عقوبات وحصار عسكري.. كيف حوّل الاحتلال الخليل إلى سجن كبير لنحو 800 ألف فلسطيني؟
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
الخليل ـ ببوابات ثقيلة من الحديد وأقفال يحمل مفاتيحها جيش الاحتلال، تحولت محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية إلى سجن كبير لقرابة 800 ألف فلسطيني، هم سكان المحافظة والقرى التابعة لها.
وفي إجراءات هي الأشد منذ 2003، وفق متابعين للانتهاكات الإسرائيلية في المدينة، تعيش الخليل حصارًا مشددًا يمنع بموجبه الخروج من المدينة أو الدخول إليها.
ومع أن جيش الاحتلال أعلن -اليوم الثلاثاء- اعتقاله فلسطينيين يشتبه في علاقتهما بعملية إطلاق نار أدت إلى مقتل مستوطنة وإصابة آخر جنوبي المدينة أمس الاثنين، فإن العقوبات الإسرائيلية جاءت أوسع مما اعتاد عليه السكان في مثل هذه العمليات.
يعدّ الإغلاق من أبرز الإجراءات الفورية، إذ أغلق جيش الاحتلال بوابات موضوعة مسبقًا على مداخل المدينة، كما أغلق طرقًا تربط القرى ببعضها، وأقام حواجز مأهولة في منافذ وشوارع لا تتوفر فيها بوابات، أو أغلقها بالسواتر الترابية.
وتقطعت السبل بمئات الفلسطينيين الذين وصلوا المدينة قبل الإغلاق ولم يتمكنوا من مغادرتها، فامتلأت فنادق المدينة بالنزلاء، وفُتحت البيوت ودواوين العائلات والمساجد لاستضافة من تقطعت بهم السبل، وعلى الحواجز تسابق سكان المدينة لتوزيع الطعام والمياه الباردة والمثلجات وتقديم الخدمات للركاب والسائقين.
كما أعلنت مديرية التربية والتعليم في مدينة الخليل إغلاق مدارس المدينة "حفاظًا على الطلاب والموظفين"، ولم يتمكن آلاف العمال الفلسطينيين من التوجه إلى أماكن عملهم داخل إسرائيل.
وأمس الاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي تعزيز قواته في الضفة الغربية بكتيبة واحدة وسريتين عسكريتين "للمساعدة في النشاطات الدفاعية في المنطقة وملاحقة المخربين".
يقول رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة للجزيرة نت، إن مداخل الخليل لا تزال مغلقة أمام القادمين والمغادرين، مضيفًا أن "هدف التشديد هو استغلال العملية لتنفيذ عقاب جماعي للضغط على السكان، حتى يعزلوا منفذي العمليات المسلحة عن الناس، ويحرضوا الناس ضد المقاومة وضد أعمال المقاومة".
وتابع أن رسالة الاحتلال من وضع البوابات والأقفال: "أنتم أيها الفلسطينيون موجودون وجودًا مؤقتًا داخل سجن على نفقتكم، وأنتم تتحملون مسؤولية البنية التحتية والخدمات وكل تكاليف الاحتلال.. يعني احتلال نظيف مدفوع الأجر".
وأشار تيسير إلى أن حصار الخليل يتزامن مع تخفيض كبير في كمية المياه الواردة للمحافظة، التي يسيطر الاحتلال على مصادرها، يصل إلى الثلث منذ أسابيع.
وأضاف: "لا تزال مشكلة المياه مستمرة مع أن الكمية قبل التخفيض لا تفي بالحاجة، تم تخفيضها 30% لصالح المستوطنين، وهناك أزمة شديدة لدرجة أن دورة وصول المياه لكل منطقة أصبحت 35 يومًا بعد أن كانت 16 ولساعات فقط".
من جهته يقول الناشط الحقوقي ومؤسس تجمع "شباب ضد الاستيطان" في الخليل عيسى عمرو، إن الاحتلال لا يريد للمقاومة أن تمتد إلى جنوبي الضفة "ويخشى صحوة مدينة الخليل".
وذكر عيسى في حديثه للجزيرة نت، أن ردة فعل الاحتلال على عملية أمس الاثنين، كانت أكبر من الردود الاعتيادية، ووصلت إلى مناطق ليس لها علاقة بملاحقة المنفذين، ومنها: محيط المسجد الإبراهيمي وسط الخليل.
وقال، إن إغلاق جميع مداخل الخليل في آن واحد إجراء لم يحدث منذ نحو عشرين عامًا، أي منذ سنوات انتفاضة الأقصى 2001 و2002 و2003″، لافتًا إلى أن الاحتلال يريد من إجراءاته إيصال رسائل عدة إلى الأهالي قبل المقاومين بأن، "الخليل والعمل فيها خط أحمر".
توريد المواد الغذائيةبدوره حذّر رئيس نقابة تجار المواد الغذائية في الخليل وسيم الجعبري، من تأثير استمرار الحصار الإسرائيلي في توريد المواد الغذائية من وإلى المحافظة، وباقي محافظات الضفة.
وأضاف أن الحياة شبه معطلة في الخليل بفعل الحواجز والإغلاقات الإسرائيلية، مشيرًا إلى عرقلة وصول العمال إلى المصانع، وإعاقة حركة الشاحنات التي تحمل مواد غذائية على الحواجز المفتوحة.
