في عالمنا اليوم، نعرف 3 حالات تقليدية للمادة، وهي الصلبة التي لها شكل ثابت، مثل الجليد أو المعادن، والسائلة التي تتدفق بحرية، مثل الماء، والغازية مثل الهواء، الذي ينتشر لملء أي فراغ.

وهناك كذلك حالات مثل البلازما، والتي توجد في الشمس، وتتكون من جسيمات مشحونة كهربائيا.

استخدم العلماء حزمة ضوئية مركزة (ليزر) وتم توجيهها على مادة خاصة تُعرف باسم زرنيخيد الغاليوم (بيكسابي) مادة فائقة الصلابة

لكن في عالم الفيزياء الكمومية، تظهر حالات أغرب، مثلا يمكن أن تجمع "المادة فائقة الصلابة" بين خصائص الصلب والسائل معا.

هذه المادة، يمكنها أن تتصرف مثل الصلب والسائل في نفس الوقت، هذه هي المادة فائقة الصلابة، وهي حالة كمومية غريبة من المادة تمتلك بنية صلبة مثل البلورة، لكنها في نفس الوقت تتدفق بسلاسة مثل السائل من دون أي احتكاك.

تخيل صفّا من قطرات الماء يمكنه أن يتحرك بسلاسة، لكن المسافة بين القطرات لا تتغير أبدا، هذا شيء مستحيل في عالمنا العادي، لكنه ممكن في العالم الكمومي.

ويقول عالم الفيزياء الذرية والبصرية، إياكوبو كاروسوتو، من جامعة ترينتو في إيطاليا في تصريح رسمي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه: "هذه القطرات قادرة على التدفق عبر عائق من دون التعرض لاضطرابات، مع الحفاظ على ترتيبها المكاني ومسافتها المتبادلة من دون تغيير كما يحدث في المواد الصلبة البلورية".

إعلان

وفي إنجاز علمي مذهل، تمكن علماء إيطاليون من تحويل الضوء نفسه إلى مادة فائقة الصلابة، ويمكن أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى تطورات كبيرة في الفيزياء الكمومية والتقنيات المستقبلية.

ولم تكن المواد الصلبة الفائقة تُصنع سابقا إلا من الذرات، لكن الفريق الذي يقوده علماء من المجلس الوطني للبحوث في إيطاليا نجح الآن في صنع مادة صلبة فائقة باستخدام الفوتونات لأول مرة.

الضوء وحركاته

الضوء هو طاقة نقية، وليس مادة، لذلك فهو لا يتصرف عادة مثل الصلب أو السائل، لكن العلماء استخدموا حيلة فيزيائية ذكية لجعل الضوء يتصرف مثل المادة، بحسب الدراسة التي نشرت في الدورية المرموقة "نيتشر".

الخطوة الأولى كانت جعل الضوء "يلتصق" بالمادة، وحتى يصبح الضوء أقرب إلى المادة، يجب دمجه مع جسيمات مادية. وللقيام بذلك، استخدم العلماء حزمة ضوئية مركزة (ليزر) وتم توجيهها على مادة خاصة تُعرف باسم زرنيخيد الغاليوم، وهو مركب من عناصر الغاليوم والزرنيخ.

عند اصطدام الضوء بالمادة، بدأ بالتفاعل مع الإلكترونات داخل المادة، مما أدى إلى ظهور جسيمات شبه مادية تُسمى البولاريتونات، وللتقريب يمكن تصور أنها جسيمات "هجينة" جزء من الضوء وجزء من المادة.

واصطلاح "شبه مادية" يشير إلى نوع غير معتاد من المادة يسميه العلماء أشباه الجسيمات، ولفهم الفكرة تخيل أنك تلعب مع أصدقائك في حوض سباحة، وعندما تحرك يدك في الماء، ترى تموجات صغيرة تتحرك عبر سطح الماء، هذه التموجات ليست أشياء مادية بحد ذاتها، لكنها تتصرف كأنها كائنات مستقلة تتحرك عبر الماء.

وبنفس الطريقة، تكون أشباه الجسيمات، فهي ظواهر تحدث داخل المواد الصلبة، حيث تتحرك الطاقة أو الاضطرابات بطريقة تجعلها تبدو كأنها جسيمات حقيقية، رغم أنها ليست جسيمات مستقلة مثل الإلكترونات أو البروتونات.

يمكن أن يساعد هذا الابتكار على استكشاف أعمق لطبيعة المادة والضوء في العالم الكمومي (شترستوك) تطبيقات واعدة

وللتأكد من نجاح التجربة، أجرى العلماء بعض الاختبارات المهمة مثل قياس كثافة المادة الناتجة ووجدوا أنها تتوزع في شكل قمتين كبيرتين مع فجوة بينهما، وهو دليل على وجود مادة فائقة الصلابة، كما استخدموا تقنيات أخرى لقياس الحالة الكمومية للنظام، ووجدوا أن الترتيب الكمومي بقي ثابتا عبر النظام بأكمله، وهذا يؤكد أن المادة كانت بالفعل فائقة الصلابة.

إعلان

ويُمثل هذا الابتكار الحديث تقدما كبيرا في فيزياء الكم، حيث يفتح تحويل الضوء إلى حالة صلبة فائقة آفاقا لتقنيات ضوئية جديدة، مثل أجهزة الليزر والأجهزة البصرية من الجيل التالي ذات الأداء المُحسّن والوظائف الجديدة، كما يمكن أن يساعد ذلك على استكشاف أعمق لطبيعة المادة والضوء في العالم الكمومي.

إلى جانب ذلك، تتميز المواد الصلبة الفائقة بخصائص كمية فريدة يُمكن تسخيرها لتطوير "كيوبتات" أكثر استقرارا وكفاءة، وهي الوحدات الأساسية للحواسيب الكمومية.

ويمكن للمواد فائقة الصلابة كذلك أن تساعد في تطوير أجهزة قياس دقيقة، حيث إن حساسية المواد الصلبة الفائقة للمحفزات الخارجية تجعلها مثاليةً لإنشاء مستشعرات عالية الدقة، ويمكن لهذه المستشعرات أن تُحدث ثورة في المجالات التي تتطلب قياسات دقيقة، بما في ذلك الفيزياء الفلكية وتكنولوجيا النانو.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان المواد الصلبة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

لمتابعة مدى الانضباط والجاهزية.. مدير تعليم أبوتشت يتفقد مدرسة الشيخ علي

 

 

قام عبدالرؤوف عبدالواحد، مدير عام الإدارة، اليوم الثلاثاء، يرافقه هاني الملقب، مدير العلاقات العامة والإعلام، بزيارة ميدانية لمدرسة الشيخ علي للتعليم الأساسي، التي تُعد ضمن المدارس المختارة لاستقبال لجنة التحكيم الدولية لضمان جودة التعليم، تنفيذًا لتوجيهات هاني عنتر الصابر، وكيل وزارة التربية والتعليم بقنا.

 

وذلك في إطار حرص الإدارة التعليمية بأبوتشت شمالي محافظة قنا على تعزيز الانضباط والجودة بالمدارس، وسعيها المستمر لتطوير البيئة التعليمية ورفع كفاءة العملية التعليمية، وتطبيق أفضل الممارسات التربوية لضمان تعليم متميز للطلاب. 

وخلال الجولة، تفقد مدير عام الإدارة الفصول الدراسية، رياض الأطفال، المعامل، المكتبة، والحديقة المدرسية. كما تابع سجلات التحضير والتقييمات الأسبوعية والقرائية، وتفاعل مع الطلاب داخل الفصول، واطمأن على انتظام الدراسة والتزام المعلمين والطلاب بالحضور والانضباط الكامل داخل المدرسة.

وأشاد عبدالواحد بـتنظيم المدرسة وروح التعاون بين المعلمين والإدارة وحرصهم على توفير بيئة تعليمية محفزة للطلاب، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على الانضباط والجاهزية بصفة مستمرة لضمان استمرار الأداء المتميز.

وشدد مدير عام الإدارة على ضرورة استمرار فريق العمل من المعلمين والموجهين للمواد الدراسية والأنشطة التربوية في بذل الجهود للحفاظ على جاهزية المدرسة واستعدادها الكامل لاستقبال لجنة التحكيم الدولية، لضمان جودة التعليم، مؤكدًا أن الاستمرارية والمتابعة الدورية هي الضمان لتحقيق جودة التعليم والارتقاء بالمدرسة على جميع المستويات، وأن كل جهد يبذل اليوم يعكس مباشرة على مستوى التحصيل العلمي والسلوكي للطلاب.

 

محافظ قنا يشارك في ورشة عمل حول التغيرات المناخية ويؤكد رؤيتنا أن تكون قنا محافظة خضراء ومستدامة

شارك الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، في فعاليات ورشة عمل موسعة تناولت مستجدات التغيرات المناخية وطرق المواجهة المستدامة، حيث قدمت شركة شفتيرا عرضا فنيًا شاملًا استعرض أحدث التحديات البيئية والحلول المقترحة لتعزيز قدرة المجتمعات المحلية على التكيف مع آثار التغير المناخي.

 وشهدت الورشة حضور ممثلي منظمة GIZ والبرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة، من بينهم الدكتورة سهير مراد ممثل منظمة GIZ،  و مي مسلم ممثل البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة، والدكتورة رانيا سيف – GIZ، سيد علي ممثل البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة، والاستشاري المنفذ للمشروع شركة شفتيرا، واادكتور أحمد الزين مدير إدارة المخلفات الصلبة، المهندس محمد نصر الدين عبد العزيز استشاري البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة.

وخلال كلمته، ثمن محافظ قنا جهود فرق العمل المشاركة في دعم منظومة إدارة المخلفات وتطوير أساليب التكيف المناخي داخل المحافظة، مؤكدًا أن هذه الجهود تأتي ضمن رؤية واضحة تهدف إلى تحويل قنا إلى محافظة خضراء ومستدامة، عبر خطط تنفيذية تتكامل فيها كل القطاعات الحيوية.

وأوضح المحافظ أن المحافظة تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز مفهوم التنمية المستدامة في قطاع الزراعة من خلال التوسع في الزراعات العضوية وتشجيع استخدام الأسمدة والمخلفات العضوية، بالإضافة إلى دعم عملية تدوير المخلفات الزراعية التي تخدم المجالين البيئي والصناعي، خاصة مع وجود مصنع متخصص في إنتاج الورق والفايبر بورد اعتمادًا على تلك المخلفات.

وفي سياق متصل، تشهد المحافظة توسعا ملحوظا في مشروعات الطاقة النظيفة داخل القطاع الصناعي، حيث تضم مدينة نجع حمادي واحدًا من أكبر مشروعات الطاقة الشمسية بقدرة تصل إلى واحد جيجا وات، بما يعزز التوجه نحو اقتصاد منخفض الانبعاثات ويحقق مردودا تنمويا مستداما.

كما تعمل المحافظة على تطوير قطاع النقل بما يواكب التحول نحو النقل المستدام، وذلك عبر تشغيل خطوط جديدة تربط بين مراكز المحافظة ومدينة قنا، مع الالتزام باستخدام وسائل نقل تعمل بالغاز الطبيعي أو الكهرباء، في خطوة تعكس توجها عمليا نحو خفض الانبعاثات وتحسين جودة الهواء.

وفيما يتعلق بقطاع السياحة، أكد المحافظ أن قنا تتبنى مسارًا داعمًا للسياحة الريفية لما تتميز به من قدرة على الحفاظ على البيئة الطبيعية، مشيرًا إلى أن المحافظة تعمل بالتوازي على تحويل مدينة قنا إلى مدينة صديقة للبيئة من خلال تشغيل مبنى الديوان العام ومجلس المدينة بالطاقة الشمسية، وتشجيع استخدام الدراجات بتوفير أماكن مجهزة داخل المرافق الحكومية، بالإضافة إلى تطوير أربع عشرة حديقة داخل المدينة والعمل على تجهيز ثلاثة مشاتل لزيادة المسطحات الخضراء.

واختتم المحافظ كلمته بالتأكيد على أن محافظة قنا ماضية في تنفيذ نموذج تنموي متكامل يعزز جودة الحياة ويحافظ على الموارد البيئية، معتمدًا على شراكات فاعلة وخطط علمية مدروسة تضع المحافظة على طريق الاستدامة الحقيقية للأجيال القادمة.

مقالات مشابهة

  • مادة تأكل ثاني أكسيد الكربون.. هل نبني بها بيوتنا قريبا؟
  • مفاجأة الحرس الثوري الإيراني: حديد 110.. مسيّرة شبحية فائقة السرعة
  • تكنولوجيا روسية صديقة للبيئة تعيد تدوير نفايات الرخويات لتنقية المياه
  • تحذير .. تناول هذه الأطعمة يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بسرطان الرئة
  • ٢٩ ساعة في الجو: رحلة تشاينا إيسترن بين شنغهاي وبوينس آيرس تسجل رقما قياسيا للسفر فائق الطول
  • زيارة طلاب كلية هندسة جامعة عين شمس لمركز المعالجة والتدوير بسندوب
  • خرافة الزئبق الأحمر بالمغرب.. العلم يفكك الأسطورة
  • خطة لتطوير 14 حديقة عامة بمدينة قنا
  • لمتابعة مدى الانضباط والجاهزية.. مدير تعليم أبوتشت يتفقد مدرسة الشيخ علي
  • الشيوخ يوافق على تعديل مادة جديدة بنقابة المهن الرياضية