موسكو-سانا

أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن مكائد ودسائس الغرب عبر شهور عديدة بهدف منع انعقاد قمة مجموعة “بريكس” ذهبت أدراج الرياح، وباءت بالفشل الذريع.

ونقل موقع “RT” عن زاخاروفا قولها في تصريح: إن “قمة مجموعة دول بريكس “البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا” انعقدت رغم جميع المكائد غير القليلة التي قامت بها واشنطن ولندن، والتي اخترعت على مدار عدة أشهر من أجل عرقلة هذا الحدث”.

وتابعت زاخاروفا: إنه “وعلى الرغم من محاولات قصر الإليزيه للتدخل فيها، والتهويل ومحاولة منع دول ذات اقتصادات حقيقية، وليس من تلك ذات العملات المتضخمة، من الاجتماع مع بعضها البعض لمناقشة كيفية إنقاذ الكوكب من عملية احتيال أخرى عقدت القمة، ولم تنجح جميع تلك المؤامرات”.

وأشارت زاخاروفا إلى أن العامل المثير للقلق فيما يتعلق بتصرفات الغرب بالنسبة للعالم أجمع هو الوضع المحيط باتفاقية الحبوب، لافتة إلى أن “هذه الاتفاقية وما فعلته بها الولايات المتحدة وبروكسل وغيرهما كانت عاملاً مهما للغاية في الصحوة العالمية… وتلك المغامرة التي تحمل شعار مساعدة الدول الأكثر فقراً وفي مقدمتها إفريقيا، والتي بدأت في صيف 2022، لم تتحول إلا إلى إثراء للشركات الغربية لكنها شكلت فرصة لمختلف الدول لإعادة التفكير فيما كان يحدث خلال الفترة الماضية، ومعرفة من هو منخرط في المؤامرة”.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

الإسلاميون المصريون يتبنّون الواقعية السياسية ويعيدون علاقتهم بالغرب.. دراسة

في سياق مراجعاته الفكرية والسياسية المتتالية، والمكثفة مؤخرا، أصدر مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية ـ مقره إسطنبول ومقرب من الجماعة الإسلامية المصرية ـ ورقة جديدة تتعلق بمراجعة موقف وتصور الحركات الإسلامية تجاه الغرب، وفهم محركات السلوك الغربي تجاهها خاصة عندما تصل إلى السلطة، وهل هو موقف مبدأي أو ثقافي "هوياتي" أو ديني، أم أنه موقف براجماتي يتعلق بحسابات المصالح السياسية والاقتصادية بالمقام الأول.

الورقة صدرت تحت عنوان : "الغرب والإسلاميون في السلطة : معايير مزدوجة أم حسابات المصالح؟"، وقد استعرضت أربع تجارب سياسية للإسلاميين، لكل منها خصوصيته، ولكل منها تجربته في التعامل مع الموقف الغربي تجاهه، التجربة الأفغانية بقيادة حركة طالبان، والتجربة السورية بقيادة "هيئة تحرير الشام"، والتجربة التونسية بقيادة حركة النهضة، ثم تجربة الإخوان المسلمين في مصر .

خلاصة ما حملته الورقة يمكن تحديده في النقاط التالية:

التعامل مع الغرب لا يُبنى على حسن النوايا أو نقاء الهوية "مشروعك الفكري"، بل يبنى على مدى وضوح هذا المشروع، وقوة الأداء، وقدرتك على بناء علاقات عميقة، ومرونة خطابك السياسي، وأيضا الوعي بالمعادلات العالمية وحسابات المصالح المتقاطعة، فهذا شرط أساس لنجاح التجربة أو بقائها، لا مجرد إخلاصها فقط.

تخلص الورقة إلى قناعة واضحة، بأن الغرب لا يعادي الإسلاميين لكونهم إسلاميين، بل لغياب الفائدة منهم في معادلة المصالح، والقلق من نواياهم، وأنه حين يرى الغرب أن الحركة الإسلامية قادرة على أن تؤدي دورا يحقق التوازن الإقليمي ويضبط الأمن، سيحترمها ويتعامل معها بجدية.يجب تصحيح رؤيتنا للآخر، والغرب تحديدا، وينبغي الانتقال بالوعي والممارسة من منطق الصراع مع الخارج إلى منطق الفهم الاستراتيجي لمعادلات القوة الدولية، وحسابات الآخر، وتقاطعات المصالح.
ليس مطلوبا أن تقدم خطابا سياسيا يفرِّط في ثوابتك، لكن المطلوب خطاب سياسي  يتعامل مع العالم بلغة مصالح يفهمها، وشراكات ذكية، تتقبل مشروعك وتتفهم حساباتك.

أيضا، ضرورة بناء حواضن دبلوماسية وشعبية مزدوجة، في الداخل وفي العواصم الغربية، تفهم الغرب بواقعية وعن قرب، وأيضا تُطمئن جمهور الداخل على مشروعه وقناعاته.

