تحريض إسرائيلي على التواجد العسكري المصري في سيناء.. ودعوات لعدم التصعيد
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
تواترت في الأيام الأخيرة حالة التحريض الإسرائيلية على مصر، ومزاعم عن تعزيز قواتها المسلحة في سيناء، وانتهاكها لاتفاقية السلام، وصولا لاحتمال نشوب حرب، فيما ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تتضمن أدلة فوتوغرافية لدبابات وناقلات جنود مدرعة ووسائل لوجستية وجنود مصريين يدخلون شبه الجزيرة.
يهودا بلانغا الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، زعم أن "مصر بنت منذ 2004 قرابة 60 معبرا من الجسور والأنفاق في قناة السويس، وأنشأت عشرات مستودعات الذخيرة ومواقع التخزين تحت الأرض والمراكز اللوجستية ومستودعات الوقود في سيناء، مما يعني رسم صورة مقلقة للوضع، لاسيما وأن العقود الأخيرة، خضع جيشها لترقية جادة، حيث تم تعزيز بنيته العسكرية منذ وصول السيسي للسلطة، وزاد من مشاركة جيشه في الاقتصاد والسياسة المحلية، ومنذ 2014 سرّع من عملية تحديث قواته المسلحة".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، وترجمته "عربي21"، أن "السبب المعلن في كل هذه التطورات تمثل بالحاجة لمكافحة المجموعات المسلحة في سيناء، وإظهار القوة ضد إثيوبيا التي بنت سدّ النهضة، وتهدّد بتجفيف نهر النيل؛ ومنع توسع نفوذ إيران في المنطقة، ومنه تمدّد العمليات المسلحة من الحدود الغربية مع ليبيا إلى مصر".
وادّعى الكاتب أن "داعش وإثيوبيا وليبيا ليست سوى ذريعة، لأنه في الممارسة العملية، منذ الأزل، ورغم اتفاق كامب ديفيد، يعامل المصريون الإسرائيليين كأعداء، في النظام التعليمي والثقافة ووسائل الإعلام، ووصفهم بالغول الظالمون، المحتل الأجنبي القاتل، الإمبريالي الذي يهدد السلام في المنطقة، وبالتالي فإن التطبيع لديهم ليس على الأجندة، ويظهر انزعاج الجمهور المصري واضحا عقب أي عدوان إسرائيلي في غزة أو لبنان".
وأوضح أنه "بعد أن هدّد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما بتجميد المساعدات العسكرية لمصر بعد وصول السيسي للسلطة في 2013، دعا الشارع المصري بحركاته السياسية المختلفة لإلغاء اتفاق كامب ديفيد، وقطع العلاقات مع الولايات المتحدة، كما تنبع صورة "العدو الإسرائيلي الأبدي" لدى المصريين من حاجز نفسي، بزعم أن "إسرائيل" دولة صغيرة حديثة نجحت بجعل الصحراء قاحلةً؛ ومجتمعها متماسك، رغم نزاعاته الداخلية؛ والتحديات والتهديدات التي تواجهها، وبعضها وجودي، فيما تفشل مصر بذلك".
وأشار إلى أنه "من أجل الرد على التهديد الإسرائيلي، تمتلك مصر جيشًا هو الحادي عشر من حيث الحجم في العالم، ويتضمن قوة جوية ضخمة تضم 600 طائرة، منها 350 مقاتلة، وقوة مدرعة تضمّ 5300 دبابة، وإجمالي 460 ألف جندي نظامي، و480 ألف احتياطي، مع أنه بالنظر لهذه البيانات نكتشف أنه جيش عفا عليه الزمن، ويحاول إبراز قوته الوطنية، واعتزازه بالنفس داخلياً وخارجياً، وفي الساحة العربية الداخلية، بصورة قوة إقليمية، لأن نصف دباباته تعود للحقبة السوفيتية، وفيما تحوز قواته الجوية 168 طائرة إف-16، لكن بقيتها من طراز ميراج وميغ29".
وأوضح أن "انهيار السلام، واندلاع حرب بين مصر ودولة الاحتلال، يشكلان خطا أحمر بالنسبة للأميركيين، وخطوة من شأنها أن تؤدي لأزمة مدمرة في العلاقات مع واشنطن، ويطرح تساؤلات حول مدى قدرة مصر على خوض حرب طويلة إذا قررت واشنطن قطع إمدادات الذخيرة وقطع الغيار عن جيشها، وهل يستطيع الكمّ المصري التغلب على النوع الإسرائيلي، وقد كانت آخر حروبهما عام 1973".
واستدرك الكاتب الإسرائيلي بالقول إنه "على عكس الاتجاهات الشعبية، فقد اختارت مصر بكل أنظمتها المختلفة: حسني مبارك ومحمد مرسي من الإخوان المسلمين، وعبد الفتاح السيسي، الحفاظ على السلام مع دولة الاحتلال، لأنه يشكل أساساً للاستقرار الداخلي، وأرضية للتعاون والمساعدة من الغرب، والقدرة على توجيه الميزانيات نحو التنمية المحلية".
وختم بالقول إن "كل هذه الأسباب صحيح أنها لا تجعل الجيش المصري أقل تهديدا، خاصة بناء بنيته التحتية العسكرية في سيناء، لكن دون الحاجة لتصعيد الخطاب الإسرائيلي، أو خلق تهديد موازٍ تجاه مصر، بل يمكن الاحتجاج، والمطالبة بالتفسيرات، وحل النزاعات بقنوات الاتصال القائمة بين تل أبيب والقاهرة، لأن السلام في النهاية مصلحة متبادلة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية مصر سيناء السيسي الاحتلال مصر السيسي الاحتلال سيناء صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی سیناء
إقرأ أيضاً:
دمار واسع وارتفاع في حصيلة القتلى.. استمرار التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران
دخلت المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران يومها الرابع وسط تصاعد غير مسبوق في العمليات العسكرية المتبادلة، تخلّلها قصف جوي وصاروخي طال عمق أراضي الدولتين، مخلّفًا دمارًا كبيرًا وارتفاعاً في عدد القتلى من الجانبين. اعلان
شنت إسرائيل سلسلة غارات جوية على عشرات الأهداف داخل إيران، من بينها مواقع للطاقة، وأنظمة رادار، ومواقع إطلاق صواريخ باليستية، بالإضافة إلى قاذفات ومراكز قيادة، وأعلنت عن مقتل عدد من كبار ضباط الاستخبارات الإيرانية.
وشملت الضربات الإسرائيلية استهداف مطار "هاشمي نجاد" في مدينة مشهد شرق إيران، حيث أظهرت مقاطع مصوّرة تصاعد ألسنة النيران وأعمدة الدخان الكثيف من الموقع. وقالت تل أبيب إن الغارة استهدفت طائرة تزويد بالوقود.
كما طالت الغارات مواقع لإطلاق صواريخ أرض-أرض وسط إيران، بحسب ما أعلنه الجيش الإسرائيلي فجر الاثنين، بعد ساعات من إصدار الجبهة الداخلية تعليمات للإسرائيليين بالبقاء قرب الملاجئ تحسبًا لأي هجوم.
وفي تبريز (غرب إيران)، أعلنت سلطات الطوارئ أن الضربات الإسرائيلية طالت خطوط السكك الحديدية. ووردت أيضًا تقارير عن وقوع انفجارات كبيرة في أنابيب المياه والصرف الصحي في أنحاء مختلفة من طهران، ويُعتقد أن لها صلة بالغارات.
ولم تسلم وزارة الخارجية الإيرانية من الهجمات، إذ استُهدف مبناها في العاصمة، ما ألحق أضرارًا جسيمة بمبنى معهد الدراسات السياسية والدولية الواقع قبالة الموقع المستهدف، بحسب ما أكده رئيس المعهد سعيد خطيب زاده. وقد نشر عبر موقع X لقطات توثق الدمار الذي لحق بمكتبة المعهد.
وفي غضون ذلك، أفادت وكالة "إرنا" الرسمية بتفجير خمس سيارات مفخخة في طهران، متهمة إسرائيل بالوقوف وراءها.
واستهدفت الغارات منشآت تابعة للقوات المسلحة الإيرانية، مع تدمير "العديد من مواقع إنتاج الأسلحة"، وفق ما يزعمه جيش الدفاع الإسرائيلي.
وأكدت مصادر رسمية في طهران مقتل رئيس شعبة استخبارات الحرس الثوري الإسلامي، العميد محمد كاظمي، ونائبه حسن محقق، في غارة جوية إسرائيلية.
Relatedتضرر مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب إثر صاروخ إيراني.. هل يغير الهجوم موقف واشنطن؟بسبب الضربات الإيرانية... ارتفاع قياسي في طلبات الدعم النفسي داخل إسرائيلولا تزال السماء تمطر غارات وصواريخ في معركة كسر العظم بين إيران وإسرائيلوفي تصريحات عسكرية، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الفريق إيال زامير، إن قواته فتحت "ممرًا جويًا إلى طهران"، مضيفًا أن طياري سلاح الجو يشاركون في عمليات معقدة وخطرة على بُعد مئات الكيلومترات من الأراضي الإسرائيلية، "ويصيبون مئات الأهداف بدقة". وأضاف: "نحدد مواقع إطلاق الصواريخ التي تُقصف بها أراضينا وندمرها".
وقد أفادت وزارة الصحة الإيرانية أن عدد القتلى منذ بداية المواجهات ارتفع إلى 224 قتيلاً، إلى جانب 1277 جريحًا، وفق ما نقلته وسائل الإعلام الرسمية.
دمار غير مسبوق في تل أبيب وحيفا وارتفاع حصيلة القتلىفي المقابل، أطلقت إيران موجة جديدة من الهجمات الصاروخية فجر الاثنين على الأراضي الإسرائيلية، ضمن ما وصفته بالرد المتصاعد على الغارات الإسرائيلية، مؤكدة أنها أطلقت نحو 100 صاروخ، ومتوعدة بهجمات "أشد قوة، وأكثر دقة وتدميرًا"، بحسب ما أعلنه الحرس الثوري في بيان رسمي.
ودفعت الهجمات الإيرانية السلطات الإسرائيلية إلى إطلاق صفارات الإنذار في مختلف أنحاء البلاد، بينما أفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن طواقم الإسعاف توجّهت إلى ما لا يقل عن أربعة مواقع وسط البلاد، سقطت فيها صواريخ.
ووصفت صحيفة "يسرائيل هيوم" حجم الدمار في تل أبيب بأنه "هائل"، نقلاً عن شهود عيان، فيما أشارت صحيفة "هآرتس" إلى أن بعض الصواريخ الإيرانية أصابت مواقع عسكرية وبنى تحتية مدنية داخل المدن الإسرائيلية.
وتحدثت تقارير محلية عن انهيار مبنى بالكامل في منطقة تل أبيب، مع فقدان ثلاثة أشخاص في موقع متضرر في حيفا. وأوردت القناة 12 الإسرائيلية أن تحقيقًا أوليًا أظهر إصابة صاروخ إيراني مباشرة لملجأ في مدينة بتاح تكفا، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص. وأكد قائد منطقة الوسط في الشرطة الإسرائيلية أن عددًا كبيرًا من المباني أصيب في الهجوم الأخير.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن حصيلة القتلى الإسرائيليين ارتفعت إلى 8 بعد العثور على ثلاث جثث جديدة في مدينة حيفا، ليرتفع إجمالي القتلى إلى 22 منذ بداية تبادل الهجمات بين الطرفين، فيما أصيب أكثر من 280 شخصًا بجروح متفاوتة، معظمهم جراء قصف استهدف مناطق وسط إسرائيل، من بينها تل أبيب الكبرى وحيفا.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة