صحيفة البلاد:
2025-10-16@03:15:25 GMT

900 سنة

تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT

900 سنة

حلاق باكستاني، كنت أدردش معه أثناء الحلاقة عنده، وقد اعتاد على كثافة شعر رأسي في عمر الشباب، لكن بعد خمس سنين فلتت منه كلمة” ما في شعر”. لكني لم أحزن؛ فالحلاق فضفض لي بأنه فقد ابنًا وحيدًا له في سن الرابعة عشرة. وتلك أقدار لا نملك لها دفعًا. أما شعر الرأس فإنه يتناقص اختلاسًا كما يتناقص ماء الشباب. وهي ثروة نغفل عنها حينما تنسل منَّا، كما الشعرة من العجين.

وقد كنت أسعى بين الصفا والمروة في سبع دقائق في الذهاب والعودة. أما في هذ العام فقد قضيت سبع دقائق في شوط واحد. لا بسبب الزحام ولكن لأن القدمين تباطأت سرعتهما. وقد وقع الشاعر إسماعيل صبري وزير الحربية المصري قبل مائة سنة على المحز، حين قال:
أواه لو عرف الشباب
وآه لو قدر المشيب
وفي عهد إسماعيل صبري- رحمه الله- انتقلت البشرية من مواصلات الإبل والخيل والبغال والحمير إلى السيارة ثم الطيارة. وكان المسافر من واشنطون إلى جدة يقضي أكثر من شهرين، أما اليوم فإن المسافر يحط رحاله في جدة في 13 ساعة بالطائرة النفاثة بدون توقف. وقد عبر السيد أمين مدني- رحمه الله- رئيس تحرير جريدة المدينة عن هذا التطور في حوار في مجلة اقرأ (وهي فرع من مؤسسة البلاد للصحافة والنشر) ربما كان عام 1395 هـ بقوله: لقد عشت مع من عاش قبل 900 عام، وأعيش الآن مع من سيعيش بعد 900 عام.
ثم وصلنا إلى عصر الإنترنت والجوال، وأخيرًا الذكاء الاصطناعي، وما أدراك ما تلكم الشؤون! ولا بأس من تحويلة لغوية قصيرة، فقد اختصر الدكتور إبراهيم عباس نتو مصطلح الذكاء الاصطناعي؛ فقال الذكعاني، فاقترحت الذكعنة على وزن البسملة والحمدلة والحسبلة والسبحلة والسمعلة (السلام عليكم) والمشألة (ما شاء الله) والدمعزة (أدام الله عزكم) والطلبقة (أطال الله بقاءكم) والفذلكة (فذلك أن) والمفاقلة (فإن قلتم كذا قلنا كذا).
الشاهد ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك بماذا نملأ وعاء العمر؟ ذلك أن الجوال مع فائدته العظيمة، إلا أنه يأخذ من وقتنا ما يحول التواصل الاجتماعي إلى مقاطعة اجتماعية. فلا بد لنا كما نربي أولادنا على الذهاب إلى المدارس، والاجتهاد في ذلك أن نربي أنفسنا بتعبئة طنجرة العمر باستثمارات زمانية نحصد ثمارها في نهاية العمر قبل أن يهجم علينا الصلع في الرؤوس وفي النفوس. ولقد قرأت فيما قرأت أن التابعي مجاهد وهو تلميذ ابن عباس عن اثنين صليا ركعتين قيامهما وركوعهما وسجودهما واحد، غير أن أحدهما قرأ البقرة وآل عمران، والثاني قرأ البقرة فقط.. أيهما أفضل؟ فقال من قرأ البقرة في الركعتين أفضل، ثم قرأ (وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مُكثٍ ونزلناه تنزيلًا).

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

لماذا يرفع جيل “زد” علم القرصان في احتجاجاته حول العالم؟

#سواليف

من #نيبال إلى #المغرب، يتصدر #جيل_زد موجة من #الاحتجاجات المتنوعة، لكن ما يجمعها رمز واحد أصبح مألوفا في الشوارع: #جمجمة تبتسم تعلوها قبعة من القش.

ظهرت هذه الراية في احتجاجات نيبال التي أطاحت بالحكومة مؤخرا، كما رُفعت في مظاهرات مدغشقر وإندونيسيا والفلبين. واليوم، يلوح بها الشباب في الشوارع المغربية احتجاجا على تدهور خدمات الرعاية الصحية، وفق تقرير نشره موقع الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية.
فما قصة هذه العلم؟

هذا العلم المعروف من سلسلة الأنمي اليابانية “ون بيس” (One Piece)، يُمثل مجموعة من القراصنة المتمرّدين بقيادة الفتى المغامر “لوفي”، يتحدّون سلطة حكومة عالمية قمعيّة، وهي القصة التي تحوّلت إلى ظاهرة عالمية مترجمة لعشرات اللغات، وأصبحت اليوم رمزا للاحتجاج على الظلم والفساد.

رمز عابر للحدود

مقالات ذات صلة ترامب يصل تل أبيب / شاهد 2025/10/13

في نيبال، رفع المتظاهرون هذا العلم خلال احتجاجات أطاحت بالحكومة الشهر الماضي. وفي مدغشقر، رفعها الشباب المطالبون بتحسين خدمات المياه والكهرباء، وأضافوا لمسة محلية على الرمز، إذ جعلوا الجمجمة ترتدي قبعة “ستراتوكا” المصنوعة من القش، وهي قبعة تقليدية يرتديها أبناء مجموعة “بيتسيلو” العرقية.

وتوضح الباحثة نوريانتي جالي من معهد يوسف إسحاق في سنغافورة أن قوة “ون بيس” في سياق الاحتجاجات “تكمن في جوهر قصتها”، مشيرة إلى أنها تدور حول “مجموعة من المنبوذين والمتمرّدين الذين لا يجدون لأنفسهم مكانا داخل النظام القائم، فيتّحدون لمواجهته”.
جيل يشعر بأنه غير مسموع

وتؤكد جالي أن “هذا السرد يتجاوز الحدود الجغرافية، سواء في آسيا أو إفريقيا أو غيرهما”، لافتة إلى أن “الشباب الذين يشعرون بأن أصواتهم غير مسموعة، أو بأنهم عالقون في أنظمة ظالمة، يجدون انعكاس واقعهم في هذه القصة”.

ورفضَ عددٌ من المتظاهرين الشباب الذين تحدّثوا للإذاعة الأمريكية الكشفَ عن أسمائهم خوفًا من الملاحقة، بينهم شاب نيبالي يبلغ 23 عاما، يقول إنه شاهد أنمي “ون بيس” ويصف العلم بأنه “يرمز إلى الحرية والاستقلال، وإلى روح المقاومة في وجه السلطات الظالمة”، مؤكّدًا أن هذا المعنى “ألهمه بشدّة”.

وفي مدغشقر، قال متظاهرٌ في 25 من عمره إن جيل “زد” حول العالم “يحاول إسقاط الأنظمة الفاسدة”، مضيفا أن “الشخصية الرئيسية في قصة ون بيس وهي “لوفي” تقف ضد الظلم، وذلك ما نمثّله نحن أيضًا”.

الرموز الشعبية.. لغة جديدة للاحتجاج

ووفق ما نقل الموقع فإن خبراء يقولون إن ما يجمع بين هذه الرموز هو سهولة فهمها وشعبيتها الواسعة بين الشباب، إذ تختصر الموقف السياسي في صورة مألوفة.

وتشرح الخبيرة أندريا هوربينسكي، أن استخدام الرمز في دول مختلفة “يجسّد أيضا تضامنا عالميا مع محتجين في دول أخرى رفعوا الراية نفسها في الآونة الأخيرة ويتشاركون الشعور بالتمرد”.

لكن بعض الحكومات لم تتقبل ذلك. ففي إندونيسيا اعتبر مسؤولون رفع هذا العلم عملا يندرج تحت “الخيانة العظمى”، ما دفع منظمة العفو الدولية للتنديد بذلك والدفاع عن حرية التعبير.

ولم تعد راية “ون بيس” مجرّد إشارةٍ لمحبي الأنمي، بل تحوّلت إلى رمزٍ عالميٍ يجسّد روحًا شبابيةً تتحدّى السلطة وتحوّل الخيال إلى لغة احتجاج جديدة؛ وبينما تتنوّع أسباب الغضب من بلد إلى آخر، تبقى هذه الراية تعبيرا عن جيل يرى في الخيال والرموز الشعبية، وسيلة لمقاومة واقع لم يعد يقبله.

مقالات مشابهة

  • ده ابننا!
  • وكيل كلية التربية بالأزهر: غياب الترابط (مشكلة الشباب الرقمي) والقرآن يعالج ذلك
  • عميدة تمريض بنها: الأزهر له دور محوري في ترسيخ القيم والأخلاق لدى الشباب
  • رد حمادة أنور على تسببه في خروج منتخب الشباب من كأس العالم
  • رد مثير من إبراهيم حسن على إمكانية ضم لاعبين من منتخب الشباب
  • نيابة عن رئيس الدولة.. سلطان النيادي يحضر احتفالات أوغندا بذكرى استقلالها
  • الفنان أحمد فتح الله يتخذ موقفا من جمال فرفور
  • كيف يساعد زيت اللافندر على التخلص من حب الشباب؟
  • حزب عزم منصة حوارية تنبض بروح الشباب
  • لماذا يرفع جيل “زد” علم القرصان في احتجاجاته حول العالم؟