5 طرق فشلت في هزيمة حماس.. ماذا عن السادسة؟
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
#سواليف
كان مقال “إستراتيجية السماح لحماس بهزيمة نفسها” واحدا من أبرز 10 مقالات اختارها محررو مجلة فورين أفيرز لعام 2024، وقد كتبت المقال #أودري_كيرث_كرونين هي مديرة #معهد_كارنيجي ميلون للإستراتيجية والتكنولوجيا، ومؤلفة كتاب “كيف ينتهي الإرهاب: فهم تراجع وزوال الجهات الإرهابية”.
تقدم الكاتبة في مقالتها منظورا مغايرا لتعامل #إسرائيل مع حركة المقاومة الإسلامية ( #حماس )، وطرحت فيه 6 مسارات محتملة لإنهاء ما سمتها “الجماعات الإرهابية”، مع تركيز خاص على الإستراتيجية المعتمدة على “الفشل الذاتي”.
هذا التقرير يسلط الضوء على النقاط الرئيسية التي استعرضتها الكاتبة، كما ينقل رد فعل الجانب الإسرائيلي على مقال كرونين.
مقالات ذات صلة إعلام إسرائيلي: “حماس” حققت أهدافها من مراسم إطلاق سراح الأسرى وقد تتوقف عن إقامتها 2025/02/26نتائج معاكسة وكارثة إستراتيجية
تقر كرونين بأنه رغم حجم #الإجراءات_العسكرية_الإسرائيلية الكبير، فقد تسببت #دولة_الاحتلال في #زيادة_الدعم_لحماس بين #الفلسطينيين وفي أضرار جسيمة لمكانة الاحتلال الإسرائيلي العالمية، كما فرضت ضغوطا شديدة على علاقات إسرائيل بالولايات المتحدة التي وصفتها بأنها الشريكة الأكثر أهمية.
وتشير الكاتبة إلى أن الأسوأ مما سبق، أنه رغم زعم تل أبيب أنها قتلت الآلاف من مقاتلي حماس، فإن هناك أدلة -قليلة من وجهة نظرها- تشير إلى أن “الحركة قادرة على #تهديد_إسرائيل وقد تعرضها للخطر بشكل كبير”.
وتستشهد الكاتبة أيضا باستطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسيحية -في مارس/آذار 2024- يظهر أن نسبة الدعم لحماس بين سكان غزة تجاوزت 50%، بزيادة 14 نقطة منذ ديسمبر/كانون الأول 2023.
ومع أن الكاتبة تعتبر حركة حماس “تلبي جميع المعايير اللازمة لاعتبارها منظمة إرهابية”، وترى من دون شك أن القضاء عليها “سيكون مفيدا للفلسطينيين وإسرائيل والشرق الأوسط والولايات المتحدة”، إلا أنها تعتبر أن الرد الإسرائيلي شديد الفتك بالمدنيين الفلسطينيين كان في مصلحة حماس.
وفي نظر الأوساط العربية والإسلامية وحتى الشباب في الغرب، بحسب كرونين، فإن الرواية الأكثر قبولا كانت هي التي تدعم رواية حماس وترى أن إسرائيل هي المعتدي الإجرامي، وأن حماس هي المدافع عن الفلسطينيين الأبرياء.
وبعبارة بسيطة، تؤكد الكاتبة مرة أخرى أنه رغم بعض الانتصارات التكتيكية، فقد كانت الحرب الإسرائيلية في غزة بمثابة كارثة إستراتيجية لإسرائيل. ومن وجهة نظرها حتى تتمكن إسرائيل من هزيمة حماس، فإنها تحتاج إلى إستراتيجية أفضل، مستنيرة بفهم أعمق للكيفية التي تنتهي بها “الجماعات الإرهابية” عموما.
6 طرق أساسية
استنادا إلى دراسة لبيانات تضم 457 حملة ومنظمة إرهابية على مدار قرن، تشير الكاتبة إلى أنها توصلت إلى 6 مسارات رئيسية تؤدي إلى زوال الجماعات الإرهابية. هذه المسارات ليست منفصلة تماما، إذ غالبا ما تعمل أكثر من آلية في الوقت ذاته، حيث تتداخل عوامل متعددة وتساهم مجتمعة في إنهاء نشاط تلك الجماعات.
ولكن ينبغي لإسرائيل، بحسب كرونين، أن تولي اهتماما وثيقا لطريق واحد على وجه الخصوص: “الجماعات لا تنتهي بالهزيمة العسكرية، بل بالفشل الإستراتيجي”، فمنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تحاول إسرائيل سحق حماس أو قمعها حتى تختفي من الوجود، ولكن دون جدوى. والإستراتيجية الأكثر ذكاء تتمثل في التوصل إلى كيفية تقليص الدعم الذي تتمتع به الجماعة وتسريع انهيارها.
تحقيق الأهداف
ترى الكاتبة أن أول طريق لإنهاء جماعة هو تحقيق هدفها، وتشير إلى أمثلة من التاريخ مثل الجناح العسكري للمؤتمر الوطني الأفريقي في جنوب أفريقيا الذي حارب الفصل العنصري.
كما تشير إلى مثال آخر وهي منظمة إرغون، وهي الجماعة اليهودية المسلحة التي استخدمت الإرهاب في محاولة لطرد البريطانيين من فلسطين، وإجبار العديد من المجتمعات العربية على الهجرة، والمساعدة في إرساء الأساس لإنشاء إسرائيل.
وتستبعد الكاتبة أن تنجح حماس في تحقيق هدفها المتمثل في “التحرير الكامل لفلسطين، من النهر إلى البحر”، إلا إذا قوضت إسرائيل وحدتها وسلامتها إلى الحد الذي قد يؤدي إلى تدمير نفسها وهو أمر غير وارد حاليا.
التحول إلى شيء آخروتضيف أن هناك طريقة ثانية يمكن أن تنتهي بها “جماعة إرهابية” عبر التحول إلى شيء آخر: شبكة إجرامية أو تمرد.
والهدف هنا أن تتوقف الجماعة عن محاولة تحفيز التغيير السياسي لصالح استغلال الوضع الراهن لتحقيق مكاسب مالية.
ومن الواضح أن تحول حماس إلى شيء آخر غير المقاومة والتحرير أمر مستبعد، وفقا للكاتبة.
القمع العسكري الناجحأما الطريقة الثالثة، فمن خلال القمع العسكري الناجح من جانب الدولة، وهذه هي النهاية التي أملت الحملة الإسرائيلية الحالية ضد حماس أن تحققها.
وتوضح الكاتبة أنه في إطار تبرير هذا النهج القمعي في غزة، ادّعى القادة الإسرائيليون أن حماس تشبه تنظيم الدولة الإسلامية، وأن بالإمكان هزيمتها باستخدام إستراتيجية مشابهة. إلا أن هذه الادعاءات لم تكن مقنعة، لا للإسرائيليين أنفسهم ولا للرأي العام الفلسطيني.
وتقر الكاتبة أن مكافحة الحركات بالوسائل العسكرية البحتة نادرا ما تنجح، وهو الأمر الذي ثبت بعد 15 شهرا من القتال.
اعتقال أو قتل القادةتشير الكاتبة إلى الطريقة الرابعة وهي اعتقال أو قتل الزعماء، ولكنها تؤكد أن الجماعات التي تنتهي بقطع الرأس تميل إلى أن تكون صغيرة، وذات بنية هرمية، وتتميز بعبادة الشخصية، وتفتقر عادة إلى خطة خلافة قابلة للتطبيق. وفي المتوسط، تعمل هذه الطريقة مع الجماعات التي عمرها أقل من 10 سنوات.
أما الجماعات الأكبر سنا والأكثر ترابطا في الشبكات، فيمكنها إعادة تنظيم نفسها والبقاء على قيد الحياة، وفقا لقول الكاتبة التي ترى أن حماس ليست مرشحا جيدا لإستراتيجية قطع الرؤوس، فهي منظمة ذات شبكات قوية يبلغ عمرها ما يقرب من 40 عاما، ولو كان قتل زعماء حماس كافيا لإنهاء الجماعة، لكان ذلك قد حدث منذ زمن بعيد، على حد قولها.
إن المثير للاهتمام هنا أن عمليات الاغتيال لقادة حماس مثل يحيى عياش وأحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وإسماعيل هنية ويحيى السنوار لم تؤثر على قدرات حماس أو مخططاتها، بل أحدثت ردود فعل أفادت الحركة من حيث الدعم والزخم الشعبي وانضمام مزيد من الأنصار، كما أثبتت الحركة قدرتها على استبدال القادة بقادة آخرين.
حل سياسي طويل الأمدتقترح الكاتبة أن خيارا أمام إسرائيل قد يكون بديلا لاستهداف قادة حماس واللجوء إلى القوة، هو تبني الطريقة الخامسة من خلال التحدث والتفاوض مع الحركة للتوصل إلى حل سياسي طويل الأمد.
ولكنها تستدرك، أنه بلا شك أن هذه الفكرة سوف تكون لعنة على أغلب الإسرائيليين. ولن يكون أي شخص على دراية بالتاريخ الطويل من المفاوضات الفاشلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين -ناهيك عن الغضب العميق الذي يشعر به الطرفان حاليا- أحمق إلى الحد الذي يجعله يوصي بإجراء محادثات سلام الآن.
وتقول الكاتبة إن “المفاوضات محفوفة بالمخاطر بالنسبة للجماعات الإرهابية، لأن الظهور على طاولة المفاوضات يكشف عن معلومات استخباراتية مفيدة ويقوض الرواية القائلة إنه لا يوجد بديل سوى الانخراط في العنف”.
ولا شك أن المفاوضات لا بد أن تتضمن شيئا ملموسا يمكن التفاوض عليه، وأكثر المفاوضات نجاحا مع “الجماعات الإرهابية” تنطوي على صراعات على الأراضي وليس على الدين أو الإيديولوجية، على حد قولها.
ولكن حتى في غياب الاتفاق، تستدرك الكاتبة، فإن المحادثات الجادة قد تتسبب في انقسامات داخل الجماعات الإرهابية، فتخلق شقوقا بين أولئك الذين يسعون إلى تسوية سياسية وأولئك الذين ما زالوا متمسكين بالقتال.
ولم تتوقع كرونين أن حماس ستفاوض بذكاء ومرونة، إذ أشارت في مقالتها قبل عدة أشهر إلى أنه قد لا تبدو المفاوضات السبيل المحتمل لحماس. وخلصت لهذه النتيجة اعتمادا على أن الحركة تمتعت بتاريخ طويل من ازدراء المحادثات مع إسرائيل.
ولكن الكاتبة لم تقطع أهمية هذه المفاوضات بالنسبة لإسرائيل من زاوية أن من شأن ذلك أن يخلف آثارا مفيدة، بل إنه قد يخلق الظروف التي قد تكون الوسيلة الأكثر ترجيحا لإنهاء حماس عبر ما أسمته “الهزيمة الذاتية”.
الفشل بالانهيار الداخليتطرح الكاتبة الحل السادس المتمثل في انهيار حركة حماس داخليا نتيجة فقدانها للدعم الشعبي، وتصف هذا الخيار بأنه إستراتيجي.
وتناقض الكاتبة نفسها حيث أشارت إلى الدعم الشعبي لحماس في بداية المقال ثم عادت للحديث عن تراجع شعبيتها قبل عقد من الزمن، وإلى افتراض أن العشائر والشبكات الإجرامية ستنافس حماس على السيطرة وتعمل على تقويض الحركة في غزة، وهو ما ثبت فشله خلال العدوان، وبشكل أوضح بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار وبدء سريان المرحلة الأولى منه.
وترى الكاتبة أنه على إسرائيل أن تعمل على تغيير الواقع بطرق تشعر الفلسطينيين في غزة بوجود بديل لحماس وبإمكانية تحقيق مستقبل أكثر أملا، وبدلا من تقليص المساعدات الإنسانية إلى مستويات منخفضة، تدعو إلى تقديم مساعدات إنسانية بكميات ضخمة.
