تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

على الرغم من مواجهة تحديات اقتصادية كبيرة وتغيرات سياسية عالمية، تظل القيادة الصينية فى عهد الرئيس شى جين بينج ثابتة على مسارها الثابت. لم تفعل الصراعات السياسية والاقتصادية الأخيرة - مثل البطالة القياسية بين الشباب، والضغوط الانكماشية، وانهيار سوق الأوراق المالية، وانهيار فقاعة الإسكان - الكثير لتغيير مسار الحزب الشيوعى الصيني.

بدلًا من ذلك، يبدو أن القيادة السياسية فى الصين تنظر إلى هذه العقبات باعتبارها تحديات ضرورية فى رؤيتها طويلة الأجل للاعتماد على الذات والأمن القومي.

رؤية "النضال" والاعتماد على الذات

فى الأول من يناير ٢٠٢٥، نشرت المجلة الإيديولوجية للحزب الشيوعى الصيني، Quishi، خطابًا للرئيس شي، ألقاه فى الأصل فى فبراير ٢٠٢٣. فى هذا الخطاب، كرر شى الدعوة إلى "نضال طويل الأمد" لحماية الأمن السياسى للصين، مؤكدًا على تفوق "التحديث على الطريقة الصينية".

فى خطابه، قال شي: "لقد أثبت التاريخ مرارًا وتكرارًا أن السعى إلى الأمن من خلال النضال يجلب الأمن الحقيقي". وقد أكدت هذه الرسالة على موقف القيادة الثابت، حتى فى مواجهة الصعوبات الاقتصادية التى تفاقمت بسبب العوامل الداخلية والضغوط الخارجية، مثل تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة.

على الرغم من التباطؤ الاقتصادى الحالى فى الصين، فإن التزام شى بهذا المسار لا يزال دون تغيير. وكما لاحظ جاكوب غونتر، المحلل الاقتصادى الرئيسى فى معهد ميركاتور لدراسات الصين، فإن نشر هذا الخطاب فى بداية عام ٢٠٢٥ يشير إلى أن قيادة بكين لا تتأثر بالاضطرابات التى شهدتها العامين الماضيين. إن الالتزام بالصين المعتمدة على الذات والآمنة والخالية من التأثيرات الخارجية راسخ بقوة فى استراتيجية الحزب الشيوعى الصيني.

لا يتوقع حدوث تحولات كبيرة فى السياسات

انعقد المؤتمر الوطنى لنواب الشعب الصينى السنوي، الهيئة التشريعية الاحتفالية فى الصين، فى أوائل مارس/آذار ٢٠٢٥ وسط هذه التحديات الاقتصادية والجيوسياسية المستمرة.

وحدد التقرير الافتتاحى لرئيس مجلس الدولة لى تشيانغ هدف نمو متواضع "حوالى ٥٪" لعام ٢٠٢٥ وسلط الضوء على زيادة بنسبة ٧.٢٪ فى الإنفاق العسكري.

ومع ذلك، تظل الوظيفة الرئيسية للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى هى التصديق على السياسات التى قررها بالفعل قادة الحزب الشيوعى الصيني، مما يترك مجالًا ضئيلًا للتحولات السياسية المهمة.

وكان التركيز، كما يتضح فى خطاب رئيس مجلس الدولة لي، على تحقيق أهداف النمو هذه من خلال الجهود المستمرة، مما يؤكد على نهج بكين الثابت فى الحكم.

يعكس هذا الاتساق فى أولويات السياسة الأهداف طويلة الأجل التى حددتها الدورة الثالثة للحزب الشيوعى الصينى فى يوليو/تموز ٢٠٢٤: تعزيز رأسمالية الدولة الحزبية، ومواجهة جهود الولايات المتحدة فى الاحتواء، وتعزيز الابتكار، وتعميق الولاء لقيادة شي.

وعلى الرغم من التباطؤ الاقتصادي، فإن التزام الحزب الشيوعى الصينى بهذه الأهداف لم يتزعزع، مما يوضح أن التعديلات السياسية الكبيرة غير مرجحة فى هذا الوقت.

إدارة الصراعات الاقتصادية من خلال التعديلات التدريجية

فى قلب الاستراتيجية الاقتصادية الحالية للصين يكمن هدف تعزيز الاستهلاك المحلى واستقرار القطاعات الرئيسية، وخاصة سوق العقارات، التى واجهت انتكاسات كبيرة. كما أعطت بكين الأولوية لجذب الاستثمار الأجنبى وتعزيز الاكتفاء الذاتى لسلسلة التوريد.

ومع ذلك، يشكك الخبراء فى ما إذا كانت التدابير الموضحة فى تقرير عمل لي، مثل التحفيز المالى الكبير والاستثمارات فى البنية الأساسية، ستعالج بشكل فعال القضايا الاقتصادية الأساسية فى الصين.

وفقًا لمايكل بيتيس، زميل بارز فى كارنيجى تشاينا، فإن ضعف ثقة المستهلك لا يزال عقبة كبيرة أمام تعافى الصين. وفى حين تُبذل الجهود لتحفيز الاستهلاك، فإن الكثير من الوعكة الاقتصادية فى الصين قد تكون هيكلية. إن عدم اليقين المستمر المحيط بقيم العقارات، والتى تشكل جزءًا كبيرًا من ثروة الأسر، يؤدى إلى تفاقم القلق العام بشأن الاستقرار المالى فى المستقبل.

الحرب التجارية والسعى إلى الاعتماد على الذات

مع استمرار الولايات المتحدة فى فرض الرسوم الجمركية على السلع الصينية، تبنت الصين نهجًا عمليًا، حيث ردت بفرض رسوم جمركية متبادلة ولكنها تجنبت المواجهات الكبرى. ومن المرجح أن يكون هذا الرد المدروس مدفوعًا برغبة فى تجنب تفاقم الوضع، وخاصة فى ضوء التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكى التى هدد فيها بفرض المزيد من القيود التجارية.

ويشير خبراء مثل تشونج جا إيان، الأستاذ فى الجامعة الوطنية فى سنغافورة، إلى أن استراتيجية "العين بالعين" التى تنتهجها الصين تعكس رغبة فى تجنب تصعيد التوترات، مع الحفاظ على موقف حازم بشأن سيادتها الاقتصادية.

ويتماشى هذا النهج مع أجندة شى الأوسع نطاقًا لتحقيق الاعتماد على الذات، وخاصة فى القطاع التكنولوجي. فى فبراير ٢٠٢٥، التقى شى بقادة التكنولوجيا الكبار فى عرض رفيع المستوى لدعم قطاع التكنولوجيا فى الصين، وحثهم على المساهمة فى النمو الاقتصادى للبلاد.

يمثل هذا التحول تراجعًا عن حملة بكين التنظيمية السابقة، مما يشير إلى الاعتراف بالتباطؤ فى النمو والحاجة إلى دعم صناعة التكنولوجيا للحفاظ على القدرة التنافسية على الساحة العالمية.

تعزيز الابتكار فى ظل التحديات الخارجية

ساهمت التطورات الأخيرة فى قطاع التكنولوجيا فى الصين، مثل الاختراقات فى تكنولوجيا أشباه الموصلات من قبل هواوى وظهور منصة الذكاء الاصطناعى التوليدية DeepSeek، فى انتعاش نشاط سوق الأوراق المالية، مما أضاف قيمة كبيرة إلى أسواق الصين.

وتعكس هذه التطورات، التى ترجع جزئيا إلى جهود الصين لتحقيق الاكتفاء الذاتى التكنولوجي، رؤية شى بأن تصبح الصين رائدة عالمية فى مجال الابتكار، حتى فى حين تواجه تحديات خارجية من الولايات المتحدة.

ومع ذلك، لا يزال الطريق إلى الأمام صعبا. وكما يشير ستيف تسانج، مدير معهد SOAS الصيني، فإن الاعتراف العام بالصعوبات الاقتصادية التى تواجهها الصين فى اجتماع شى مع قادة التكنولوجيا يعكس وعيا متزايدا داخل الحزب الشيوعى الصينى بالحاجة إلى تعديلات اقتصادية عاجلة.

ومع ذلك، لا يزال اتجاه السياسة متجذرا بقوة فى الاعتماد على الذات، مع استمرار بكين فى إعطاء الأولوية للأمن القومى والاستقلال التكنولوجى كركائز لاستراتيجيتها.

Quishi

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: تحديات اقتصادية شي جين بينج الصين الصراعات الاقتصادية الحرب التجارية الولایات المتحدة الحزب الشیوعى على الذات فى الصین ومع ذلک لا یزال

إقرأ أيضاً:

خطة لمواءمة التخصصات مع التحولات التكنولوجية ومتطلبات سوق العمل

أكد سعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية على أن الجامعة تمضي بخطىً حثيثه لمواصلة العطاء الوطني وسط مسيرة ممتدة من العمل الدؤوب في مواكبة التحولات التكنولوجية المتسارعة والتحولات العالمية النوعية من أجل تحقيق الأهداف المنشودة انسجاما مع أهداف ومرتكزات «رؤية عُمان 2040»، والإسهام في تحقيق مؤشراتها، فضلا عن رسم مسار جديد يلامس التطلعات في خطة التنمية الخمسية الحادية عشرة.

وأشار سعادته في حوار مع «عمان» إلى أن فروع جامعة التقنية والعلوم التطبيقية تنتشر لتغطي جميع محافظات سلطنة عُمان؛ باستثناء محافظتي البريمي والوسطى. وفي المقابل؛ يوجد للجامعة فرعان في كل من محافظة شمال الباطنة «صحار وشناص» ومحافظة جنوب الباطنة «المصنعة وكلية التربية بالرستاق»، وهو ما يجسد الدور المنوط بهذه الجامعة في الأخذ بزمام المبادرة في النهضة التنموية التي تشهدها مختلف محافظات سلطنة عُمان.

برامج ومشاريع

وقال الربيعي: تزخر الجامعة بالعديد من البرامج والمبادرات والمشاريع التي تمت خلال عام 2024م، سواء فيما يخص برامج الدراسات العليا أو البرامج الأكاديمية أو المختبرات العلمية المتخصصة أو الذكاء الاصطناعي أو غيرها. وقامت الجامعة بإطلاق برامج الدراسات العليا لمرحلة الماجستير ضمن خطتها الدراسية للعام الأكاديمي 2024-2025م، وتهدف من خلال طرح هذه البرامج النوعية إلى مواكبة التحولات في مفهوم المعرفة التخصصية، وتطوير المهارات البحثية والابتكارية، ومهارات القيادة والتواصل، وتعزيز مشاركة الدارسين مع قطاعات الصناعة والأعمال، وتعزيز بيئات التعليم والتعلم وتوفير الحلول الابتكارية المرتكزة على التقنيات الحديثة، وتعزيز دمج التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في أساليب وطرق التدريس، وتزويد الطلبة بالمعرفة والمهارات المستقبلية التي تجعلهم قادرين على التكيّف مع هذه التحولات والتغيرات المتسارعة في أسواق العمل وقطاعات التنويع الاقتصادي محليًا وإقليميًا ودوليًا.

وأشار إلى أن الجامعة قد طرحت (6) برامج نوعية لمرحلة الماجستير في (4) كليات اعتبارا من الفصل الدراسي الثاني للعام الأكاديمي 2024/ 2025م، وذلك للراغبين في استكمال تعليمهم العالي لمرحلة الماجستير من العُمانيين وغير العُمانيين.

وعن التوأمة بين برنامج ماجستير التحول الرقمي والابتكار وبرنامج التحول الرقمي الحكومي قال سعادته: وقعت الجامعة على برنامج تعاون مع وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، حول التوأمة بين برنامج ماجستير التحول الرقمي والابتكار وبرنامج التحول الرقمي الحكومي، للاستفادة من برنامج ماجستير العلوم في التحول الرقمي والابتكار؛ وذلك لتمكين التحول الرقمي في سلطنة عمان، والمساهمة الفاعلة في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لبرنامج التحول الرقمي الحكومي الذي تشرف على تنفيذه الوزارة، من خلال تعزيز الابتكار وتمكين القدرات الوطنية في التحول الرقمي.

الطلبة المقبولون

وبين رئيس جامعة التقنية أن الجامعة تستقبل سنويا مخرجات دبلوم التعليم العام بالتنسيق مع مركز القبول الموحد بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وفق معدلات قبول ونسب محددة سلفا، وفي ضوء الطاقة الاستيعابية لفروع الجامعة وكلية التربية بالرستاق، وبناءً على التخصصات المطروحة في كل فرع.

