فضل ليلة القدر .. 7 أسرار لا يعرفها الكثيرون
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
فضل ليلة القدر، يبحث كثيرون عن فضل ليلة القدر ، خاصة وأن فضل ليلة القدر، وأسرارها وأجرها وكيفية إحيائها بالصورة التي وردت في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، من الأمور التي تنتظر من العام للعام.
وجاء في فضل ليلة القدر، عدة أمور منها ما نرصده من خلال التقرير التالي:
فضل ليلة القدرليلة القدر هي أفضل الليالي، وقد أنزل الله فيها القرآن، وأخبر سبحانه أن فضل ليلة القدر خير من ألف شهر، وأنها مباركة، وأنه يفرق فيها كل أمر حكيم، كما قال سبحانه في أول سورة الدخان: «حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» (الدخان:1-6).
ليلة القدر هي ليلةٌ من ليالي شهر رمضان، تنزل فيها مقادير الخلائق إلى السماء الدنيا، ويستجيب الله فيها الدعاء، وهي اللَّيلة التي نزل فيها القرآن العظيم.
جاء عن أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. أما بالنسبة للدعاء المأثور إذا أكرم الله المسلم بهذه الليلة فعن عائشة _رضي الله عنها_ قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: «قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» أخرجه الترمذي وصححه.
فضل ليلة القدرتقع ليلة القَدرفي الثُّلث الأخير من شهر رمضان كما ثبت في صحيح البخاريّ عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: «كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُجَاوِرُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ ويقولُ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ» إلّا أنّ الأقوال اختلفت في تحديد ليلة القَدْر، وتعيينها؛ فقِيل إنّها في الليالي الفرديّة من العشر الأواخر؛ استدلالًا بما رُوِي عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: «أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ»، وقِيل إنّها في الأيّام السبع الأخيرة من رمضان؛ لِما ثبت من رواية الإمام البخاريّ عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-: «فمَن كانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَا في السَّبْعِ الأوَاخِرِ» وقِيل إنّها مُنتقِلةٌ، دون تحديدها بالليالي الفرديّة، أو الزوجيّة.
فضائل ليلة القدر1- في ليلة القدر غفران للذنب لمن قامها محتسبًا الأجر عند الله عز وجل، فعنأبي هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنهُ عنِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ أنَّه قال: «مَن يَقُمْ ليلةَ القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تَقدَّمَ من ذَنبِه» رواه البخاريُّ (35)، ومسلم (760).
2-فضل ليلة القدرأنزل الله تعالى في ليلة القدر القرآن الكريم، قال تعالى: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ»
3-فضل ليلة القدرخصّ الله تعالى ليلة القدر بالبركة، قال تعالى: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ».
4- تُكتب فيها الأعمار والأرزاق للعام القادم، قال تعالى: «فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ».
5- ميّز الله العبادة فيها دون باقي الليالي، قال تعالى: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ»
6- تتنزّل الملائكة في ليلة القدر لتحفّ المسلمين، وتملأ الأرض بالخير والرحمة والمغفرة، قال تعالى: «تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ».
7-ليلة القدر تكون خالية من الشّر، وتكثر فيها الطاعة والخير، فهي سلام من الأذى كلّه، قال تعالى: «سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ».
لماذا سميت ليلة القدر بذلك؟سميت ليلة القدربذلك لأن الله تعالى يقدر ما يشاء من أمره أي يظهره في تلك الليلة بعد ما كتبه في الأزل، وقيل سُميت ليلة القدر لعظمها وقدرها وشرفها من قولهم لفلان قدر أي شرف ومنزلة، وقد قيل أن العابد فيما مضى لا يسمى عابدًا حتى يعبد الله ألف شهر أي ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر فجعل الله تبارك وتعالى لأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- عبادة هذه الله خير من ألف شهر كانوا يعبدونها.
وقيل إن العابد فيما مضى لا يسمى عابدًا حتى يعبد الله ألف شهر أي ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر فجعل الله تبارك وتعالى لأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- عبادة هذه الليلة خير من ألف شهر كانوا يعبدونها.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر رجلًا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر فعجب المسلمون من ذلك فنزلت: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ» (سورة القدر)، وأن هذه هي المدة التي حمل فيها الرجل سلاحه في سبيل الله ففي هذه الليلة: «تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ» (القدر: 4) أي تنزل الملائكة من السماء إلى الأرض ويؤمنون على دعاء الناس إلى وقت طلوع الفجر.
