موقع 24:
2025-07-12@20:41:44 GMT

مستقبل مجموعة بريكس.. إلى أين؟

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

مستقبل مجموعة بريكس.. إلى أين؟

يعقد أعضاء مجموعة بريكس قمة في مدينة جوهانسبرغ تختتم غداً الخميس، يناقشون خلالها موضوعين أساسيين، هما توسيع نطاق المجموعة واحتمال تبنيها عملة مشتركة.

تبني عملة موحدة يتطلب تقارباً اقتصادياً حقيقياً بين البلدان

وفي هذا الإطار، قالت كبيرة المحللين في موقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز" البحثي الأمريكي إن الموضوعين محوريان لمستقبل شراكة البلدان النامية الكبرى التي تمثل المجموعة، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.

. ويُراد من مناقشتهما تحديداً إضفاء شرعية على المجموعة باعتبارها قوة دولية، ولو أن تقدماً طفيفاً أحرز إلى الآن في هذين الموضوعين.

المسار المستقبلي

وأوضحت الباحثة أن وجهات النظر المتعلقة بالمسار المستقبلي للمجموعة تختلف وفقاً لمنظور كل شخص، فالبعض يعتقد أنها ستؤدي دوراً متعاظماً في الشؤون الدولية بالتزامن مع أفول نجم الغرب، والبعض الآخر يرى أنها مجموعة منقطعة الصلة بالواقع الذي نعيشه إلى حد كبير، نظراً لقصور تقارب أعضائها بشأن المخاوف السياسية والاقتصادية المحورية.

وأشارت الكاتبة إلى أن الصين هي القائدة الاقتصادية للمجموعة، بينما روسيا هي قائدتها السياسية.. ولذلك، فمن البديهي أن تناقش مجموعة بريكس احتمالات ابتكار عملة جديدة والتوسّع في الوقت الراهن، وتحديداً بعد مرور عام من الحرب الاقتصادية العالمية التي بدأت إثر الهجوم الروسي على أوكرانيا وفرض الغرب عقوبات على موسكو، ولكن من المهم الملاحظة أن التداول المنحسر بالدولار الأمريكي على مدار العام الماضي لم يكن يُعزى إلى قرار روسيا استخدام اليوان بدلاً من الدولار، وإنما إلى الإجراءات الأمريكية التي قضت بحرمان السوق الروسية من الدولار الأمريكي.

وأضافت أن فك الارتباط المالي بالدولار، بوصفه سياسة لا ردة فعل للعقوبات الغربية، يمكن أن يتحقق فقط إذا تبنت مجموعة بريكس عملة مشتركة أشبه باليورو الأوروبي، الذي استحدثته عام 1999 دول الاتحاد الأوروبي المشاركة.

خلافات بين أعضاء بريكس

ولكن استحداث عملة جديدة لا يتطلب إصدار أوراق مصرفية والإعلان عن جاهزيتها للاستخدام، وإنما يتطلب تقارباً اقتصادياً حقيقياً بين البلدان المشاركة عبر سوق مشتركة، وسيكون من الصعب للغاية أن تُنشئ مجموعة بريكس هذه السوق نظراً لأوجه الاختلاف العميقة بين اقتصادات أعضائها.. فتلك الدول تفتقر إلى الهيكل الاقتصادي المشترك ومنظومة الحوكمة المشتركة.

وهي حتى غير موجودة في القارة ذاتها، ناهيك عن عدم تشاركها أية حدود.. وإقامة سوق مشتركة فعالة ستتطلب إقامة بنية تحتية جديدة، بما في ذلك نظم أمنية ونظم تأمين لحماية طرق التجارة، وهو أمر يكاد يكون مستحيلاً لدول مجموعة بريكس، وذلك لأنه ما من دولة منها تعد قوة بحرية عالمية.

 عملة موجودة فعلياً

ومع ذلك، تقول الكاتبة، من الواضح أن دول مجموعة بريكس لن تتفق على تبني عملة موجودة بالفعل لأي من شريكاتها في المجموعة، وعلى الرغم من أن الهند زُعم أنها تستخدم اليوان الصيني في تجارتها مع روسيا، فقد أبدى عدد محدود فقط من شركات تكرير النفط استعداده للسداد بهذه الطريقة حتى الآن. 

ولفتت إلى أن اليوان الصيني ليس قابلاً للتحويل إلى غيره من العُملات بحرية في سوق الصرف العالمية، ما يجعل توافره خاضعاً لسياسات بكين.. وعلى البنك المركزي الروسي حالياً أن يطلب الإذن من بكين لإجراء أي معاملات كبرى باليوان الصيني، الأمر الذي ليس من المرجح أن يُقدم عليه البنك المركزي الهندي في المستقبل القريب، وستجعل النزاعات الجارية بين بكين ونيودلهي بشأن عدد من القضايا التنسيق بينهما بخصوص أي شيء صعباً للغاية.

تبني عملة جديدة.. السبيل الوحيد

وتقول الباحثة إنه بما أن "التحول إلى اليوان الصيني" ليس احتمالاً قائماً لمجموعة بريكس، يبدو أن تبني عملة جديدة هو السبيل الوحيد الذي تستطيع به المجموعة التخلي عن الدولار الأمريكي.. وعلى الرغم من أن هذا الاحتمال حظي بالنقاش على نطاق واسع في وسائل الإعلام، لا يوجد مؤشر على أن أي تقدم قد أُحرز في هذا السياق.

وأشارت الباحثة إلى أنه لا تزال هناك أسئلة كثيرة محورية بلا جواب: ما الذي يقتضيه الأمر كي تتعاون الهند والصين معاً عن كثب لتحقيق التكامل بين اقتصادهما؟ وما المطلوب كي تحقق روسيا والبرازيل وجنوب إفريقيا التكامل بينها؟ وما المصالح الاقتصادية المشتركة بين تلك الدول؟ نظراً إلى أنه ما من دولة واحدة من دول مجموعة بريكس لديها عملات قابلة للتحويل الحر، كيف يمكن أن يفرز أي موقف مالي عملة لمجموعة بريكس، ويضمن توافرها للشركات الدولية والأفراد على حد سواء؟

ولذلك، فحتى روسيا التي كانت أكبر داعم لمجموعة بريكس تقول إن صك عملة موحدة هدف بعيد الأمد، غير أن هذا أيضاً يبدو ضرباً من الآمال البعيدة المنال.. فمن المستبعد أن يستطيع أعضاء مجموعة بريكس حل خلافاتهم وبناء قدر كافٍ من الثقة يكفل لهم إصدار عملة واحدة.. وحقيقة الأمر أن لا قاسم مشتركاً بين تلك البلدان سوى انعدام ثقتها بالغرب.. وحتى هذا، نراهم لا يتفقون عليه اتفاقاً كاملاً.

توسعة نطاق العضوية في المجموعة

وأشارت الباحثة إلى أن توسعة نطاق العضوية في المجموعة قضية أخرى تسعى فيها المجموعة إلى الإجماع، فقد ناقش أعضاء المجموعة احتمالات زيادة عدد الأعضاء منذ عام 2017، وأثارت الصين المسألة العام الماضي أثناء استضافتها لقمة بريكس.. وبحسب مسؤول جنوب إفريقي، طلبت 23 دولة رسمياً الانضمام إلى المجموعة، في حين أن 40 دولة أعربت بشكل غير رسمي عن رغبتها في الحصول على العضوية.. ربما بدا هذا عدداً مبهراً من الأعضاء المحتملين، غير أن الانضمام الرسمي عملية معقدة لأنه لا توجد عملية رسمية أصلاً للانضمام إلى المجموعة، اللهم فيما خلا دعوة جميع الدول الأعضاء للدولة الجديدة، كما في حالة جنوب إفريقيا عام 2010.

فضلاً عن ذلك، هناك انقسام بين دول مجموعة بريكس بشأن مسألة توسيع نطاق المجموعة.. على سبيل المثال، في حين أن البلدان الخمس وافقت على مناقشة العضوية المحتملة للأرجنتين، قيل إن البرازيل عارضت أي توسعات إضافية، فالبرازيل كالهند بالضبط تود أن تحافظ على علاقات وثيقة بالولايات المتحدة، وتسعى في الوقت عينه إلى تحسين علاقاتها بأوروبا.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني قمة بريكس دول مجموعة بریکس الیوان الصینی عملة جدیدة إلى أن

إقرأ أيضاً:

تطورات جديدة بشأن مستقبل الذهب عالميا.. إلى أين تتجه الأسعار؟

أصدر مجلس الذهب العالمي، تقريرًا جديدًا يركز على مستقبل أسعار الذهب في ظل التحديات المالية الحالية في الولايات المتحدة، ويشير إلى أن المعدن الثمين سيستفيد بشكل متزايد من الشكوك الاقتصادية حتى في غياب أزمة وشيكة.

يركّز التقرير على قانون الإنفاق الهائل الذي أقره الكونجرس، والذي سيضيف حوالي 3.4 تريليون دولار إلى الدين الأميركي خلال السنوات العشر القادمة، وجرت مناقشة رفع سقف الدين بحوالي 5 تريليونات دولار، إذا لم تنجح الإدارة الأميركية في تحقيق النمو الاقتصادي المأمول. 

هذه المستجدّات، إلى جانب التوتر السياسي الناجم عن صعود تيارات جديدة مثل مبادرة حزب "أميركا" التي أعلنها إيلون ماسك، خلقت مناخًا سيؤثر على سعر الذهب خلال الفترة المقبلة.

توقعات أسعار الذهب العالمية

لاحظ المحللون أن ضعف الدولار الأميركي دفع المستثمرين نحو الذهب وسندات الخزانة الأميركية، مع توقع تقلبات مستمرة في سوق السندات، مما سيزيد الإقبال على المعدن النفيس. 

ويذكر التقرير أن أول "صدمة" كانت عند إعلان الرسوم الجمركية التي أطلقها الرئيس ترامب، ما أدى إلى بيع واسع في سندات الخزانة، وبدأت السوق بالكاد تعود إلى توازنها قبل مواجهتها لقانون الإنفاق الجديد  .

الذهب جدّد دوره كملاذ آمن وسط إعادة توزيع عالمي للأصول، في ظل ضعف الدولار وتصاعد انعدام اليقين المالي. 

رغم أن أسعار الفائدة المرتفعة عادةً ما تثبت أسعار الذهب، إلا أن مجلس الذهب العالمي أكّد أن العلاقة العكسية الحالية قد اختفت منذ عام 2022، حيث ارتفع المعدن النفيس بالتزامن مع ارتفاع العائدات الحقيقية إلى أكثر من 2%، مدفوعة برغبة المستثمرين في التحوّط وبزيادة تدريجية في مشتريات البنوك المركزية.

ما موقف البنوك المركزية العالمية؟

أشار التقرير إلى أن البنوك المركزية، لا سيما في الأسواق الناشئة، زادت من مشترياتها من الذهب لأسباب تتعلق بالتنويع والمخاطر الجيوسياسية، إضافة إلى التاريخي للأداء في فترات الاضطرابات .

كما أشار إلى خروج السيولة من السوق الأميركية، وما رافقه من تراجع في الطلب على سندات الخزانة من قبل الاحتياطي الفيدرالي والحكومات الخارجية، وما يزيد من هشاشة التمويل الأميركي.

كما نبه التقرير إلى أن الفجوة بين عوائد السندات وعقود المبادلة ترتفع، مما يشير إلى ضعف في قدرة السوق على استيعاب إصدارات جديدة، وأصبح "التوتر المالي" مؤشرًا إحصائيًا قويًا لحركة أسعار الذهب  .

وعلى الرغم من هذه المؤشرات، لم يرَ مجلس الذهب العالمي حتى الآن بوادر أزمة مالية شاملة، مؤكدًا أن ذلك يتطلب "محفزًا مباشرًا" مثل تخلف عن السداد. السيناريو المرجّح، بحسب التقرير، هو سلسلة من الأزمات الجزئية قصيرة الأجل ينجم عنها تقلبات حادة، يتدخل بعدها البنك المركزي والأسواق تتراجع  .

في الختام، شدّد مجلس الذهب العالمي، على أن المخاطر المالية الأميركية وتقلبات السوق ستواصل دعم أسعار الذهب قريبًا، رغم أنه ليس العامل الوحيد المؤثر. ورغم أن حدوث أزمة كبرى يظل احتمالًا ضعيفًا، فإن سلسلة الأزمات الصغيرة المتكررة ستظل تؤثر على توزيع الأصول، مما يجعل الذهب وجهة آمنة مستمرة للمستثمرين.
 

طباعة شارك أسعار الذهب توقعات أسعار الذهب أخبار الذهب ارتقاع أسعار الذهب عالميا تقرير مجلس الذهب العالمي

مقالات مشابهة

  • الحوثيون: عملة معدنية جديدة تدخل التداول غداً الأحد
  • إسرائيل تعتزم تقديم خرائط جديدة حول نطاق انسحاب الجيش من غزة
  • البنك المركزي الخاضع للحوثيين يطلق عملة معدنية جديدة فئة 50 ريالاً بدءاً من الأحد
  • تمس سيادية العملة وتعمق انقسامها.. صحفي اقتصادي يعلق على اعلان الحوثيين سك عملة معدنية جديدة فئة 50 ريالاً
  • الحوثيون يصدرون عملة معدنية جديدة فئة 50 ريالاً وسط تحذيرات من تعميق الانقسام النقدي
  • الحوثيون يعلنون سك عملة معدنية جديدة من فئة 50 ريال
  • تطورات جديدة بشأن مستقبل الذهب عالميا.. إلى أين تتجه الأسعار؟
  • باريس تحتضن سحر هوليوود في مجموعة أزياء زهير مراد لخريف وشتاء 2026
  • روسيا: مجموعة بريكس لا تحتوي على أي شيء معادٍ للولايات المتحدة
  • قمة بريكس تدعو لإطلاق مشاريع علمية وتعزيز التعددية وحوكمة الذكاء الاصطناعي