سودانايل:
2025-06-23@19:25:18 GMT

في وداع أخي الصديق علي أبرسي

تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم

حسن تاج السر - لندن

{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ}

ايام كئيبة قد مضت ودعنا فيها رفاة رمز من رموز الوطنية والخير والفضيلة ومكارم الأخلاق. وبرغم هول الفاجعة كان لزاما علينا الصبر بهدي التوكل واليقين.



قال المتنبي

"وما الموت إلا سارق دق شخصه**
يسعي بلا كف ويمشي بلا رجل"

فالموت كلمة قاسية تسقع علاقات الناس وتبدد أحلامهم حين تكون النازلة في حجم فقدنا العظيم نهرع الي قول الله تعالى

{" ان للمتقين عند ربهم جنات النعيم"}

وايضاً صور المتنبي حاله حين قال

" صــرتُ إذا أصابتني سهامٌ ** تكسّرتِ النِّصالُ على النصال "
وقال
" كَأَنَّ المَــوتَ لَم يَفجَع بِنَفسٍ ** وَلَم يَخطُر لِمَخلوقٍ بِبالِ"
"وأفجع من فقدنا من وجدنا عند الفقد مفقود المثال"

ولد علي أبرسي وترعرع في سنينه الاولي عند أخواله ووالدته حاجه الحرم عبدالرحيم بالنهود الي ان انتقل مع والده الكريم الي كورتي مقر الكوارته الكرام. وأُلحق بالخلوة حيث حفظ قدراً من القران انعكس في ثقافته، ثم ارتحل الي امدرمان ملتحقا بالمعهد العلمي وهناك أجاد علوم الدين واللغة العربية ثم بعد ذلك امتطي جواد العصامية بدء بعمله التجاري بالدويم ثم النهود مروراً بنيالا فزالنجي ثم هبط عائداً الي أمدرمان ومارس تجارة عمومية الي ان حباه الله بذكائه اللماح بدخول قطاع النقل وكان ذلك فتحا عظيما أبلى فيه بلاء حسنا لحسن ادارته وبفضل مواهبه العديدة اصبح من كبار رجال قطاع النقل وصار مرجعاً وهادئاً لشئون النقل كما اغتنم فرصة دخول القطاع الخاص في مجال الغاز وأسس شركة ابرسي للغاز التي أصبحت ايضاً من كبريات شركات الغاز وأسهمت مع غيرها في تخفيف ضائقة الحاجة الي الغاز وكان لها اثرها في حياة المواطنيين.

أدار عمله بحنكة ودراية والتزم فيها جانب المهنية والاستقامة الأخلاقية والنزاهة في التعامل مع الآخرين حيث كان يتوخي العفة والنزاهة والرزق الحلال وهذا شي وجزء من طبائعه الحميدة التي عرفناه بيها.

إنه رجل مجتمع يشارك الناس لحظاتهم خيرها وشرها، علي سجاياه كريمة وخصاله عظيمة مروءة دافقة وكرم اصيل دون تكلف او رياء وهو دوماً من طبعه حسن استقبال قاصديه في بشاشة وابتسامة تخرج من وجه طلق صبوح.

كانت له إسهاماته في مجال التعليم وإنشاء مدارس اساس تحمل اسمه في شمال أمدرمان وايضاً أسهم في الجامعة الأهلية وكذلك جامعة الأحفاد بمفهوم عطاء القادرين علي فعل الخير من رجال الأعمال.

علي أبرسي رحمه الله كان رجل أعمال ناجح وسياسي فطن ومحدث لبق ومحاور بارع أديب مطبوع وشاعر مجيد. حديثه عذب وأنسه جميل ومجلسه عامر وله حضور باين في ساحات العمل العام ترك فيها اسماً لامعاً عرف بالشجاعة وقوة المنطق كما قال شوقي

"ربت الشجاعة في الرجال جلائل
**وأقلهن شجاعة الاراء "

ستبقي ذكراه الطيبة عالقة عند اهله واصدقائه وعارفي فضله ما بزغ فجر بالضياء او اضاءة نجوم الليل الساري.
ستفتقده ساحات العمل العام لدوره في قضايا الوطن اذ كان يمثل تيار الاعتدال والوسطية كما كان من ابرز رجال الطريقة الختمية وكان له مكانة خاصة عند مولانا السيد محمد عثمان حفظه الله.

خلف الراحل اسماً طيبا تعتز وتفخر به اسرة الكوارته وعائلته الكريمة من زوجته السيدة سعاد وانجاله احمد واخوانه وكريماته أزاهر وشقيقاتها.

أما أنا فسيبقي حزني مقيما عليه ما حييت وستبقي ذكرياتي الطويلة وأيامي الخالدة معه تذكي نار أحزاني الي الأبد.

اللهم اكرم وفادته وانزله منزل الاخيار والصالحين واجعل الجنة متقلبه ومثواه
{"إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ"}

وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حولة ولاقوة إلا بالله
hassan.t.ali@gmail.com

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

شاهد.. رسالة وداع وفراق من شاب سوداني لصديق عمره بعد فشل الصلح بينهما وإصرار صديقه على الخصام تدمي القلوب وثير تعاطف الآلاف على مواقع التواصل

تصدرت رسالة صوتية بعثها شاب سوداني, لصديقه عبر تطبيق المراسلات “واتساب”, الترند على مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان.

وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فإن الشاب بعث برسالته الصوتية لصديق عمره بعد أن باءت كل محاولاته في الصلح بالفشل.

وقال الشاب في رسالته لصديقه “عبده” والتي أدمت القلوب وأثارت تعاطف الآلاف على السوشيال ميديا: (والله يا عبده دا آخر تسجيل صوتي مني ليك).

وأضاف متأثراً بعبارات حزينة بحسب ما نقل محرر موقع النيلين: (بحاول معاك كل هذه المحاولات مش عشان أنا ما لاقي غيرك بس انتي صاحبي شديد وكان بينا عشرة وأيام حلوة لكن خسارة وربنا يسعدك وينور طريقك).

محمد عثمان _ الخرطوم

النيلين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أمينة الفتوى: هجرة النبي تعلمنا كيف نختار الصديق الصادق
  • محمد بن راشد: رحم الله محمد عبيد الله.. أحد رجال الإمارات المخلصين
  • ليلة سقوط عربي في مونديال الأندية.. وداع مرّ من الجولة الثانية!
  • الصديق المهدي يعدد تداعيات الحرب على السودان.. وينزع الشرعية عن كامل إدريس
  • قديم وكان مهددا بالسقوط على سيدة ونجلها.. ماذا حدث في عقار شبرا مصر بالقاهرة؟
  • شاهد.. رسالة وداع وفراق من شاب سوداني لصديق عمره بعد فشل الصلح بينهما وإصرار صديقه على الخصام تدمي القلوب وثير تعاطف الآلاف على مواقع التواصل
  • نظف دماغك بمشروبات وتمارين يومية… قل وداعًا للخرف
  • اللحظات الأخيرة في كارثة الطائرة الهندية المنكوبة
  • حال مقتله.. خامنئي يرشح ثلاثة من كبار رجال الدين لخلافته
  • إسرائيل تغتال أقرب رجال نصرالله في قلب طهران.. الاسم