أيضا لا بد من إدراك أن إدارة الدولة تتطلب مشروعًا شاملًا، لا مجرد شعارات أو نوايا حسنة.

تخلص الورقة إلى قناعة واضحة، بأن الغرب لا يعادي الإسلاميين لكونهم إسلاميين، بل لغياب الفائدة منهم في معادلة المصالح، والقلق من نواياهم، وأنه حين يرى الغرب أن الحركة الإسلامية قادرة على أن تؤدي دورا يحقق التوازن الإقليمي ويضبط الأمن، سيحترمها ويتعامل معها بجدية.

لاحظت أن الورقة، وهي تعبر عن جماعة كانت داعمة لتجربة الإخوان في مصر ووفية لشرعية الرئيس الراحل محمد مرسي، كانت واضحة في مراجعتها لأخطاء تلك التجربة، وسجلت بوضوح نقدها لما أسمته: "هشاشة الأداء السياسي للإخوان في إدارة الدولة، وغياب رسائل طمأنة واضحة للغرب".

الورقة نقلة جريئة لوعي الإسلاميين، الذي استكان دهرا لمظلومية الاضطهاد من الغرب، والعداء المستدام بين الإسلام والغرب، ونمطية الموقف العدائي تجاه الغرب من حيث المبدأ وبدون أي تحليل واقعي لحسابات المصالح وتقاطعاتهاالورقة نقلة جريئة لوعي الإسلاميين، الذي استكان دهرا لمظلومية الاضطهاد من الغرب، والعداء المستدام بين الإسلام والغرب، ونمطية الموقف العدائي تجاه الغرب من حيث المبدأ وبدون أي تحليل واقعي لحسابات المصالح وتقاطعاتها، ومن الواضح أن التجربة السورية أحدثت ثورة فكرية لدى التيار الإسلامي العربي، وأجبرته على إجراء مراجعات متعددة، لموقفه السياسي، ولبنائه الفكري أيضا، خاصة وأن التجربة السورية قادها حركة إسلامية جديدة، شابة، فتية، حديثة العهد، بلا تجربة تاريخية تذكر، وتعاملت مع ظروف سياسية محلية وإقليمية ودولية غاية في الصعوبة والتعقيد، ومع ذلك نجحت في اختراق تلك الظروف جميعا، ثم نجحت أيضا في إثبات جدارتها وكفاءتها عندما تولت إدارة الدولة السورية، المنهكة والممزقة والمحطمة، ونجحت في تحييد العداوات الإقليمية والدولية لها، ثم نجحت في نسج شبكة علاقات إقليمية مثلت سياج حماية سياسية وديبلوماسية وعسكرية لنظامها السياسي الجديد، واكتسبت الثقة سريعا كقوة سياسية مسؤولة ورجال دولة.

كل ذلك أحدث ما يشبه الزلزال في الوعي السياسي عند الإسلاميين العرب، وخاصة المصريين، وأعتقد أن مراجعات الجماعة الإسلامية المصرية تأتي في هذا السياق، وهي مراجعات جادة ومسؤولة، وإذا امتلكت شجاعة الاستمرار حتى النهاية يمكنها أن تؤسس لواقعية سياسية جديدة للتيار الإسلامي تتيح له رؤية أكثر نضجا وعقلانية لذاته ولواقعه ولتحدياته، وتتيح له بناء منظومة علاقاته الداخلية والإقليمية والدولية بصيغة أكثر جدوى وأكثر فاعلية، وأكثر قدرة على تحقيق أهدافه لإصلاح وطنه.

مقالات مشابهة

  • الإسلاميون المصريون يتبنّون الواقعية السياسية ويعيدون علاقتهم بالغرب.. دراسة
  • رئيس أوكرانيا يطالب الغرب بردّ ملموس على روسيا بعد الهجوم العنيف على كييف
  • صوفان: هذه الإجراءات ليست بديلاً عن العدالة الانتقالية والتي بدأت بالفعل، وهذه مهمة اللجنة الوطنية للعدالة الانتقالية التي شكلت بمرسوم رئاسي
  • روسيا تمدّد نفوذها في إفريقيا: شراكات أمنية "حساسة" تقلق الغرب
  • هكذا نُقدم بندلي الجوزي
  • الاقتصاد والأمن يتصدران قمة مجموعة السبع في كندا
  • زاخاروفا تسخر من زيلينسكي.. يتوسل العالم للحصول على السلاح
  • الملك يصل إلى موقع انعقاد المؤتمر الثالث للأمم المتحدة للمحيطات بفرنسا
  • محافظ المنيا: لم نتلق اى شكاوى خلال أيام عيد الأضحى وغرف العمليات فى انعقاد مستمر
  • خبير عسكري أمريكي: زيلينسكي فقد الإحساس بالواقع وبات خطرا على الغرب