سرطان القولون.. ما الأسباب والآثار الجانبية للعلاج في شهر التوعية؟
تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT
كتب- أحمد جمعة:
يعد سرطان القولون من أكثر أنواع السرطان شيوعًا، لكنه أيضًا من أكثرها قابلية للوقاية والكشف المبكر، ومع تخصيص شهر مارس عالميًا للتوعية بهذا المرض، تتجدد الدعوات لزيادة الوعي بعوامل الخطورة، وأهمية الفحوصات الدورية، وتأثير نمط الحياة على الوقاية منه.
وتقول السلطات الصحية والخبراء، إنه رغم خطورة هذا المرض، إلا أن الاكتشاف المبكر يرفع نسبة الشفاء بشكل كبير، ما يجعل التوعية ضرورة ملحّة وليست خيارًا.
ووفق هيئة الدواء، فإن سرطان القولون والمستقيم هو ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعًا في جميع أنحاء العالم.
ويصيب سرطان القولون والمستقيم الكبار في العادة، وينصح الأطباءُ الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر ببدء الفحص للكشف عن سرطان القولون والمستقيم بسن 45 سنة.
يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات للسرطان المنتشر في القولون أو المستقيم نحو 90%، وفقا لبرنامج المراقبة وعلم الأوبئة التابع للمعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة.
أعراض سرطان القولون
يبدأ سرطان القولون في الأمعاء الغليظة، وهي الأنبوب الطويل الذي يساعد على نقل الطعام المهضوم إلى المستقيم وخارج الجسم.
وتشمل الأعراض:
* دم في البراز
* التقيؤ
* ألم البطن
* انتفاخ المعدة
* فقدان الوزن غير المبرر
* التعب والشعور بضيق التنفس
* التغيرات المستمرة في عادات التغوط
الآثار الجانبية الشائعة لعلاج سرطان القولون
وأوضحت هيئة الدواء المصرية أنه يتم استخدام أنواع متعددة من العلاجات للأشخاص المصابين بسرطان القولون بما في ذلك "الجراحة، العلاج الكيميائي، العلاج الإشعاعي، العلاج المستهدف، العلاج المناعي".
وقالت إن "كل نوع من أنواع العلاج من الممكن أن يسبب آثارًا جانبية مختلفة، وقد تختلف من مريض للآخر، حيث قد يكون لدى بعض المرضى أثناء فترة العلاج الآثار الجانبية الشائعة مثل التعب أو الغثيان، بينما قد يكون لدى آخرين ردود فعل تعتمد على صحتهم وجيناتهم".
وحدت هيئة الدواء الآثار الجانبية الشائعة للعلاج وكيفيفة تعامل معها للتخفيف من حدتها.
* اعتلال الأعصاب الطرفية: يحدث الاعتلال العصبي نتيجة تلف الأعصاب الذي قد يؤدي إلى عدم تحمل البرد أو الوخز أو الألم. يجب إبلاغ الطبيب بأي أعراض جديدة. يمكن تخفيف هذه الأعراض باستخدام بعض الأدوية والكريمات وتعديل درجة الحرارة. تتحسن معظم الاعتلالات العصبية بعد العلاج.
* متلازمة اليد والقدم: في حالة الإصابة بمتلازمة اليد والقدم، قد تتقرح البشرة والأظافر وتتقشر. يمكن تخفيف هذه الأعراض عن طريق استخدام مرطبات البشرة الخفيفة والاستحمام بالماء البارد وارتداء الجوارب القطنية والحماية من الشمس.
* فقر الدم: يعني انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء، مما يؤدي إلى التعب والضعف. يجب استشارة الطبيب، الذي قد يوصي باستخدام مكملات الحديد، ونقل الدم، وتغيير النظام الغذائي، والعلاجات الأخرى.
* فقدان الشهية: قد تقل أو تنعدم الشهية في تناول الطعام أو الاستمتاع به. يمكن التخفيف من هذا الشعور بتناول وجبات صغيرة ومتكررة واستخدام مكملات غذائية أو مشروبات بديلة للوجبات.
* الجفاف: يجب على المريض الحرص على تناول الماء والمشروبات الغنية بالأملاح بانتظام.
* طفح جلدي: يؤدي العلاج لظهور تتوعات على الجلد أو احمرار أو حكة، ويعتمد العلاج على نوع الطفح الجلدي اللي يعاني منه المريض.
* الغثيان والقيء: في حالة شعور المريض بالغثيان أو القيء، يجب إخبار الطبيب أو الصيدلي بذلك، حيث توجد علاجات مصاحبة للعلاج مع الطبيب، والحلول التي قد تساهم في تخفيف الأعراض، زي الزنجبيل أو النعناع.
* الإسهال: يمكن التحكم في الإسهال باستخدام الأدوية والتعديلات الغذائية، والحفاظ على ترطيب الجسم (شرب المياه والسوائل) لتجنب الجفاف.
* التعب: يمكن مكافحة التعب الشديد ونقص الطاقة من خلال الراحة المناسبة والتخطيط للأنشطة وطلب الدعم.
اقرأ أيضًا:
الفرصة الأخيرة للحصول على شقة بـ"مبادرة بيتك في مصر".. أسعار ومناطق
الأرصاد تعلن موعد انكسار الموجة الحارة وتفاصيل طقس الـ6 أيام المقبلة
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
سرطان القولون سرطان القولون والمستقيم أنواع السرطانتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
إعلان
رمضانك مصراوي
المزيدهَلَّ هِلاَلُهُ
المزيدإعلان
سرطان القولون.. ما الأسباب والآثار الجانبية للعلاج في "شهر التوعية"؟
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
33 20 الرطوبة: 16% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رمضانك مصراوي رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانكالمصدر: مصراوي
كلمات دلالية: إفطار المطرية انسحاب الأهلي مسلسلات رمضان 2025 سعر الفائدة سكن لكل المصريين صفقة غزة الحرب التجارية مقترح ترامب لتهجير غزة سرطان القولون سرطان القولون والمستقيم أنواع السرطان مؤشر مصراوي سرطان القولون والمستقیم دراما و تلیفزیون صور وفیدیوهات
إقرأ أيضاً:
حملات التوعية.. دور محوري في التغيير الإيجابي وبناء الوعي
أكد عدد من المختصين في المجال الصحي والإعلامي أهمية الحملات التوعوية في تعزيز الوعي والسلوكيات الصحية بالمجتمع، مشددين على ضرورة اتباع استراتيجيات هادفة وتكامل الجهود بين المؤسسات الصحية والتعليمية والقطاع الخاص لتحقيق الأثر الإيجابي وبناء مجتمع أكثر وعيًا قادرًا على مواجهة مختلف التحديات.
وقال الدكتور أحمد بن محمد الحنشي، الطبيب المسؤول بمجمع مرتفعات العامرات الصحي: تمثل الحملات التوعوية وسيلة فعالة في نشر المعرفة وتعزيز السلوكيات الصحية والاجتماعية بين أفراد المجتمع. فهي تسهم في تثقيف المجتمع حول قضايا مهمة مثل الوقاية من الأمراض، التغذية السليمة، الصحة النفسية، السلامة العامة، وغيرها من المواضيع الحيوية، مشددًا على أهميتها في إحداث تغيير إيجابي في سلوكيات الأفراد، مثل حلقات العمل، المحاضرات، المعارض، والإعلام الرقمي في إيصال الرسائل التوعوية بطريقة مبسطة، واضحة وتفاعلية.
وأكد ضرورة تكامل الجهود بين المؤسسات الصحية والتعليمية والقطاع الخاص، لتصبح أداة قوية في بناء مجتمع أكثر وعيًا، قادر على اتخاذ قرارات صحية وسلوكية أفضل تعود بالنفع على الفرد والمجتمع ككل.
وأشار إلى تجربة برنامج سفراء الصحة في ولاية العامرات كمبادرة مجتمعية ناجحة انطلقت منذ عام 2016، وتهدف إلى تمكين القادة الصحيين لنشر الوعي في المجتمع، وكذلك دعم الجهود الوقائية للمؤسسات الصحية حيث تستهدف جميع فئات المجتمع من خلال الأنشطة التدريبية، والحملات الميدانية، بالإضافة إلى مبادرات تنفذها المثقفات الصحيات بالمراكز الصحية، تحت شعار "كن أنت التغيير... كن سفيرًا للصحة".
لغة موجهة
من جانبها أكدت جليلة بنت خلفان النعمانية، ممرضة أولى أمراض معدية بالمستشفى السلطاني، على أهمية الإعلام في رفع الوعي الصحي بالقضايا الصحية الحساسة، مثل فيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز). ولا يقتصر هذا الدور على الإحصائيات السنوية والشهرية، بل يتجاوز ذلك إلى التثقيف، وتغيير السلوكيات -خصوصًا أنها أمراض من الممكن تجنبها- وكسر الصور النمطية التي قد تلاحق المرضى.
وذكرت النعمانية، أن وسائل الإعلام سواء التقليدية أو الرقمية تلعب دورًا في إيصال الرسائل التوعوية الصحية الموثوقة، خاصة في المناطق التي لا تعتمد كثيرًا على الإنترنت. بينما تتيح وسائل الإعلام الرقمية -كمنصات التواصل الاجتماعي والمواقع الصحية- وصولًا أسرع وأكثر تفاعلية مع مختلف فئات المجتمع، وهي الأسهل في تلقي الاستشارة والمعلومة الصحيحة من المختصين. ويكمن تأثير هذه الوسائل في قدرتها على إعادة تشكيل التصورات المجتمعية حول المرضى المتعايشين مع الإيدز، وتأكيد حقهم في الرعاية والكرامة دون وصم.
وشددت النعمانية على أهمية صياغة الحملات الإعلامية بلغة موجهة ومدروسة ثقافيًا، والبناء على دراسات مسبقة لفهم الفئات المستهدفة. وعلى ضرورة إشراك خبراء ومتعايشين مع المرض لتعزيز مصداقية الرسائل.
وسلطت الضوء على أبرز الاستراتيجيات الفعالة التي يمكن أن تغير السلوكيات، منها القصص الإنسانية التي تلمس مشاعر الجمهور، فهي من أنجح الاستراتيجيات، فقالت: خصصت كتابي "على قيد الأمل" ليحكي قصصًا واقعية لمرضى مصابين بمرض نقص المناعة المكتسب... (تحكي ولادة أمل من رحم الألم)، ولمست ذلك التأثير الإيجابي في نشر الوعي بطريقة تلامس القلوب.
وكذلك الشخصيات المؤثرة ممن يستخدمون منصاتهم للتوعية عبر التكرار الذكي للرسائل في قنوات متنوعة، ودمج الرسائل الصحية في برامج ترفيهية أو درامية.
وفي هذا الإطار، يواصل المستشفى السلطاني جهوده في التوعية من خلال فريق مختص بالأمراض المعدية، ينفذ زيارات أسبوعية للمدارس والجامعات، يهدف من خلالها إلى رفع مستوى المعرفة حول الأمراض المعدية والتقليل من الوصمة الاجتماعية المرتبطة بها، خاصة ما يتعلق بمرض نقص المناعة.
وحول التحديات أوضحت جليلة: رغم الجهود المبذولة، إلا أن الحملات الإعلامية تواجه تحديات مثل الوصمة المجتمعية المرتبطة بالإيدز، ضعف التنسيق بين الجهات الصحية والإعلامية، ومحدودية التمويل لبعض المبادرات، مؤكدة أن الشباب والمراهقين من الفئات الأكثر حاجة للحملات الإعلامية لقلة معرفتهم بمخاطر الأمراض وطرق الوقاية، بالإضافة إلى الأسر لدورها التربوي والوقائي، والأيدي العاملة الوافدة التي قد لا تصلها الرسائل الصحية بسهولة.
تقييم الحملات
وحول وسائل التواصل الاجتماعي ودورها، أكدت جليلة، أن وسائل التواصل الاجتماعي توفر بيئة مرنة للوصول إلى شرائح متعددة من المجتمع، خاصة فئة الشباب. ويمكن استخدامها عبر إنشاء حملات "هاشتاق"، نشر مقاطع توعوية قصيرة، إجراء جلسات حوارية مباشرة مع أطباء أو متعايشين، والتعاون مع مؤثرين لديهم حس اجتماعي.
وتابعت: تلعب المدارس دورًا محوريًا في نشر الثقافة الصحية الوقائية، من خلال إدماج موضوعات عن الإيدز وحقوق المرضى في المناهج، إقامة ورش عمل تفاعلية، ويمكن تضمين التثقيف الصحي في المناهج الدراسية عبر مواد دراسية تشرح الأمراض وطرق الوقاية بلغة مبسطة، أنشطة مدرسية تفاعلية، ودعم جهود الصحة المدرسية بالتعاون مع وزارة الصحة.
واقترحت النعمانية، أن يتم تدريب العاملين في المجال الصحي والإعلامي على مهارات الاتصال الصحي، التعاون مع الإعلاميين بشكل مستمر لتحديث الخطاب الإعلامي، مع قياس أثر الحملات وتحسينها بناءً على النتائج.
