعل الطبيعي تجعلهم يلجؤون -منطقيا- إلى التكنولوجيا لتعويض هذا النقص.