وأشار إلى أن العام الأكاديمي 2024/ 2025م قد بلغ عدد الطلبة المقبولين فيه (9,134) طالبا وطالبة، منهم (4,176) طالبا بنسبة (45.7%) من إجمالي الطلبة الجدد، بينما بلغ عدد الطالبات (4,958) طالبة، بنسبة (54.3%). ليصل عدد طلبة الجامعة إلى (46,875) طالبا وطالبة، وبلغ عدد خريجي الجامعة بمختلف التخصصات الأكاديمية بمستوياتها الثلاثة: الدبلوم والدبلوم المتقدم والبكالوريوس (6,292) خريجا وخريجة، منهم (2799) خريجا بنسبة (44.5%) من إجمالي الخريجين، و(3493) خريجة بنسبة (55.5%).

وأوضح الدكتور الربيعي أن الجامعة تقدم من خلال البرنامج العُماني للتعاون الثقافي والعلمي؛ بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار منحا دراسية معفية الرسوم للطلبة من أبناء الدول الشقيقة والصديقة المقيمين في سلطنة عُمان أو من خارجها، حيث وصل عدد الطلبة المقبولين في هذا البرنامج للعام الأكاديمي الحالي 2024/2025م إلى (102) طالب وطالبة، ليرتفع بذلك إجمالي عدد طلبة هذا البرنامج في الجامعة إلى (340) طالبا وطالبة، بزيادة قدرها (44%) عما كان العدد في العام الدراسي المنصرم؛ (236) طالبا وطالبة، وشمل ذلك عددا من الدول بلغ (35) دولة حول العالم.

البحوث العلمية

وأكد رئيس جامعة التقنية على أهمية البحث العلمي، حيث نشرت الجامعة 741 ورقة علمية على مستوى الجامعة ومولت 120 مشروعا بحثيا داخليا، بمبلغ قدره 76.11 ألف ريال عماني، كما مولت 93 مشروعا بحثيا على المستوى الخارجي بتكلفة بلغت 415,739 ريالا عمانيا.

بالإضافة إلى إنشاء كرسي الإيسيسكو لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي بالجامعة بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) وبشراكة استراتيجية مع وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات.

وقال سعادته: إنه تم إنشاء الملف المؤسسي الخاص بالجامعة في قاعدة سكوبس (Scopus) بالتعاون مع شركة إلزيفير (Elsevier)، بهدف رفع مستوى ظهور النتاج البحثي للجامعة وتمكينها من الانضمام إلى التصنيف العالمي للجامعات (QS).

موضحا أن هذه المبادرة تمثل استجابة للأهمية المتزايدة لتحسين البيانات البحثية والمقاييس الببليومترية وعدد الاستشهادات البحثية؛ وهو ما سيسهم في تحسين فرص التعاون البحثي بين الجامعة والمؤسسات البحثية الرائدة الإقليمية والدولية.

و فيما يتعلق بترتيب المؤسسات المحلية حسب عدد الأبحاث العلمية المنشورة والمصنفة بواسطة سكوبس، تحتل جامعة التقنية والعلوم التطبيقية الترتيب الثاني على مستوى سلطنة عمان بعدد ٣١٦٥ بحثًا مفهرسا في سكوبس، ويعد هذا الرقم جيدا إذا تم الأخذ في الاعتبار حداثة الجامعة في مجال النشر العلمي المعتمد في المجلات العالمية.

الذكاء الاصطناعي

وأكد الدكتور سعيد الربيعي أن الجامعة أسهمت في عدة خطوات تنفيذية منها دعم كرسي الإسيسكو لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي بالتعاون بين وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات. كما نظمت الجامعة ورشة العمل الإقليمية الأولى حول ميثاق العالم الإسلامي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي لمنطقتي آسيا والشرق الأوسط يومي 2 و3 يوليو 2024 في مسقط، حيث ساهمت الجامعة في إعداد مسودة ميثاق أخلاقيات الذكاء الاصطناعي لدول العالم الإسلامي، وقد أُعلن عن هذا الميثاق في سبتمبر 2024 خلال انعقاد القمة العالمية للذكاء الاصطناعي بالمملكة العربية السعودية.

كما تم تدشين مبادرة صُناع الذكاء الاصطناعي في الجامعة بتمويل من وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات. وكنتيجة لذلك؛ تم نشر (78) ورقة علمية في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك في مجلّات علمية مفهرسة ومرموقة؛ كأحد مخرجات مبادرة صناع الذكاء الاصطناعي في عام 2024م، ونظمت الجامعة النسخة الرابعة لمسابقـــة تحـــدي عُـــمان لإنترنـــت الأشـــياء والذكـــاء الاصطناعي (2024) على مستوى سلطنة عُـــمان.

الشركات الطلابية

وعن الشركات الطلابية قال سعادته: تعمل الجامعة على تشجيع الطلبة وتقديم الدعم اللازم لإنشاء الشركات الطلابية، وخلال العام الأكاديمي الحالي 2024/ 2025م؛ وصل إجمالي عدد الشركات الناشئة بقيادة طلابية (68) شركة، في حين وصل عدد الشركات الناشئة بقيادة طلابية وحائزة على جوائز محلية وإقليمية (22) شركة، وقامت الجامعة بتأسيس حاضنات الأعمال للشركات الطلابية في مختلف فروع الجامعة وتوفير الأماكن الملائمة لها وتقديم الدعم اللازم لحين تهيئتها لتكون جاهزة للانطلاق إلى سوق العمل الحر وريادة الأعمال.

الموارد البشرية

وأكد الربيعي أن الاستثمار في رأس المال البشري يعد أحد أهم المقومات الأساسية في بناء المجتمعات، وجوهر عملية التنمية المستدامة، وهو ما يضع ملف الاستثمار في البشر في مقدمة أولويات الحكومات وصنّاع القرار على مستوى العالم. ويلعب المورد البشري دورًا حاسمًا في نجاح المؤسسات بمختلف أنواعها ومستوياتها؛ كونه يُساهم في تحقيق أهداف المؤسسة، ويُعزز الكفاءة والإنتاجية، ويُحقق التنافسية الاستراتيجية. بالإضافة إلى ذلك، يُساهم في تنظيم العمل وتوجيهه، وفي بناء سمعة المؤسسة، وتعزيز علاقتها بمحيطها المحلي والإقليمي والعالمي، وكذلك دشنت الجامعة بفرعها في صحار ؛ مختبر الذكاء الاصطناعي، الذي تم تطويره بدعم وتمويل من شركة ميناء صحار والمنطقة الحرة، حيث تم تجهيزه بأحدث التقنيات لتعزيز القدرات الشابة في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، ويهدف المختبر إلى إثراء وعي ومعرفة الطلبة بالتقنيات الحديثة وكيفية تطبيقها.

وأوضح أن الجامعة سعت إلى إعداد كادرها الأكاديمي والفني والإداري بما يُمكّنه من النهوض بالدور المنوط به على أكمل وجه، ففي العام الأكاديمي 2024/ 2025م؛ بلغ عدد موظفي الجامعة (4,329) موظفا وموظفة؛ بما في ذلك الرئاسة والفروع وكلية التربية بالرستاق. حيث بلغ عدد الأكاديميين (2,444) موظفا وموظفة، بنسبة تصل إلى (56.5%) من إجمالي موظفي الجامعة، وبلغ عدد الفنيين (737) موظفا وموظفة بنسبة (17%)، ووصل عدد الإداريين إلى (1,148) موظفا وموظفة بنسبة (26.5%).

وبلغ عداد فرص التوظيف من الكادر الأكاديمي في 5 سنوات حوالي 357 أكاديميا يمثل العمانيون منهم ما نسبته 70%، وتنفذ الجامعة مبادرة لإحلال الوظائف الأكاديمية المساندة بهدف تعمينها حيث تم تعمين 183 وظيفة وتخطط لتعمين 209 وظائف أكاديمية مساندة أخرى في السنوات القادمة بهدف الوصول إلى نسبة 100% بحلول عام 2026، كما أن الجامعة لديها برنامج رائد في إعداد المحاضرين الأكاديميين استقطب حتى الآن حوالي 357 من الشباب العماني لتأهيلهم كأكاديميين في الحقل التدريسي، والعمل مستمر في التأهيل والتدريب بهدف رفع عدد العمانيين والارتقاء بمستويات الأداء بما يجعلهم قادرين على مواكبة المتغيرات المتسارعة ومؤهلين للتكيف مع التقنيات الحديثة ومستجدات البيئة التعليمية ومستقبل مهارات سوق العمل المتنوعة.

