هل تنجح الحكومة السورية المؤقتة في نزع سلاح الأكراد ودمجهم في الجيش؟
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تتصاعد التوترات في سوريا مع مطالبة القادة الجدد لنزع سلاح قوات سوريا الديمقراطية، الميليشيا الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، ودمجها في جيش وطني موحد، وسط تصاعد الاشتباكات في الشمال الشرقي للبلاد. يأتي هذا التصعيد في ظل استعداد سوريا لتشكيل حكومة انتقالية بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2023.
ورغم الإعلان عن مؤتمر سياسي لمناقشة مستقبل سوريا، لم يتم تحديد موعد انعقاده بعد. وأكد حسن الدغيم، رئيس اللجنة الحكومية المسؤولة عن التخطيط للحوار، أن الميليشيات المسلحة لن تُدعى إلا بعد نزع سلاحها واندماجها تحت إشراف وزارة الدفاع، مشددًا على أن هذه المسألة غير قابلة للتفاوض. يثير هذا الموقف احتمال استبعاد الإدارة الكردية، التي تسيطر فعليًا على شمال شرق سوريا، من أي حكومة انتقالية. فقد رفضت قوات سوريا الديمقراطية تسليم أسلحتها منذ سقوط النظام، وهي قوة عسكرية أساسية دعمتها الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم داعش، الذي هُزم بشكل كبير في 2019.
يشكل استمرار تهديد داعش مصدر قلق رئيسي للمجتمع الدولي، وخاصة الغرب، حيث تخشى الدول الأوروبية والولايات المتحدة من أي فراغ أمني قد يسمح بعودة التنظيم الإرهابي. في مؤتمر دولي في باريس، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحكومة السورية المؤقتة إلى التوصل إلى اتفاق مع القوات الكردية، مشيرًا إلى أنهم "حلفاء ثمينون" يجب دمجهم في النظام الجديد. لكن هذا الموقف يواجه رفضًا شديدًا من تركيا، التي تدعم المعارضة السورية المسلحة وتعتبر قوات سوريا الديمقراطية امتدادًا لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه منظمة إرهابية. وتسعى أنقرة منذ سنوات إلى تقويض نفوذ القوات الكردية في شمال سوريا.
ومنذ سيطرة الشرع على دمشق، تواصلت المعارك بين القوات المدعومة من تركيا والمقاتلين الأكراد، خاصة في مدينة منبج الحدودية، التي انتزعتها المعارضة من قوات سوريا الديمقراطية في ديسمبر 2023. مع استمرار الاشتباكات، لم تتمكن الحكومة الانتقالية حتى الآن من فرض سيطرتها الكاملة على سوريا، خاصة على المناطق الخاضعة لسيطرة الإدارة الكردية. وقد وافقت العديد من الفصائل الأخرى على تفكيك قواتها والانضمام إلى الجيش الوطني، لكن القوات الكردية تطالب بضمانات تشمل الاحتفاظ بوضع عسكري مستقل داخل الجيش، والاعتراف باللغة الكردية كلغة رسمية في المناطق التي تسيطر عليها، والإبقاء على القادة الأكراد في إدارة المنطقة.
تأتي هذه الأزمة في وقت تتزايد فيه حالة عدم اليقين بشأن الدور الأمريكي في سوريا. ورغم أن الدعم الأمريكي كان حاسمًا في تعزيز قوات سوريا الديمقراطية، إلا أن الرئيس ترامب لم يلتزم باستمرار هذا الدعم منذ توليه منصبه الشهر الماضي. وأدى تجميد واشنطن لتمويل المساعدات الدولية في يناير إلى تفاقم الأوضاع، حيث اضطر مخيم يأوي آلاف من مقاتلي داعش وأفراد عائلاتهم إلى تعليق العمل مؤقتًا، مما أثار مخاوف من عودة داعش إلى النشاط.
مع استمرار المفاوضات، يواجه القادة الجدد معضلة حقيقية بين استيعاب القوات الكردية في النظام السياسي والعسكري الجديد، وبين المخاوف من إثارة غضب تركيا التي تعارض بشدة أي دور مستقل لهم. وفيما تدفع فرنسا وبعض الدول الغربية نحو حل سياسي يشمل جميع الأطراف، تصر الحكومة المؤقتة على التفكيك الكامل للقوات الكردية كشرط للحوار.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الولايات المتحدة سوريا قوات سوریا الدیمقراطیة القوات الکردیة
إقرأ أيضاً:
عادل حمودة: تنظيم داعش استفاد من التكنولوجيا الحديثة ومنصات التواصل
قال الكاتب الصحفي والإعلامي عادل حموده، إن تنظيم "داعش" الإرهابي، ورغم هزائمه في سوريا والعراق، لم يتلاشَ تهديده، بل تبنى نموذج "الشبكات اللامركزية" الذي يتيح لكل عنصر في التنظيم حرية التخطيط والتنفيذ للعمليات الإرهابية وفقًا للظروف الميدانية.
التكنولوجيا الحديثةوأوضح أن التنظيم استفاد من التكنولوجيا الحديثة ومنصات التواصل الاجتماعي في نشر أفكاره المتطرفة، بينما سمحت له التطبيقات المشفرة مثل "تليجرام" و"سيجنال" بالتخطيط لهجمات في سرية تامة، إضافة إلى استخدام الطائرات المسيرة في جمع المعلومات وتنفيذ عمليات دقيقة.
وخلال تقديمه برنامج "واجه الحقيقة" على شاشة القاهرة الإخبارية، أشار حموده إلى أن "داعش" استغل الصراعات المحلية في إفريقيا للتغلغل داخل المجتمعات الريفية، ما منحه قدرة أكبر على الصمود أمام الحملات الأمنية.
وأضاف أن التنظيم نشط بشكل لافت في عام 2024، حيث استهدف نقاط تفتيش أمنية باستخدام سيارات مفخخة، وخطط لعمليات تهدف إلى تحرير عناصره المعتقلين منذ عام 2019، بحسب ما كشفه تحقيق حصري لصحيفة "وول ستريت جورنال" مدعوم بشهادات ضباط أمريكيين وقادة "قوات سوريا الديمقراطية".
قوات النخبة الأمريكيةوأكد حموده أن الولايات المتحدة كثفت غاراتها الجوية الدقيقة على مواقع التنظيم، وأخضعته لمراقبة جوية مستمرة، إلى جانب عمليات نوعية نفذتها قوات النخبة الأمريكية لاغتيال قياداته البارزة. ومع ذلك، نفذ التنظيم 153 عملية هجومية في سوريا والعراق خلال النصف الأول من 2024، في إشارة إلى استمرار خطورته وقدرته على إعادة تنظيم صفوفه.
واختتم الكاتب الصحفي بأن "داعش" بات يستغل المعسكرات التي تضم النساء والأطفال من عائلات مقاتليه في تلقينهم أفكاره المتشددة، معتبرًا أن العالم يواجه اليوم مرحلة جديدة من الإرهاب العابر للحدود، وأن كسر هذه الشبكات اللامركزية يظل تحديًا مفتوحًا لم يُحسم بعد.