الدكتورة مرام بني مصطفى
الاستشارية النفسية والتربوية
شهر رمضان هو وقت تسمو فيه الروح وتتجلى فيه العبادات الروحانية مع تحديات التغيرات الجسدية والنفسية التي تفرضها أنماط الحياة المختلفة. في هذا الشهر يتغير روتين الحياة كالنوم ومواعيد تناول الطعام بشكل ملحوظ، مما ينعكس على الحالة المزاجية والصحة النفسية.
يترافق التغير في مواعيد الوجبات مع تقلبات في مستويات السكر في الدم؛ إذ إن تناول الطعام في أوقات متأخرة أو بسرعة يؤدي إلى ارتفاع وانخفاض مفاجئ في الطاقة، مما يؤثر بشكل مباشر على المزاج. كما يواجه الكثيرون تحديًا إضافيًا عند الانقطاع المفاجئ عن العادات المرتبطة بتناول الكافيين أو النيكوتين، ما يؤدي إلى أعراض انسحابية تؤثر على الاستقرار النفسي وتزيد من الشعور بالقلق.
ورغم هذه التحديات، يحمل رمضان في طياته فرصًا لتعزيز الصحة النفسية وإعادة الاتصال بالذات. إنه وقت للتأمل والبحث عن السلام الداخلي، حيث يدعو الصيام الفرد إلى التفرغ في العبادات والتقرب إلى الله والشعور مع المحتاجين وعدم الإسراف وهدر الطعام والمبالغه في الولائم فعلى الفرد تنظيم أوقاته والاهتمام بالنفس والتفكر في معاني الحياة. كما أن اللقاءات الاجتماعية وتبادل كلمات الدعم والحب مع العائلة والأصدقاء والجيران والاقارب يساهم في خلق بيئة إيجابية تخفف من وطأة الضغوط اليومية.
أن الاعتناء بالنفس ضرورة ملحة؛ فتنظيم روتين النوم وتناول وجبات متوازنة وتخصيص وقت للعبادة والراحة والتأمل يمكن أن يحول رمضان إلى مرحلة من التجديد الذاتي والسكينة. بهذا الوعي، يمكن للفرد أن يجد في رمضان فرصة ليس فقط للصيام والعبادة، بل أيضًا لاستعادة توازنه النفسي والاستمتاع بروحانيات هذا الشهر الكريم على نحو ينعكس إيجابًا على حياته اليومية.
علينا من اليوم البدء بالتخفيف من التدخين والكافيين والحلويات والسكريات وشرب الماء بشكل كافي لكي نتجنب العصبية والتوتر وتدني المزاج.
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
كيف يؤثر تخطي الفطور وتناول الطعام ليلًا على صحة القلب والكوليسترول؟
في حياة مزدحمة، من السهل أن يصبح تخطي الفطور أو تناول العشاء متأخراً عادة يومية. لكن هناك أسباباً وجيهة لتجنب هذا النمط، حيث أظهرت دراسة جديدة أن هذه العادات قد ترتبط على المدى الطويل بتغيرات ضارة في مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية، وهي الدهون التي تتداول في الدم والمعروفة علمياً باسم الليبيدات. وقال الدكتور شيانغ جاو، مؤلف الدراسة الرئيسي وأستاذ وعميد معهد التغذية في جامعة فودان في شنغهاي، الصين، وفق تقرير نشره موقع «إيفريداي هيلث»: «من المهم أن الدراسة تقيم التأثيرات الفردية والمشتركة لتخطي الفطور وتناول الطعام ليلاً، وهو مجال لم يُدرس بشكل كافٍ سابقاً».
وأعرب الدكتور جون بوستروم، أستاذ مساعد في طب القلب بجامعة بوسطن، والذي لم يشارك في البحث، عن اعتقاده بأن «هذه الدراسة تقدم بعض الأدلة على وجود تأثير سلبي محتمل على ملف الدهون عند الاعتياد على تخطي الفطور وتناول الطعام ليلاً، خاصة إذا كان لديك عوامل خطر أخرى لأمراض القلب».
ما الذي كشفت عنه الدراسة؟
نشرت الدراسة في American Journal of Clinical Nutrition، وتتبع الباحثون صحة أكثر من 30 ألف بالغ صيني في منتصف العمر (77 في المائة منهم ذكور) على مدى أربع سنوات.
شارك المتطوعون، الذين لم يعانوا في البداية من أمراض القلب أو السرطان أو مشاكل الدهون، في استبيانات حول عاداتهم الغذائية في الصباح والمساء. كما تم فحص مستويات الدهون في الدم ثلاث مرات خلال فترة الدراسة لتحديد التغيرات السنوية .
لماذا يؤثر توقيت الوجبات على الكوليسترول؟
مفهوم التغذية الزمنية (Chrononutrition) - أي إن توقيت تناول الطعام يمكن أن يؤثر على صحتك - ليس جديداً.
على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن تخطي وجبة الفطور يعطل الإيقاع اليومي للجسم (circadian rhythm)، ما يؤثر سلباً على حساسية الإنسولين، ويزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب.
وأوضح الدكتور برنارد سرور، أستاذ في المعهد الفرنسي للزراعة والبيئة والغذاء، أن «الجسم أكثر حساسية للإنسولين في الصباح، وأكثر مقاومة له في المساء، وأقل تحملاً للغلوكوز ليلاً. الجسم مصمم لتوقع وجبات كبيرة خلال النهار لأن الإنسان كائن نهاري».
كما ربطت دراسات أخرى تناول الطعام ليلاً بزيادة خطر السمنة وأمراض القلب، ويرجع ذلك جزئياً إلى تأخير إفراز هرمون النوم الميلاتونين، ما يعطل عمليات الأيض