اختلف في موعدها إلا أن التماسها دائماً ما يكون في الوتر من العشر الأواخر لما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال:""مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُلْتَمِسًا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَلْيَلْتَمِسْهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ وِتْراً"، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: "وَإِنِّي أُريْتُهَا لَيْلَةَ وِتْرٍ"، وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ».
وقد ذكر ابن عباس -رضي الله عنهما- أن موعد ليلة القدر توافق ليلة السابع والعشرين من رمضان، مؤكدًا رأيه بالأدلة العددية التي وردت في سورة القدر، التي منها أن قوله تعالى: «سَلَامٌ هِيَ» فالضمير «هِيَ» هو الكلمة السابعة والعشرون من السورة، وكلمات سورة القدر ثلاثون كلمة، والسابعة والعشرون «سَلَامٌ هِيَ».
فيما ذكر بعض المفسرين ومنهم ابن حجر العسقلاني، أن الإعجاز العددي لآيات القرآن الكريم، يعد محاولة لاستنتاج قضايا إعجازية من الأرقام، إما على سبيل التوافق وإما بعمليات حسابية أو بما يسمى «حساب الجُمَّل» الذي يذكر في الحروف المقطعة كما سيأتي.
وأضاف المفسرون أنه يتم الاستنتاج من رقم السورة والآية والجزء وعدد الكلمات والحروف والآيات، ومن أرقام صرح القرآن بها، منوهين إلى أن هناك ما يدل على أن العلماء قديمًا استندوا إلى الإعجاز العددي.وأشار المفسرون إلى أن كلام ابن عباس -رضي الله عنهما-، كان محاولة للاستنباط من قِبل ابن عباس - رضي الله عنه - في معرفة ليلة القدر مستأنسا بذكر العدد سبعة في قضايا متعددة في القرآن، ومن أقوى الأقوال في ليلة القدر أنها ليلة السابع والعشرين.
ولفت المفسرون إلى أن الإمام ابن رجب الحنبلي بين في كتابه لطائف المعارف أن طائفة من المتأخرين - ليسوا السلف بل من المتأخرين - استنبطوا من القرآن أنها ليلة سبعة وعشرين من موضعين من القرآن، الأول قالوا: تكرر ذكر ليلة القدر في ثلاثة مواضع في القرآن، وليلة القدر حروفها تسعة، والتسعة إذا ضربت في الثلاثة مواضع التي تكررت فيها فهي سبع وعشرون.والثاني: أن الله قال فيها: «سَلَامٌ هِيَ»، فيقولون: كلمة «هِيَ» هي الكلمة السابعة والعشرون من السورة، يقولون الكلمات ثلاثون كلمة السابعة والعشرون «سَلَامٌ هِيَ»، ثم نقل ابن رجب عن ابن عطية المفسر صاحب كتاب المحرر الوجيز، أنه قال: هذا من ملح التفسير، لا من متين العلم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فضل ليلة القدر فضائل ليلة القدر أعمال ليلة القدر المزيد صلى الله علیه وسلم فضل لیلة القدر العشر الأواخر فی لیلة القدر رضی الله عنه ی الله عنه قال تعالى من رمضان ال ق د ر ألف شهر ر م ض ان الق د ر ر الأو
إقرأ أيضاً:
وقفات إيمانية من الرحاب الطاهرة
يقف اليوم حجاج بيت الله الحرام على صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم حيث تكتظ جنبات المكان الطاهر بالحجاج الذين قدموا من مختلف بقاع الأرض تلبية ورغبة في محو السيئات وتكفير الذنوب وحصول على الأجر والثواب من الله تعالى.
يقفون بلباسهم الأبيض كالمزن المحمل بالخير، يرجون مغفرة ورحمة من ربهم جلّ في علاه، يقفون بقلوب وجلة وألسنة تفيض بالدعاء بكل أمنياتهم في الحياة الدنيا، ويطلبون ما عند الله تعالى الثواب والأجر والخير والرزق والجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض، يسألون الله العفو والغفران من جميع ذنوبهم وما اقترفته أيديهم.
إلى ذلك، يرى علماء الدين أن في الحكمة من ملابس الإحرام هي أن هذه الهيئة تبعث صاحبها على الخشوع والتواضع والخضوع لله تعالى، وتذكر الآخرة حيث لم تغره الزخارف والظاهر والزينة.
يعد يوم عرفة الذي يصادف كل عام يوم اليوم التاسع من شهر ذي الحجة من أفضل الأيام عند المسلمين، إذ إنه أحد أيام العشر من ذي الحجة، كما أنه يوم أغر تتنزل فيه الرحمات والخيرات من عند الله تعالى، وفيه يتوجه الحجاج إلى خالقهم بكلمات الضراعة والمشاعر الجياشة لينالوا المغفرة من دنس الذنوب والخطايا، يتوجهون إلى المولى تعالى أن يكفّر عنهم سيئاتهم وأن يتقبل منهم هذا الركن الإسلامي العظيم.
إذن نحن أمام موقف سنوي مهيب، فيه الكثير من العبر والتفكر والتأمل والتذكر، فما أجمله من مشهد ترق له النفوس، وتسر برؤيته العيون، لكم هي اللحمة الإسلامية التي تتجلى عندما يقف حجاج بيته الحرام في نطاق محدد كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا على صعيد عرفات الطاهر الذي يعتبر «أفضل يوم طلعت فيه الشمس»، ومع غروبه تبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة، ويصلون بها المغرب والعشاء، ويقفون بها حتى فجر غد العاشر شهر ذي الحجة وأول أيام عيد الأضحى المبارك، لأن المبيت بمزدلفة واجب حيث بات رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى بها حتى الفجر، ليكمل الحجاج مسيرهم وشعائرهم بترتيب وانتظام.
إننا نعيش هذه الساعات المباركة التي يرفع فيها حجاج بيت الله الحرام أياديهم إلى السماء داعين المولى عز وجل أن يلم شمل المسلمين وأن يفرّج الكربات عنهم، وأن يزيح عن الأمة العربية والإسلامية كل هم وضيق وأن يعم السلام أوطاننا العربية والإسلامية، وأن يجعلها بلاد أمن وأمان واستقرار، وأن يتقبل من جميع حجاج بيت الله الحرام مناسكهم وصالحات أعمالهم، وأن يعيدهم ببركته وعنايته إلى أوطانهم سالمين غانمين، وقد غُفرت لهم جميع ذنوبهم بعد أداء هذا الركن الإسلامي العظيم.
من لطائف القول ذكره ما قاله الدكتور محمد المختار الشنقيطي: «يوم عرفة يوم مشهود، هذا اليوم يذكر بالموقف بين يدي الله عز وجل؛ ولذلك إذا وقف العبد بعرفات، ونظر إلى تلك البريات، ونظر إلى تلك الأصوات والصيحات، فسبحان من علم لغاتها! وسبحان من ميز ألفاظها! وسبحان من قضى حوائجها! لا يخفى عليه صوت، ولا تعجزه حاجة، أحد فرد صمد، لا يعييه سؤال سائل».
ومما ورد في كتب التفسير والبيان «أن في هذا اليوم المبارك، أي يوم عرفة، نزل قوله تعالى: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا»، فقد شهد يوم عرفة في الحج خلال حجة الوداع اكتمال الدين الإسلامي وتمام النعمة الإلهية على المسلمين، مما يجعله لحظة فارقة في تاريخ الإسلام».
سيبقى الحج أمرا مهما بالنسبة للمسلمين في كل مكان، فقد قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: أفضل الحجاج أكثرُهم ذكرًا لله عز وجل. أما عن وجوب المبادرة إلى الحج لمن استطاع إلى ذلك سبيلا، فقد أكد علماء الدين على أنه يجب على من لم يحج وهو يستطيع أن يبادر إليه؛ لما رُوي عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تعجَّلوا الحجَّ -يعني الفريضة- فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له))، رواه أحمد.