الدكتورة مرام بني مصطفى
الاستشارية النفسية والتربوية
شهر رمضان هو وقت تسمو فيه الروح وتتجلى فيه العبادات الروحانية مع تحديات التغيرات الجسدية والنفسية التي تفرضها أنماط الحياة المختلفة. في هذا الشهر يتغير روتين الحياة كالنوم ومواعيد تناول الطعام بشكل ملحوظ، مما ينعكس على الحالة المزاجية والصحة النفسية.
يترافق التغير في مواعيد الوجبات مع تقلبات في مستويات السكر في الدم؛ إذ إن تناول الطعام في أوقات متأخرة أو بسرعة يؤدي إلى ارتفاع وانخفاض مفاجئ في الطاقة، مما يؤثر بشكل مباشر على المزاج. كما يواجه الكثيرون تحديًا إضافيًا عند الانقطاع المفاجئ عن العادات المرتبطة بتناول الكافيين أو النيكوتين، ما يؤدي إلى أعراض انسحابية تؤثر على الاستقرار النفسي وتزيد من الشعور بالقلق.
ورغم هذه التحديات، يحمل رمضان في طياته فرصًا لتعزيز الصحة النفسية وإعادة الاتصال بالذات. إنه وقت للتأمل والبحث عن السلام الداخلي، حيث يدعو الصيام الفرد إلى التفرغ في العبادات والتقرب إلى الله والشعور مع المحتاجين وعدم الإسراف وهدر الطعام والمبالغه في الولائم فعلى الفرد تنظيم أوقاته والاهتمام بالنفس والتفكر في معاني الحياة. كما أن اللقاءات الاجتماعية وتبادل كلمات الدعم والحب مع العائلة والأصدقاء والجيران والاقارب يساهم في خلق بيئة إيجابية تخفف من وطأة الضغوط اليومية.
أن الاعتناء بالنفس ضرورة ملحة؛ فتنظيم روتين النوم وتناول وجبات متوازنة وتخصيص وقت للعبادة والراحة والتأمل يمكن أن يحول رمضان إلى مرحلة من التجديد الذاتي والسكينة. بهذا الوعي، يمكن للفرد أن يجد في رمضان فرصة ليس فقط للصيام والعبادة، بل أيضًا لاستعادة توازنه النفسي والاستمتاع بروحانيات هذا الشهر الكريم على نحو ينعكس إيجابًا على حياته اليومية.
علينا من اليوم البدء بالتخفيف من التدخين والكافيين والحلويات والسكريات وشرب الماء بشكل كافي لكي نتجنب العصبية والتوتر وتدني المزاج.
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
مبيعات التجزئة في الصين تتجاوز التوقعات رغم التوترات التجارية
بكين - "أ ف ب": سجلت مبيعات التجزئة في الصين نموا بوتيرة أسرع من المتوقع الشهر الماضي وفق بيانات رسمية اليوم ، في مؤشر إيجابي لثاني أكبر اقتصاد في العالم خلال حربه التجارية الطاحنة مع الولايات المتحدة. وبحسب بيانات المكتب الوطني للإحصاء، بلغ نمو المؤشر الرئيسي لطلب المستهلكين نسبة 6,4% على أساس سنوي في مايو. وتجاوز هذا الرقم توقعات نمو بنسبة 4,9% في استطلاع أجرته بلومبرغ لآراء اقتصاديين. كذلك يمثل ارتفاعا كبيرا عن الزيادة البالغة 5,1 % في أبريل. غير أن المكتب الوطني للإحصاء أفاد أيضا بأن الإنتاج الصناعي نما بنسبة 5,8%، وهو معدل أقل من المتوقع.
وكتب تشيوي تشانغ رئيس شركة بينبوينت لإدارة الأصول وكبير الاقتصاديين فيها، في مذكرة أن أرقام مبيعات التجزئة "تمثل مفاجئة"، لكنه حذر من أن الآفاق الاقتصادية لبقية العام غير مؤكدة. وأشار المكتب الوطني للإحصاء إلى أن الاقتصاد "حافظ على استقراره" الشهر الماضي إذ "كثفت السلطات تطبيق سياسات اقتصادية كلية أكثر استباقية وفاعلية". لكنه أضاف أنه "لا تزال هناك العديد من العوامل الخارجية غير المستقرة وغير المؤكدة، فيما الزخم الداخلي لتوسيع الطلب المحلي بحاجة إلى مزيد من التغزيز".
واجهت بكين صعوبة في الحفاظ على نمو قوي منذ جائحة كوفيد-19، إذ تعاني من مشكلات عميقة في الداخل، من بينها التراجع المستمر في الاستهلاك المحلي وأزمة الديون في قطاع العقارات. وأفاد المكتب الوطني للإحصاء بأن أسعار العقارات التجارية في مجموعة تمثيلية من 70 مدينة انخفضت على أساس شهري في مايو، ما يعكس استمرار حذر المستهلكين.
وأضاف المكتب أن معدل البطالة الذي شمله الاستطلاع، وهو رقم آخر ذو دلالة في ظل معاناة ملايين الشباب لإيجاد عمل مناسب، انخفض من 5,1 % في أبريل إلى 5% في مايو.
وضعت الصين هدفا لتحقيق نمو اقتصادي بحوالى 5% لهذا العام.
لكن الوضع يزداد تعقيدا أيضا بسبب توترات تجارية مع واشنطن نجمت عن حرب رسوم جمركية متبادلة بعد عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير. واتفق الجانبان منذ ذلك الحين على تعليق موقت للرسوم المتبادلة، لكنهما لم يعلنا بعد عن اتفاق دائم.
واجتمع وفدا تجاريان من البلدين في لندن هذا الشهر لعقد جولة ثانية من محادثات رفيعة المستوى، وصرح ترامب بأن القوتين العظميين توصلتا إلى اتفاق من شأنه إرساء هدنة. وصرح لي تشينغانغ رئيس الوفد الصيني، بأن التواصل مع الولايات المتحدة كان "مهنيا جدا"، لكنه لم يذكر ما إذا تم التوصل لاتفاق.