وتقترح أن إسرائيل يجب أن تتجاوز سياسة تدمير البنية التحتية والمنازل، وأن تنخرط في وضع خطط لإعادة إعمار القطاع في المستقبل بعد حماس.
وتشدد على أهمية الابتعاد عن العقوبات الجماعية التي تعزز الغضب، مع ضرورة نقل رسالة للفلسطينيين تفيد بوجود تمييز بين مقاتلي حماس وبقية السكان المدنيين في غزة، الذين لا علاقة لهم بالحركة ويعانون من حكمها.
وتختتم الكاتبة بقولها إنه رغم عقود من الصراع مع حماس والأشهر الأخيرة من العمليات العسكرية الكبرى، لا يبدو أن إسرائيل قادرة على القضاء على الحركة، ولكنها يمكن أن تحقق الفوز من خلال مساعدة حماس على الانهيار ذاتيا، وذلك عبر تقديم بدائل واستغلال الانقسامات والخلافات داخل أروقة الحركة.
رد إسرائيلي
لم تكن هناك حاجة لرد فلسطيني لتفنيد جوهر مقالة أودري كرونين، حيث تولى المهمة أوفير فالك، مستشار السياسة الخارجية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقال نشر في المجلة نفسها أشار فيه إلى أن كرونين أخطأت في افتراضها أن حركة حماس ستنهار من تلقاء نفسها إذا تركت “لتهزم نفسها”، مؤكدا أن الأمر يتطلب أكثر من ذلك.
وشدد فالك على ضرورة الحل العسكري، معززا موقفه بسلسلة من الادعاءات التي وصفها البعض بأنها غير واقعية، مثل زعمه أن إسرائيل تسعى جاهدة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، مضيفا أن الحرب يمكن أن تنتهي على الفور إذا ألقت حماس سلاحها، ووافقت على الاستسلام غير المشروط، وأفرجت عن جميع الرهائن.
في المقابل، ترى كرونين أن الحل يكمن في استخدام نقاط ضعف حماس ضدها، من خلال تحريض الشعب عليها وتعميق الانقسامات والخلافات الداخلية في صفوفها. وتصف هذا النهج بأنه مسار إستراتيجي طموح، بل أكبر من مجرد تحقيق هدف منع تكرار السابع من أكتوبر.
لكن الواقع على الأرض يشير إلى مسار مختلف تماما، فقد ازدادت شعبية حماس داخليا وخارجيا بسبب أدائها العسكري وصمودها في المعارك، كما يعزز الالتفاف الشعب الفلسطيني حول الحركة بعد كل جولة من تبادل الأسرى شعبيتها، علاوة على ذلك، فإن إطلاق آلاف الأسرى الفلسطينيين يساهم في تعزيز التضامن مع الحركة.
ومع ذلك، ورغم فشل جميع الإستراتيجيات السابقة في القضاء على حماس، يتعين على الحركة أن تظل يقظة ومستعدة للطرق الجديدة التي قد يلجأ إليها الاحتلال الإسرائيلي لاستهدافها، بما في ذلك النهج الإستراتيجي الذي اقترحته كرونين ودعت إسرائيل إلى اعتماده.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف إسرائيل حماس الإجراءات العسكرية الإسرائيلية دولة الاحتلال الفلسطينيين تهديد إسرائيل الجماعات الإرهابیة أن إسرائیل الکاتبة أن من خلال أن حماس فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
موقع أميركي: الكنيسة العالمية فشلت بواجبها إزاء الإبادة في غزة
تناول مقال -نشره موقع "موندويس" الأميركي- بالنقد تقاعس الكنائس العالمية، خصوصا القيادات الروحية المسيحية، عن أداء دورها الأخلاقي العادل والحازم في مواجهة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة.
وأورد كاتب المقال الممثل الأميركي جيف رايت الحائز على عديد من الجوائز أنه منذ قرابة عامين، يتواصل العدوان على قطاع غزة، حيث يُقتل المدنيون الفلسطينيون بأعداد كبيرة، وتتفشى المجاعة، وتُقصف الكنائس والمستشفيات، ومع ذلك، تلتزم معظم القيادات الكنسية الصمت أو الاكتفاء ببيانات باهتة تفتقر إلى الشجاعة والموقف الأخلاقي الصارم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب تركي: إسرائيل لن تدرك حجم خسارتها إلا بعد سنواتlist 2 of 2هآرتس: الطبقة السياسية في إسرائيل تسير خلف نتنياهو نحو الهاويةend of listوأبرز المقال قصف كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية في غزة، الذي أسفر عن مقتل 3 أشخاص، قائلا إن البابا ليو وصف هذا الحادث، رغم فداحته، بأنه "هجوم عسكري"، دون أن يربطه بسياق الإبادة الجماعية في قطاع غزة أو يوجه نداء صريحا للتحرك ضد إسرائيل.
كما تبنى أساقفة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وفقا للكاتب، الموقف نفسه، إذ عبروا عن "الحزن" دون غضب أو إدانة سياسية واضحة، واكتفوا بدعوات عامة للسلام.
ووصف رايت هذا الموقف بأنه سلبي أثار خيبة أمل كبيرة بين المسيحيين الفلسطينيين، الذين يرون أن الكنيسة تفضل مصالحها وعلاقاتها على الواجب الأخلاقي.
ونقل الكاتب عن المحامي الفلسطيني لحقوق الإنسان جوناثان كُتاب وصف هذا السلوك بـ"الإفلاس الأخلاقي"، مشددا على أن عدم تسمية ما يحدث بالإبادة إنما يتم لأسباب سياسية وشخصية لا علاقة لها بالحقيقة أو المبادئ الدينية.
المحامي الفلسطيني لحقوق الإنسان جوناثان كُتاب: عدم تسمية ما يحدث في غزة بإبادة يتم لأسباب سياسية وشخصية لا علاقة لها بالحقيقة أو المبادئ الدينية استثناءات مشرفةلكن في المقابل توجد استثناءات مشرفة، فقد وقع أكثر من ألف قسيس أميركي من أصول أفريقية على عريضة تطالب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن بوقف إطلاق النار.
إعلانكما دعت كنيسة الميثوديست الأفريقية الأسقفية إلى وقف الدعم الأميركي لإسرائيل، معتبرة أن الولايات المتحدة تسهم في الإبادة.
وأصدرت كنيسة إنجلترا بيانا يصف الحرب الإسرائيلية بأنها عدوانية لا دفاعية، محذرة من أن التهجير القسري يُعد جريمة بموجب القانون الدولي.
وأقدمت بعض الكنائس على إجراءات عملية، منها سحب الاستثمارات من السندات الإسرائيلية، وإدانة واضحة للإبادة في غزة، والتأكيد على مسؤولية الولايات المتحدة في دعمها.
وبرزت أيضا منظمات مسيحية مثل "باكس كريستي" (Pax Christi) و"أصدقاء سبيل"، و"كايروس فلسطين"، التي تضغط لتبني مواقف أكثر وضوحا وفاعلية.
غياب خطة موحدةرغم ذلك، يؤكد رايت، أن ناشطين فلسطينيين يشيرون إلى غياب خطة كنسية عالمية موحدة لمواجهة هذه الكارثة.
فهناك ميادة طرازي، من جمعية الشابات المسيحيات، التي عبرت عن أملها في أن تتحول قرارات الكنائس إلى أفعال. أما المطران الأنجليكاني حسام نعوم، فقد طالب بأن يتحمل الجسد المسيحي العالمي مسؤوليته تجاه الكنيسة الجريحة في فلسطين.
وفي الختام، يطرح المقال تساؤلا جوهريا: هل ستنهض الكنيسة العالمية بدورها وتتحرك فعليا لإنهاء جرائم إسرائيل ضد الإنسانية، أم تظل حبيسة بيانات خجولة ومواربة؟ الجواب، بالنسبة إلى المسيحيين والمسلمين في غزة، لم يعد يحتمل مزيدا من التأخير.