بث مباشر.. شعائر صلاتي العشاء والتراويح من الحرمين الشريفين
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
نشرت قناة القرآن الكريم السعودية، وقناة السنة النبوية، بثا مباشرا لنقل شعائر صلاتي العشاء والتراويح من الحرمين الشريفين، المسجد الحرام والمسجد النبوي.
قدر القراءة في التراويحواتفق الفقهاء على أنه يُجزئ فى صلاة التروايح من القراءة ما يُجزئ فى سائر الصلوات، واتفقوا أيضًا على القول باستحباب ختم القرآن فى الشهر؛ لما روى البخاري ومسلم فى "صحيحيهما" عن السيدة فاطمة- رضي الله عنها- قالت: "أَسَرَّ إلى النَّبِيُّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ- أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي بِالقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلا أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي".
وأقل ذلك أن يُختَم القرآنُ الكريم مرةً واحدةً، وما زاد فهو للأفضلية؛ نص على ذلك أئمة المذاهب الفقهية المتبوعة، فذهب الإمام أبو حنيفة إلى القول بسنِّيَّة قراءة 10 آياتٍ في الركعة الواحدة؛ ليحصل له ختم القرآن مرةً في الشهر، مع القول بإجزاء ما هو أقل من ذلك.
الذكر بين ركعات التراويحويظن بعض الناس أن الصلاة على النبي والذكر بين ركعات صلاة التراويح من مكروهات التراويح ومن البدع التي لم ترد عن النبي، ولذلك أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:"ما حكم الصلاة على النبي والذكر قبل إقامة صلاة العشاء وبين ركعات التراويح؟ فقد اعتاد الناس في بعض المساجد في شهر رمضان المُعظَّم قبل صلاة العشاء أن يُصَلوا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالصيغة الشافعية: اللهم صل أفضل صلاة على أسعد مخلوقاتك سيدنا محمد.. إلى آخرها، ثم يقيموا صلاة العشاء، وبعد صلاة سنة العشاء يقوم أحدهم مناديًا: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، صلاةَ القيام أثابكم الله، ثم يصلون ثماني ركعات، بين كل ركعتين يصلون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرة واحدة، فاعترض أحد المصلين على ذلك بحجة أنها بدعة يجب تركها. فما حكم الشرع في ذلك؟".
لترد دار الإفتاء موضحة: أن أمر الله تعالى بالصلاة والسلام على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال سبحانه: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]، ومن المقرر شرعًا أن أمر الذكر والدعاء على السعة؛ لأنَّ الأمر المطلق يستلزم عموم الأشخاص والأحوال والأزمنة والأمكنة؛ فإذا شرع الله تعالى أمرًا على جهة الإطلاق وكان يحتمل في فعله وكيفية أدائه أكثر من وجه، فإنه يؤخذ على إطلاقه وسعته ولا يصح تقييده بوجه دون وجه إلا بدليل، وإلا كان ذلك بابًا من الابتداع في الدين بتضييق ما وسَّعَه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
وكذلك الحال في الذكر قبل صلاة التراويح وأثناءها وبعدها؛ فإنه مشروع بالأدلة الشرعية العامة، فقد ورد الأمر الرباني بالذكر عقب الصلاة مطلقًا في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ﴾ [النساء: 103]، والمطلق يُؤخَذ على إطلاقه حتى يأتي ما يقيّده في الشرع، وقد ورد في السنة ما يدل على الجهر بالذكر عقب الصلاة؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "كُنْتُ أَعْلَمُ إِذَا انْصَرَفُوا بِذَلِكَ إِذَا سَمِعْتُهُ" متفق عليه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التراويح المسجد النبوي الحرمين الشريفين المسجد الحرام العشاء والتراويح المزيد صلى الله علیه وآله وسلم على النبی ه وآله
إقرأ أيضاً:
هؤلاء ينجيهم الله عند نزول غضبه وعذابه.. النبي أوصى بـ3 أعمال
لاشك أننا جميعًا نرجو أن نكون من أولئك الذين ينجيهم الله عند نزول غضبه وعذابه ، فلا أحد يمكنه المجازفة وتعريض نفسه لهذا للهلاك المحقق المتمثل في غضب الله تعالى عليه، بل إن من الحكمة تفاديه بشتى الطرق والأعمال، فالفوز الذي لا يمكن تجاهله أو التراخي في نيله هو أن نكون من أولئك الذين ينجيهم الله عند نزول غضبه وعذابه .
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن في عنق كل واحد منا مسئولية اجتماعية ننكر فيها المنكر، ولا نسكت عن الحق.
وأوضح «جمعة» عن كيف نكون في محل نظر الله سبحانه وتعالى ؟، أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، نأمر فيها بالمعروف، نؤمن فيها بالله، نبتغي فيها الخير لنا ولغيرنا.
وبين أن من وصايا سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن نكون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، ويجب علينا أن نقوم بواجبنا الاجتماعي في جماعتنا، ووطنا، وناسنا، وأهلنا.
وأكد أنه يجب علينا أن نأمر بالمعروف، وأن ننهى عن المنكر، وأن نؤمن بالله، حتى نكون من العباد الربانيين في محل نظر الله سبحانه وتعالى، فقد ترك لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثًا أسماه العلماء بحديث السفينة، وذلك أن رسول الله ضرب لنا المثل بسفينة وبقومٍ فيها.
حديث السفينةواستند لما جاء عن النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قومٍ استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها، وأصاب بعضهم أسفلها، فقال الذين في أسفلها: لو أنّا خرقنا في نصيبنا خرقًا نستقي منه الماء، ولا نؤذي إخواننا فلو أنهم أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا، ولو أنهم تركوهم هلكوا، وهلكوا جميعا» صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
وأضاف أنه ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا المثال وفيه ثلاث طوائف : الطائفة الأولى: تفعل المنكر، قد يكون عن حسن قصد، وقد يكون عن جهالة، وقد يكون عن سوء قصدٍ وغلٍ وحقد.
وتابع: ولكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضرب لنا المثل عن أولئك الذين يكونون عن حسن قصد، وبالرغم من ذلك لو تركناهم لهلكوا ولأهلكوا مع حسن قصدهم، وأنهم لا يريدون أن يؤذوا إخوانهم، ولكن ذلك بحمقٍ، وليس بحكمة.
واستشهد بما قال تعالى: {يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}، والطائفة الثانية: تسكت عن الحق، لا تنكر منكرًا ولا تأمر بمعروف، وهي في حال السكوت، وهي طائفةٌ تُفهم من الحديث.
واستطرد: وطائفةٌ ثالثة: تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتأخذ على يد الظالم، وعلى يد المنحرف، وعلى يد الأحمق، وكما قال الشاعر: (لكل داءٍ دواءٌ يستطب به.. إلا الحماقة أعيت من يداويها).
ينجيهم الله عند نزول غضبه وعذابهونبه إلى أن الناجي من الفرق الثلاث هي الفرقة التي تقوم بواجبها من الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، أما الفرقة التي فعلت الشر، وهذه التي سكتت عن الشر فكلاهما ظالم.
ودلل بما قال تعالى: {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}، طائفةٌ تفعل السوء، طائفةٌ تسكت، وهما من الظلمة، وطائفةٌ تنهى عن السوء ينجيها الله سبحانه وتعالى عند نزول غضبه وعذابه.
وأفاد : إذن هذه السفينة استهم عليها أقوام؛ ولذلك نرى الإمام البخاري يخرجها في صحيحه في كتاب «الشركة»؛ لأن القوم يشتركون في السفينة، «واستهموا فأصاب بعضهم أعلاها» في الهواء الطلق «وبعضهم أسفلها؛ فقال الذين في أسفلها: لو أنّا نخرق خرقًا في نصيبنا».
وواصل: هذا صحيح نصيبهم من السفينة، كانوا يخرجون يستقون فيؤذون أصحابهم بشيءٍ من رشاش الماء، ومن رقة قلوبهم، وحسن نياتهم أرادوا ألا يؤذوا إخوانهم في العلو من هذا الماء، ومن مضايقتهم، نيةٌ حسنة، قلبٌ سليم، وفعلٌ أحمق.
وأشار إلى أنه لذلك ليس كل من يرتكب الخطأ لابد أن يكون سيء النية، قد يكون حسن النية، لكنه يفعل الشيء الذي يكر عليه وعلى جماعة من حوله ومواطنيه بالسوء وبالبطلان، «فلو أنهم أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا» فهؤلاء الحمقى سينجون إذا أخذوا على أيديهم ؛ ولذلك هنا يُقر النظام، ويجعلنا كما قال في الصلاة: «لينوا في أيدي إخوانكم».
وأكمل : ويجعلنا جميعًا على قلب رجلٍ واحد، ويجعلنا جميعًا نتوخى الخير لكل الناس، ويجعلنا جميعًا في قاربٍ واحد؛ ولذلك لابد من وضوح الهدف، ومن الأمر بالمعروف، ومن النهي عن المنكر، وأن يحب بعضنا بعضا.
طاعات القلوبوحذر من الكراهية فإنها من أمراض القلوب، وإن الحب من طاعات هذه القلوب التي إذا ما خرجت في طاقة حبٍ كحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للبشرية جمعاء، حتى وصفه ربه فقال: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}.
ولفت إلى أنه في يوم الطائف عندما ذهب يزور ثقيف جاء ملك الجبال وقال: «يا محمد إن الله أرسلني أن أطبق عليهم الأخشبين» فقال: «لا، لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يوحّد الله».
وأردف: فتركهم بطاقة حب قلبه -صلى الله عليه وسلم- ، تمثّلوا برسولكم، الحب ليس معناه أن تترك الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وأيضًا ليس معناه أن تترك المصالح.
ونوه بأنه أيضًا ليس معناه أن تترك الواجب الاجتماعي الذي عليك أن تفعله، ولكن معناه أن تخلص النية لله، وأن تفعل الفعل لا تريد به إلا وجه الله فـ«إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى».