مايكروسوفت مصر: 1500 شركة محلية شريكة فى التحول الرقمى والذكاء الاصطناعى
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت ميرنا عارف، مدير عام شركة مايكروسوفت مصر، أن الشركة لديها شراكات استراتيجية مع أكثر من 1500 شركة مصرية، تتنوع بين الكيانات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، وذلك في إطار جهودها لدعم التحول الرقمي وتمكين الأعمال الناشئة.
جاء ذلك خلال فعاليات جولة مايكروسوفت العالمية للذكاء الاصطناعي، التي حطّت رحالها في القاهرة تحت رعاية الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ضمّ الحدث، الذي يجوب أكثر من 60 مدينة حول العالم، مسؤولين حكوميين وقادة أعمال ومطوري تكنولوجيا ومبتكرين، لتسليط الضوء على القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي.
أوضحت عارف أن مايكروسوفت تقدم أدوات تكنولوجية متطورة تُمكّن هذه الشركات من بناء أنظمتها وتطوير عملياتها، مشيرة إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تُعد "شريان الحياة" لاقتصادات الدول، حيث تعزز الابتكار وتدعم استدامة الأعمال عبر مختلف القطاعات.
حذّرت من أن الشركات التي لا تواكب التطورات التكنولوجية، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، قد تواجه خطر التراجع أو الاختفاء من السوق، مؤكدة أن هذه التقنية ستفتح آفاقًا واسعة لاقتصاد رقمي جديد.
وأضافت عارف : "رغم أن الذكاء الاصطناعي قد يُقلص بعض الوظائف التقليدية، إلا أنه سيخلق فرصًا جديدة تفوق تلك التي قد تختفي، مما سيُغيّر هيكل سوق العمل بشكل إيجابي ويُظهر تخصصات مبتكرة تعتمد على التكنولوجيا".
أشارت إلى أن العالم لا يزال في مرحلة استكشاف الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، معربة عن تفاؤلها بإسهام هذه التقنية في تطوير وظائف جديدة وتعزيز الابتكار التكنولوجي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: اتصالات وتكنولوجيا اقتصاد رقمي الابتكار التكنولوجي
إقرأ أيضاً:
هل يخلق الذكاء الاصطناعي مجتمعا أميا في المستقبل؟
في نهاية عام 2022، كشفت شركة "أوبن إيه آي" عن أول روبوت دردشة "شات جي بي تي" يعتمد على نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها، معلنة بذلك بداية عصر روبوتات الدردشة ونماذج الذكاء الاصطناعي المتوفرة للعامة.
وخلال الأشهر التالية، تمكّن "شات جي بي تي" من التغلغل في حياة المستخدمين بشكل كبير، إذ قام الكثيرون بإلقاء المهام المملة والمكررة على عاتقه، وشيئا فشيئا، ازداد عدد المهام التي يقوم بها الذكاء الاصطناعي، خاصة عندما تعلّق الأمر بكتابة الأبحاث المطلوبة من التلاميذ أو بعض المستندات الرسمية في الشركات، مما أثار المخاوف من تدهور القدرات الكتابية لمستخدمي "شات جي بي تي".
ورغم المخاوف من تراجع المهارات الكتابية للأجيال الحديثة، سواء التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في كتابة أبحاث الدراسة المطلوبة منها أو حتى الأعمال الكتابية في الشركات، فإن هذا الجانب ليس الأخطر كما يرى ليف ويذربي مدير مختبر النظرية الرقمية في جامعة "نيويورك"، حسب تقرير كتبه في صحيفة "ذا نيويورك تايمز".
ويرى ويذربي الخطر الأكبر في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لأداء مجموعة من المهام الأكثر تعقيدا وتطلبا، وتحديدا المهام المتعلقة بالحسابات وكتابة الأكواد البرمجية، إذ يخشى تحول المجتمع إلى مجتمع أمي غير قادر على أداء الحسابات أو كتابة الأكواد البرمجية، ولكن كيف هذا؟
ترك المهام للذكاء الاصطناعييشير ويذربي في تقريره إلى كون أحد تلاميذه يعتمد على كود برمجي يقوم بكتابته بنفسه، من أجل تحليل البيانات المختلفة التي تصل إليه من التجارب العلمية التي يقوم بها أو حتى التجارب الإحصائية من الاستطلاعات المختلفة، ويقوم هذا الكود بتيسير عملية تحليل البيانات والوصول إلى النتائج المطلوبة بشكل سريع.
