تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يواجه سكان غزة مأساة إنسانية حادة نتيجة سياسات التجويع الإسرائيلية، حيث قرر رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وقف دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى القطاع، فى خطوة تهدف إلى الضغط على حركة حماس للموافقة على شروط تل أبيب وقال نتنياهو، فى كلمة أمام الكنيست، إن جيش الاحتلال الإسرائيلى يواصل عملياته فى غزة، مشدداً على أن إسرائيل لن تترك أى محتجز فى القطاع، سواء كان حياً أو ميتاً، مضيفاً "حماس تكذب على الأسرى وتخبرهم بأننا تخلينا عنهم"، مؤكداً أن حكومته لن تتوقف قبل تحقيق جميع أهدافها، وفى مقدمتها القضاء على حركة حماس وإعادة جميع المحتجزين.


من جانبها، قالت حركة حماس إن استمرار الاحتلال الإسرائيلى فى إغلاق معابر قطاع غزة أمام المساعدات الإنسانية والبضائع يشكّل جريمة عقاب جماعى بحقّ المدنيين الأبرياء، وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولى الإنساني، مشيرة إلى أن منع وصول الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية يعدّ جريمة حرب موصوفة، ومحاولة بائسة لخنق أهلنا الصامدين، وفرض واقع كارثى على أكثر من مليونَى فلسطيني.
إدانات
أدانت مصر، قرار الحكومة الإسرائيلية بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وإغلاق المعابر المستخدمة فى أعمال الإغاثة، مؤكدة أن هذه الإجراءات تمثل انتهاكًا صارخًا لاتفاق وقف إطلاق النار وللقانون الدولى الإنسانى وتتنافى مع أبسط مبادئ حقوق الإنسان.
وأوضحت وزارة الخارجية المصرية، فى بيان رسمي، أن هذا القرار من شأنه تفاقم الأزمة الإنسانية التى يعانيها سكان القطاع، ويهدد حياة ملايين المدنيين، خاصة فى ظل استمرار العمليات العسكرية والتصعيد الإسرائيلي، مشددة على ضرورة التزام إسرائيل، باعتبارها قوة احتلال، بواجباتها القانونية والأخلاقية تجاه المدنيين وفقًا للقانون الدولي.
وطالبت مصر المجتمع الدولى بتحمل مسئولياته والضغط على إسرائيل لوقف جميع الممارسات غير الإنسانية بحق الفلسطينيين، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة دون قيود، محذرة من التداعيات الخطيرة المترتبة على استمرار الحصار.
ومن جانبها، أكدت قطر التى ساهمت فى جهود الوساطة مع مصر لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس فى غزة، أن تعليق دولة الاحتلال إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو انتهاك صارخ للاتفاق، وندّدت وزارة الخارجية القطرية فى بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولى الإنسانى واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية.
وشدّدت قطر على رفض الدوحة القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين، داعية المجتمع الدولى إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلى وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستخدامها كأداة للابتزاز والعقاب الجماعي، الذى يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولى ومساسًا مباشرًا بقواعد القانون الدولى الإنساني، فى ظل الكارثة الإنسانية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى الشقيق.
وجددت المملكة دعوتها للمجتمع الدولى لوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة وتفعيل آليات المحاسبة الدولية وضمان الوصول المستدام للمساعدات.
وندّد الأردن، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار، يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً فى قطاع غزة.
وأكدت وزارة الخارجية الأردنية، فى بيان لها، أن قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً فى القطاع، مشدداً على ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك.
الأزهر الشريف 
دان الأزهر الشريف قرار الاحتلال الإسرائيلى وقف دخول قوافل المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة مطالباً الدول الإسلامية، والمجتمع الدولى المتحرر من ضغوط إسرائيل، إلى تحمل مسؤولياتها التاريخية تجاه الشعب الفلسطينية فى غزة.
وأكد الأزهر الشريف أن "منع إطعام الصائمين هو جريمة مستنكرة من جميع المؤمنين بالله وبعدالته وبعقابه الأليم للمجرمين فى الدنيا والآخرة، فيما يعد صمت القادرين على وقف هذه المنكرات، والداعمين لمرتكبيها، جريمة أشد نكراً وعقوبةً عند الله".
وقال الأزهر، إن العدو الصهيوني، وهو يقترف جريمة تجويع الأبرياء من الأطفال والنساء والرجال، لا يراعى حرمة شهر رمضان المبارك، متجرداً من كل معانى الرحمة وقيم الإنسانية، ومستغلاً منع الفلسطينيين فى غزة من ممارستهم شعائرهم الدينية بفرض المزيد من المعاناة عليهم من خلال وقف قوافل الإغاثة الإنسانية.
وطالب الأزهر حكومات الدول الإسلامية باستخدام ما فى أيديها من دبلوماسية وسياسة لفك الحصار المستبد عن الجائعين فى غزة خلال شهر رمضان، الذى يهدف إلى إجبار الفلسطينيين على الاختيار ما بين الموت جوعاً أو الهجرة وإخلاء أرض غزة للكيان المحتل.
اليونيسف
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، من أن توقف إدخال المساعدات إلى قطاع غزة سيؤدى سريعا إلى "عواقب وخيمة" على الأطفال والأسر الذين يصارعون من أجل البقاء فى جميع أنحاء القطاع. ودعت المنظمة فى بيان، إلى اتخاذ تدابير فورية وفعالة لتمكين توفير الخدمات الأساسية المطلوبة بشكل عاجل وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية بلا عوائق إلى قطاع غزة من خلال معابر متعددة.
وقال إدوارد بيغبيدير المدير الإقليمى للمنظمة فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن القيود المفروضة على المساعدات ستؤثر بشدة فى عمليات إنقاذ حياة المدنيين، مضيفا أنه من الضرورى أن يظل وقف إطلاق النار قائما، وأن يسمح للمساعدات بالتدفق بحرية حتى نتمكن من مواصلة توسيع نطاق الاستجابة الإنسانية.
الأمم المتحدة 
ومن جانبه قال متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن إغلاق إسرائيل المعابر المؤدية إلى غزة أمام البضائع، أدى إلى زيادة أسعار المواد الغذائية أكثر من ١٠٠ ضعف فى أنحاء القطاع، مضيفاً "يخبرنا شركاؤنا الإنسانيون أنه بعد إغلاق المعابر المؤدية إلى غزة أمس الأحد، ارتفعت أسعار الدقيق والخضراوات أكثر من ١٠٠ ضعف".
وأضاف دوجاريك أن "أكثر من ١٠٠ مدرسة عامة أعيد فتحها فى أنحاء القطاع، تستوعب حوالى ١٠٠ ألف طالب"، ولفت إلى تحقق إنجازات كثيرة منذ وقف إطلاق النار بقطاع غزة، من حيث تدفق المساعدات وفتح المدارس وتسليم الخيام وإطلاق سراح الأسرى.
وردا على سؤال بشأن مزاعم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بأن سبب وقف المساعدات يرجع إلى بيع حماس لها، قال دوجاريك: "لم يتم الإبلاغ عن أى شيء من هذا القبيل من قبل زملائنا على الأرض، ولكن رأينا منذ وقف إطلاق النار تدفقًا أكثر حرية ومباشرا للمساعدات، ولم نشهد أيًا من أعمال النهب".
الأونروا 
حذر المستشار الإعلامى لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، عدنان أبو حسنة، من خطورة قرار إسرائيل بوقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكداً أن هذا الإجراء سيعيد الأوضاع إلى نقطة الصفر بعد تحسن نسبى فى دخول المواد الغذائية والأدوية عقب وقف إطلاق النار.
وأوضح أبو حسنة، أن عدد الشاحنات التى دخلت القطاع فى الأيام الماضية تراوح بين ٦٠٠ إلى ٧٠٠ شاحنة يومياً، محمّلاً قرار وقف المساعدات مسئولية التسبب فى أزمة إنسانية واسعة النطاق، سيدفع ثمنها ٢.٣ مليون فلسطينى يعيشون فى القطاع المحاصر.
وأشار إلى أن الوقف الكامل لدخول المساعدات والوقود عبر المعابر سيؤدى إلى تأثيرات مأساوية، تفاقم من معاناة السكان الذين يعانون أصلاً من أوضاع إنسانية متردية، وشدد على أنه لا يجوز استخدام المساعدات كسلاح فى المفاوضات السياسية، مشيراً إلى أن ذلك يتعارض مع القانون الدولى الإنسانى وقوانين الأمم المتحدة.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو غزة حماس دخول المساعدات الإنسانیة المساعدات الإنسانیة إلى الاحتلال الإسرائیلى وقف إطلاق النار وزارة الخارجیة الأمم المتحدة إلى قطاع غزة وقف دخول أکثر من تدفق ا فى غزة

إقرأ أيضاً:

لماذا شددت إسرائيل حصار غزة بعد الحرب مع إيران؟ مغردون يتفاعلون

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الحكومة أوقفت دخول المساعدات إلى غزة، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– أمر الجيش بتقديم خطة خلال يومين لكيفية منع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من الاستيلاء عليها.

ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش هدد بأنه "لن يبقى في الحكومة، إذا لم يُتخذ إجراء فوري لمنع وصول المساعدات إلى حماس".

ولفتت صحيفة هآرتس إلى أن تهديد سموتريتش جاء بعد تداول فيديو يظهر مجموعة مسلحة ترافق شاحنات المساعدات بعد دخولها غزة.

لكن هذا الفيديو يوثق ما قيل إنه دخول شاحنات مساعدات إلى مدينة غزة وشمالي القطاع ترافقها مجموعة من العشائر والقبائل الفلسطينية.

وكذب مكتب الإعلام الحكومي بغزة الرواية الإسرائيلية، وقال إن "العائلات والعشائر الفلسطينية هي التي قامت بتأمين قوافل المساعدات شمال القطاع".

وأوضح المكتب الحكومي -في بيان- أن التحرك جاء "دون أي تدخل من الحكومة الفلسطينية أو الفصائل، في موقف شعبي من العائلات والعشائر لتوفير فتات الغذاء لمئات آلاف المجوّعين من المدنيين".

وتتولى ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" -التي تدعمها إسرائيل والولايات المتحدة- توزيع المساعدات الشحيحة التي تدخل غزة.

ووصف المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني آلية المساعدات هذه بأنها بغيضة وتؤدي لإزهاق الأرواح.

كما وصفتها الأمم المتحدة بعملية "المساعدة الإنسانية العسكرية الإسرائيلية"، وتقول إنها تتناقض مع المعايير الدولية لتوزيع المساعدات.

وأحصت الأمم المتحدة ما لا يقل عن 410 أشخاص قتلوا على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات من مراكز توزيع هذه المساعدات.

إعلان

بدوره، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن هذه المراكز تحولت إلى مصايد للموت وأفخاخ للقتل والاستدراج الجماعي اليومي.

وأحصى المكتب الحكومي 549 شهيدا و39 مفقودا وأكثر من 4 آلاف إصابة من المُجوّعين أثناء محاولتهم البائسة للحصول على هذه المساعدات.

واقع مؤلم ومشهد مأساوي

ورصد برنامج "شبكات" -في حلقته بتاريخ (2025/6/26)- جانبا من التعليقات على وقف إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة وارتفاع عدد الشهداء في مناطق توزيع المساعدات.

ومن بين تلك التعليقات، قال تامر في تغريدته "إسرائيل تتفرغ لغزة"، متسائلا "يا عالم أليس بينكم أحد يستطيع إيقاف هذه المجازر؟ المساعدات هي كمائن".

وفي السياق ذاته، وصف عبادي جزءا من المشهد المأساوي والكارثي في القطاع، إذ قال "غزة جائعة، منكوبة، وتباد"، مضيفا "غزة تحتاج لقمة ومساعدات، وتحتاج أن تعيش، تحتاج منك موقفا جادا وشجاعا".

ولفت أحمد حسن إلى ما يحدث في مراكز توزيع المساعدات قائلا "أهل غزة يموتون جوعا حرفيا، ويتم اصطيادهم بالعشرات يوميا برصاص الإسرائيليين والأميركان".

وأوضح "هم يحاولون الحصول على مساعدات من عدوهم، وهم مضطرون بسبب جوع أطفالهم الشديد".

أما محمد فقال "وزراء حكومة الاحتلال لا يهمهم ولا يغيظهم صور وفيديوهات جنودهم وهم يموتون، لكن ما يغيظهم دخول المساعدات لأهل غزة، وما يقهرهم رؤية شوية مساعدات (القليل منها) عند أهل غزة".

26/6/2025-|آخر تحديث: 19:38 (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • إسرائيل توقف مؤقتاً إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • العشائر بغزة تواجه فوضى الاحتلال وتؤمّن المساعدات لأصحابها
  • لماذا شددت إسرائيل حصار غزة بعد الحرب مع إيران؟ مغردون يتفاعلون
  • “الأورومتوسطي”: “إسرائيل” تتعمد استخدام التجويع كسلاح حرب ضد الفلسطينيين
  • شبكة المنظمات الأهلية: غزة على شفا كارثة إنسانية بسبب التجويع والعطش
  • بالفيديو والصور: مواطنون في غزة يستلمون مساعدات غذائية عبر المؤسسات الدولية
  • مدير شبكة المنظمات الأهلية بغزة: إسرائيل تكرس الفوضى بمنع دخول المساعدات
  • المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: إسرائيل تروج لأكاذيب بخصوص المساعدات لتبرير استمرار التجويع
  • غزة تحت المقصلة.. عندما تحول إسرائيل التجويع إلى عقيدة حرب علنية
  • 15 منظمة حقوقية تحذر مؤسسة غزة الإنسانية” من تواطؤ محتمل في جرائم الإبادة في القطاع