دمشق-سانا

طابع اجتماعي مليءٌ بالألفة تتخذه عادةً الأيام التي تسبق شهر رمضان المبارك في مدينة حماة، وهو ما نجح في الصمود والبقاء رغم التضييق الذي كان النظام البائد يمارسه على سكان المدينة خلال السنوات الأولى للثورة السورية، لتمتزج الآن نشوة النصر مع استعدادات استقبال شهر الصيام.

استعدادات شهر الصيام تبدأ من تهيئة النفس على الامتناع عن الطعام والشراب عبر صيام “الأيام البيض” في شعبان، ووضع مخطط للعبادات لتشجيع الأطفال، وتنظيف المنزل وتزيينه لإضفاء أجواء البهجة والاحتفال.

ويتجلى “شعبان” بوضوح في شوارع مدينة حماة المزدانة بكثرة بالصور والعبارات والأناشيد الدينية التي تصدح منذ نهاية الأسبوع الأول من الشهر، إضافة لانتشار نوع خاص من الحلويات وهو “حلاوة المحيا” في كل أرجاء المدينة، وتوزيعها بكميات كبيرة، وحتى الإسراع بإرسالها إلى المغتربين خارج سوريا قبل دخول شهر رمضان، وكذلك شراء الفوانيس ومجسم الهلال، وتوديعة الشهر بوجبة أو مشوار مميز.

الشاعر والباحث في التراث الحموي أحمد بغدادي أوضح لـ سانا الثقافية أن الاحتفالات باستقبال رمضان تبدأ منذ ليلة النصف من شعبان، حيث ورث أهل حماة هذه العادة عن الآباء والأجداد، إذ يتحضرون لها وتتهادى سائر بيوتها “حلاوة المحيا” بألوانها الأبيض والأحمر وحلويات “البشمينا” و”المطبقة” و”الغريبة” و”المعمول”.

أما تاريخ هذا النوع من الحلويات فيوضح بغدادي أنه بدأ بالظهور في بلاد الشام خلال العهد العثماني، فيما تقول رواية أخرى إن الملك المظفر محمود في العصر الأيوبي، هو الذي أمر طباخيه بإيجاد نوع جديد من الحلويات للاحتفال بنصف شعبان فظهرت “حلاوة المحيا”، التي تتميز بكونها رخيصة الثمن وبمتناول الجميع.

ومن أحد المحلات المشهورة بعملها يحدثنا أبناء الحاج عبد الكريم الروادي بأن والدهم هو أقدم من عمل ب “حلاوة المحيا” منذ الثمانينيات بعد أن انطلق من “السحلب والبوظة والنمورة”، مشيرين إلى أن هذه الحلاوة من التراث الثقافي الخاص بمدينة حماة فقط، ويتم شحنها للمحافظات كافةً، وأن الحمويين يعتمدون “المحيا” بهدف صلة الرحم وإصلاح الخلافات وتقديم الاعتذارات.

أما مكونات هذه الحلوى وفق أبو محمد أحد العاملين القدامى في صناعتها فتشمل السكر والسميد والجيلي والفانيليا والطحين، حيث يتم خلطها للحصول على عجينة هشة ثم تقطع وتوضع في الفرن وتطهى، ثم توضع بالبراد حتى تصبح متماسكة ويمكن إخراج قطع الحلاوة بسهولة.

وللخطبة والأعراس خصوصية في شهر شعبان حسب ربة المنزل أم طارق إذ يتفاءل الأهالي عادة بإقامة مناسباتهم الاجتماعية فيه نظراً لخاصيته الدينية، راجين مستقبلاً جميلاً لنجاح العلاقات الأسرية، لافتة إلى أنه من الضروري جداً أن يأخذ الأهل “حلاوة المحيا” حين زيارة بناتهم في ليلة النصف من شعبان، كما أن الخاطب يأخذ لخطيبته منها باليوم نفسه.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

نقابة الممرضين في حماة تكرم ذوي شهداء الكادر الطبي

حماة-سانا

برعاية محافظ حماة عبد الرحمن السهيان وبإشراف مديرية الشؤون السياسية، كرمت نقابة الممرضين والمهن الطبية ذوي شهداء الكادر الطبي من أبناء محافظة حماة، الذين ارتقوا خلال أداء واجبهم المهني.

رئيس فرع النقابة بحماة لؤي النمر، قدم خلال كلمته التحية لأرواح شهداء الطواقم التمريضية الأبرار الذين قدموا أرواحهم ودماءهم فداء للوطن وأبنائه الأحرار، وأكد أن الشهداء لم تثنهم كل المخاطر والتحديات عن تقديم خدماتهم التمريضية وواجبهم المهني في إسعاف المصابين والجرحى، فنالوا شرف الشهادة العظيم ليمهدوا طريق النصر وتحرير الوطن من براثن النظام البائد.

شمل التكريم 73 أسرة شهيد و6 أسر مصابين من الكوادر الطبية.

تابعوا أخبار سانا على

مقالات مشابهة

  • ضبط شبكة تروّج سماعات لاسلكية تستخدم في الغش بالامتحانات في حماة
  • موعد حفل محمد رمضان وهيفاء وهبي.. بيروت تجمع الثنائي لأول مرة
  • نقابة الممرضين في حماة تكرم ذوي شهداء الكادر الطبي
  • رئيس الرقابة النووية: لا مؤشرات على نشاط إشعاعي.. ومنظومة الرصد تعمل على مدار الساعة
  • للشهر الثالث تواليا.. العراقيون خامسا بشراء العقارات في تركيا خلال شهر
  • طرح أغنية يا حمام بعد عرضها ضمن أحداث فيلم شارك في مهرجان كليفلاند | فيديو
  • وفاة شخص نتيجة انفجار لغم أرضي في منطقة أثريا بريف حماة
  • بعد دخوله العمليات.. المخرج أحمد خالد أمين يكشف تطورات حالته الصحية
  • ريهام حجاج تتألق بإطلالة شرقية وتتبادل الرسائل الرومانسية مع زوجها محمد حلاوة
  • تفاصيل تنفيذ أول مدينة متكاملة لمعالجة المخلفات بالعاشر من رمضان