ولكن، بعد انتشار نماذج الذكاء الاصطناعي، تخلى التلميذ عن هذا الأمر، معتمدا على "شات جي بي تي"، ليقوم بكتابة الكود وتحليل البيانات ثم تقديم النتيجة النهائية له، دون الحاجة لكتابة أي كود أو قراءة البيانات ومحاولة فهمها وتحليلها.
وتعزز تجربة أندريه كارباثي مهندس الذكاء الاصطناعي في موجة "فايب كودينج" (Vibe Coding)، لتكتب الأكواد البرمجية عبر توجيه مجموعة من الأوامر الصوتية لمساعدي الذكاء الاصطناعي، هذه النتيجة.
إعلانورغم انبهار العالم البرمجي بهذه الآلية الجديدة والنظر إليها كخطوة تسرّع من عمل المبرمجين في مختلف القطاعات حول العالم، فإن الأكواد الناتجة عنها تأتي معطوبة ومليئة بالأخطاء التي لا يمكن إصلاحها، ومنهم الكود الذي قام كارباثي بكتابته.
والأسوأ، فإن بعض المبرمجين الذين اعتمدوا على هذه الآلية ومنهم كارباثي قال إنهم أصبحوا غير قادرين على كتابة أكواد برمجية بالشكل المعتاد.
الذكاء الاصطناعي يقضي على وظائف مهندسي البرمجةلا تبدو موجة "فايب كودينج" قادرة على الإطاحة بوظائف مهندسي البرمجة، ولكن على الصعيد الآخر، فإن كبرى الشركات التقنية العالمية بدأت تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في عملياتها البرمجية.
وفي تصريح سابق، قالت "غوغل" إن أكثر من 25% من أكواد الشركة مكتوبة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وكذلك الحال مع "مايكروسوفت" التي تتشارك النسبة ذاتها، وقامت بحملة إقالات تجاوزت الآلاف حول العالم، وبالمثل "أمازون" و"أوبن إيه آي".
ومن جانبها، تحاول "أوبن إيه آي" استثمار أكثر من 3 مليارات دولار للاستحواذ على شركة "ويند سيرف"، التي تملك أداة تساعد في كتابة الأكواد البرمجية بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، في خطوة لتقليل الاعتماد على المبرمجين البشر.
ويبدو أن هذا التوجه أصبح عالميا، إذ أشارت التقارير من مؤسسة "سيجنال فاير" (SignalFire) المختصة بمتابعة سوق العمل ومؤسسة "زيكي" (Zeki) للأبحاث، فإن الشركات توقفت عن تعيين مهندسي البرمجة للمبتدئين لينخفض إجمالي أعداد التوظيف في كبرى الشركات التقنية إلى صفر بعد أن كان يصل إلى الآلاف يوميا.
وفي حين ترى الشركات أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي ضرورة مستقبلية، فإن مثل هذا النفور من تعيين المبرمجين البشر قد يتسبب في اختفاء المؤسسات التعليمية المسؤولة عن تخريج المهندسين وعلماء الحاسب، في خطوة تماثل التخلي عن العمالة اليدوية البشرية تزامنا مع الثروة الصناعية.
الوصول إلى مجتمع أمي حسابيافي الماضي، كانت الأمية هي غياب القدرة على القراءة والكتابة، ولكن يبدو أننا على أعتاب مفهوم جديد للأمية، فرغم كون الشخص قادرا على القراءة والكتابة، فإنه لن يكون قادرا على الإبداع واستخدام المفاهيم الرياضية والحسابية المتوسطة.
إذ يشير العديد من الدراسات إلى أن الاعتماد المبالغ فيه على أدوات الذكاء الاصطناعي يفقد الإنسان قدرته الإبداع وقدرته على الكتابة والقراءة وتحليل البيانات بشكل ملائم وصحيح تماما، وهو ما يسرّع الوصول إلى المجتمع الأمي.