الألعاب الإلكترونية في المغرب.. من الهواية إلى الاحتراف
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
تنتشر الألعاب الإلكترونية في المغرب خاصة بين الشبان كوسيلة للترفيه وقضاء الوقت، لكن سرعان ما تطورت هذه الألعاب وشكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع وسبل الاستفادة منه وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.
ومن بين هؤلاء الشباب، أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.كذلك نجحت ابتسام فرحان في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية، حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.
وأكدت ابتسام: "قرار الاحتراف جاء طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت أن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية".
وبدأت المؤسسات والوزارات المعنية بوضع القواعد التنظيمية وإقامة البطولات المحلية وتأسيس منتخبات وطنية مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية ليس على مستوى الممارسة فحسب بل في مجال الابتكار والبرمجة.
وتوضح المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل نسرين السويسي "هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب".
وأثنت على المبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا، بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.
وأضافت نعمل على تحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين وورش عمل لمصممي الجرافيكس وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030 وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية وتضع المغرب على الخارطة العالمية".
ومن الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية تقول حسناء الزومي إن "الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطورا ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين والمسابقات والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات سواء بشكل مباشر أو عبر الإنترنت".
وأوضحت أن بطولات مثل "البطولة" و"الدوري" نمت بشكل كبير حيث ارتفع عدد المشاركين في "الدوري" من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب .
وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات، إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجا يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.
وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار) مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى 5 مليارات درهم بحلول 2030.
وأضاف الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى مثل الدار البيضاء والرباط ومراكش لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية أو الأقل تطوراً.
وقال أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية المغرب الألعاب الإلکترونیة فی المغرب
إقرأ أيضاً:
الحرائق تكشف عورة البنية التحتية وتُوقد غضب الشارع
25 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: تتوالى الحرائق في العراق كسلسلة مأساوية تكشف عن هشاشة البنية التحتية وغياب الحوكمة الفعّالة، من بغداد إلى الكوت، ومن الفلوجة إلى كربلاء.
آخرها حريق عمارة شميساني في الفلوجة، الذي سيطرت عليه فرق الدفاع المدني دون خسائر بشرية، لكن دون معرفة أسبابه بعد.
هذه الحوادث، التي تتكرر بإيقاع مقلق، ليست مجرد ظواهر طارئة، بل أعراض لأزمات بنيوية تتشابك فيها عوامل الإهمال، الفساد، وتدهور الأمن الداخلي.
كارثة الكوت، التي أودت بحياة أكثر من 60 شخصاً في مركز تجاري حديث الافتتاح، كشفت عن غياب معايير السلامة وتراخي الرقابة، بينما أثارت حرائق أخرى في بغداد وكربلاء تساؤلات حول دوافع أعمق قد تتجاوز الإهمال إلى التلاعب السياسي.
سياسياً، تأتي هذه الحرائق في سياق توترات داخلية وإقليمية، حيث يعاني العراق من استقطاب حاد بين القوى السياسية وتدخلات خارجية.
بعض المحللين يرون أن تكرار الحوادث قد يكون رسائل موجهة لإثارة الفوضى أو إضعاف الثقة بالحكومة، خاصة مع اقتراب مواعيد انتخابية حساسة.
ويفاقم الفساد المستشري في قطاعات البناء والاستثمار، الأزمة، إذ تُمنح تراخيص لمشاريع دون الالتزام بمعايير السلامة، كما أظهرت كارثة الكوت.
اقتصادياً، تُثقل الخسائر المادية كاهل الدولة، وتُعيق جهود إعادة الإعمار في بلد منهك بالحروب.
واجتماعياً، تُغذي الحرائق شعوراً بالإحباط الشعبي، مما يهدد الاستقرار ويفتح الباب أمام استغلال سياسي.
وأعلنت الحكومة تحقيقات متكررة دون نتائج ملموسة، لتواجه اختباراً لمصداقيتها فيما غياب استراتيجية وطنية للوقاية من الكوارث يُبقي العراق رهينةً لتكرار المآسي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts