جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-23@05:11:16 GMT

الإساءة للوطن ووجوبية الدفاع عنه

تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT

الإساءة للوطن ووجوبية الدفاع عنه

 

 

د. محمد بن خلفان العاصمي

لستُ هنا بصدد إلقاء دروس في الوطنية، فالحمد لله أننا على هذه الأرض نولد ولدينا حب عميق مُتجذِّر لكل شبر من تراب الوطن، ولكل ركن من أركانه، ولدينا إحساس عالي القيمة بمعنى الوطن ولا مجال للشك أن كل ابن من أبناء سلطنة عُمان ماضٍ على هذا النهج، وهذا الحب والولاء، نشأ من خلال سلسلة طويلة جدًا من التضحيات والبذل لهذه الأرض، التي اختلط ترابها بدماء أبنائها الشهداء الذين سطَّروا عبر التاريخ ملاحم بطولية، ورصعوا جباههم بياقوت المجد والعزة والكرامة والحرية والشجاعة، ولذلك لا يحتاج أي عُماني حُر لدروس الوطنية صغيرًا كان أم كبيرًا.

وكما هو الحال، وسوف يظل للأبد، أن هناك صراعًا بين الخير والشر، وهناك من يسوؤه هذا الاستقرار والأمن والنعم التي أسبغها الله تعالى على وطننا، حسدًا وحقدًا وغِلًّا، وهذه الفئة لا تدَّخِر جهدًا في سبيل تحقيق غاياتها من نشر الفتنة والبحث في أسباب الفرقة بين الناس، ولا تتوقف عن السعي الحثيث لتفريق أبناء الشعب الواحد، ولها في سبيل ذلك أساليب وطرق عديدة، وعملها مُمنهج يستهدف إحداث حالة من عدم الرضا في المجتمع في البداية، ثم يتحول ذلك إلى سخطٍ ونقدٍ لكل شيء، ثم يتبع ذلك تقزيم الجهود ونيلٌ من الرموز الوطنية بشتى أنواعها، ثم تحريض على الإفساد في الأرض والخروج على ولي الأمر، من خلال إثارة النعرات الطائفية والصراعات السياسية، وهو مسلسل بِتنا نشاهده باستمرار، ولكن بنسخ مختلفة من بلدٍ إلى آخر.

ومع بقاء تشابُه النهج المُتَّبع في ذلك، اختلفت الوسائل المستخدمة في كل عصر، وفي هذا العصر التكنولوجي الجديد برزت وسائل التواصل الاجتماعي كإحدى الأدوات والوسائل الأكثر استخدامًا وأبرزها، وذلك لما تقدمه من سرعة انتشار وقوة تأثير وأثر كبيرين بين أفراد المجتمعات، وخاصة عندما يغيب أو يتدنى مستوى الوعي بين الأفراد، وعندما تفشل منظومات المجتمع المدني في أداء دورها؛ فتقصير الأسرة والمدرسة في التنشئة يعد أحد أبرز العوامل المُسبِّبة لتدنِّي الوعي وانخفاض مستوى القيم والمبادئ الاجتماعية. ومع تراجع دور مؤسسة التعليم يُصبح المجتمع بدون سياج يحميه من الأفكار الخاطئة السلبية، ويصبح هدفًا سهلًا للتأثير في أفراده ويقع ضحية لخطط وسلوكيات تستهدف النيل منه، وهنا يكون دور وسائل التواصل الاجتماعي سهلًا في تمرير الأفكار الهدّامة والخاطئة.

إنَّ الإنسان الواعي يستطيع التمييز بين النقد الهادف البنَّاء وبين الإساءة والافتراء والكذب والتدليس، ولا يحتاج لعميق تفكير في تمييز ذلك، ولذلك ينبغي علينا أن نحرص وبشكل كبير على زيادة مساحة الوعي لدينا من خلال إعمال العقل والتفكير واستخدام مهارات التحليل والتقييم لكل ما نتلقاه من وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم الأخذ بكل ما نجده فيها، وكأنه قرآن مُنزَّل غير قابل للنقاش، وهذه مسؤولية فردية واجبة على كل إنسان، كما إن على باقي المؤسسات، وخاصة المؤسسات التعليمية، أن تُركِّز على تنمية مهارات التفكير الناقد الإبداعي لدى الطلاب، حتى تنمو معهم هذه المهارات وتخلق لديهم الوعي الذاتي الذي يمكن أن يُساعد في فهم الواقع بشكلٍ صحيحٍ.

ليس كل ما يُكتب في وسائل التواصل الاجتماعي صحيحًا، وفي الفترة الأخيرة برز من يُسيء للوطن خاصةً من الخارج، وذلك لغايات وأهداف سياسية واقتصادية واجتماعية، وربما يكون لمواقف سلطنة عُمان الثابتة دور في توجيه سهام العدو الحاقد نحو بلادنا العزيزة، وهذا أمر طبيعي، فعندما تتضرر مصالحهم جرّاء هذا الثبات الذي لا نقبل معه التلوُّن والتمَصلُح على حساب قضايا الأمة المصيرية، وهذا جانب لنا فيه سبق لا ينكره أحد؛ حيث إن سلطنة عُمان ومنذ القدم كانت وما زالت حصنًا عربيًا إسلاميًا يذود عن العروبة والإسلام والمسلمين، وسوف تظل هذه المواقف الثابتة هي مبادئ التعامل مع القضايا الإنسانية.

ومن أجل ذلك، فإن دورنا كأبناءٍ لهذا الوطن يقع علينا واجب الدفاع عنه ليس في ميادين الحروب فقط؛ بل إن الميادين اليوم تغيرت وأصبحت مُتعدِّدة الأشكال، ووسائل التواصل الاجتماعي هي إحدى هذه الجبهات التي يجب علينا أن نقاتل فيها حمايةً لوطننا وإفشالًا لمساعي الحاقدين المُغرضين من المُرتزقة الذين يستهدفون أمن واستقرار الشعوب، ويجتهدون في نشر الفتنة والفرقة بين المسلمين، ويسيئون إلى الوطن ورموزه عبر منصات التواصل الاجتماعي من خلال ما يكتبون من مقالات وينشرون من افتراءات وما يبثونه من مساحات حوارية مليئة بالكذب والتدليس والكذب.

إنَّ واجبنا الوطني يُحتِّم علينا عدم الانسياق وراء هؤلاء المُثيرين للفتن الحاسدين؛ بل إنَّ الواجب علينا التصدي لهم مظهرين صلابة مواقفنا وحرصنا على وحدة وطننا وثقتنا في قياداتنا، وإيماننا بأن الأمن والاستقرار له ضريبة واجبة علينا لا نتوانى في تقديمها للحفاظ على سلامة المجتمع وتماسكه وترابطه، كما يجب علينا عدم تداول ما ينشر من افتراءات وسخرية عن بلادنا أو تسجيل الإعجاب بذلك؛ حيث يساهم كل هذا في زيادة وسرعة انتشار هذه التفاهات والأكاذيب بين الناس، وعلينا أن نؤمن يقينًا أن قِيَم المواطنة الصالحة تُحتِّم وتُوجِب علينا أن نسمو بأوطاننا، وأن نُجلَّها ونُقدِّرها ونحافظ عليها من عبث العابثين وحقد الحاقدين الذين يتربصون بنا في كل وقت وحين.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

“واتساب ويوتيوب وسناب شات” في المقدمة.. تطبيقات التواصل الاجتماعي تتصدر الاستخدامات الرقمية في المملكة خلال 2024

تصدرت تطبيقات التواصل الاجتماعي الاستخدامات الرقمية في المملكة خلال عام 2024، وفقًا لما كشف عنه تقرير “إنترنت السعودية 2024” الصادر عن هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية.

وجاء تطبيق “واتساب” في المرتبة الأولى بنسبة استخدام بلغت (92.2%) بين مستخدمي الإنترنت، يليه “يوتيوب” بنسبة (79.9%)، ثم “سناب شات” بنسبة (79%).
وأظهرت البيانات أن هذه التطبيقات الثلاثة تحظى بانتشار واسع بين جميع الفئات العمرية، ويُعزى ذلك إلى اعتماد المستخدمين عليها في التواصل اليومي، ومشاركة المحتوى، ومتابعة المستجدات، فضلًا عن استخدامها في مجالات التعليم والعمل والترفيه.
وأشار التقرير إلى أن تطبيق “تيك توك” جاء رابعًا بنسبة استخدام بلغت (74.6%)، في حين حقق تطبيق “إنستغرام” نسبة (44.1%)، و(X) بنسبة (37.3%)، ما يعكس التنوّع في تفضيلات المستخدمين واتجاهاتهم نحو المحتوى التفاعلي والبصري.
وأظهرت البيانات أن هذه التطبيقات تحظى بشعبية متفاوتة بين الفئات العمرية، حيث سجلت الفئة العمرية من 10 إلى 19 عامًا نسب استخدام بلغت (85.9%) لتطبيق سناب شات، و(84.5%) لليوتيوب، و(79.9%) للتيك توك، و(79%) للواتساب، و(42.2%) للإنستغرام، بينما سجلت الفئة من 20 إلى 29 عامًا أعلى نسبة لاستخدام واتساب بـ (94.5%)، تلتها سناب شات بنسبة (90.3%)، وتيك توك بنسبة (84.4%)، ثم يوتيوب بنسبة (81.5%)، وإنستغرام بنسبة (57.7%).
أما الفئة العمرية من 30 إلى 39 عامًا فقد سجلت (96%) للواتساب، و(81.3%) للسناب شات، و(80.3%) لليوتيوب، و(75.9%) للتيك توك، و(48.5%) للإنستغرام، فيما سجلت الفئة من 40 إلى 49 عامًا نسب استخدام بلغت (96.3%) للواتساب، و(80%) لليوتيوب، و(73%) للسناب شات، و(69.6%) للتيك توك، و(38.5%) للإنستغرام.
وانخفضت النسب تدريجيًا في الفئات الأكبر سنًا، حيث سجلت الفئة من 50 إلى 59 عامًا استخدامًا لتطبيق واتساب بنسبة (95.1%)، و(75.8%) لليوتيوب، و(60%) للسناب شات، و(59.7%) للتيك توك، و(25.2%) للإنستغرام، في حين سجلت الفئة من 60 إلى 74 عامًا (85.1%) للواتساب، و(58.4%) لليوتيوب، و(40.8%) للسناب شات، و(45.5%) للتيك توك، و(14.4%) للإنستغرام.
وفيما يتعلق باستخدام التطبيقات حسب الجنس، أظهر التقرير تفوّق الذكور في استخدام معظم المنصات، حيث بلغت نسبة استخدام “واتساب” بين الذكور (94.4%) مقابل (89.1%) بين الإناث، ويوتيوب بنسبة (84.9%) للذكور مقابل (73.1%) للإناث، بينما سجل سناب شات نسبة أعلى لدى الإناث بواقع (86.3%) مقابل (73.6%) للذكور، وفي تطبيق تيك توك، كانت النسب متقاربة حيث استخدمه (75.2%) من الإناث و(74.1%) من الذكور، بينما كان استخدام إنستغرام أعلى لدى الإناث بنسبة (48.8%) مقارنة بـ(40.6%) بين الذكور.
وتعكس هذه الأرقام المكانة التي تحتلها تطبيقات التواصل الاجتماعي في المملكة، ودورها المحوري في تعزيز التفاعل الرقمي، وإيجاد بيئة إعلامية واجتماعية نشطة، تدعم بدورها التحول الرقمي الوطني ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030.
ويُعدُّ تقرير “إنترنت السعودية 2024” المرجع الرسمي لمؤشرات استخدام الإنترنت والتطبيقات الرقمية في المملكة، وتصدره هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية بشكل سنوي، ويستعرض من خلاله أنماط الاستخدام وأبرز التحولات في المشهد الرقمي السعودي.

مقالات مشابهة

  • واتساب يتصدر تطبيقات التواصل الاجتماعي الأكثر استخداما بالمملكة
  • أدوات تحليلات وسائل التواصل الاجتماعي.. أداة أيم إنسايتس لزيادة التفاعل وتحسين الأداء
  • أحمد علي عبدالله صالح ينعى الشيخ المناضل ناجي جُمعان الجدري
  • عدد الأصدقاء أم نوعيتهم؟.. ما الذي يحقق لنا السعادة في التواصل الاجتماعي؟
  • “واتساب ويوتيوب وسناب شات” في المقدمة.. تطبيقات التواصل الاجتماعي تتصدر الاستخدامات الرقمية في المملكة خلال 2024
  • تطبيقات التواصل الاجتماعي تتصدر مشهد الاستخدام الرقمي في المملكة
  • «واتساب» في المرتبة الأولى.. تطبيقات التواصل الاجتماعي تتصدر مشهد الاستخدام الرقمي في المملكة
  • بعد إلغاء متابعة زوجته له .. عصام صاصا يتصدّر مواقع التواصل الاجتماعي
  • مات وهو جعان.. صرخة جدّة فلسطينية تودّع حفيدها تشعل التواصل الاجتماعي (شاهد)
  • المغرب يعتزم تشديد الخناق على التواصل الاجتماعي.. هل ينقلب المشهد الرقمي بالمغرب؟