الفاشر- أفادت مصادر ميدانية للجزيرة نت بأن الطيران العسكري السوداني نفذ، أمس الأربعاء، عملية إنزال جوي ناجحة لمساعدات إنسانية وأدوية للنازحين في مخيم زمزم، الواقع على بعد 15 كيلومترا جنوبي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، في غرب السودان.

وأوضحت المصادر أن عملية الإنزال جاءت في وقت حقق فيه الجيش السوداني والقوات المشتركة تقدّما ملحوظا في عدة محاور داخل مدينة الفاشر، بينما تراجعت قوات الدعم السريع في عديد من نقاط الارتكاز.

مئات آلاف النازحين يعيشون أوضاعا غير إنسانية في مخيم زمزم جنوبي الفاشر (الجزيرة) تحت الحصار

وبعد مرور 6 أشهر من الانتهاكات التي تُتهم قوات الدعم السريع بارتكابها في مخيم زمزم، أصبحت الغالبية العظمى من سكانه، البالغ عددهم نحو مليون شخص، مهددة بالمجاعة والأمراض، وفقا لتقديرات وكالات الأمم المتحدة.

وقال محمد خميس دودة، المتحدث الرسمي باسم النازحين في مخيم زمزم للجزيرة نت، إن المخيم شهد أمس الأربعاء أول عملية إسقاط جوي ناجحة للمساعدات الإغاثية منذ بدء الحصار في أبريل/نيسان الماضي.

وأشار إلى أن عملية الإنزال استهدفت النازحين الجدد، واحتوت على كميات مقدّرة من السكر والدقيق واللبن، تبرعت بها الحكومة الإقليمية في دارفور وبعض الجهات الإنسانية الخيرية. وأكد أن هذه المساعدات لا تكفي لمواجهة الاحتياجات المتزايدة في المخيم، خاصة فيما يتعلق بالحصول على مياه صالحة للشرب.

تكدس النازحين في مخيم زمزم الذي يواجه المجاعة جنوب مدينة الفاشر (الجزيرة)

وحسب آدم جمعة، وهو قيادي شبابي في المخيم، فإن قوات الدعم السريع لا تزال تفرض حصارا خانقا يمنع دخول المساعدات الإنسانية، وأدى إلى نقص حاد في بعض السلع الاستهلاكية، مما تسبب في ارتفاع جنوني بالأسعار.

إعلان

وشدد الناشط على ضرورة استمرار عمليات الإسقاط الجوي لتوفير الغذاء والدواء، محذرا من أن "كثيرا من الناس مهددون بالجوع والأمراض بسبب نقص الغذاء والرعاية الصحية". وناشد المنظمات الإنسانية إعادة النظر في خططها وتوجيه دعمها للمخيم، حتى وإن كان ذلك عن طريق الإمدادات الجوية.

ووفقًا للإحصاءات المحلية، فإن عدد النازحين الذين فروا من مناطق جنوب شرقي المخيم، والذين وصلوا إليه خلال الأسبوعين الماضيين، تجاوز 16 ألف أسرة، في حين يُقدر عدد نازحي المخيم بنحو مليون شخص، وفق جهات محلية.

وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد أعلن، في فبراير/شباط الماضي، تعليقا مؤقتا لتوزيع المساعدات في المخيم الذي يعاني من المجاعة، في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة "أطباء بلا حدود" تعليق جميع أنشطتها في المخيم بسبب تصاعد القتال.

مخطط هجوم

وفي المقابل، أعلن إعلام الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني في مدينة الفاشر أن القوات المسلحة تواصل تقدمها في جميع محاور القتال بالمدينة.

وفي بيان صحفي، أوضح الجيش أنه نفذ هجوما أسفر عن مقتل 25 عنصرا من الدعم السريع وإصابة العشرات، بالإضافة إلى تدمير 3 آليات عسكرية، تشمل سيارة جرار وسيارتين من نوع "لاند كروزر". وأكد البيان أن "من تبقى من عناصر المليشيا فرّوا بعد تكبدهم خسائر فادحة".

وأشار البيان إلى أن هذه العملية تمت بتنسيق كامل بين القوات البرية والمدفعية والطائرات المسيّرة. وقال إن الأسرى الذين تم القبض عليهم كشفوا عن معلومات استخباراتية تتعلق بخطط للهجوم على المدينة، بالإضافة إلى مواقع تجمعهم شرق الفاشر، مع وجود قوات قادمة من مدن الجنينة وزالنجي والضعين.

وذكر بيان الجيش أن تلك المعلومات قيد التحليل، وأن القوات المسلحة في أعلى درجات الاستعداد لرصد أي "تحرك معاد".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان مدینة الفاشر الدعم السریع فی مخیم زمزم فی المخیم

إقرأ أيضاً:

عصب الاقتصاد السوداني يقع في يد ميليشا الدعم السريع .. تفاصيل

عرضت فضائية العربية تقريرا عن الأوضاع في السودان وتطور المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

بسام راضي: سياسة أديس أبابا تهدد أمن مصر والسودان القومي.. فيديوستيانس: الوضع في السودان كارثي والفاشر تشهد جرائم مروعةالسيطرة على منطقة هجليج النفطية

وأعلنت قوات الدعم السريع السيطرة على منطقة هجليج النفطية التي توصف بأنها عصب الاقتصاد السوداني، وتقع بلدة هجليج في جنوب إقليم كردفان بالقرب من الحدود مع دولة جنوب السودان.

وأوضح التقرير أنها تعد بوابة رئيسية تربط ولايات غرب وجنوب وشمال كردفان مع شرق وجنوب إقليم دارفور.

معارك دامية 

وشهدت هذه المنطقة الاستراتيجية في الأسابيع الأخيرة معارك دامية بعدما سيطرت «قوات الدعم السريع» نهاية أكتوبر على كل إقليم دارفور في غرب البلاد.

طباعة شارك السودان الجيش السوداني قوات الدعم السريع

مقالات مشابهة

  • هل أصبحت الفاشر مدينة موت بعد سقوطها في يد الدعم السريع؟
  • عصب الاقتصاد السوداني يقع في يد ميليشا الدعم السريع .. تفاصيل
  • الجيش السوداني يكشف عن دولة إقليمية تدعم قوات الدعم السريع
  • مبارك الفاضل ينتقد قيادة الجيش ويحمّلها مسؤولية الإخفاقات العسكرية في كردفان ودارفور
  • أهم منطقة نفطية | الدعم السريع تسيطر على عصب الاقتصاد السوداني
  • الجيش السوداني ينسحب من حقل هجليج النفطي والدعم السريع تهاجم
  • الهجرة الدولية: ازدياد عدد النازحين من كردفان جراء انتهاكات الدعم السريع
  • على ماذا يعوّل .. لماذا يصر الجيش السوداني على الحسم العسكري
  • رئيس الوزراء السوداني: قصف ميليشيا الدعم السريع مرافق مدنية وقتل الأطفال جريمة حرب
  • أطباء السودان: وثقنا اغتصاب الدعم السريع لـ19 امرأة من الفاشر