صحيفة الاتحاد:
2025-10-14@17:27:18 GMT

بقايا نيزك تقدم معلومات عن تطور الأرض والمريخ

تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT

تحمل شظايا غرانيت عُثر عليها في أحد النيازك على الاعتقاد بأن قارات بدأت تتشكل على المريخ قبل 4,4 مليارات سنة، مما يوفر معطيات عن تطوره المبكر وعن تطور كوكب الأرض.
ومع أنّ المهمات الاستكشافية، التي أُرسلت إلى الكوكب الأحمر، لم تتمكن من إحضار عينات من الصخور المريخية إلى الأرض، فقد وصل بعضها إلينا عن طريق نيازك.


في حديث صحفي، توضح بريجيت زاندا، المتخصصة في النيازك لدى المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في العاصمة الفرنسية باريس، أن أصل هذه الصخور التي يبلغ وزنها 400 كيلوغرام وجُمعت حول العالم، حُدّد بفضل "غازات نادرة علقت داخل بعض هذه الصخور المريخية عندما قذفت إلى الفضاء".
وأشارت الباحثة، التي شاركت في الدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر جيوساينسس"، إلى أنّ هذه الغازات النادرة تتوافق مع تلك "المقاسة في الغلاف الجوي للمريخ".
في العام 2012، أحضر لها تاجر نيازك فرنسي عينات. وتقول إن النيزك "ان دبليو ايه 7533" NWA7533 المسمى "بلاك بيوتي"، كانت له تركيبة "معقدة جدا" و"مختلفة تماما" عن تركيبة النيازك المريخية الأخرى.
يتألف الجزء الداخلي الداكن والمنقّط بحبيبات "وردية فاتحة وبيضاء"، من شظايا صخور وغبار دُمجت به بعد عملية اصطدام واحدة أو أكثر بتضاريس قديمة جدا في نصف الكرة الجنوبي للمريخ.
وجود مياه
تقول زاندا إنّ كل النيازك المريخية، التي عُثر عليها حتى اليوم، "قريبة للبازلت". وتنشأ هذه الصخور الكثيفة التي تشكل القشرة المحيطية على الأرض، من تبريد سريع لمحيط الصهارة على سطح الكوكب أثناء تكوينه.
وكان يُعتقد، منذ زمن طويل، أن العملية توقفت عند هذا الحد على المريخ، وأن ليس لدى الكوكب الأحمر ما يعادل القارات الأرضية. فهذه القارات تتكون من صخور غنية بالسيليكا الأقل كثافة من البازلت، و"تطفو" على القشرة المحيطية.
وقد أعيد النظر بهذه الفكرة خلال العقد الفائت عن طريق اكتشاف مركبة "كوريوسيتي" الفضائية صخور مريخ غنية بالسيليكا أكثر من البازلت، وهو ما تؤكده دراسة "نيتشر جيوساينسس".
وقد تبين أنّ بعض شظايا الصخور في "بلاك بيوتي" هي من الغرانيت الذي يحتوي على معدن يتألف من سيليكا نقية هي الكوارتز.
وتقول زاندا "يبدو أن القارات الأولية تشكلت على المريخ، وأن هذا مرتبط بالصدمات التي أدت إلى إذابة سماكة كبيرة من قشرة المريخ، وبالتالي تطورت السوائل التي تشكلت نحو تركيبات أكثر ثراء بالسيليكا".
يُعدّ هذا الاكتشاف أيضا مؤشرا قويا إلى وجود الماء قديما على سطح المريخ، إذ باتت هذه الظواهر سهلة من خلال امتصاص الماء في الصهارة.
لكن بما أنّ المريخ أصغر بكثير من الأرض ويخزن حرارة أقل في البداية، فإن "قشرته توقفت عن تجديد نفسها في وقت مبكر جدا"، بحسب الباحثة.
وتسلط هذه الغرانيتات المريخية، التي تعود إلى 4,4 مليارات سنة، الضوء على التطور الجيولوجي لسنوات كوكبنا الأولى، في ظل "عدم إتاحة أي صخرة قديمة لنا من هذا القبيل على الأرض"، وفق زاندا.
دُمّرت أقدم الصخور على كوكبنا بسبب التأثير المشترك للتآكل وتكتونية الصفائح - وهي صفائح صلبة تتحرك عبر سطح الأرض وتغير تخطيط القارات والمحيطات. أما الشاهد الوحيد على العمر القديم جدا للأرض، فهو حبيبات من الزيركون يعود تاريخها إلى 4,3 مليارات سنة.
لكن "النماذج الفيزيائية تشير إلى أن المريخ والأرض ربما كان لهما ظروف مناخية متشابهة جدا وأن العمليات الجيولوجية التي حدثت عليهما كانت متشابهة. لذا، من المعقول الاعتقاد بأن العمليات المتعلقة بالقارات الأرضية الأولى تشبه تلك التي شكلت أولى صخور الغرانيت المريخية"، بحسب الباحثة.