الشراكات الاستراتيجية

كما تطرق سعادته إلى أهمية العلاقات والشراكات الاستراتيجية التي تحرص الجامعة على بنائها داخليا وكذا على المستوى الدولي، محليا بذلت الجامعة جهودا حثيثة لمد وتوسيع جسور التعاون والشراكة، وتوطيدها مع كافة القطاعات الحكومية والخاصة والأهلية، وبما يخدم تنمية المحافظات وتحقيق مستهدفات «رؤية عُمان2040»، وذلك من خلال مبادرات ومشاريع مع مختلف الجهات، ساهمت في تعزيز التعاون والتكامل مع المؤسسات الأكاديمية لتمكين القدرات البشرية بالمهارات اللازمة، ودعم المشاريع التعليمية وتطوير المواهب والابتكار لدى الطلبة، وتوفير بيئة بحثية وتعليمية مثالية من أجل تحقيق التنمية المستدامة.

ودوليا تمضي الجامعة في توسيع وتعزيز أوجه التعاون والشراكة عالميا مع المؤسسات الأكاديمية الدولية، والمنظمات العالمية، وغيرها من المؤسسات، وذلك في جوانب عدة، من بينها: التعاون في مجال البرامج الأكاديمية، والبحث العلمي والابتكار، والتبادل الطلابي، والتدريب، إضافة إلى ابتعاث الطلبة والموظفين لإكمال دراستهم في المؤسسات الأكاديمية، فضلا عن التعاون في مجال ريادة الأعمال والشركات الطلابية الناشئة، وذلك في لقاءاتنا مع ممثلي الجامعات والمنظمات الدولية التي تزور الجامعة مثل جامعة فيسربرجلاند الألمانية وجامعة بكين بجمهورية الصين الشعبية وكلية بابسون بالولايات المتحدة الأمريكية أو على مستوى المنظمات مثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) والاتحاد الأوروبي ووكالة ناسا للفضاء والمنظمة الأوروبية للأبحاث النووية وغيرها من المنظمات ومراكز البحوث العلمية، بهدف فتح آفاق واسعة من التعاون المستقبلي بما يحقق رؤية وأهداف الجامعة.

الرحلات الطلابية

وفي ختام حديثه أشار سعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية إلى أنه تنفيذا للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم - أبقاه الله - وضمن برنامج المكرمة السلطانية السامية للرحلات الطلابية الخارجية؛ تقوم الجامعة بتسيير الرحلات الطلابية لـ(80) طالبا وطالبة سنويا لعدة دول حول العالم وتستعد الجامعة حاليا لتسيير ثلاث رحلات صيف هذا العام لدولتين؛ هما: روسيا والصين.

وتهدف الرحلات الطلابية إلي تبادل الخبرات بين جامعة التقنية والعلوم التطبيقية والمؤسسات الأكاديمية والبحثية والعلمية والثقافية ببعض الدول الشقيقة والصديقة؛ للاستفادة منها، والاطلاع على تجاربها العلمية الأكاديمية وتوسيع مدارك الطلبة وإثراء خبراتهم ومعارفهم. وقد خُصصت تلك الرحلات للمجيدين من الطلبة؛ سواء أكانوا من المجيدين في المجال العلمي الأكاديمي أو على مستوى الأنشطة الطلابية، وذلك نظير اجتهادهم وإجادتهم.

مقالات مشابهة

  • أبو الغيط: نتفاءل على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة العالمية
  • أغرب من طقوس المصريين القدماء.. قصة بدلة للدفن في الصين مصنوعة من أغلى أحجار العالم
  • مهنئاً بقمة بغداد.. الرئيس الصيني: القمة الصينية العربية الثانية ستكون معلماً مهماً لعلاقاتنا
  • خطة لمواءمة التخصصات مع التحولات التكنولوجية ومتطلبات سوق العمل
  • مدير صحيفة MARCA في حوار مع Rue20 : المغرب سيستفيد كثيراً من تنظيم مونديال 2030 بعدما أصبح في قلب كرة القدم العالمية
  • بوتين يتحدى العالم: مستمرون في الحرب والعقوبات الاقتصادية لا تؤثر
  • كيف جعلت الصين شركة آبل أسيرة لمصالحها الاقتصادية؟
  • أستاذ إعلام سياسي: ترامب جعل المملكة وجهته الأولى لقوتها الاقتصادية ودورها المحوري في السياسة العالمية
  • رئيس جامعة بنها في الصين: نسعى لآفاق جديدة للتعاون العلمي والبحثي مع الجامعات الصينية
  • سيف بن زايد يفتتح القمة الشرطية العالمية بدبي ويدشّن المعرض المصاحب