مع اقتراب حماس والاحتلال من النقطة التي قد تنفجر عندها مفاوضات التبادل نحو تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة، دار نقاش حاد في الأسابيع الأخيرة حول ما إذا كان الاحتلال قادرا على تحقيق هدفي الحرب: هزيمة حماس، ومنع سيطرتها العسكرية والحكومية على غزة، وإطلاق سراح المختطفين. 

المحامي يهودا شيفر الخبير الدولي بمكافحة تمويل "الإرهاب"، ومؤسس هيئة حظر غسل الأموال، ذكر أنه "بعد حوالي خمسمائة يوم منذ بدء القتال في غزة، بات من الواضح للجميع اليوم أن نقطة الضعف الرئيسية لدى حماس تتمثل في إمدادات الوقود والغذاء والمياه، لأنه في الأيام الأولى للحرب منع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية بشكل كامل، مما دفع الحركة للموافقة على الإفراج التدريجي عن عدد كبير من المختطفين، ثم خضع الاحتلال للضغوط الدولية الهائلة، وسمح بدخول المساعدات الإنسانية للقطاع".



وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "تقديم هذه المساعدات حرم الاحتلال من رافعة ضغط أساسية في ملف التفاوض، وأدّى لإطالة أمد القتال، ولو استطاع الاحتلال منع الوقود والماء والغذاء من دخول غزة، فإنها كانت ستمارس ضغوطاً ستؤدي لهزيمة الحركة، وتحقيق أهداف الاحتلال فيما يتصل بصفقات التبادل، لكن علينا أن نسأل: هل يمكن منع دخول المساعدات الإنسانية للقطاع، مع أن الإجابة على السؤال ليست بسيطة، وتتطلب تفكيراً قانونياً وعملياً خارج الصندوق". 

وأشار إلى أن "منع دخول المساعدات الإنسانية للقطاع يتعارض مع القانون الدولي الإنساني المرتكز على اتفاقيات جنيف، لكن هناك قواعد دولية ركيزتها الاتفاقية الدولية لمكافحة تمويل الإرهاب وقواعد مجموعة العمل المالي (FATF)، التي تحظر تقديم أي مساعدة، حتى غير إنسانية، لمنظمة مسلحة، أو لأي شخص تحت سيطرتها، وهذه القواعد راسخة في القانون الأميركي، لأن المساعدات لا تصل فقط للمدنيين الفلسطينيين، بل لحماس نفسها، التي تواصل القتال، مما يعني تقديم المساعدات المباشرة للعدو".


وزعم أن "مفتاح النصر وتحقيق هدفي الحرب يكمن بتغيير النموذج، وتطبيق القواعد الدولية بشكل أكثر دقة، بحيث يتم توزيع المساعدات الإنسانية فقط في المناطق التي لا تخضع لسيطرة حماس، ومن غير المنتمين لها، وبذل الجهود لإنشاء مناطق لتوزيع المساعدات تكون تحت السيطرة المباشرة أو غير المباشرة للاحتلال، لأن المساعدات الإنسانية يتم توزيعها اليوم في غزة من خلال حماس ومؤسساتها".

وأشار إلى أن "تهديد الاحتلال بالعودة للحرب في حال تعثر اتفاق وقف إطلاق النار، يستدعي منها اتخاذ إجراءات لتغيير طريقة توزيع المساعدات بشكل كامل في المناطق التي لا تخضع لسيطرة حماس، وممن لا يخضعون لها، سواء من قبل الجيش نفسه، أو هيئة دولية أخرى، رغم فشله بتنفيذ هذه الخطة أثناء الحرب، بزعم عدم المخاطرة بحياة الجنود من أجل أداء مهمة مدنية، وهي توزيع المساعدات، رغم أنها ستؤدي لنتائج أفضل كثيراً بممارسة الضغوط على حماس". 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية غزة منع المساعدات الفلسطينيين فلسطين غزة منع المساعدات تحريض إسرائيلي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دخول المساعدات الإنسانیة توزیع المساعدات

إقرأ أيضاً:

كيف شكّل عنصر المفاجأة في الحروب الإسرائيلية مصدرا للانتكاسات؟

نشر موقع "ويللا" العبري، مقالا، للصحفية الاقتصادية، ليئات رون، جاء فيه أنّه: "مع اندلاع المواجهة الايرانية الاسرائيلية، يستحضر الاسرائيليون استعادة ما حلّ بهم في السابع من أكتوبر 2023، حين باغتتهم حماس عندما لم يكونوا مستعدين، وقبضت عليهم في وضع حرج".

