حلاق باكستاني، كنت أدردش معه أثناء الحلاقة عنده، وقد اعتاد على كثافة شعر رأسي في عمر الشباب، لكن بعد خمس سنين فلتت منه كلمة” ما في شعر”. لكني لم أحزن؛ فالحلاق فضفض لي بأنه فقد ابنًا وحيدًا له في سن الرابعة عشرة. وتلك أقدار لا نملك لها دفعًا. أما شعر الرأس فإنه يتناقص اختلاسًا كما يتناقص ماء الشباب. وهي ثروة نغفل عنها حينما تنسل منَّا، كما الشعرة من العجين.
أواه لو عرف الشباب
وآه لو قدر المشيب
وفي عهد إسماعيل صبري- رحمه الله- انتقلت البشرية من مواصلات الإبل والخيل والبغال والحمير إلى السيارة ثم الطيارة. وكان المسافر من واشنطون إلى جدة يقضي أكثر من شهرين، أما اليوم فإن المسافر يحط رحاله في جدة في 13 ساعة بالطائرة النفاثة بدون توقف. وقد عبر السيد أمين مدني- رحمه الله- رئيس تحرير جريدة المدينة عن هذا التطور في حوار في مجلة اقرأ (وهي فرع من مؤسسة البلاد للصحافة والنشر) ربما كان عام 1395 هـ بقوله: لقد عشت مع من عاش قبل 900 عام، وأعيش الآن مع من سيعيش بعد 900 عام.
ثم وصلنا إلى عصر الإنترنت والجوال، وأخيرًا الذكاء الاصطناعي، وما أدراك ما تلكم الشؤون! ولا بأس من تحويلة لغوية قصيرة، فقد اختصر الدكتور إبراهيم عباس نتو مصطلح الذكاء الاصطناعي؛ فقال الذكعاني، فاقترحت الذكعنة على وزن البسملة والحمدلة والحسبلة والسبحلة والسمعلة (السلام عليكم) والمشألة (ما شاء الله) والدمعزة (أدام الله عزكم) والطلبقة (أطال الله بقاءكم) والفذلكة (فذلك أن) والمفاقلة (فإن قلتم كذا قلنا كذا).
الشاهد ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك بماذا نملأ وعاء العمر؟ ذلك أن الجوال مع فائدته العظيمة، إلا أنه يأخذ من وقتنا ما يحول التواصل الاجتماعي إلى مقاطعة اجتماعية. فلا بد لنا كما نربي أولادنا على الذهاب إلى المدارس، والاجتهاد في ذلك أن نربي أنفسنا بتعبئة طنجرة العمر باستثمارات زمانية نحصد ثمارها في نهاية العمر قبل أن يهجم علينا الصلع في الرؤوس وفي النفوس. ولقد قرأت فيما قرأت أن التابعي مجاهد وهو تلميذ ابن عباس عن اثنين صليا ركعتين قيامهما وركوعهما وسجودهما واحد، غير أن أحدهما قرأ البقرة وآل عمران، والثاني قرأ البقرة فقط.. أيهما أفضل؟ فقال من قرأ البقرة في الركعتين أفضل، ثم قرأ (وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مُكثٍ ونزلناه تنزيلًا).
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
لاعب منتخب المغرب تحت 20 سنة: عازمون على كتابة التاريخ من جديد
عبّر حسام الصادق، لاعب منتخب المغرب تحت 20 سنة، عن سعادته الكبيرة بعد الفوز الصعب والمهم على منتخب مصر في نصف نهائي كأس الأمم الأفريقية للشباب، والذي انتهى بهدف دون رد لصالح “أشبال الأطلس”.
وحصد الصادق جائزة “رجل المباراة” عن أدائه المميز خلال اللقاء.
وقال الصادق في تصريحاته عقب المباراة: “اللاعبون كانوا رجالًا داخل الميدان، الفوز على منتخب قوي مثل مصر وبين جماهيره ليس سهلًا على الإطلاق، لكننا كنا على قدر التحدي ونجحنا في الوصول إلى النهائي”.
الحلم باللقب القاري يتجدد بعد 28 عامًا
وأشار الصادق إلى أن طموح المنتخب المغربي هو تكرار إنجاز عام 1997، حين تُوج منتخب المغرب بكأس الأمم الأفريقية للشباب بعد الفوز على جنوب أفريقيا في النهائي، وهو نفس السيناريو الذي قد يتكرر في النسخة الحالية.
وأوضح الصادق: “نحن نسعى لإعادة كتابة التاريخ، وتحقيق المجد لبلدنا بعد 28 سنة من آخر لقب في هذه البطولة. هذه فرصة لا تتكرر كثيرًا، وسنقاتل من أجل استغلالها”.
التركيز الكامل على النهائي
وختم الصادق حديثه مؤكدًا أن الفريق سيأخذ قسطًا من الراحة، ثم يبدأ التحضير الجاد للمباراة النهائية، قائلًا: “الآن سنرتاح قليلًا، ثم نعود إلى العمل. تتبقى مباراة واحدة فقط، لكنها تعني كل شيء. سنبذل أقصى ما لدينا للعودة بالكأس إلى المغرب وإسعاد جماهيرنا”.
بهذا التصريح، يؤكد الصادق أن الجيل الحالي يملك الإصرار والعزيمة لكتابة صفحة جديدة في تاريخ الكرة المغربية.