تفاوت كبير في أسعار الكهرباء والغاز في عواصم أوروبا: برلين الأغلى وبودابست الأرخص
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
استقرت أسعار الطاقة في الاتحاد الأوروبي بعد الارتفاع الحاد الذي شهدته عقب الغزو الروسي لأوكرانيا أوائل عام 2022. وخلال سنة 2024، سجل معدل التضخم السنوي لأسعار الطاقة نسبًا سالبة في معظم الأشهر، مما خفف العبء قليلا عن المستهلكين.
ورغم هذا الاستقرار، فلا تزال أسعار الكهرباء والغاز متفاوتة بشكل كبير بين العواصم الأوروبية، حيث تؤثر عوامل عدة على تكاليف الطاقة في كل بلد، ما يجعل بعض المدن أغلى بكثير من غيرها.
وتؤثر فواتير الطاقة بشكل مباشر على ميزانيات الأسر الأوروبية، إذ مثلت تكاليف الكهرباء والغاز والوقود 5.5% من إجمالي إنفاق الأسر في الاتحاد الأوروبي عام 2023. كما يزداد هذا التأثير على الأسر ذات الدخل المنخفض، حيث تضطر إلى تخصيص جزء أكبر من ميزانيتها لتغطية تكاليف الطاقة، مما يجعل مسألة تفاوت الأسعار أكثر أهمية لهذه الفئات.
وفقًا لأحدث بيانات مؤشر أسعار الطاقة المنزلي (HEPI)، الذي أعدته شركة إينرجي كونترول أوسترياEnergie-Control Austria بالتعاون مع (MEKH) و(VaasaETT)، فقد سجلت أسعار الكهرباء للمستهلكين من أصحاب السكنات في عواصم 33 دولة أوروبية تفاوتًا واسعًا. فاعتبارًا من 3 يناير/ كانون الثاني 2025، تراوحت الأسعار بين 9.1 سنت يورو/كيلوواط ساعة في بودابست و40.4 سنت يورو/كيلوواط ساعة في برلين، بينما بلغ متوسط أسعار الكهرباء في الاتحاد الأوروبي 25.5 سنت يورو/كيلوواط ساعة.
إلى جانب برلين، حلّت بروكسل (38.5 سنت يورو/كيلوواط ساعة) وكوبنهاغن (37.5 سنت يورو/كيلوواط ساعة) ولندن (36.8 سنت يورو/كيلوواط ساعة) وبرن (36.4 سنت يورو/كيلوواط ساعة) ضمن قائمة أغلى المدن في أسعار الكهرباء. في المقابل، سجلت كييف (9.8 سنت يورو/كيلوواط ساعة) وبلغراد (10.5 سنت يورو/كيلوواط ساعة) وبودغوريتسا (11.1 سنت يورو/كيلوواط ساعة) أدنى الأسعار بعد العاصمة المجرية بودابست، ما يعكس فجوة كبيرة بين الأسواق الأوروبية.
وتميل عواصم دول وسط وشرق أوروبا إلى تسجيل أسعار كهرباء أقل من متوسط الاتحاد الأوروبي، باستثناء براغ، التي سجلت 35.3 سنت يورو/كيلوواط ساعة، متجاوزة المعدل العام للاتحاد الأوروبي. كما تجاوزت أسعار الكهرباء متوسط الاتحاد الأوروبي في جميع عواصم أكبر خمس اقتصادات أوروبية، مما يعكس التأثير الكبير لعوامل السوق المحلية على تكاليف الطاقة.
رسم بياني يوضح أسعار الكهرباء في أوروبا مع الضرائبوتعود هذه الفروقات في الأسعار إلى عدة عوامل، أبرزها مزيج الطاقة المستخدم في التوليد، ومدى اعتماد الدول على الغاز الطبيعي أو مصادر الطاقة المتجددة، إضافة إلى استراتيجيات الشراء والتسعير الخاصة بالموردين والدعم الحكومي. وأوضحت رافايلا جريجوريو، مديرة مشروع (HEPI)، أن الضرائب ورسوم الشبكة المرتفعة في برلين ساهمت في جعلها المدينة الأغلى، حيث لو تم احتساب تكلفة عنصر الطاقة فقط، لكانت ألمانيا في المرتبة العاشرة بين الدول التي شملها التحليل.
وعند احتساب الأسعار بناءً على معايير القوة الشرائية (PPS)، تتغير التصنيفات بشكل كبير، حيث تعكس هذه المعايير القدرة الفعلية للمستهلكين على تحمل التكاليف. على سبيل المثال، رغم أن براغ تحتل المرتبة السابعة في الأسعار الاسمية للكهرباء، فإنها تقف في المرتبة الأولى عند تعديل الأسعار بمعايير القوة الشرائية. كما شهدت برن تراجعًا من المرتبة الخامسة إلى المرتبة 23، في حين قفزت وارسو من المرتبة 18 إلى المرتبة السادسة، ما يؤكد أن العبء المالي للكهرباء لا يعتمد فقط على السعر الاسمي، بل على القوة الشرائية للسكان أيضًا.
على صعيد أسعار الغاز، سجلت بودابست أقل تكلفة للمستهلكين من أصحاب السكنات بـ 2.5 سنت يورو/كيلوواط ساعة، في حين تصدرت ستوكهولم القائمة عند 33.3 سنت يورو/كيلوواط ساعة، بفارق يزيد عن 13 ضعفًا. واحتلت أمستردام (18.3 سنت يورو/كيلوواط ساعة) وبرن (17.4 سنت يورو/كيلوواط ساعة) وروما (15 سنت يورو/كيلوواط ساعة) المراتب التالية في قائمة الأغلى، بينما جاءت لندن بأدنى معدل بين أكبر الاقتصادات الأوروبية عند 8.8 سنت يورو/كيلوواط ساعة.
رسم بياني يوضح أسعار الغاز في أوروبا مع الضرائبتعود هذه التفاوتات الكبيرة في أسعار الغاز إلى عدة عوامل، منها استراتيجيات الشراء المختلفة، ومستويات التخزين، والظروف الجوية، ومدى ارتباط الأسواق المحلية بأسواق الغاز الأخرى.
في حالة السويد، أوضحت جريجوريو أن سوق الغاز صغير للغاية، حيث لا يتجاوز عدد العملاء المنزليين 77,000 عميل، منهم 50,000 فقط في شبكة الغاز المعزولة في ستوكهولم، مما يجعل تكاليف البنية التحتية مرتفعة لكل مستخدم.
وعند احتساب أسعار الغاز وفقًا لمعايير القوة الشرائية، تتغير الترتيبات بشكل ملحوظ، حيث تراجعت برن من المرتبة الثالثة إلى المرتبة 16، فيما هبطت كوبنهاغن من المركز الثالث إلى المركز 15، وتقدمت صوفيا من المرتبة 15 إلى المرتبة الثالثة. وتعكس هذه التغييرات كيف يمكن أن تبدو بعض المدن الأوروبية الغربية باهظة الثمن باليورو، لكنها تصبح أكثر قدرة على تحمل التكاليف عند معادلتها بالقوة الشرائية، والعكس صحيح بالنسبة للعديد من مدن أوروبا الشرقية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ملايين الأوروبيين يعانون من نقص التدفئة في بيوتهم رغم وفرة الطاقة ارتفاع التضخم في منطقة اليورو للشهر الثالث على التوالي مع صعود تكاليف الطاقة هل تصبح ألمانيا "البطة السوداء" في ملف الطاقة النووية بأوروبا؟ أزمة أسعار الطاقة في أوروبا الغازأوروباطاقةارتفاع الأسعارالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب ألمانيا إسرائيل قطاع غزة الحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب ألمانيا إسرائيل قطاع غزة الحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أزمة أسعار الطاقة في أوروبا الغاز أوروبا طاقة ارتفاع الأسعار دونالد ترامب ألمانيا إسرائيل قطاع غزة الحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لبنان حركة حماس سوريا احتجاجات مؤتمر ميونيخ للأمن حكم السجن الاتحاد الأوروبی القوة الشرائیة أسعار الکهرباء تکالیف الطاقة أسعار الطاقة إلى المرتبة أسعار الغاز یعرض الآنNext من المرتبة
إقرأ أيضاً:
" وزير الطاقة الأميركي " يراقب أي تطورات محتملة للتوترات علي إمدادات النفط العالمية
كشف وزير الطاقة الأميركي، كريس رايت يوم الجمعة إنه وفريقه يعملان مع مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض لمراقبة الوضع في الشرق الأوسط وأي تأثيرات محتملة على إمدادات الطاقة العالمية.
بعد الضربات الإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية.. زيادة إنتاج النفط والغاز الأميركيين إلى أقصى حد
ووضح رايت على منصة إكس، بعد الضربات الإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية ورد إيران عليها بالصواريخ، أن سياسة الرئيس دونالد ترامب الرامية إلى زيادة إنتاج النفط والغاز الأميركيين إلى أقصى حد، والتي تتضمن أيضا خفض اللوائح التنظيمية للتلوث، تعزز أمن الطاقة الأميركي.
واكد محللون إن مواقع النفط والغاز في إيران، عضو منظمة أوبك، لم تُستهدف، وفق "رويترز".
وارتفعت أسعار الخام العالمية اليوم الجمعة لتغلق على ارتفاع 7% إلى أكثر من 74 دولارا للبرميل وسط مخاوف المستثمرين من اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط.
وقال محللون في شركة كلير فيو إنرجي بارتنرز في مذكرة للعملاء "قد ترتفع أسعار البنزين في الولايات المتحدة بنحو 20 سنتا للغالون في الأيام المقبلة خلال موسم ذروة القيادة الصيفية في الولايات المتحدة، مما يوجد ضغوطا اقتصادية وعراقيل سياسية أمام الرئيس دونالد ترامب، الذي ركز في حملته الانتخابية على خفض تكاليف الطاقة".
واعلنت شركة كلير فيو إن ارتفاع الأسعار قد يدفع ترامب إلى التركيز على استغلال احتياطيات النفط الاستراتيجية، والسعي إلى زيادة الإمدادات من مجموعة أوبك+، وقد يُعقّد جهود تشديد العقوبات على روسيا، إحدى أكبر ثلاث دول منتجة للنفط في العالم.
ولم ترد وزارة الطاقة الأميركية بعد على سؤال حول إمكانية استغلال احتياطي النفط الاستراتيجي الأميركي، وهو الأكبر في العالم ويضم حاليا 402.1 مليون برميل من النفط الخام.
واكد فاتح بيرول مدير وكالة الطاقة الدولية ومقرها باريس على منصة إكس إن نظام أمن النفط التابع للوكالة والذي يشمل احتياطي النفط الاستراتيجي الأميركي، يحتوي على أكثر من 1.2 مليار برميل من مخزونات الطوارئ.
كما انتقدت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) منشور بيرول، قائلة إنه يُثير إنذارات كاذبة و"يُثير شعورا بالخوف في السوق".