خلال زيارة سريعة لمنطقة القصيم، تشرفت بزيارة محافظة عيون الجواء، تلك المحافظة التي سمعت كثيرًا عن جمالها وروعتها، فما إن وطأت قدمي أرضها في يومٍ ممطر، حتى شعرت بالراحة والسكينة تغمرني في تلك المحافظة المباركة، بينما كنت في طريقي، لفت نظري منارات جامع تلوح في الأفق بأناقتها وطرازها المعماري الفريد وإضاءتها، فتراها من كل زوايا المحافظة في أعلى التل، منظر خلاب يعكس جمال ذلك الجامع الذي يُعتبر تحفة معمارية ترتفع بفخر فوق تلك الأراضي.
أسرني هذا المنظر الرائع، وبادرني الشوق للصلاة في الجامع، وما إن وصلتُ إليه، إلا وازدادت دهشتي بجمال وروعة المكان، تنقلت بين أروقته، مدهوشًا بتفاصيل تصميمه المعماري المبدع، وكأنني أقطن في رحاب الحرم المدني،فالأبواب تُشبه أبواب الحرم، والسقف، والأقواس، والأعمدة، والإضاءة الرائعة تتناغم في انسيابية جميلة، لا يُمكنني وصف جمالية هذا المكان في بضعة أسطر، فهو متجاوز في روعة تفاصيله، مما يجعل القلم عاجزًا عن التعبير عن إعجابي.
إن ذلك الجامع الضخم له مكانة بارزة في هذه المحافظة المباركة، فجزا الله خير من أسهم في بنائه، وأجزل الله له الأجر والثواب، وتذكرت الأحاديث في بناء المساجد أمر تتحدث عنه العديد من الأحاديث النبوية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من بنى مسجدًا لله، بنى الله له مثله في الجنة ” (رواه البخاري ومسلم) ،هذا الحديث يُظهر أهمية بناء المساجد كأماكن للعبادة والقرب من الله، ويُبرز فضل هذا العمل وأثره العظيم.
لقد شاهدنا العديد من المساجد المعمرة التي انشُئت في عصور سابقة، وما زالت تقاوم الزمن، مرتادَة من المصلين والمعتكفين وأصحاب الحاجات، إن إنفاق الإنسان ماله في سبيل الخير هو أغلى ما يمكن أن يحتفظ به بعد رحيله، فالإنفاق في أوجه الخير، وخاصةً في الأعمال الخيرية المستدامة، هو أمل كل مسلم.
ليست خسارة أن ينفق العبد ماله في سبيل الله عز وجل، يقول الله عز وجل: “مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۗ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ ۖ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ” فهذه الآية تدل على فضل الإنفاق في سبيل الله، حيث يُعتبر منح الصدقة أو المشاركة في الأعمال الخيرية كقرض يرده الله لفاعله مع مضاعفته ،فالله يَعِدُ بمضاعفة هذه القروض إلى أضعاف كثيرة، مما يعكس سعة رحمة الله وكرمه ،من نحن كبشر لنقرض الغني القادر ذو القوة المتين؟ نتسابق دوماً وراء التجارة والمساهمات الدنيوية، ولكن الحكيم هو من يتسابق في أعمال الخير طامعًا في الأجر والثواب، كل شيء سيفنى، ولن يبقى إلا ما قدمه الإنسان من أعمال صالحة.
وفي الختام، أتقدم بعبارات الشكر والامتنان لأهل عيون الجواء على جمال محافظتهم، والشكر موصول لكل من ساهم في بناء هذا الجامع الجميل، الذي لم أرَ مثله في مملكتنا الحبيبة، عدا الحرمين الشريفين ،أسأل الله أن يبارك فيمن بناه، وفي القائمين على إدارته، وأن يصلح لهم أهليهم وذريتهم، وأن يبارك في أعمالهم وأموالهم.
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
محافظ أسيوط: المحافظة تتصدر انتخابات برلمان الطلائع بنسبة 92.6%
أعلن اللواء الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، عن تصدر محافظة أسيوط انتخابات برلمان الطلائع على مستوى الجمهورية بنسبة مشاركة غير مسبوقة بلغت 92.6%، مؤكدًا أن هذا الإنجاز يعكس الوعي الحقيقي لأبناء المحافظة وحرصهم على المشاركة في القضايا العامة منذ الصغر.
وقال محافظ أسيوط إن عملية التصويت الإلكترونية التي تمت عن بعد لأول مرة، شهدت إقبالا كثيفا من الطلائع، وتفاعلا حقيقيا يعكس جيلًا واعيًا، مدركًا لأهمية صوته ودوره في بناء مستقبله، منوهًا إلى أن عملية التصويت شهدت تسجيل 1575 طليعًا من أصل 1701، هو أمر يدعو للفخر ويؤكد أن أبناءنا يمتلكون الإرادة والإيمان بالمشاركة المجتمعية، وأن هذا الجيل على قدر المسؤولية ولديه استعداد حقيقي للمساهمة في صياغة مستقبل وطنه.
إنجاح هذه التجربةووجه المحافظ الشكر والتقدير لكل من ساهم في إنجاح هذه التجربة، بدءًا من وزارة الشباب والرياضة، ومرورًا بوزارة التربية والتعليم، وقطاع المعاهد الأزهرية، وهيئة النيابة الإدارية، وصولًا إلى أولياء الأمور الذين كانوا شركاء في دعم هذا العرس الديمقراطي.
تعزيز روح القيادة والانتماءكما ثمن اللواء هشام أبو النصر جهود مديرية الشباب والرياضة بقيادة أحمد سويفي، وكيل الوزارة وفريق العمل، مشيدًا بحسن التنظيم والتنسيق مع الجهات المعنية، مشيرًا إلى أن الانتخابات هذا العام تمثل محطة مهمة في تعزيز روح القيادة والانتماء لدى الطلائع، وهو ما يؤكد أننا نسير بخطى ثابتة نحو بناء جيل قوي، مثقف، واع، قادر على قيادة المستقبل بكل ثقة.
جدير بالذكر أن انتخابات برلمان الطلائع تأتي برعاية الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، ومحافظ أسيوط، وبتوجيهات من إيمان عبد الجابر، رئيس الإدارة المركزية للبرلمان والتعليم المدني، وراندا البيطار، مدير عام البرلمان، وتهدف إلى تأهيل جيل جديد من القادة الصغار القادرين على الإسهام في بناء وطنهم بروح المسؤولية والانتماء.