وأضافت رون، في مقال ترجمته "عربي21" أنّه: "في الساعات الأولى من الهجوم، ظهرت الدولة بأسرها في حالة من الارتباك، والمجتمع منقطعاً، مشلولا، ومتلعثماً، وبعد مرور أيام فقط بدأت تستعيد وعيها، وأدركت أنها ليست أمام مجرّد "حادث أمني"، بل تنفيذا لخطة طويلة الأمد، خطّطت لها حماس على مدى سنوات، حسبت لها، وخططت لها، ونفذتها".

وتابعت بأنّ: "هجوم الطوفان كشف حماس أمامنا بعظمتها القاسية، وتلقينا ضربات موجهة: عسكرية واستخباراتية وأيديولوجية، ومنذ ذلك الحين ونحن نحاول أن نفهم كيف حدث ذلك، ولا يزال الأسرى الـ53 الذين ما زالوا هناك يشكلون تذكيرا حياً بهذا العار، وهذه هي النقطة بالضبط".

"حماس نفّذت استراتيجية طويلة الأمد ومدروسة وعقلية، وهنا، من الجدير بالاعتراف، أنها هزمت دولة تعمل بشكل مثالي عند اندلاع حريق، لكنها لا تعرف كيفية بناء صنبور إطفاء الحرائق مسبقًا، ولا تعرف التخطيط للمستقبل" بحسب المقال نفسه.


وأكّدت: "لقد ضحكت علينا حماس، لأنها كشفتنا على حقيقتنا بأننا نُدار مثل شركة ناشئة دون وجود إدارة للتخطيط، فقط أفكار ارتجالية"، مشيرة إلى أنّ: "حماس أو غيرها، درسونا جيدا، وانتظروا، وخطّطوا، ثم هاجموا، وحتى الآن، وبعد قرابة عامين، لا تتوقف عن اللعب بعقولنا، إنها تفهم شيئًا نسيناه نحن، وهي أن الحروب تُربح قبل المعركة الأولى، وليس بعدها، بدليل أن كل مقطع فيديو لأسير من غزة يتوسل من أجل حياته لا يزال يمزقنا من جديد".

وفي سياق متصل، استرسلت الكاتبة بالقول إنّه قبل سنوات طويلة، من الضربة الإسرائيلية على إيران، "جاءت حرب يوم الغفران 1973، حين تلقينا صفعة على الوجه، ولم نكن مستعدين، ولم نفهم، وكدنا نسقط، ونجونا بصعوبة، ودفعنا ثمنًا باهظًا".

وأبرزت: "مرّت خمسون عامًا منذ ذلك الحين، عشنا فيها على شعور التفوق، وقمع إشارات التحذير، حتى قلّلنا من شأن حماس، التي عرفت كيف تستغل ذلك".

مقالات مشابهة

  • بعد فشلها.. مؤسسة غزة الإنسانية تعلن استعدادها للتعاون مع منظمات أخرى
  • بعد فشلها.. مؤسسة غزة الإنسانية تعلن استعدادها للتعاون من منظمات أخرى
  • كيف شكّل عنصر المفاجأة في الحروب الإسرائيلية مصدرا للانتكاسات؟
  • تقليص المساعدات يفاقم أزمة اليمن الإنسانية
  • تقليص المساعدات يفاقم أزمة اليمن الإنسانية
  • بيان صادر عن حركة حماس بمناسبة اليوم العالمي للاجئين
  • 32 شهيدا منذ فجر اليوم: 23 شهيدا بنيران العدو عند مراكز توزيع المساعدات وسط قطاع غزة
  • قيادي في “حماس” يؤكد أن آلية توزيع المساعدات في غزة مصائد للموت
  • توزيع المساعدات الإنسانية على 1300 نازح سوداني بالكفرة
  • حماس: نقاط توزيع مساعدات تحوّلت إلى مصائد موت جماعي