أخبار ذات صلة عندما تتحدث الأرض.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بالزلازل؟ كويكب "قاتل" يتهدد الأرض بضربة قاضية المصدر: آ ف ب

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الأرض المريخ نيزك

إقرأ أيضاً:

بحث جديد يسلط الضوء على دور مصر اليونانية الرومانية في تطور علم الفلك

في دراسة ثقافية حديثة أعدها الباحث إيهاب سالم، كُشف النقاب عن التأثير العميق للعصر اليوناني الروماني في مصر على تطور العلوم، مع تركيز خاص على علم الفلك، وذلك في سياق التفاعل الحضاري بين الشرق والغرب الذي ميّز تلك الحقبة التاريخية.

وأكد البحث أن مصر، وخاصة مدينة الإسكندرية، شكّلت مركزًا عالميًا للعلم والمعرفة منذ تأسيسها على يد الإسكندر الأكبر عام 331 ق.م، حيث لعبت مكتبة الإسكندرية والميوسيون دورًا محوريًا في احتضان كبار العلماء، أمثال إراتوستينس وبطليموس، اللذين أسهما في صياغة مفاهيم فلكية استمرت مرجعًا رئيسيًا لأكثر من ألف عام.

وأوضح الباحث أن علم الفلك اليوناني في مصر لم يكن منفصلًا عن الجذور المصرية القديمة، بل قام على ميراث ثري من الملاحظات الفلكية والطقوس الدينية، مثل تقسيم اليوم إلى 24 ساعة وتحديد الفصول من خلال مواقع النجوم، وهي مفاهيم طورها الكهنة المصريون منذ آلاف السنين.

وسلّط البحث الضوء على المعابد المصرية في العصرين البطلمي والروماني، مثل معبد دندرة، والتي تظهر بوضوح العلاقة الوثيقة بين الفلك والدين، حيث استخدمت الخرائط السماوية المنقوشة على جدرانها لتحديد مواعيد الاحتفالات الزراعية والدينية.

كما تناول البحث التأثير المصري على التقويم الزمني الغربي، مشيرًا إلى أن الإصلاح الذي أدخله بطليموس الثالث على التقويم المصري، بإضافة يوم كل أربع سنوات، كان الأساس للتقويم اليولياني الذي تبنته الإمبراطورية الرومانية، ولاحقًا التقويم الميلادي الحديث.

واختُتم البحث بالتأكيد على أن التلاقي الحضاري بين الفكر المصري القديم والعقلية اليونانية والرومانية لم يسهم فقط في تطوير علم الفلك، بل مهّد الطريق أمام ظهور منهج علمي منظم لدراسة الكون، جعل من الإسكندرية منارة علمية للعالم القديم.

يُذكر أن هذا البحث يأتي ضمن سلسلة دراسات ثقافية تهدف إلى إعادة تسليط الضوء على إسهامات الحضارات الشرقية في بناء المعرفة الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. الملعب الذي استضاف نهائي الكونفدرالية وفاصلة مصر والجزائر يتعرض للدمار.. شاهد كيف أصبح إستاد المريخ بعد الحرب
  • “روس كوسموس” تطور معدات مهمة لأقمار استشعار الأرض عن بعد
  • وزير الصناعة: مهلة 6 أشهر للمشروعات الصناعية التي أنجزت أكثر من 50% من الإنشاءات
  • سبيس إكس تختبر أقوى مركباتها الفضائية استعداداً لرحلات القمر والمريخ
  • المطبخ لم يشغلها عن المريخ.. سميرة تكتب قصة عشق بلون الشعار
  • الذكاء الاصطناعي يكشف أسرار شياطين الغبار في المريخ
  • بحث جديد يسلط الضوء على دور مصر اليونانية الرومانية في تطور علم الفلك
  • نيزك بعمر ملياري عام وعقيق البيشمركة.. قصص جيولوجية فريدة لأحجار متحف أربيل
  • مشاركة المريخ السوداني في الدوري الليبي تثير جدلا وتساؤلات
  • عالم روسي يحدد عدد المرات التي تسقط فيها النيازك على الأرض