هل تعيش البشرية حقبة جديدة من العصور الوسطي المظلمة؟
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
==========
د. فراج الشيخ الفزاري
=======
بشهادة التأريخ ..لا الحرب العالمية الأولى ولا الثانية ولا حروب طروادة ولا الحروب الصليبية..كانت هي الأقسي علي البشرية ..بل فترة العصور الوسطي الممتدة ما ببن القرن الخامس والقرن الخامس عشر الميلادي..فترة هيمنة الكنيسة علي كل شيئ في أوروبا بما فيها الدين والفكر وكرامة الانسان
وبعدها احتاجت البشرية الي عقود من الزمان حتي تتعافي وتتطلع نحو المستقبل وهي تدخل بوابة الألفية الثالثة وهي محصنة بالعلم والتطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي.
لماذا القتل والسحل والتمثيل بالجثث هي اللغة الوحيدة بين المتخاصمين ؟ لماذا دائما أن الآخر هو الجحيم ولابد الخلاص حتي من رماده؟ هل كان سارتر صادقا عندما قال تلك المقولة وهو في لحظة انغلاق فكري..أم كان واعيا ب ( لاوعي) سيجموند فرويد وهو يختصر الوجود في الصراع المحتوم بين الهدم والبناء أو الموت والحياة في مسيرة الانسان الذي اتي الي الدنيا بدون خياره..وسيغادرها ايضا بدون خياره..حتي الانتحار ليس خيارا وجوديا بل عدما منطقيا عندما يصبح هو الخيار الوحيد المتاح.
ما يسود عالمنا العربي، الحديث، بالذات من حروب وتصفيات للخصوم خارج دائرة القانون..وبدم بارد لا يتوافر حتي عند القصاب وهو يذبح الشاة التي حللها الله..و في قلبه كل الرحمة والشفقة... بينما يهلل ويكبر اؤلئك العتاه وهم يفرغون علي رأس وجسد الضحية زخات متتالية من الرصاص المميت دون إكتراث للجسد المنتفض أمامهم وكأن الإيمان قد نزع من قلوبهم المتوحشة،المتعطشة للانتقام.
في العصور الوسطي...كانت الجرائم بشعة..الحرق والسحل ودق المسامير علي الجسد المنهك..ورغم بشاعتها فقد كانت محصورة بين الأديرة والكنائس والرهبان...ومجالس التفتيش رغم طغيانها كانت تمنح الضحية فرصة العودة والرجوع عن أفكارها الدينية أو الفلسفية ..فعلوا ذلك مع جالليلو...ومع اسبنوزا وغيرهما..فنجوا بأنفسهم مع احتفاظهم بالفكر أو العقيدة...
ولكن ما نراه الآن عبر المواقع الأسفورية تقول بأننا نعيش فعلا حقبة جديدة من العصور الوسطي المظلمة....وكأنما التأريخ يعيد أحداثه..ولا أقول نفسه..
العصور الوسطي القديمة حدثت تحت ظروف متردية من الجهل وعدم المعرفة...فقد كان النبلاء يتباهون مع بعضهم بأنه لم يستحم أو يغسل جسده، بما فيها الأماكن الحساسة ،لأكثر من شهر..وأنه لم يستاك لأكثر من سنه فقد كانت رائحة فمه وجسده جاذبة للحسان ..
كل ذلك بسبب الجهل..وكما قال سقراط فإن عدم المعرفة والحق والفضيلة والعدل هو جهل بمكانتها..
ولكن أن يصبح ذلك والعالم قد دخل بالفعل بوابة الألفية الثالثة..بكل ما تصطحبه في مسيرتها من علوم وفنون وتكنولوجيا.. فإن تقييم الوضع، يصبح أكثر شراسة وهمجية تعود بنا الي حقبة العصور الوسطي في أسوأ مظاهرها الحياتية.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: تغيير أو سقوط النظام في إيران ليس هدفا لكنه قد يصبح نتيجة
أكد بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل، أن تغيير أو سقوط النظام في إيران ليس هدفا لكنه قد يصبح نتيجة، حسبما أفادت قناة “ القاهرة الإخبارية” في خبر عاجل .
وقال نتنياهو: “مسألة سقوط أو تغيير النظام في طهران تعود للشعب الإيراني ولا بديل لذلك”.
وفي وقت سابق، أكد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في حال تدخل طرف ثالث في العدوان، فسيتم التعامل معه فوراً وفقاً لخطة محددة مسبقاً، وبدون أي تأخير .
وقال المجلس الأعلي للأمن القومي الإيراني في بيان : أن الرد بالمثل سيستمر حتى معاقبة العدو ودفعه الثمن.
ونقلت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أعلنت في بيان لها، أن اجتماعات هذا المجلس عُقدت بشكل منتظم خلال الأيام الأخيرة، مؤكدة أن سياسة الرد بالمثل ستستمر حتى معاقبة العدو بالكامل وإجباره على دفع الثمن.