سلوك المجتمع
وقالت إيمان بنت راشد القلهاتية، أخصائية تغذية بالمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة جنوب الشرقية: لتنفيذ وإنجاح الحملات الإعلامية التغذوية، لا بد من فهم طبيعة الأسرة العُمانية، وأنماطها الغذائية اليومية، والعوامل المؤثرة في قراراتها، سواء كانت اقتصادية، ثقافية أو اجتماعية. وأظهرت دراسة حديثة أن الوسائل الإعلامية التقليدية كالتلفزيون والإذاعة لم تعد كافية للوصول إلى شريحة كبيرة من أفراد المجتمع، خاصة فئة الشباب والمراهقين الذين يتجهون بشكل متزايد نحو الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي للحصول على معلوماتهم حول الغذاء الصحي.
وهنا يمكن استخدام هذه المنصات لبث محتوى بصري تفاعلي يُقدّم باللهجة المحلية ويُلامس واقع الأسر العُمانية. على سبيل المثال، يمكن إنتاج مقاطع قصيرة تسرد مواقف حياتية يومية تُظهر الفرق بين نمط غذائي غير صحي وآخر صحي بطريقة مبسطة، وربما ساخرة أحيانًا، مما يزيد من قبولها لدى الجمهور. ويُعد إدراج عناصر القصص المحلية، وإشراك شخصيات محببة لدى المجتمع، أسلوبًا فعّالًا في توصيل الرسائل، إذ ترتبط الرسالة بوجدان المتلقي وتصبح أكثر رسوخًا وتأثيرًا.
نماذج إيجابية
وأشارت إلى الاستراتيجيات التي تعد أكثر نجاحًا: تغيير السلوك التغذوي لا يتحقق من خلال التوعية فقط، بل يتطلب مزيجًا ذكيًا من التحفيز العاطفي، وتقديم الحلول العملية، وتعزيز السلوك الإيجابي عبر نماذج يُحتذى بها. لذلك، على الحملات التغذوية أن توفر أمثلة حقيقية لأشخاص استطاعوا تغيير حياتهم بالغذاء، وأن تعرض قصصًا ملهمة من المجتمع نفسه، تُظهر كيف يمكن لأم أن تحافظ على صحة أطفالها من خلال تغييرات بسيطة في المطبخ، أو كيف يمكن لشخص مصاب بداء السكري أن يسيطر على حالته من خلال التزامه بخيارات غذائية مدروسة.
كذلك، تُعد الملصقات الغذائية الواضحة والمبسطة أداة مهمة في تمكين المستهلك من اتخاذ قرار مستنير، خاصة إذا تم ربطها بحملات توعوية تُعلّم الناس كيفية قراءة المكونات، وتفسير الرموز والألوان.
وعن التحديات، قالت: رغم اتساع نطاق الوعي الغذائي في سلطنة عمان، إلا أن الفجوة بين "المعرفة" و"الممارسة" ما تزال تمثل أحد أكبر التحديات. فقد كشفت دراسة أجريت في محافظة مسقط عام 2019 أن 91% من الأفراد يدركون أن الإفراط في تناول الملح مضر، إلا أن 42% فقط يحاولون التقليل من استهلاكه فعليًا. هذا التناقض يكشف عن وجود عوائق داخلية، منها التمسك بالعادات الغذائية الموروثة، والثقة الزائدة في بعض الممارسات التقليدية التي يظن البعض أنها صحية.
أن غياب القدوة داخل الأسرة -كأب أو أم يطبقان نمط حياة صحي- يجعل من الصعب على باقي الأفراد الالتزام بالتوجيهات. يُضاف إلى ذلك، انتشار المعلومات المغلوطة عبر الإنترنت، وكثرة البرامج والصفحات التي تروّج لحميات غير مدروسة أو منتجات سريعة التأثير. لذلك، لا بد أن تتحلى الحملات الرسمية بالمرونة والابتكار في عرض رسائلها، مع الحرص على تبسيط اللغة، وتجنب المصطلحات العلمية المعقدة.
