تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يُعد المسرح بصفته «أبو الفنون»، ساحة تنصهر فيها مختلف أشكال التعبير الإبداعي، حيث يتكامل الأداء الحى مع عناصر السمع والبصر، لتجسيد الأفكار والمشاعر الإنسانية فى تجربة فنية متكاملة، فمن على خشبته، قدم الفنانون أعمالا خالدة تحمل رسائل مجتمعية وثقافية، أسهمت فى تشكيل وعى الأجيال، بفضل فرق مسرحية تركت بصمة لا تُمحى فى تاريخ الإبداع المسرحى المصرى والعربى.

وفى سياق الاحتفاء بهذا الإرث العريق، تسلط «البوابة نيوز» خلال ليالي شهر رمضان المبارك الضوء على نخبة من الفرق المسرحية التى شكلت علامات فارقة في مسيرة المسرح، محليا وعربيا.

وعلى الرغم أن بعضها توقف بعد رحيل مؤسسيه، إلا أن إبداعاته لا تزال شاهدة على زمن من العطاء والتميز، مؤكدة أن المسرح الحقيقى لا يموت، بل يبقى نابضا بإرث رواده ورؤاهم الخالدة.

الفنانة والملحنة ملك محمد

برز اسم الفنانة والملحنة ملك محمد خلال العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين، حيث تألقت كمطربة وملحنة موهوبة، بالإضافة إلى إتقانها العزف على العود، اسمها الحقيقى زينب محمد أحمد الجندى، وسرعان ما لفتت أنظار كبار الملحنين، وعلى رأسهم زكريا أحمد، الذى أشاد بجودة صوتها وتميز أدائها، وبعد وفاة سيد درويش عام 1923، حملت ملك محمد راية المسرح الغنائى، لتصبح واحدة من أبرز رموزه فى ذلك العصر.

البداية الفنية والتأثر بمنيرة المهدية

بدأت محمد مشوارها الفنى وهى طفلة عام 1912، حيث كانت تغنى فى الأفراح، مقلدة أصوات المطربات المشهورات آنذاك، وخاصة منيرة المهدية، التي كانت شديدة الإعجاب بها، حسبما ذكر المؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة، فدفعها شغفها بالموسيقى إلى دراسة أصول الغناء على يد كبار الملحنين، مثل إبراهيم القبانى، عبده قطر، زكريا أحمد، كما تعلمت العزف على العود على يد الموسيقار محمد القصبجى.

الانطلاق فى المسرح الغنائى

بفضل موهبتها، انضمت إلى فرقة «أولاد عكاشة» عام 1925، حيث قدمت الطقاطيق والأدوار الغنائية بين فصول المسرحيات، وسرعان ما انتقلت بين عدة فرق مسرحية، منها: فرقة «الجزايرلى»، فرقة «فوزى منيب» فى 1926.

ثم انضمت إلى فرقة أمين صدقي كمطربة وممثلة، وشاركت في أعمال مثل «الكونت زقزوق» و«عصافير الجنة»، ثم عادت إلى تختها لتغنى الطقاطيق بكازينو «البسفور» بالقاهرة، وأحيت حفلات خيرية.

نجاح وتألق وسط كبار الأدباء

حظيت محمد بإعجاب نخبة من الشخصيات البارزة، مثل شاعر النيل حافظ إبراهيم، الدكتور محجوب ثابت، محمود شاكر باشا، الشيخ عبدالعزيز البشرى، وأمير الشعراء أحمد شوقى، الذى منحها فرصة غناء أشعاره، حتى استطاعت أن تحمل بمفردها راية المسرح الغنائى خلال فترة الأربعينيات.

تأسيس فرقة «أوبرا ملك» والمسرح الغنائى

استطاعت محمد أن تؤسس فرقتها الخاصة «أوبرا ملك»، التى قدمت أكثر من 30 عملا مسرحيا غنائيا خلال الأربعينيات والخمسينيات، ومن أبرز أعمالها: «الطابور الأول»، «ماسية»، فى 1940، «بترفلاي»، «عروس النيل» فى 1941، «بنت بغداد» فى 1942، «سفينة الغجر» فى 1943، «بنت السلطان» 1944، «الطابور الخامس» فى 1945، «فاوست»، «كيد النسا» فى 1946، «نصرة» فى 1948، «بنت الحطاب» فى 1949، «فتاة من بورسعيد» 1957، «نور العيون» 1958، وغيرها من الأعمال.

التعاون مع كبار الممثلين والمخرجين

عملت ملك محمد مع مجموعة من أهم الممثلين، مثل إحسان الجزايرلي، محمد توفيق، عبدالبديع العربي، حسين صدقي، يحيى شاهين، صلاح نظمي، صلاح منصور، عايدة كامل، حسن يوسف، وغيرهم. كما تعاونت مع كبار المخرجين، ومنهم زكي طليمات، السيد بدير، نور الدمرداش، عبدالعليم خطاب، وغيرهم.

إرث فنى خالد

على مدار مسيرتها الفنية، أثبتت ملك محمد أنها ليست مجرد مطربة، بل كانت ملحنة بارعة، وعازفة عود متمكنة، ورائدة فى المسرح الغنائى، حيث واصلت حمل شعلة هذا الفن بعد رحيل سيد درويش، ورغم مرور الزمن، لا تزال أعمالها علامة بارزة فى تاريخ المسرح الغنائى المصرى.

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ملك محمد أبو الفنون عروس النيل المسرح الغنائي أحمد شوقي ملک محمد

إقرأ أيضاً:

مدبولي: "اكتشاف ذهبي ضخم في أبو مروات: مصر على أعتاب طفرة تعدين جديدة"

أعلن رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، عن كشف تجاري كبير للذهب في منطقة مناجم أبو مروات بالصحراء الشرقية، وذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد يوم الأربعاء 21 مايو 2025، وأشار مدبولي إلى أن شركة «آتون ريسورسز»، الشريك الأجنبي للهيئة العامة للثروة المعدنية، هي من قامت بهذا الاكتشاف، مؤكدًا أن الشركة مسجلة في البورصات العالمية وقد أفصحت عن هذا الكشف الضخم، الذي يُتوقع أن يكون من أكبر المناجم في مصر.

 مصر على أعتاب طفرة تعدين جديدة

يقع امتياز أبو مروات في الصحراء الشرقية، على بُعد نحو 200 كيلومتر شمال منجم السكري، الذي يُعد من أكبر مناجم الذهب في العالم. تُشير التقارير إلى أن المنطقة تحتوي على العديد من المواقع الغنية بالذهب والمعادن الأخرى، مما يعزز من مكانة مصر كوجهة استثمارية واعدة في قطاع التعدين.

عاجل| مدبولي يؤكد دعم الصناعة المحلية خلال افتتاح مصنع "سوميتومو" الجديد مدبولي: الرئيس السيسي أكد على استغلال كل شبر من أراضي الدولة لخدمة التنمية

هذا الاكتشاف يُعتبر خطوة مهمة نحو تعزيز الاقتصاد المصري، حيث يُتوقع أن يُسهم في زيادة الاحتياطات الذهبية للبلاد، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية في قطاع التعدين. كما يُعزز من جهود الحكومة في تنمية الصعيد والمناطق النائية، من خلال استغلال الثروات الطبيعية وتحقيق التنمية المستدامة.

تجدر الإشارة إلى أن شركة «آتون ريسورسز» تعمل في مصر منذ عام 2007، وقد حصلت على امتياز أبو مروات، وتُعد من الشركات الرائدة في مجال استكشاف وتطوير مشاريع الذهب في البلاد.

هذا الكشف يُمثل بداية لعصر جديد في صناعة التعدين المصرية، ويُعزز من مكانة مصر على خريطة الإنتاج العالمي للذهب.

مقالات مشابهة

  • محمد سلماوي في الثمانين.. فارس الكلمة الحرة وظلّ نجيب محفوظ
  • الكاتب الأردني محمد النابلسي: الأطفال العمانيون الباحثون عن المعرفة لديهم استعداد للدخول في حوار عميق حول أفكار فلسفية
  • محمد دياب يكتب: «العدالة المهدورة» بين قضاة ومحامى الفيسبوك
  • «إقامة دبي» ترفع «راية حمدان» في إنجاز يؤسس لمرحلة جديدة من التميز
  • باقي 21 يوم.. تعرف على شخصيات فيلم فرقة الموت بطولة أحمد عز
  • وائل جسار: إعلاني الغنائي الجديد آخر لحن لمحمد رحيم قبل وفاته
  • مدبولي: "اكتشاف ذهبي ضخم في أبو مروات: مصر على أعتاب طفرة تعدين جديدة"
  • فرقة ديروط المسرحية تقدم السيد بجماليون ضمن عروض قصور الثقافة بأسيوط
  • انقطاعات الموت فى أولى عروض مهرجان المسرح الإقليمى بأسيوط
  • فرقة منفلوط المسرحية تقدم ونيسة ضمن عروض قصور الثقافة بأسيوط