الجزيرة:
2025-05-20@13:40:35 GMT

هل تتجه سوريا لتجريم إنكار جرائم الأسد؟

تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT

هل تتجه سوريا لتجريم إنكار جرائم الأسد؟

شكلت تصريحات أدلت بها شخصيات مشهورة تبرئ الرئيس المخلوع بشار الأسد من جرائمه المرتكبة على مدى 14 عاما صدمة للسوريين، وتزامنت مع تحركات منسقة لفلول النظام المخلوع في الساحل السوري، في موقف يشير بمجمله إلى حملة منظمة مناهضة للحكم الجديد أثارت مخاوف الأوساط الحقوقية من جهود لإعادة البلاد إلى الوراء.

ويواجه المجتمع السوري منذ سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 تحديات جسيمة على مختلف الأصعدة، ويرى خبراء في الشأن السوري أن من أخطرها ظهور خطاب سياسي يوالي النظام السابق صراحة، ويستخدم التشكيك بما تعرض له السوريون في ظل سلطته، من قمع وجرائم مروعة، أداة في هذا الصدد.

منطقة الساحل السوري تشهد تحركات منسقة لفلول نظام الأسد (رويترز) سردية إنكارية

بدأت سردية "نظافة يد الأسد من دماء السوريين" في الظهور على منصات التواصل الاجتماعي، منذ أن أدلت الممثلة السورية التي عرفت بقربها من آل الأسد ودفاعها المستميت عنهم في ذروة الحرب، سلاف فواخرجي، بتصريحات وصفت فيها الأسد بالرجل الشريف، وأنها تراه "إلى هذه اللحظة شريفا، إلى أن يظهر عكس ذلك".

وفي السياق ذاته، شككت الفنانة المصرية إلهام شاهين بمشاهد السجون وأساليب التعذيب الوحشية التي استخدمت ضد السجناء في سوريا، قائلة "الله أعلم بالحقيقة، هناك من يقول أشياء، وهناك من يقول عكسها". وأضافت في مقابلة تلفزيونية "لا اعتبر بشار الأسد مجرما، وساندته لأنه كان يحارب الإرهاب".

إعلان

ومقابل ذلك، دعا الفنان السوري جهاد عبده إلى تجريم إنكار الإبادة الجماعية والانتهاكات الجسيمة والجرائم التي ارتكبها نظام الأسد بحق شعبه طوال 14 عاما، وطالب في مقطع فيديو نشره في حسابه على إنستغرام، بمحاسبة كل من ينكر الجرائم التي شملت الترهيب والتعذيب والتغييب والتشريد بحق ملايين السوريين.

وأكد عبده أن تحريف الحقائق التاريخية، وإنكار الفظائع الموثقة التي ارتكبها نظام الأسد، في الوقت الذي ما زال فيه السوريون يبحثون عن رفات أحبائهم المفقودين، لن يؤدي إلا إلى مزيد من الانقسام والصراعات، مشددا على ضرورة إحياء ذكرى الضحايا والاعتراف بما حدث، كخطوة نحو الحد من خطاب الكراهية ومنع تكرار الجرائم في المستقبل.

View this post on Instagram

A post shared by Jay Abdo جهاد عبده (@jay.abdo)

حملات خفية مضللة

وسبق أن حذر أحمد بريمو المدير التنفيذي لمنصة تأكد، وهي منصة مستقلة متخصصة بالتحقق من الأخبار والمعلومات، من تصاعد حملات تضليل خطيرة، تدار بشكل خفي وتعمل بفعالية في سوريا، مؤكدا أن فرق المنصة رصدت هذه الحملات أثناء عملها على تحليل المعلومات المضللة، التي زادت وتيرتها بعد سقوط نظام بشار الأسد المخلوع.

وأشار بريمو، في بيان نشره موقع المنصة، إلى وجود 3 حملات، تتعلق الأولى بالتحريض الطائفي، عبر فيديوهات مجتزأة أو قديمة يتم إعادة نشرها، إلى جانب مشاهد حقيقية تُظهر اعتداءات من قبل مدنيين أو مسلحين على أفراد من النظام المخلوع، لكنها تعرض في سياق يوحي بأعمال انتقام طائفية.

وتتعلق الثانية، بجمع معلومات حساسة عبر استخدام روابط مجهولة المصدر، يتم الترويج لها كوسيلة لتسوية أوضاع ضباط أو موظفين حكوميين، مما يعرض المستهدفين لمخاطر أمنية كبيرة.

في حين، تهدف الثالثة إلى تشويه سردية المعتقلين، من خلال نشر شهادات مزورة، تهدف إلى ضرب مصداقية الشهادات الحقيقية، داعيا إلى الحذر من هذه الحملات "التي تسعى إلى نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار".

الادعاء المتداول حديثًا مع مقطع فيديو، الذي يزعم أنه تهديد أطفال من "عصابات بني أمية الجدد الجولانية" في إشارة إلى السلطات السورية الجديدة، بالتزامن مع الأحداث الدامية في الساحل السوري، هو ادعاء مضلل. فقد أظهر البحث أن مقطع الفيديو قديم ومنشور منذ عام 2014، ويوثق تهديد شاب لبناني… pic.twitter.com/X03xP2fUhy

— تَـأكّـدْ (@VeSyria) March 10, 2025

أدلة ووثائق تم تجاهلها

يرى الحقوقي والناشط المدني فراس الخالد أن التصريحات التي تم تناقلها وحاول أصحابها تجميل صورة الأسد المخلوع، وتبرئته من الجرائم التي ارتكبها نظامه، تجاهلت بشكل متعمد آلاف الأدلة والوثائق التي تثبت تورطه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، منذ عام 2011 الذي بدأ فيه باستخدام العنف المميت ضد حراك شعبه.

إعلان

وأوضح، في حديثه للجزيرة نت، أن منظمات دولية عديدة تحتفظ بأدلة موثقة بهذا الخصوص، على رأسها لجنة التحقيق الدولية المستقلة الخاصة بسوريا، التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في عام 2011. ومنظمة هيومن رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية، والشبكة السورية لحقوق الإنسان.

ووثقت جميعها آلاف الجرائم وأسماء مرتكبيها، خلال الفترة بين عامي 2011-2024، وعززت أدلتها بمقابلات مع فارين من المؤسسة العسكرية، وضحايا التعذيب في السجون.

وتنضوي الانتهاكات، التي تعرض لها الشعب السوري خلال حكم الأسد، بحسب قواعد البيانات، التي أنشأتها المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية، تحت مصطلحات القتل خارج نطاق القانون، والإخفاء القسري، والتعذيب حتى الموت داخل أمكنة الاحتجاز، واستخدام الأسلحة الكيميائية والذخائر المحرمة دوليا.

وعلاوة على ما احتفظت به المنظمات من أدلة ووثائق مثبتة، يرى الخالد أن محاضر اجتماعات خلية الأزمة -التي كانت تدير دفة الصراع داخل النظام السابق- والتي تم تسريبها، تثبت بشكل قاطع مسؤولية الأسد عما ارتكبته المؤسسة العسكرية من فظائع، إذ كانت مقررات اللجنة تخضع على الدوام لتوجيهاته، باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وفي غضون ذلك، أعربت بريجيت هيرمانس، الباحثة في مجال العدالة والمحاسبة بسوريا في مركز حقوق الإنسان بجامعة "خنت" البلجيكية، عن أملها في أن تجري محاكمة الأسد في سوريا، مشيرة إلى أن الجهات السورية الفاعلة، قامت بتوثيق الجرائم منذ اللحظة التي بدأ فيها النظام باستخدام العنف ضد المتظاهرين.

ونقلت وكالة الأناضول عن هيرمانس قولها إن "المعارضة أعلنت أنها ستحترم المبادئ الديمقراطية وستشكل إدارة ديمقراطية، ونأمل أن يحدث هذا. ولأول مرة في التاريخ سيكون من الممكن إجراء محاكمات محلية في سوريا".

إعلان

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد أصدرت أكثر من 1800 تقرير وبيان يغطي العديد من أشكال الانتهاكات والفظائع، التي ارتكبها نظام الأسد. وطالبت في تقرير حديث بتركيز جهود الملاحقة القانونية والقضائية على القيادات العليا، من الصفين الأول والثاني في الجيش وأجهزة الأمن، المسؤولين الرئيسيين الذين وضعوا خطط الانتهاكات، وأشرفوا على تنفيذها بشكل مباشر.

وقال البيان إنه إلى جانب القيادات العسكرية والأمنية، يوجد متورطون من مستويات أدنى، بينهم ممثلون وفنانون وكتاب وسياسيون، دعموا جرائم النظام بطرق مختلفة، وفي بعض الحالات مارس هؤلاء التحريض على القتل وزيادة المعاناة بدرجات متفاوتة، ويجب أن تخضع أفعالهم للتقييم أمام القضاء ضمن إطار العدالة الانتقالية.

إنكار الأسدية

من جهته، اقترح الأكاديمي السوري الدكتور عماد الدين المصبح استخدام مصطلح "إنكار الأسدية" لوصف ظاهرة إنكار الجرائم والانتهاكات واسعة النطاق التي ارتكبها نظام الأسد في سوريا، والخطابات التي تحاول نفي أو تبرير الفظائع الموثقة.

وأضاف للجزيرة نت أنه استوحى المصطلح من أمثلة مثل "إنكار الإبادة الجماعية"، مشيرا إلى أن الهدف هو الدعوة إلى تجريم كل من يُثبت تورطه في هذه الحالة الإنكارية.

ويجمع المصطلح بين مفهومي "الأسدية" و"الإنكار"، للإشارة إلى أي محاولة لتزييف الحقائق التاريخية، أو إنكار المجازر، أو تبرير الجرائم المرتكبة، أو تصوير النظام الأسدي وكأنه ضحية مؤامرة، بدلا من الاعتراف بكونه نظاما ارتكب أفعالا إجرامية، على حد قوله.

وتتصدى تفاصيل المصطلح، بحسب حديث المصبح، للأيديولوجيا والسياسات المرتبطة بنظام عائلة الأسد في سوريا، كمنظومة فكرية وسلوكية قائمة على الاستبداد والعنف المنهجي، أنتجت مجازر وجرائم، كمجزرة حماة 1982 ومجازر الأسلحة الكيميائية والمجازر الجماعية في السجون، إضافة إلى جرائم أخرى، يخرج اليوم من يشكك بها، أو يبررها، على أنها إجراءات ضرورية لمحاربة الإرهاب.

إعلان

ويرى الأكاديمي السوري أن التشكيك بالتقارير الدولية، ونفي صحة الأدلة الواردة في تقارير أخرى مثل ملفات قيصر التي وثقت آلاف الصور لضحايا التعذيب في سجون الأسد، ومحاولة التقليل من حجم الكارثة الإنسانية، التي شهدتها سوريا، إنما يشكل خطورة ليس فقط على الضحايا، بل على السردية التاريخية ككل.

التجريم خطوة ضرورية

يحظى تجريم إنكار الجرائم المروعة التي ارتكبها نظام الأسد، باهتمام مختلف شرائح المجتمع السوري، وحفلت مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي، خلال الأسبوعين الأخيرين، بآراء يستهجن أصحابها هذا الإنكار، مطالبين مواجهته بعقوبة قانونية.

كما اعتبر رواد المنصات الاجتماعية تجريم إنكار جرائم الأسد مطلبا شعبيا، ودعوة مفتوحة لتجريم من تثبت بحقه هذه الحالة الإنكارية.

ويؤكد الحقوقي المختص بالقانون الجنائي الدولي وحقوق الإنسان، المعتصم الكيلاني، أن تجريم إنكار الجرائم الجماعية في سوريا، هو خطوة ضرورية نحو تحقيق العدالة ومنع تكرار الجرائم وضمان عدم الإفلات من العقاب.

سوريون دعوا إلى تجريم إنكار جرائم الأسد واعتباره مطلبا شعبيا (مواقع التواصل)

ويهدف تجريم إنكار هذه الجرائم في السياق السوري، بحسب الكيلاني، إلى:

منع تكرارها في المستقبل، حيث يهيئ إنكارها الأرضية لارتكاب فظائع جديدة. إضافة إلى حماية الذاكرة التاريخية، إذ يساهم تجريم الإنكار في ترسيخ الحقيقة، ومنع التلاعب بها من قبل القوى التي تحاول تبييض سجل الجناة. تحقيق العدالة للضحايا، فالاعتراف القانوني بالجرائم والانتهاكات، يمنح الضحايا وعائلاتهم الشعور بالإنصاف، ويعزز جهود المصالحة الوطنية. محاربة خطاب الكراهية والتطرف، فقد يكون إنكار الجرائم جزءا من خطاب كراهية يؤجج الانقسامات داخل المجتمع السوري، مما يجعل من الضروري الحد منه قانونيا. الاقتراب من المعايير الدولية، حيث يعاقب القانون في العديد من الدول الأوروبية، إنكار الإبادة الجماعية وجرائم الحرب، مما يشكل حالة من الممكن أن تستفيد منها سوريا. إعلان

