هل هناك علاقة بين التغير المناخي والزلازل؟
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
تحدث الزلازل بسبب تغيرات في الضغوط على طول خط الصدع، وهو كسر بين كتل صخرية تحت الأرض، وأي شيء يسبب تغيرات في مستويات الضغوط قد يدفع صدعا مستقرا إلى النقطة التي تتحرك فيها الكتل فجأة بجانب بعضها بعضا، فيحصل الزلزال، فهل هناك علاقة بين كل ذلك والتغيرات المناخية؟
تتراكم الضغوط في الصدع بشكل طبيعي، نتيجة الحركة البطيئة لصفائح القشرة الأرضية الكبيرة.
وكل ما قد يغير الكتلة فوق الصدع -مثل حجز المياه خلف سد- يمكن أن يغيّر الضغوط. ويُعتقد أن استخراج الغاز من حقل غاز طبيعي كبير في جمهورية أوزبكستان السوفياتية (آنذاك) قد تسبب في زلازل كبيرة عامي 1976 و1984.
وبشكل عام، تقع الصدوع على عمق كاف تحت الأرض، مما يمنع ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي والمحيطات الناتجة عن انبعاثات غازات الدفيئة من التأثير عليها.
ومع ذلك قد يؤثر الاحتباس الحراري على الزلازل بشكل غير مباشر، إذ قد تؤدي موجات الجفاف الشديدة والمتكررة إلى تبخر مزيد من الماء من الأرض، مما قد يؤدي إلى تغيير إجهادات الصدع.
إعلانكما أن ذوبان الصفائح الجليدية وهي ثقيلة للغاية (مثل غرينلاند وأنتاركتيكا) يؤدي إلى تقليل الضغط على القشرة الأرضية، ويغير الإجهادات أيضا، مما قد يُحدث "ارتدادا" في الصخور (Isostatic Rebound). وقد تزيد هذه الحركة من النشاط الزلزالي في المناطق ذات الصدوع الجيولوجية النشطة، مثل غرينلاند، حيث رُصدت زلازل صغيرة مرتبطة بذوبان الجليد.
وتشير بعض الدراسات أيضا إلى أن ذوبان الجليد وارتفاع مستوى البحر يؤديان إلى إعادة توزيع الكتلة المائية على سطح الأرض، وقد يؤثر هذا التغيير على الضغوط داخل القشرة الأرضية، مما قد يُحفز زلازل صغيرة في مناطق حساسة، لكن التأثير ضئيل مقارنة بالعوامل التكتونية الرئيسية.
وفي مناطق مثل ألاسكا أو جبال الهيمالايا، رُبط ذوبان الأنهار الجليدية بزيادة طفيفة في الهزات الأرضية الصغيرة، بسبب فقدان كتلة الجليد وتحرر الضغط على الصدوع.
وكانت دراسة، نشرت بمجلة "كايوس" (Chaos) في مارس/آذار الجاري، أشارت إلى أن التقلبات في درجات الحرارة تؤثر على هشاشة الصخور، لا سيما في الطبقات العليا، وقد لا تؤدي هذه التغيرات بمفردها إلى إحداث زلازل كبيرة، لكن التقلبات في درجات الحرارة قد تضيف ضغوطا طفيفة في المواقع التي تعاني فعلا من ضغوط مؤدية للزلازل.
وبشكل عام تعزى الزلازل الكبيرة، مثل تلك التي تحدث على حدود الصفائح التكتونية بالدرجة الأولى إلى عوامل جيولوجية طبيعية، ولا يوجد دليل قوي على تأثير تغير المناخ عليها. أما الزلازل الصغيرة أو الهزات الثانوية فقد تتأثر بتغيرات بيئية ناتجة عن المناخ في مناطق محددة، لكن هذه العلاقة لا تزال قيد البحث، وتعتبر هامشية مقارنة بالأسباب الجيولوجية التقليدية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان بيئي
إقرأ أيضاً:
علامات التغير في موقف أمريكا من إسرائيل
علامات التغير في موقف #أمريكا من #إسرائيل
#فايز_شبيكات_الدعجه
في خطوة غير متوقعة بدأ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب زيارته إلى السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر ، متجاوزاً في تحركاته السياسية والدبلوماسية إسرائيل أقرب حليف لبلاده في المنطقة.
لقد احدثت سلسلة قرارات ترمب المفاجئة صدمة في الأوساط السياسية الإسرائيلية، وطرحت تساؤلات حول مدى التوافق بين امريكا وإسرائيل بشأن الأزمات والتحديات الإقليمية الكبرى التي تعصف في الاقليَم.
فقد أعلنت أمريكا عن صفقة إفراج حماس عن آخر أسير أميركي على قيد الحياة، عيدان ألكسندر، بعد أكثر من عام ونصف من الأسر، ما أثار حفيظة اسرائيل لأنه تم دون تنسيق مسبق َمعها، وهو الأمر الذي عزز قناعة الإسرائيليين أن الصفقة تُظهر أن نتنياهو غير مهتم بعودة الأسرى. إضافة لمخاوف من استسلامه للضغط الأميركي لعقد اتفاق ينهي حرب غزه .
وارتفع مستوى المخاوف الإسرائيلية بعد الإعلان الأمريكي عن وقف القصف الجوي على اليمن، دون الاتفاق بإلزام اليمنيين بوقف الهجمات على إسرائيل، وذلك بعد ساعات من إطلاق اليمنيين صاروخاً على مطار بن غوريون، ما اعتُبر تخلياً عن التزامات ترمب الأمنية تجاه اسرائيل.
يضاف إلى ذلك بدء واشنطن محادثات مع إيران بشأن البرنامج النووي، واحتمال المرونة في مسألة تخصيب اليورانيوم، مما يضعف نوايا إسرائيل لضرب إيران مستقبلا.
ثمة تغير واضح إذن، وغير متوقع في سياسة ترامب فاجأ الإسرائيليين، خاصة أنه جاء بالتزامن مع فرض رسوم بنسبة 17% على صادراتها، على الرغم من إعلان إسرائيل إلغاء الرسوم على السلع الأميركية.
يبدو أن الرئيس ترمب حريص على مصلحة أمريكا بالدرجة الأولى، وعلى استجلاب فوائد اقتصادية ومالية كبرى ولو أدى ذلك لاستبعاد حلفاء أساسيين لأمريكا كأسرائيل مثلا.