وأشار إلى أن الخليل محافظة اقتصادية بالدرجة الأولى، وأن 60% من المواد الغذائية تخرج منها لباقي المحافظات الفلسطينية في الضفة، لافتًا إلى أن المؤسسات الاقتصادية تتضرر بشكل مباشر من الحصار، وتدرس خياراتها في حال استمر الإغلاق الإسرائيلي.
ومن جهته قال نائب رئيس الغرفة التجارية والصناعية في المدينة عدنان النتشة، للجزيرة نت، إن قطاع المواد الغذائية أكثر القطاعات تضررًا من إغلاق الخليل، مشيرًا إلى تأثر المخابز التي تزود المحال التجارية خارج المدينة.
وأضاف أن "المواد الغذائية والمنتجات ذات الصلاحية القريبة؛ كالألبان والمجمدات واللحوم والمثلجات، كلها قطاعات تتأثر من حيث كميات الإنتاج أو تلف المنتجات، بسبب ساعات الانتظار الطويلة على الحواجز".
وأشار إلى توقف شبه كامل لدخول الشاحنات إلى السوق المركزي للخضار والفواكه، والقادمة من شمالي الضفة، أو إسرائيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المواد الغذائیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
اعتداءات للمستوطنين في سلفيت.. وتصعيد لعدوان الاحتلال بالضفة (شاهد)
صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، من حملات المداهمة والاعتقال في مناطق متفرقة من الضفة الغربية والقدس المحتلة، مستهدفةً منازل المواطنين وممتلكاتهم، ما أسفر عن اندلاع مواجهات عنيفة في بعض المناطق، تزامنا مع اعتداءات جديدة للمستوطنين.
وأحرق مستوطنون إسرائيليون، 15 مركبة فلسطينية في محافظة سلفيت شمال الضفة الغربية، وقال شهود عيان، إن "مستوطنين متطرفين أحرقوا 14 مركبة فلسطينية قرب المنطقة الصناعية القريبة من بلدة بروقين غربي سلفيت".
وبين الشهود أن مئات المستوطنين تجمهروا بالقرب من بروقين، وأقاموا طوال الليل وسط أعمال عربدة شملت تهديدات للفلسطينيين وقطع طرقات.
يأتي ذلك بينما تواصل عدد من الجرافات الإسرائيلية تدمير أراض في البلدة، لتوسيع مستوطنة بروقين المقامة على أراضيها.
????مستوطنون إسرائيليون يحرقون 15 مركبة فلسطينية في محافظتي نابلس وسلفيت شمالي #الضفة_الغربية المحتلة.
????يأتي ذلك بينما تواصل عدد من الجرافات الإسرائيلية تدمير أراض في بلدة بروقين غربي سلفيت لتوسيع مستوطنة بروخين المقامة على أراضيها.https://t.co/virSSZAJE4 pic.twitter.com/M4FuV6eRZk — Anadolu العربية (@aa_arabic) May 16, 2025
وكشفت وسائل إعلام محلية قيام قوات الاحتلال بإعدامات ميدانية مما أدى إلى استشهاد 5 فلسطينيين خلال عملية عسكرية استمرت لساعات في بلدة طمون، جنوب طوباس شمالي الضفة الغربية.
مصادر محلية أفادت بأنهم أعدموا ميدانيا.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتل 5 فلسطينيين خلال عملية عسكرية استمرت لساعات في بلدة طمون، جنوب طوباس شمالي #الضفة_الغربية
المزيد: https://t.co/cgYyROlaHY pic.twitter.com/8YpeR37OPm — Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) May 16, 2025
ومنذ مساء الأربعاء، يحاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي بروقين ويجري أعمال تفتيش وتحقيق يتخللها اعتداء على الفلسطينيين وتخريب ممتلكاتهم، بحجة البحث عن منفذ عملية إطلاق نار أسفرت عن مقتل إسرائيلية وإصابة زوجها.
وغربي نابلس، هاجم مستوطنون حارس بئر مياه تابعا لبلدية نابلس بمنطقة المسعودية وأحرقوا مركبته، بحسب شهود عيان للأناضول.
والخميس، دعا وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش إلى تدمير بروقين وكفر الديك شمالي الضفة على غرار الإبادة الجماعية في الشجاعية وتل السلطان بقطاع غزة.
وفي منشور عبر منصة إكس، قال سموتريتش: "كما دمرنا مدن رفح وخان يونس (جنوب) وغزة بالقطاع، يجب علينا أن ندمر أوكار الإرهاب في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة)"، على حد تعبيره.
????- آثار إحراق المستوطنين الإسرائيليين عدداً من المركبات الفلسطينية في محيط مستوطنة "أريئيل" المقامة على أراضي سلفيت في الضفة الغربية، فجر اليوم. pic.twitter.com/uqvJ2TLP6U — عربي بوست (@arabic_post) May 16, 2025
ومنذ 21 كانون الثاني / يناير الماضي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على شمال الضفة، ما خلّف عشرات الشهداء والجرحى والمعتقلين، ونزوح أكثر من 40 ألف فلسطيني، وتدميرا واسعا بمخيمات جنين وطولكرم ونور شمس.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة، صعد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 967 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.
ويرتكب الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي مطلق منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 173 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
الجيش الإسرائيلي يحاصر منزلين في طوباس وطمون بـ #الضفةhttps://t.co/rQgLL7xY8w pic.twitter.com/iHg4sdBLZ2 — Anadolu العربية (@aa_arabic) May 16, 2025