وبالنظر إلى أمثلة دولية يرى الكيلاني أنه من الضروري أن يتضمن قانون العقوبات السوري المستقبلي، مادة واضحة تجرم إنكار المذابح الجماعية والجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوري أثناء حكم عائلة الأسد، للوقوف بوجه الترويج للإنكار أو التشكيك، الذي يهدف إلى طمس الجرائم، وإفلات مرتكبيها من المحاسبة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان الجرائم التی الأسد فی فی سوریا

إقرأ أيضاً:

تايمز: سباق مع الزمن لتأمين سوريا من ماضيها الكيميائي

سلط تقرير نشرته صحيفة تايمز البريطانية الضوء على ملف لم يغلق بعد في سوريا، حيث لا تزال العدالة غائبة، والمخزون القاتل من أسلحة الأسد الكيميائية يهدد أرواح الأبرياء في كل لحظة.

ويقول التقرير الذي أعدته من بلدة خان شيخون مراسلة الصحيفة راشيل هاغان إن سوريا لا تزال تعاني من آثار ترسانة قاتلة خلفها نظام بشار الأسد، رغم مرور خمسة أشهر على سقوطه.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إسقاط باكستان طائرة رافال فرنسية رفع أسهم شركة صينية 40%list 2 of 2روسيا تنشر قوات قتالية وجواسيس على طول حدودها مع فنلنداend of list

وأضافت أن سباقا خفيا أكثر خطورة يدور في الوقت الذي تنشغل فيه العواصم العالمية بإعادة رسم علاقتها مع دمشق؛ هذا السباق هو تحديد مكان الأسلحة الكيميائية المفقودة التي استخدمت في مجازر أودت بحياة مئات المدنيين، بينهم عائلات كاملة.

خان شيخون

وأعادت هاغان إلى الأذهان حادثة قصف بلدة خان شيخون في محافظة إدلب بغاز السارين السام في أبريل/نيسان 2017، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 90 شخصا، بينهم 25 شخصا من عائلة واحدة وعدد كبير من الأطفال.

وأشارت إلى أن أحد الناجين، واسمه عبد الحميد اليوسف ينتمي إلى العائلة التي فقدت هذا العدد الكبير من أفرادها، وظهر في فيديو آنذاك وهو يحتضن جثتي طفليه باكيا. وكان اليوسف قد فقد زوجته وتوأمه الرضيعان وأشقاءه وأبناء عمومته.

وكان ذلك الفيديو، قد تسبب في تحريك مشاعر الرئيس الأميركي آنذاك، دونالد ترامب، في فترة رئاسته الأولى. وأمر ترامب، بعد ثلاثة أيام، بشن ضربات صاروخية على قاعدة الشعيرات الجوية السورية، في أول تدخل عسكري مباشر للولايات المتحدة ضد نظام الأسد منذ بدء الحرب.

إعلان ترامب يفتح الباب مجددا

وذكر التقرير أن رفع العقوبات الأميركية عن سوريا الذي أعلنه ترامب خلال جولته الخليجية، لاقت ترحيبا حذرا في الغرب. ففي حين خفّف كل من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بعض العقوبات، لا تزال الغالبية العظمى منها قائمة.

وقال منتقدون إن التسرع في رفع العقوبات قد يعرقل جهود نزع السلاح الكيميائي، خاصة في ظل غياب الشفافية الكافية من السلطات السورية الجديدة.

ترسانة هائلة لا أحد يعرف مكانها

وبعد أن سرد التقرير تاريخ إنتاج النظام السوري للسلاح الكيميائي، والذي قال إنه بدأ قبل خمسة عقود، أشار إلى أن مسؤولين سوريين سابقين أبلغوا مفتشي الأسلحة بأن كميات من المواد الكيميائية "فُقدت في حوادث مرور"، وهو ادعاء وصفه خبراء بأنه مراوغة متعمدة.

ونقل عن غريغوري كوبلنتز، مدير دراسات الدفاع البيولوجي في جامعة جورج ماسون، قوله إن الأسلحة الأكثر إثارة للقلق هي تلك التي اختفت.. "بعضها سام حتى قبل أن يُجهز للاستخدام العسكري"، مضيفا أن هناك خطر أن يعثر مدنيون على هذه المواد، أو أن تستخدمها جماعات مسلحة في أعمال "إرهابية".

جهود بطيئة في ظروف معقدة

وفي مارس/آذار الماضي، يستمر التقرير، تمكن مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من الوصول إلى خمسة مواقع حول دمشق، بينها موقعان لم يسبق الإعلان عنهما.

وعثر المفتشون على فواتير وملاحظات وخرائط تخضع حاليا لتحليل جنائي، لكن التقدم بطيء، ولا تزال 19 قضية "خطيرة" لم تُحل، بحسب المنظمة.

ووصف وزير الخارجية السوري الجديد أسعد الشيباني البرنامج الكيميائي بأنه "من أحلك الفصول في تاريخ العالم"، متعهدا بالتعاون الكامل.

ورغم ذلك، لم تقدم الحكومة السورية أي تقارير شهرية للمنظمة في أبريل/نيسان، وهو ما عده بعض الخبراء مؤشرا مقلقا.

ويؤكد كوبلنتز أن "الحكومة الانتقالية تقول الأشياء الصحيحة، لكنهم قد لا يعرفون حتى ما هو موجود لديهم. سوريا ليست دولة مستقرة تماما، ولا يمكن إدارة عمليات نزع السلاح وفق جداول زمنية عادية. ساعة الوقت تدق".

إعلان

حرب أخرى على الناجين

اليوسف، الناجي من خان شيخون، أدلى بشهادته أمام الأمم المتحدة، ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وهيومن رايتس ووتش، موثقاً تفاصيل المجزرة.

لكن الرواية الرسمية السورية في نظام الأسد أنكرت الهجوم، بل وصفت مقاطع الأطفال المختنقين بأنها "تلفيق بنسبة 100%". وشنت روسيا، الداعم الرئيسي للأسد، حملات تضليل ضد الناجين، وشن المتصيدون على وسائل التواصل الاجتماعي اسم حامد وهددوه بالقتل.

"لقد خاطر بحياته لقول الحقيقة"، يقول أحد المحققين الدوليين. تحقيقات المخابرات الغربية أكدت رواية اليوسف، وربطت غاز السارين المستخدم بالمخزونات السورية. كما أظهرت صور موقع القصف بقايا ذخائر من الحقبة السوفيتية.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، غادر الأسد إلى موسكو قبيل سقوط نظامه. ومع ذلك، لم يُقدم للمحاكمة. "لماذا لم يُحاكم الأسد؟" يتساءل اليوسف. "لا يمكن أن نعيش في عالم يُسمح فيه بارتكاب هذه الجرائم دون عقاب".

الحرب مستمرة في ذاكرة اليوسف

رغم مرور سنوات، لم تنته الحرب بالنسبة لليوسف الذي ظل يتردد يوميا على المقبرة، لا ينسى أبناءه وزوجته. ورغم زواجه من جديد وإنجابه طفلة، لا يزال يتذكر كل لحظة فقد فيها عائلته. "كان لديهم مستقبل مشرق. أفكر فيهم كل يوم".

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يوافق على رفع كل العقوبات المفروضة على سوريا
  • الاتحاد الأوروبي يعلن رفع العقوبات عن سوريا
  • الشرطة الألمانية تعتقل مشتبها سوريا في هجوم طعن أوقع خمسة جرحى
  • مفوضية اللاجئين: نصف مليون سوري عادوا منذ سقوط نظام الأسد
  • تايمز: سباق مع الزمن لتأمين سوريا من ماضيها الكيميائي
  • سوريا.. ضبط 4 ملايين حبة كبتاغون مخدرة في اللاذقية
  • عبدالعزيز الحلو في وجه الطاحونة التي لا ترحم
  • الشرع يحرر سوريا مرتين
  • رئيس بعثة مفوضية شؤون اللاجئين في سوريا: 500 ألف لاجئ عادوا إلى البلاد منذ سقوط نظام الأسد
  • عاجل. اشتباكات في حلب.. أول مواجهة مباشرة بين الأمن السوري و"داعش" منذ سقوط نظام الأسد