قراءة في ثلاثية «البيرق» لشريفة التوبي
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
ثلاثية «البيرق» عمل أدبي عظيم. يجمع بين السرد التاريخي والدرامي، ويوثق تحولات مهمة في تاريخ عُمان بطرح موضوعي وواقعي بأسلوب سردي جميل. استطاعت شريفة التوبي أن تقدم عملًا غنيًا بالتفاصيل والأبعاد السياسية والاجتماعية، مما يجعل الرواية مرجعًا أدبيًا مهمًا لفهم التحولات التي مرت بها عُمان خلال مرحلة حكم الإمامة التقليدي إلى الحكم الحداثوي لسلطنة عمان.
تُعد رواية «ثلاثية البيرق» للكاتبة شريفة التوبي عملًا أدبيًا بارزًا يوثق مراحل حاسمة من تاريخ عمان الحديث. تتكون الثلاثية من ثلاثة أجزاء «حارة الوادي»، «سراة الجبل»، و«هبوب الريح»، حيث تقدم الكاتبة رؤية شمولية حول التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها البلاد خلال القرن العشرين. وتعتمد الرواية على أحداث تاريخية محورية، أبرزها حرب الجبل ضد الإنجليز، وسقوط الإمامة، والنزعة الشيوعية في ظفار.
اعتمدت شريفة التوبي في ثلاثيتها على السرد التاريخي المتقاطع مع السرد الأدبي، ما يجعل الرواية تجمع بين التأريخ والتخييل الفني. واستخدمت الكاتبة الأسلوب السردي المشبع بالتفاصيل الواقعية، مع توظيف مكثف للوصف الدقيق للحياة الاجتماعية والبيئة التي كانت لبنة أساسية في بناء الرواية بأجزائها الثلاث. فقد وصفت شريفة التوبي الأماكن بتفاصيل دقيقة، مما يخلق لدى القارئ شعورًا بالانغماس في العالم الذي تتشكل فيه الأحداث وتوجد فيه الشخصيات كفيلم مصوّر. وقد استخدمت الكاتبة الزمن بذكاء عال. وحبكة رائعة فانسدلت الأحداث تباعا بترابط غير شاذ. ما أثار دهشتي حقا، هو التنوع الغزير والمتزن في الشخصيات وما صاحبها من تعدد كبير في وجهات النظر.
تناولت ثلاثية البيرق أحداث تاريخية رئيسية ثلاثة وهي «حرب الجبل ضد الإنجليز» وقد صورت الثلاثية في تسلسل جميل، المراحل التي خاضتها القوى العمانية المحلية، بقيادة الإمام، في معارك صغيرة مقاومة ورافضة للتدخل البريطاني، وكيف أثرت هذه الحرب على المجتمع والتباين الفكري في الجبل.
الحدث التاريخي الآخر، هو «سقوط الإمامة والتغيرات السياسية» وتمثل هذه المرحلة انتقال عُمان من نظام الإمامة التقليدي إلى الدولة الحديثة، وتستعرض الرواية كيف تأثرت مختلف الفئات الاجتماعية بهذا التحول، وخاصة بين المؤيدين والمعارضين للإمامة.
وأخيرا «النزعة الشيوعية في ظفار» فقد عكست الرواية تداعيات الفكر الشيوعي، والذي كان جزءًا من المد الثوري العالمي في الستينيات والسبعينيات. وكيف تشكلت الأيديولوجيات السياسية الجديدة، وتأثيرها على الهوية العمانية والمجتمع المحافظ.
في الختام، أرى أن الثلاثية إضافة مهمة إلى الرواية العمانية التاريخية، حيث وثقت فترات لم تكن تُتناول بشكل فني موسع في الأدب العماني. وعلى عكس بعض الروايات التي يقع كاتبها في مغبة السرد التقريري منجرفا وراء لذة اللغة وشاعريتها، والتي تبطئ الإيقاع الأدبي. فإن شريفة التوبي، في البيرق بالذات، جاءت بلغة سهلة سلسة. تتناولك دون أن تشعر إلى حقبة أخرى وكأنك تشاهد فيلم متسلسل الأحداث بشكل وثيق دون أن يباغتك تركيزك في غفلة منك.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
جالاكسي يواصل السقوط في الدوري الأميركي وخسارة «ثلاثية» لإنتر ميامي
واشنطن (أ ب)
أخبار ذات صلةسجل ماركو ريوس هدفين ليقود فريقه لوس أنجلوس جالاكس للتعادل مع لوس أنجلوس إف سي، في مباراة التي جمعتهما اليوم، ضمن منافسات الدوري الأميركي لكرة القدم. وحتى الآن فشل جالاكسي، بطل الدوري، في تحقيق أي انتصار، حيث خسر في عشر مباريات وتعادل في أربع، وسجل 12 هدفاً، وتلقت شباكه 33 هدفاً، وهو السجل الأسوأ في الدوري، ويقدم أسوأ بداية في تاريخ الدوري الأميركي. وافتتح ريوس التسجيل في الدقيقة السادسة، عندما تصدى هوجو لوريس، حارس لوس أنجليس إف سي، ببراعة لتسديدة من جابرييل بيك خلال انفراد، لكن ريوس تابع الكرة المرتدة ووضعها داخل المرمى. وفي الدقيقة 87، سجل ريوس 35 هدف التعادل 2/2 من ركلة حرة نفذها من على حدود منطقة الجزاء. وعادل دينيس بوانجا، لاعب لوس أنجلوس إف سي، النتيجة في الدقيقة 13، عندما توغل من الجهة اليسرى، ثم سدد كرة قوية من خارج منطقة الجزاء استقرت داخل الشباك، ليجعل النتيجة 1-1. وسجل بوانجا في ثلاث مباريات متتالية، ولديه سبعة أهداف في آخر سبع مباريات مع لوس أنجلوس إف سي. وسجل ناثان أورداز هدفه الثالث هذا الموسم، والرابع له في مسيرته، ليجعل النتيجة تقدم لوس أنجلوس إف سي 2 / 1 في الدقيقة 50. ولم يخسر لوس أنجلوس إف سي في سبع مباريات متتالية، وحقق الفوز في ست مباريات، وتعادل في أربع، وخسر في مثلها. وفي مباراة أخرى، خسر فريق إنتر ميامي بثلاثية نظيفة أمام ضيفه أورلاندو سيتي، وذلك رغم مشاركة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي. وسجل أهداف أورلاندو لويس مورييل وماركو باشاليتش وداجور ثورهالسون في الدقائق 43 و53 والأخيرة من المباراة. وكانت هذه الخسارة هي الثانية في آخر ثلاث مباريات لإنتر ميامي، الذي يمتلك مباراة مؤجلة، والذي حقق الفوز في ست مباريات، وتعادل في أربع، وخسر في ثلاث. في المقابل، كان هذا الفوز هو الثاني على التوالي لأوراندو، الذي فاز في ست مباريات، وتعادل في مثلها، وخسر في مباراتين.