الجزيرة:
2025-06-12@05:06:50 GMT

فايننشال تايمز: من سيدافع عن أوروبا؟

تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT

فايننشال تايمز: من سيدافع عن أوروبا؟

وصل الزعماء الأوروبيون إلى مؤتمر ميونخ للأمن هذا الأسبوع وهم يواجهون تحديات كبيرة؛ بين التهديد الوشيك من روسيا العدوانية، والتأكد المفاجئ من اتجاه الولايات المتحدة الانعزالي في عهد الرئيس دونالد ترامب، مما يعني أن عليهم الآن إعادة تسليح أنفسهم أو دفع الثمن.

بهذه المقدمة افتتحت صحيفة فايننشال تايمز مقالا بقلم كير جيلز، الاستشاري في برنامج روسيا وأوراسيا في تشاتام هاوس، انطلق فيه من إعلان ترامب اتفاقه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على بدء المحادثات بشأن إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وما حدده وزير دفاعه بيت هيغسيث من تكلفة ستتكبدها أوكرانيا لتحقيق هذه الغاية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2البرنامج الإسرائيلي السري لتهجير أهل غزةlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: عجزنا عن هزيمة حماس وجيشنا مستنزف أكثر مما مضىend of list

وفي تعليقات تتطابق بشكل وثيق مع بعض المطالب الأساسية لروسيا، قال هيغسيث للحلفاء في بروكسل إن سلامة أراضي أوكرانيا "هدف وهمي"، وإن كييف لن تكون لها عضوية في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولن يكون لديها دعم أميركي للدفاع عن نفسها في المستقبل.

ومع غياب الضمانات الأمنية الموثوقة من الولايات المتحدة، تستطيع روسيا إعادة بناء قواتها البرية بشكل أسرع. وقد وصف الأمين العام لحلف الناتو مارك روته التحدي الذي تواجهه أوروبا، قائلا "أقول لكم بوضوح شديد: يجب أن نستعد للحرب، هذه هي أفضل طريقة لتجنب الحرب"، كما وصف وزير الدفاع الألماني كارستن بروير التهديد الروسي بأنه "خطير للغاية".

إعلان شعور بالتهديد

ومنذ الحرب الروسية على أوكرانيا -كما يقول الكاتب- تشعر أوروبا بأنها تتعرض للتهديد من قبل قوة مستعدة للمخاطرة لتحقيق أهدافها المتمثلة في التوسع الإقليمي، وستكون الديمقراطيات الغربية مضطرة إلى المشاركة في مواجهة ذلك أحبت أو كرهت، لأن هدف بوتين المعلن هو مراجعة "الأخطاء التاريخية والإستراتيجية" التي أدت إلى إنشاء حدود أوروبا الشرقية.

وأشار الكاتب إلى أن جيران روسيا في الناتو يدركون هذا التهديد، وهم يستثمرون بكثافة في إعادة تسليح أنفسهم وتحصين حدودهم، ولكن أوروبا الغربية غير مستعدة، وهكذا تبقى أوروبا منقسمة بين دول خط المواجهة التي تدرك المخاطر والحاجة الملحة إلى تخفيفها، ومعظم المناطق الداخلية الغربية من القارة التي لا تزال شبه هادئة.

والحقيقة أن مشكلة أميركا في أوروبا لم تبدأ مع ترامب وهيغسيث، بل إن واشنطن ظلت سنوات تشرح لكل من يرغب في الاستماع أن أوروبا تنزلق إلى أسفل قائمة أولوياتها الإستراتيجية العالمية، وذلك ما يؤكده نهجها في الدفاع عن إسرائيل المختلف تماما عن دفاعها عن أوكرانيا حتى قبل تنصيب ترامب، كما يوضح الكاتب.

غير أن رفض التفكير في هذه المشكلة هو الذي أدى إلى إثارة الفزع في بعض العواصم الأوروبية الغربية عند عودة ترامب، إذ واجه الزعماء احتمال الاضطرار إلى الوفاء بالتزاماتهم الدفاعية، خاصة أن الواقع أن ترامب، مثل أي زعيم آخر في الناتو صديق لروسيا، وقد يقرر عدم الحاجة إلى اتخاذ أي إجراء لمواجهتها من أجل استعادة "السلام والأمن".

ومع ذلك، لم يتحد ترامب ولا مسؤولو إدارته حتى الآن -كما يقول الكاتب- مبدأ "الردع الموسع" الذي تظل الولايات المتحدة بموجبه الضامن الإستراتيجي لحلفائها ضد الهجوم النووي، وهو ضمان أحادي الجانب، ولا يزال استثناء غريبا لنهج ترامب في التعامل مع الالتزامات الأمنية.

إعلان

قدرات روسية سليمة

وعلى أي حال، يتعين على أوروبا الآن أن تتعامل مع الولايات المتحدة، لا باعتبارها ركيزة من ركائز وحدة الناتو، بل باعتبارها تحديا بعد تساؤل كندا والدانمارك فجأة إذا كان قد تحول أقوى حلفائهما في عشية وضحاها إلى المشكلة الأكثر إلحاحا بالنسبة لهما.

غير أن ما يتجاهله المراقبون في كثير من الأحيان هو الواقع غير المريح المتمثل في أن قدرات الروس على الضرب من مسافات هائلة لا تزال سليمة رغم ما كبدتها أوكرانيا من خسائر، وهي تحافظ على قدرتها بدعم من شركاء مثل إيران والصين وكوريا الشمالية، وهو دعم من المرجح أن ينمو.

وفي العقد الأول من القرن 21، كان السيناريو المتوقع -حسب الكاتب- هو أن تستولي روسيا على شريحة من الأراضي في واحدة أو أكثر من دول البلطيق، ثم تتحدى الناتو للرد، بعد أن تطمئن نفسها أولا إلى أن الاستجابة الموحدة لن تكون وشيكة، ومن ثم فإن سبب وجود الحلف سوف يتبخر، ثم يتبعه التحالف نفسه بسرعة.

غير أن التصور الشائع هو أن القوات الروسية غير قادرة على إلحاق الأذى بأوروبا لأنها تعرضت للتدمير في أوكرانيا عام 2022، ولكن ذلك تغير -كما يرى الكاتب- وأصبح من المعترف به أن القوات البرية الروسية أعيد بناؤها بشكل أكبر منذ أوائل عام 2024، كما أصبحت بعض الجيوش التابعة للناتو أقل قدرة بسبب عدم استبدال التبرعات المقدمة لأوكرانيا في المخزون.

وقد صرح رئيس أركان الدفاع البريطاني الأدميرال السير توني رادكين أكثر من مرة وبثقة، خلافا لبعض نظرائه، بأن روسيا لن تهاجم الناتو، وفسر ذلك بأنها تعلم أن رد الحلف "ساحق"، مع أنه لا أحد يرى أن روسيا تريد الاشتباك مع القوات المشتركة للحلف.

الردع هو المفتاح

ولكن المؤسف هو أن هذا ليس النوع الوحيد من الهجوم المحتمل، فتكون هناك عمليات تخريب أو هجمات إلكترونية منظمة ومكثفة على البنية الأساسية الحيوية أو المستشفيات، أو تفعيل مفاجئ لخطط زرع أجهزة حارقة على طائرات الركاب، مما يتسبب في أعداد هائلة من الضحايا وفي شلّ الحركة الجوية تماما.

إعلان

ورأى الكاتب أن الردع الأوروبي الموثوق لروسيا هو المفتاح لتجنب الكارثة، وذكر أن أوروبا قامت باستثمارات ضخمة في مكافحة الإرهاب، وما تحتاج إليه الآن هو أيضا الاستثمار في مكافحة إرهاب الدولة كما هي حالة روسيا، ولا يوجد عذر للتظاهر بأن الدفاع غير ميسور التكلفة، لأن تكاليف الحد من احتمالات اندلاع حرب مدمرة تافهة مقارنة بالمبلغ الذي أنفقته دول الاتحاد الأوروبي على التعويضات المدفوعة للمستهلكين عن فواتير الطاقة.

وتقدم بولندا -حسب الكاتب- مثالا جيدا من خلال الاعتراف الواضح بأن تكلفة الردع أو الاستعداد للدفاع إذا فشل الردع أقل كثيرا من الدمار الذي قد ينتج عن عدم الاستعداد.

وخلص الكاتب إلى أن السلعة الأكثر قيمة من التمويل اليوم تكمن في الوقت الذي اشترته أوكرانيا لأوروبا من خلال الوقوف كخط دفاع أول منذ عام 2014، وقد أهدر هذا الوقت بسبب رفض الاعتراف بالخطر، وربما لا يغفر التاريخ أبدا للجيل الحالي من القادة الأوروبيين إذا استمروا في المماطلة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

بلغ 479.. روسيا تطلق عددًا قياسيًا من المسيّرات على أوكرانيا

أطلقت روسيا عددا قياسيا من المسيّرات المتفجرة على أوكرانيا ليل الأحد الاثنين بلغ 479، وفق ما أعلن سلاح الجو الأوكراني، في هجمات جديدة.
وقال سلاح الجو الأوكراني في بيان إنه اعترض 460 مسيّرة و19 صاروخا من أصل 20 صاروخا أطلقتها روسيا خلال الليل، وأوضح "رصدت أثار في عشرة أماكن" من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
أخبار متعلقة بعد انتقاد ترامب لبوتين.. روسيا تشن أكبر هجوم بالمسيرات على أوكرانياصور| روسيا توجه قصفًا عنيفًا لأوكرانيا بعدد قياسي من المسيراتروسيا تشن أعنف هجوم ليلي بالصواريخ والمسيرات على أوكرانيافي الأول من يونيو، قالت أوكرانيا إنها استهدفت خلال الليل بـ 472 مسيّرة وكان يومها عددا قياسيا على ما أفاد سلاح الجو لوكالة فرانس برس.تبادل أسرى وجثامينوأتت سلسلة الهجمات الجديدة هذه بمسيّرات روسية فيما ينبغي لكييف وموسكو تبادل أسرى وجثامين جنود قتلوا على الجبهة من الجانبين.
وكان يفترض أن تحصل عملية التبادل خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، لكنها ستجرى الآن "هذا الأسبوع" على ما قال مدير الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف.
وتسبب هذا النزاع بسقوط عشرات آلاف القتلى من مدنيين وعسكريين.

مقالات مشابهة

  • وسط تخفيض أمريكي للمساعدات.. ترامب يدعم موقف روسيا ويصف قصف أوكرانيا بـ«المبرر»
  • روسيا تتسلم 27 جثة لجنودها من أوكرانيا
  • أوكرانيا تستعيد 1212 من جثامين جنودها القتلى في روسيا
  • روسيا أنجزت تبادل الدفعة الثانية من أسرى الحرب مع أوكرانيا
  • فاينانشيال تايمز: ترامب واستعراض للقوة في لوس أنجلوس
  • ميدينسكي: سياسة ترامب تفهمها روسيا وواشنطن أنفقت على أوكرانيا أكثر مما أنفقته خطة "مارشال"
  • روسيا تعلن السيطرة على مزيد من الأراضي في أوكرانيا
  • بلغ 479.. روسيا تطلق عددًا قياسيًا من المسيّرات على أوكرانيا
  • نيويورك تايمز: لماذا أدرج ترامب 7 دول أفريقية في قائمة حظر السفر؟
  • عاجل. روسيا تعلن اكتمال المرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى مع أوكرانيا