الجيش السوداني يتقدم في الفاشر ويُسقِط مساعدات على مخيم زمزم المحاصر
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
الفاشر- أفادت مصادر ميدانية للجزيرة نت بأن الطيران العسكري السوداني نفذ، أمس الأربعاء، عملية إنزال جوي ناجحة لمساعدات إنسانية وأدوية للنازحين في مخيم زمزم، الواقع على بعد 15 كيلومترا جنوبي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، في غرب السودان.
وأوضحت المصادر أن عملية الإنزال جاءت في وقت حقق فيه الجيش السوداني والقوات المشتركة تقدّما ملحوظا في عدة محاور داخل مدينة الفاشر، بينما تراجعت قوات الدعم السريع في عديد من نقاط الارتكاز.
وبعد مرور 6 أشهر من الانتهاكات التي تُتهم قوات الدعم السريع بارتكابها في مخيم زمزم، أصبحت الغالبية العظمى من سكانه، البالغ عددهم نحو مليون شخص، مهددة بالمجاعة والأمراض، وفقا لتقديرات وكالات الأمم المتحدة.
وقال محمد خميس دودة، المتحدث الرسمي باسم النازحين في مخيم زمزم للجزيرة نت، إن المخيم شهد أمس الأربعاء أول عملية إسقاط جوي ناجحة للمساعدات الإغاثية منذ بدء الحصار في أبريل/نيسان الماضي.
وأشار إلى أن عملية الإنزال استهدفت النازحين الجدد، واحتوت على كميات مقدّرة من السكر والدقيق واللبن، تبرعت بها الحكومة الإقليمية في دارفور وبعض الجهات الإنسانية الخيرية. وأكد أن هذه المساعدات لا تكفي لمواجهة الاحتياجات المتزايدة في المخيم، خاصة فيما يتعلق بالحصول على مياه صالحة للشرب.
وحسب آدم جمعة، وهو قيادي شبابي في المخيم، فإن قوات الدعم السريع لا تزال تفرض حصارا خانقا يمنع دخول المساعدات الإنسانية، وأدى إلى نقص حاد في بعض السلع الاستهلاكية، مما تسبب في ارتفاع جنوني بالأسعار.
إعلانوشدد الناشط على ضرورة استمرار عمليات الإسقاط الجوي لتوفير الغذاء والدواء، محذرا من أن "كثيرا من الناس مهددون بالجوع والأمراض بسبب نقص الغذاء والرعاية الصحية". وناشد المنظمات الإنسانية إعادة النظر في خططها وتوجيه دعمها للمخيم، حتى وإن كان ذلك عن طريق الإمدادات الجوية.
ووفقًا للإحصاءات المحلية، فإن عدد النازحين الذين فروا من مناطق جنوب شرقي المخيم، والذين وصلوا إليه خلال الأسبوعين الماضيين، تجاوز 16 ألف أسرة، في حين يُقدر عدد نازحي المخيم بنحو مليون شخص، وفق جهات محلية.
وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد أعلن، في فبراير/شباط الماضي، تعليقا مؤقتا لتوزيع المساعدات في المخيم الذي يعاني من المجاعة، في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة "أطباء بلا حدود" تعليق جميع أنشطتها في المخيم بسبب تصاعد القتال.
مخطط هجوموفي المقابل، أعلن إعلام الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني في مدينة الفاشر أن القوات المسلحة تواصل تقدمها في جميع محاور القتال بالمدينة.
وفي بيان صحفي، أوضح الجيش أنه نفذ هجوما أسفر عن مقتل 25 عنصرا من الدعم السريع وإصابة العشرات، بالإضافة إلى تدمير 3 آليات عسكرية، تشمل سيارة جرار وسيارتين من نوع "لاند كروزر". وأكد البيان أن "من تبقى من عناصر المليشيا فرّوا بعد تكبدهم خسائر فادحة".
وأشار البيان إلى أن هذه العملية تمت بتنسيق كامل بين القوات البرية والمدفعية والطائرات المسيّرة. وقال إن الأسرى الذين تم القبض عليهم كشفوا عن معلومات استخباراتية تتعلق بخطط للهجوم على المدينة، بالإضافة إلى مواقع تجمعهم شرق الفاشر، مع وجود قوات قادمة من مدن الجنينة وزالنجي والضعين.
وذكر بيان الجيش أن تلك المعلومات قيد التحليل، وأن القوات المسلحة في أعلى درجات الاستعداد لرصد أي "تحرك معاد".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان مدینة الفاشر الدعم السریع فی مخیم زمزم فی المخیم
إقرأ أيضاً:
بعد زيارة البرهان لمصر.. هل يشهد السودان هدنة قريبة بين الجيش و(الدعم السريع)؟
طرحت زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، إلى مصر ولقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في العلمين، الكثير من التساؤلات حول الهدف من تلك الزيارة في هذا التوقيت وهل تحمل جديدا فيما يتعلق بوقف الحرب أو قبول الهدنة التي طرحتها الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية، بحسب سبوتنيك.
ويرى مراقبون أن تلك الزيارة والتي جمعت بين الرئيس السيسي والمشير الليبي خليفة حفتر، والبرهان، كان لها دلالة كبيرة على الوضع الراهن، خاصة وأنها تأتي في أعقاب وصول قوات الدعم السريع لأول مرة على الحدود المصرية بشكل مباشر في منطقة "المثلث" واتهام مجلس السيادة لقوات حفتر، بالمساعدة والتدريب وتقديم الدعم اللوجستي لقوات الدعم السريع، لذا لا يمكن أن تكون تلك الزيارة عادية ولا تحمل جديدا لتغيير الواقع على الأرض وأول تلك الخطوات قبول الدعم السريع لهدنة إنسانية طلبتها الأمم المتحدة ووافق عليها البرهان.
فما هي أهداف زيارة البرهان إلى مصر؟
بداية، يقول الدكتور أحمد المفتي، الحقوقي السوداني، مدير "مركز الخرطوم الدولي لحقوق الإنسان"، إن "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، كانا متواجدين في قمة أسبانيا، ولا نستبعد أن يكون الرجلان قد التقيا، لذلك نرى أن زيارة البرهان لمصر في طريق عودته، لابد أن يكون فيها جديد".
الهدنة المرتقبة
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "من الجديد الذي ربما تحمله تلك الزيارة هو ظهور السيسي، متوسطا البرهان وحفتر، ومعلوم دعم حفتر للدعم السريع أو على أقل تقدير اتخاذ الدعم السريع لأراضي ليبيا، التي يسيطر عليها حفتر، ومعسكرات للتدريب وطريقا للتموين، بعد أن ضاقت الطرق الأخرى، وقد يكون توسط السيسي في الصورة، هو وساطة بين البرهان وحفتر".
وتابع المفتي: "من الأشياء التي أراها جديدة أيضا، توجهات حميدتي الودية تجاه مصر، وحرص البرهان على أن لا يكون ذلك على حساب حكومة السودان".
وأشار المفتي إلى أن "المعلوم أن مصر هي واحدة من وسطاء السلام في السودان، وسبق لها أن طرحت مبادرة دول الجوار، وقد تريد أن تُعظم دورها كوسيط بتناول أبعاد المشكلة التي يصعب علي الوسطاء الآخرين الولوج فيها، مثل استياء البرهان من دعم حفتر للدعم السريع".
وفيما يتعلق بالدعوة الأممية للهدنة في هذا التوقيت، يقول المفتي: "العلاقة مع الأمم المتحدة، فقد يكون لحفتر تأثير على الدعم السريع لقبول هدنة الأمم المتحدة، التي قبلها البرهان وسعدت بها الأمم المتحدة، لكنها لا تريد تطوير تلك السعادة إلى إدانة للدعم السريع، ويسعدها كل من يقنع الدعم السريع بقبول الهدنة ولو كان حفتر بوساطة السيسي".
دور مصري فاعل
من جانبه، يقول المحلل السياسي السوداني وليد علي: "هذه الزيارة تبدو مثيرة للاهتمام والجدل، وذلك ليس لأنها جاءت بدون إعلان مسبق، لأن السيد البرهان اعتاد الزيارات غير المعلنة للرئيس السيسي أكثر من مرة".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "هذه الزيارة تأتي وقد عقد الرئيس السيسي عدة لقاءات مباشرة قبلها مع جهات مرتبطة بالشأن السوداني، أو بصورة مباشرة بأحداث حرب 15 أبريل(نيسان) 2023، التي لازالت مستمرة بشراسة، لكن هذه المرة يبدو أن السيسي في جعبته أكثر من مجرد دعوة لإيقاف الحرب، وقد يكون قد توصل بالفعل لمعادلة معقولة مع الأطراف التي يُعرف عنها دعمها لقوات الدعم السريع في هذه المعركة سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وهو الآن بصدد عرض ما توصل إليه مع هذه الأطراف على البرهان".
وتابع علي: "يبدو أن السيسي قد توصل لشيء مهم، لأنه طلب حضور البرهان الذي كان في رحلة إلى إسبانيا لحضور مؤتمر يخص الأمم المتحدة، و يبدو للأهمية قد استجاب البرهان لطلب السيسي وعرّج سريعا على مصر في طريق عودته للسودان".
حميدتي والمثلث الحدودي
وأشار المحلل السياسي إلى أن "السيسي التقى قائد الجيش الليبي المشير حفتر، قبل لقاء البرهان بقليل، وبدون شك أن قضية حرب السودان كانت تتصدر أجندة حواره مع القائد الليبي، الذي يُتهم بتسهيل دخول السلاح والوقود لقوات الدعم السريع، ويأتي هذا اللقاء بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المثلث الحدودي بين مصر والسودان وليبيا، مما يجعل هذه القوات متاخمة لأول مرة للحدود المصرية".
وقال علي إن "حميدتي في تصريح سابق أعرب عن رغبته في حل خلافاته بالحوار مع القيادة المصرية التي يتهمها بدعم الجيش السوداني ضده، مما يعني أنه قد تلقى نصيحة بذلك قد تكون من حليف خليجي لمصر، لأنه سوف يواجه إشكالية كبيرة في حالة قام بتصعيد خلافه مع مصر التي تعتبر الأقوى في المنطقة، وذات ثقل مهم داخل مؤسسات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي".
واستطرد: "لم تخرج حتى الآن تأكيدات حول ما جرى في الاجتماع ولن تخرج كل المحادثات بالتأكيد، لأنها أمنية بالدرجة الأولى، ولكن أتوقع أن حفتر سوف يتراجع عن تقديم تسهيلات كثيرة كان يقدمها لحليفه القديم حميدتي، وربما يضغط عليه للدخول في حوار مع الجيش السوداني لوقف الحرب".
حميدتي والمثلث الحدودي
وأشار المحلل السياسي إلى أن "السيسي التقى قائد الجيش الليبي المشير حفتر، قبل لقاء البرهان بقليل، وبدون شك أن قضية حرب السودان كانت تتصدر أجندة حواره مع القائد الليبي، الذي يُتهم بتسهيل دخول السلاح والوقود لقوات الدعم السريع، ويأتي هذا اللقاء بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المثلث الحدودي بين مصر والسودان وليبيا، مما يجعل هذه القوات متاخمة لأول مرة للحدود المصرية".
وقال علي إن "حميدتي في تصريح سابق أعرب عن رغبته في حل خلافاته بالحوار مع القيادة المصرية التي يتهمها بدعم الجيش السوداني ضده، مما يعني أنه قد تلقى نصيحة بذلك قد تكون من حليف خليجي لمصر، لأنه سوف يواجه إشكالية كبيرة في حالة قام بتصعيد خلافه مع مصر التي تعتبر الأقوى في المنطقة، وذات ثقل مهم داخل مؤسسات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي".
واستطرد: "لم تخرج حتى الآن تأكيدات حول ما جرى في الاجتماع ولن تخرج كل المحادثات بالتأكيد، لأنها أمنية بالدرجة الأولى، ولكن أتوقع أن حفتر سوف يتراجع عن تقديم تسهيلات كثيرة كان يقدمها لحليفه القديم حميدتي، وربما يضغط عليه للدخول في حوار مع الجيش السوداني لوقف الحرب".