لماذا حطم الروس الرقم القياسي في شراء الذهب؟
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
موسكو– ارتفع حجم شراء الذهب في روسيا وسجل أعلى مستوى قياسي في العام 2024، مع توقعات بمواصلة نمو الطلب على المعدن النفيس إلى مستويات قياسية جديدة خلال العام الحالي.
وأكد نائب وزير المالية، أليكسي مويسيف، شراء المواطنين الروس 95 طنًا من الذهب في شكل سبائك فقط في عام 2023، وفي عام 2024 بلغ حجم مشتريات السبائك 100 طن.
وهذه كمية قياسية منذ عام 2013، وقد شملت ارتفاعا في حجم شراء المعادن الثمينة في السبائك والعملات المعدنية والميداليات، مما يضع روسيا بين أكبر خمس دول في العالم من حيث الطلب على المعدن النفيس.
ويتوازى ارتفاع الطلب المحلي على شراء الذهب في روسيا مع ارتفاع الطلب عليه عالميا، والذي وصل بدوره إلى مستوى قياسي في عام 2024 وسط مشتريات ضخمة من البنوك المركزية واهتمام متزايد من المستثمرين، كما يشير إلى ذلك التقرير السنوي لمجلس الذهب العالمي.
ووفقًا للتقرير المذكور، فقد ارتفع إجمالي الطلب على الذهب في العالم وفقًا للمجلس بنسبة 1% على مدار العام 2024 إلى 4974 طنا، بعد أن بلغ 4899 طنا في عام 2023.
ومع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/ شباط 2022 ـ توقفت موسكو توقفا كاملا عن كشف بيانات إنتاج الذهب. ولكن قبل ذلك بعام واحد، أفادت وزارة المالية الروسية أن إنتاج هذا المعدن بلغ 313.8 طنا.
إعلانكما أصبحت صناعة المجوهرات مستهلكا كبيرًا للذهب في روسيا. وبحسب المكتب الاتحادي الروسي للتحليل، فإنه في عام 2024 خُتمت مجوهرات من الذهب الروسي الصنع بوزن 55.08 طنا، مقارنة بـ 54.44 طنا في عام 2023.
وفي العموم، فإن المعادن الثمينة الأكثر شعبية في روسيا هي الذهب والفضة، حيث تمثل 46% و53% على التوالي من إجمالي عدد معاملات البيع والشراء، بينما المعاملات المتبقية في البلاديوم والبلاتين فبنسبة أقل من 1%.
مواجهة العملات "السامة"يوضح الخبير في الاقتصاد الكلي، أنطون فيليكجانوف، أسباب النمو القياسي لشراء الذهب داخل روسيا كونه يُنظر إليه على أنه وسيلة مضمونة لحماية رأس المال في الظروف الاقتصادية والجيوسياسية المضطربة التي تعيشها البلاد، وباعتباره أحد الأصول الآمنة والأكثر استقراراً.
وأشار في حديث للجزيرة نت إلى أن هذه الظاهرة لا تلحظ فقط في روسيا، بل في عدد كبير من دول العالم حيث سجل الذهب مستويات تاريخية جديدة في البورصات العالمية وأصبح خيارا مفضلا، على خلفية عدم الاستقرار في الاقتصادات الغربية ونمو الديون الخارجية في الولايات المتحدة وأوروبا.
وأضاف أن الذهب في روسيا، صار يتمتع بـ"سمعة طيبة" إضافية ويمكن أن يحمي من الانخفاض المتواصل لقيمة الروبل أمام "العملات السامة" (في إشارة للعملات الغربية وخاصة الدولار واليورو)، رغم أنه لا يعتبر حتى الوقت الراهن الوسيلة الرئيسية للادخار بالنسبة للمواطنين الروس.
ووفقًا له، فقد دفعت العقوبات الاقتصادية والمالية المتتالية للمنظومة الغربية ضد روسيا الناس إلى شراء الذهب كتأمين ضد انخفاض قيمة العملة الوطنية كأداة دفاعية تقليدية خلال فترات عدم الاستقرار وتزايد حالة عدم اليقين، وعليه تحول الطلب الروسي على الأصول بالعملة الأجنبية جزئيا إلى الذهب.
إعلانلكنه يفسر النمو في شعبية الذهب بين الروس في عامي 2023-2024 بإلغاء ضريبة القيمة المضافة على شراء المعادن النفيسة ابتداءً من مارس/آذار 2022 أكثر مما هو بسبب الضعف أمام الدولار واليورو والتداول بعملات الدول غير الصديقة.
ويضيف إلى ذلك ما يصفه بـ "المحفز الرئيسي" الآن، وهو سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المتمثلة في إثارة الحروب التجارية التي يمكن أن تساهم في نمو التضخم في الدولار، حيث يعمل الذهب في مثل هذا السيناريو كملاذ آمن.
استقرار نفسيمن جانبها، تربط مختصة علم النفس في مواجهة الأزمات، ماريا غاغارينا، اختيار الذهب بالبحث عن الأمن والاستقرار في ظل ظروف عدم اليقين الاقتصادي.
وتشرح الخبيرة موضوع الشعور بالأمان بتوفر مكان المعيشة والوظيفة الدائمة والطعام وما إلى ذلك، وعليه يشكل المال الوسيلة الرئيسية للحصول على هذا الأمان.
ومن هنا، تتابع -فإن حالة عدم الاستقرار الاقتصادي في البلاد ووصول نسبة الفوائد البنكية إلى مستوى عال وغير مسبوق، فضلًا عن ارتفاع أسعار العقارات والسيارات- تجبر الناس على البحث عن طرق أكثر موثوقية للحفاظ على رؤوس أموالهم وتدفعهم إلى شراء الذهب كحل لهذه المعضلة.
ومع ذلك، تشير إلى أن الودائع وحسابات التوفير تبقى أدوات الادخار الأكثر شعبية لدى 94% من الروس ممن شملهم استطلاع للرأي بهذا الخصوص، وإن الاستثمارات في سبائك المعادن الثمينة ستحظى مع مرور الوقت بشعبية أيضًا.
بموازاة ذلك، ترى غاغارينا أنه إلى جانب وجود ديناميكيات إيجابية في نمو أسعار المعادن الثمينة، فإن ثمة مخاطر في ذات الوقت على الاستثمار في الذهب، لأن السعر قد يرتفع أو ينخفض في السوق العالمية، كما أن الروبل قد لا يضعف مقابل الدولار، بل قد يتعزز أيضًا، كما بدأ يظهر في الأيام القليلة الماضية، إذ استعاد نحو 10% من قيمته أمام الدولار.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المعادن الثمینة شراء الذهب الذهب فی فی روسیا فی عام عام 2024
إقرأ أيضاً:
جولد بيليون: عمليات شراء الذهب تدفع الأونصة للصعود عند 3323 دولارا
ارتفع الذهب العالمي اليوم، الأربعاء، حيث أقبل المستثمرون على الشراء عند انخفاضه خلال الجلستين الماضيتين.
وعلى الرغم من أن المكاسب اليوم محدودة بسبب تراجع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلا أن الأسواق تنتظر المزيد من الأحداث الهامة هذا الأسبوع.
وسجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاعا خلال تداولات اليوم، الأربعاء، بنسبة 0.5% ليسجل أعلى مستوى عند 3323 دولارا للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 3304 دولارات للأونصة، وفق جولد بيليون.
وانخفض سعر الذهب أمس تحت المستوى 3300 دولار للأونصة ليواجه مستوى دعم حول 3285 دولارا للأونصة ليجذب هذا بعض المشترين ويرتد اليوم للتداول فوق المستوى 3300 دولار من جديد في محاولة للاستقرار أعلاه.
ومع ذلك لا تزال الأسواق تشعر بالتفاؤل بشكل عام الآن بعد أن خفت حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ما يحد من مدى ارتفاع سعر الذهب في الوقت الحالي.
وتراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي، مؤجلًا تطبيقها حتى 9 يوليو لإتاحة المجال للمفاوضات بين البيت الأبيض والاتحاد الأوروبي.
وبالرغم من أن هذا الأمر تسبب في ضعف زخم الصعود لدى الذهب إلا أنه لا يزال يجد الدعم من حالة عدم اليقين بشأن التجارة الأمريكية والوضع المالي الأمريكي، مع التركيز على المزيد من الصفقات التجارية الأمريكية والتقدم المحرز في مشروع قانون تخفيض الضرائب المثير للجدل الذي يدعمه ترامب.
ومن المتوقع أن يدخل عدد من قرارات ترامب في شهر يوليو المتعلقة بفرض رسوم جمركية متبادلة على عدد من الاقتصادات الكبرى حيز التنفيذ، على الرغم من أن تراجعه الأخير عن رسوم الاتحاد الأوروبي بعث الأمل في أن الرئيس الأمريكي لن ينفذ تهديداته الأخرى بفرض رسوم جمركية.
أدى هذا التفاؤل إلى ارتفاع كبير في الأصول مرتفعة المخاطرة، حيث سجلت مؤشرات وول ستريت مكاسب حادة يوم الثلاثاء، كما عززت بيانات ثقة المستهلك الأمريكي القوية المخاطر وخففت من المخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي.
وينصب التركيز الآن على المزيد من المؤشرات عن الاقتصاد الأمريكي في الأيام المقبلة، حيث يتحدث عدد من أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي بالإضافة إلى محضر اجتماعه الأخير وبيانات نفقات الاستهلاك الشخصي التي تعد مقياس التضخم المفضل للبنك الفيدرالي الأمريكي.
من جهة أخرى، يحاول الدولار الأمريكي الارتفاع لليوم الثاني على التوالي ليبتعد عن أدنى مستوى سجله في شهر مطلع هذا الأسبوع، ولكن زخم الصعود في الدولار يشهد ضعفا بعد أن هدأت عمليات ارتفاع عوائد السندات الأمريكية، الأمر الذي قد يعطي فرصة للذهب لمزيد من التعافي في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما.
وقد أعلن مجلس الذهب العالمي اليوم عن ارتفاع في التدفقات النقدية لصناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب المادي بمقدار 3.2 طن خلال الأسبوع المنتهي في 23 مايو، وذلك بعد أن شهدت انخفاضا كبيرا خلال الأسبوع السابق بمقدار 30.3 طن.
أسعار الذهب في مصر
شهد سعر الذهب المحلي ارتفاعا اليوم مع بداية التداولات، حيث وجد الدعم من ارتفاع سعر أونصة الذهب العالمي، بالإضافة إلى ارتداد السعر يوم أمس عند الإغلاق ليزيد من زخم الصعود في سعر الذهب بالرغم من العوامل الأخرى التي تعمل على إضعاف حركة السعر.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم عند المستوى 4640 جنيها للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 4645 جنيها للجرام، وذلك بعد أن افتتح وأغلق تداولات الأمس عند المستوى 4620 جنيها للجرام.
ويأتي ارتفاع الذهب المحلي اليوم بعد حركة إيجابية في سعر أونصة الذهب العالمي ساعدت على دعم صعود الذهب المحلي اليوم، خاصة بعد أن ارتد لأعلى قبل اغلاق جلسة الأمس عندما اقترب من المستوى 4600 جنيه للجرام.
هذا ويستمر سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في التراجع التدريجي في البنوك الرسمية، وهو الأمر الذي يحد من فرص صعود سعر الذهب المحلي الذي يعتمد في تسعيره على سعر صرف الدولار مقابل الجنيه.
أصدر صندوق النقد الدولي بيان بخصوص مراجعته الخامسة لمصر ليشير إلى إحراز تقدم ملحوظ في استقرار الاقتصاد ليتوقع استمرار تحسن معدلات النمو، وقام برفع توقعات النمو للعام المالي 2024 – 2025 إلى 3.8%.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
ارتفع سعر الذهب العالمي بشكل محدود خلال تداولات اليوم مع ترقب الأسواق لصدور مؤشر التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي، بالإضافة إلى تصريحات عدد من أعضاء البنك الفيدرالي ومحضر اجتماع البنك الأخير، بينما نجد أن معدل ارتفاع الذهب محدود بسبب تراجع المخاوف المتعلقة بالتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
استطاع الذهب المحلي أن يرتفع خلال جلسة اليوم بعد التذبذب الذي شهده يوم أمس، وذلك في ظل التغيرات التي يشهدها سعر الذهب العالمي حالياً بينما في المقابل يستمر التراجع التدريجي في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه.
تراجع الذهب العالمي يوم أمس ليواجه منطقة الدعم حول المستوى 3285 دولارا للأونصة، والذي زاد من عمليات الشراء ليعيد السعر إلى الارتفاع ومحاولة الاستقرار اليوم فوق المستوى 3300 دولار للأونصة.
أما عن السعر المحلي:ارتفع سعر الذهب المحلي عيار 21 اليوم بعد أن اقترب يوم أمس من المستوى 4600 جنيه للجرام، ولكنه وجد دعما عند هذه المناطق ليرتد لأعلى عند الإغلاق، واليوم يستكمل الصعود وصولا إلى المستوى 4645 جنيها للجرام.