بيئة المدارس
وأكدت أن المدارس تلعب دورًا جوهريًا في تشكيل أنماط السلوك لدى الأجيال الجديدة، ولا يجب أن يقتصر دورها على الجانب الأكاديمي فقط. حيث تعد المدارس من أهم البيئات الحاضنة لتعليم السلوكيات الصحية منذ الصغر، كما أنها تمتلك القدرة على التأثير غير المباشر في الأسر من خلال الطلبة، وتعد المدرسة المكان الأنسب لغرس مفاهيم التغذية السليمة، لذا فإن دمج التوعية التغذوية في المناهج التعليمية لا ينبغي أن يكون نشاطًا جانبيًا، بل يجب أن يكون جزءًا من البرنامج الأساسي للتعليم والأنشطة الصفية واللاصفية. على سبيل المثال: إقران العملية التعليمية بأنشطة تطبيقية مثل إعداد وجبات صحية داخل الصف، أو مسابقات عن قراءة الملصقات الغذائية.
كذلك، فإن تمكين المعلمين ليكونوا "سفراء التغذية"، وتفعيل دور مجالس أولياء الأمور لنقل الرسائل إلى المنازل، يمكن أن يخلق بيئة تعليمية صحية متكاملة، تنشئ جيلًا واعيًا يقود التغيير داخل أسرته ومجتمعه. كما أنه من الضروري إجراء المسوح والاستطلاعات لتقييم الأنشطة المتعلقة بالتغذية في المدارس والتأكد من فعاليتها في تحسين السلوكيات الغذائية للطلاب والأسر.
محتوى تفاعلي
ومن جانبه، أوضح أحمد بن سيف العيسائي، أخصائي اجتماعي تربوي، أن الحملات التوعوية تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الوعي الصحي، حيث تسهم في نشر المعلومات الصحية وتصحيح المفاهيم الخاطئة، مما يؤدي إلى تحسين سلوكيات الأفراد والأسر.
وقال: نلاحظ أن الحملات تسهم في تقليل معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة وتعزز من جودة الحياة. ويُعد المؤثرون على منصات التواصل الاجتماعي من العوامل الفعالة في نشر الرسائل الصحية، نظرًا لقدرتهم على الوصول إلى جمهور واسع وبناء الثقة معهم. من خلال تقديم محتوى توعوي جذاب وموثوق، يمكنهم تعزيز الوعي الصحي وتشجيع السلوكيات الإيجابية، وتوصيل الرسالة بطريقة سهلة ومؤثرة.
وأضاف: يجب تحديد الأهداف والفئة المستهدفة بدقة، واستخدام قنوات التواصل المناسبة للوصول إلى الجمهور، بالإضافة إلى تقديم رسائل واضحة ومبسطة. وأهم عنصر من وجهة نظري هو تقييم فعالية الحملة وتعديلها بناءً على التغذية الراجعة ودراسة الأثر الاجتماعي لها.
ويرى العيسائي أن التثقيف الصحي المستمر من أهم الاستراتيجيات التي تعتبر أكثر نجاحًا في تغيير سلوكيات أفراد المجتمع، بالإضافة إلى استخدام النماذج الإيجابية لتشجيع التغيير، تقديم الحوافز والدعم للمشاركين، وتوفير بيئة داعمة للتغيير السلوكي.
وحول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعال للوصول إلى مختلف شرائح المجتمع، أشار الأخصائي الاجتماعي إلى ضرورة إنشاء محتوى مرئي وجذاب ومتنوع لسهولة الوصول للجماهير، إنشاء منفذ للتفاعل المستمر مع الجمهور والرد على استفساراتهم، والتعاون مع مؤثرين موثوقين في المجال الصحي.
وأكد العيسائي أن الأطفال والمراهقين الفئات الأكثر حاجة إلى حملات إعلامية صحية، وكذلك كبار السن مع إيجاد وسيلة مناسبة يستخدمونها، والمصابين بالأمراض المزمنة. كما يجب تخصيص الرسائل لتكون ملائمة لاحتياجات كل فئة، مع استخدام اللغة والمحتوى المناسبين.
وأشار أحمد إلى دور المدارس في دعم الحملات الإعلامية الصحية وتعزيز السلوكيات الوقائية داخل الأسر، من خلال تقديم برامج التثقيف الصحي للطلبة، تنظيم حلقات عمل وندوات توعوية، وتشجيع الطلبة على نقل المعلومات الصحية إلى أسرهم.
وذكر أن الحملات التوعوية لكبار السن ومرضى السكري تعد من الأمثلة الناجحة على الحملات التوعوية الصحية، وأثرت بشكل كبير من خلال زيادة الوعي عندهم ومراجعتهم المستمرة مع الدكتور المسؤول عنهم.