صديق السيد البشير*
siddigelbashir3@gmail.com
هامَ ذاك النّهرُ يستلهـمُ حُسنا
فإذا عبْرَ بلادي ما تـمنّى
طرِبَ النّيلُ لَدَيْها فتثنَّىَ
فأروي يا تاريخ للأجيالِ عنـّا
ثائرٌ إذ هبَّ من غفوتِهِ
ينشدُ العلياءَ في ثورتِهِ
كاندفاع السّيلِ في قوّتِهِ
هكذا كان يرسم بالكلمات لوحة فنية، جمعت عناصر العمل الإبداعي الثلاثة، وتشمل، الجمال والفكر والمعرفة، ليصافح العمل الأسماع والأبصار والعقول بمحبة فائقة العذوبة، عذوبة الشاعر مرسي صالح سراج، بن منطقة (الشلال) بشمال السودان، ليلتقي بالموسيقار محمد وردي بن منطقة (صواردة)، بشمال البلاد، ثم يضيف عليها وردي من روحة لحنا عذبا، لتخرج من صوته، قطعة غنائية، داعبت العقل والقلب والوجدان.
عجباً مَن لهُ جندٌ على النّصر يُعين
كُلُّنا نفساً ومالاً وبنين
نـحنُ في الشِّدَّةِ بأسٌ يتـجلَّىَ
وعلى الوُدِّ نـضُمُّ الشّملَ أهلا
ليسَ في شِرعتِنا عبدٌ وموْلَىَ
قسَماً سنرُدُّ اليومَ كيدَ الكائدين
وحدةً تَقْوَىَ على مَرِّ السّنين
جمع مرسي صالح سراج بين محبة الرياضة والصحافة والفنون والترجمة، ليمارس النقد الرياضي وتأليف باقة منتقاة من قصائد رسخت في الذاكرة الثقافية، إلى جانب أعمال الترجمة، كترجمته الإنجليزية لذات النص الخالد (يقظة شعب)، النص الذي أصبح فيما بعد، وثيقة تاريخية، تحدث عن حضارة سودانية، كتب لها الخلود مدى الأزمان.
قلْبُ إفريقيا بِوَعْيٍ نابِضِ
حَلَّ مِنّا بالـجّنوبِ النّاهِضِ
مِن عدو الغابِ بِلَيْثٍ رابِضِ
قِدَمَاً هي كانت جنّة المستعمرين
مالـَهُم منها تبارَوْا هاربين
أصبح لحن (يقظة شعب)، شعارا مميزا لبرنامج (دكان ود البصير)، الذي بث على موجات الإذاعة السودانية لسنوات خلت، من إعداد وتقديم الدكتور عبدالمطلب الفحل (رحمة الله عليه)، ليخلد في ذاكرة الإعلام السوداني، في بعديه المحلي والكوني.
وفق ما هو مبذول من معلومات عن النص (يقظة شعب)، فإن العمل قدم عام 1962م،
نشيد (يقظة شعب)، عمل كبير ضم أكثر من (35) عازف وما يقارب (80) من الصبيان و الصبايا (ككورال) تم إختيارهم من مدرسة (بري الدراسية) شرقي العاصمة السودانية الخرطوم، ليصبح خالدا في ذاكرة الأداب والفنون في السودان.
نـحنُ أبناء ملوك في الزّمان
توّجوا الفونج وزانوا كردفان
أفسحَ المجدُ ليهم خيْرَ مكان
نسباً نِعْمَ أجدادٍ بِهِم يزهو جبين
خُلُقٌ يسمو وعَزْمٌ لا يلين
شرقـُنا يوم اللقاء كيفَ سعَىَ
حينَ داعي البذلِ بالرُّوحِ دعا
كيفَ بالسَّيْفِ تحدَّىَ المِدْفَعَا
ودِمَاً بذَلوها ثرّةً لا تستكين
للخنا للقيْدِ للعَيْشِ الـمُهين
حِينَ خَطَّ الـمَجْدُ في الأرْضِ دُرُوبَا
عَزْمَ تِرْهاقا وإيـمان العروبة
عَرَبَاً نـحنُ حملْناها ونُوبة
وحين دنت لحظات التسجيل النهائي للعمل الخالد (يقظة شعب)، دعا المدير العام للإذاعة السودانية (هنا أمدرمان) آنذاك الأستاذ متولي عيد، وزير الإستعلامات والعمل السوداني_وقتها_ اللواء محمد طلعت فريد ووكيل الوزارة الأستاذ (محمد عامر فوراوي)، ووالمدير الأسبق للإذاعة السودانية لحضور التسجيل في الإستديو.
رحم الله الشاعر والملحن والمؤدي رحمة واسعة.
بِدِمانا مِن خلودِ الغابرين
هُوَ يحدونا إلى عِزٍّ مُبِين
هـَمُّنا في العَيْشِ إقْدامٌ وجُود
وعنِ الأوطانِ بالمَوْتِ نذود
لِنَرَىَ السُّودانَ خفّاق البنود
وغَدَاً سوفَ يَعْلو ذِكْرُنا في العالمين
فعُلُوَّاً كان شأنُ العامِلين
*صحافي سوداني
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
أوقاف البحر الأحمر تُكرم الموظفين المثاليين على مستوى المحافظة
نظّمت مديرية أوقاف البحر الأحمر، اليوم الإثنين، احتفالية كبرى لتكريم الموظفين المثاليين على مستوى المحافظة، تقديرًا لجهودهم المخلصة في خدمة بيوت الله، وحرصًا على إبراز النماذج المشرفة التي تُعد قدوة في العمل الدعوي والإداري والخدمي.
وقام الشيخ رمضان يوسف، مدير المديرية، بتكريم عدد من النماذج المتميزة، مؤكدًا أن هذا التكريم يأتي تنفيذًا لتوجيهات الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، الذي يولي اهتمامًا خاصًا بتحفيز الكفاءات وتكريس ثقافة التميز داخل قطاعات الوزارة.
أبرز المكرمين
الإمام المثالي على مستوى المحافظة:
الدكتور عبد الناصر محمد مغربي، إمام مسجد الخالدين بسفاجا، والذي تميز بخطبه المعتدلة وتواصله الإيجابي مع المصلين، كما كان له دور كبير في التوعية بمشروع صكوك الأضاحي، مما ساعد على تعزيز المشاركة المجتمعية فيه.
مقيم الشعائر المثالي:
الشيخ شيخون عطا الله أحمد علي، الذي عُرف بانضباطه وخشوعه في أداء الشعائر، ومشاركته الفاعلة في أنشطة المسجد.
المؤذن المثالي:
ياسر سعد حامد علي، صاحب الصوت الندي، والدقة في رفع الأذان في مواعيده الشرعية.
الإداري المثالي:
سهير عبد اللاه أحمد عبد اللاه، التي نالت التقدير لدقتها في الأداء، وسرعة إنجاز المهام، وروحها التعاونية.
العامل المثالي:
مدثر محمد أحمد عبد الرحمن، الذي يعمل بإخلاص وتفانٍ خلف الكواليس، ويحرص على نظافة المسجد وتهيئته للمصلين.
وفي كلمته خلال الحفل، أثنى الشيخ رمضان يوسف على جهود المكرمين، مشيرًا إلى أن التميز الحقيقي لا يخفى، وأن من يخلص في عمله يجد التقدير والتكريم، كما أكد أن مشروع صكوك الأضاحي يمثل نموذجًا ناجحًا للشراكة المجتمعية في العمل الخيري.
وأضاف أن هذا التكريم يعكس حرص وزارة الأوقاف على خلق بيئة عمل محفزة، تقوم على تشجيع التميز وتقدير الجهود الصادقة في خدمة الدين والوطن.