أكد عدد من المعلمين، أن التعلم القائم على المشاريع يعد أحد أبرز الأساليب التي تعزز من تفاعل الطلبة وتطوير مهاراتهم، مما يسهل استيعاب المفاهيم وتطبيقها في حياتهم اليومية، وتفتح هذه المشاريع آفاقًا جديدة لتعليم أكثر تفاعلية، مما يضمن إعداد جيل قادر على التفكير النقدي والابتكار.

أشارت حنان سيف سعود المشرفية -معلمة أولى في مجال التعليم بمدرسة الإثراء (١-٤)، إلى أن "التعلم القائم على المشاريع" يمثل ثورة في طرق التعليم، حيث يمنح الطلاب الفرصة لاستكشاف قضايا معينة من خلال البحث المنظم والتقصي، ويختلف هذا الأسلوب كثيرًا عن التعلم التقليدي، إذ يركز على تطوير مهارات البحث العلمي، مما يمكّن الطلاب من اكتساب معارف ومهارات قيمة تُعد كنزًا حقيقيًا لمهارات التفكير العلمي والنقدي، موضحة أن هذا النهج التعليمي يعزز من قدرة الطلاب على مواجهة تحديات الحياة اليومية بفاعلية، مما يسهم في بناء ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على اتخاذ القرارات الصائبة، كما أن التعلم القائم على المشاريع يفتح أمام الطلاب آفاق التفكير الناقد والإبداع، مما يترك أثرًا إيجابيًا عميقًا في تشكيل شخصياتهم.

وأضافت المشرفية: "من خلال التفاعل مع المشكلات الحقيقية، يتعلم الطلبة كيف يفكرون خارج الصندوق ويطورون حلولًا مبتكرة، ورغم الفوائد العديدة لهذا النمط التعليمي، إلا أن المعلمين يواجهون تحديات متعددة عند تطبيقه، مثل كثرة عدد الطلاب في الصف، وندرة الأدوات اللازمة، وضيق الوقت."

تعزيز الفهم العميق

تؤكد سامية بنت حمد الحديدية - معلمة لغة إنجليزية، أن "التعلم القائم على المشاريع" يمثل خطوة جريئة نحو دمج المناهج الأكاديمية مع الحياة الواقعية، حيث يضع الطالب في قلب العملية التعليمية، هذا الأسلوب يختلف تمامًا عن الطرق التقليدية التي تعتمد على الحفظ، ليكون التركيز هنا على التطبيق العملي للمعرفة، موضحة أن دور المعلم يتحول إلى موجه، مما يشجع على التعلم التعاوني والاستقصاء وحل المشكلات الحقيقية. وأضافت الحديدية: "يشعر الطلبة بالدافعية الذاتية، لأن ما يتعلمونه يرتبط بحياتهم اليومية، مما يحسن مهارات البحث وحل المشكلات ويطور مهارات العرض والثقة بالنفس"، مشيرة إلى أن هذا النوع من التعلم يمكّن الطلبة من تحليل المشكلات من زوايا متعددة، مما يسهل عليهم ابتكار حلول جديدة بدلاً من الاعتماد على نماذج جاهزة، كما يتيح هذا الأسلوب النقد البناء من خلال التجريب والتعلم من الأخطاء، ويعزز الإبداع.

ولضمان نجاح هذا النوع من التعلم، ترى الحديدية أن المدرسة يمكنها دعم المعلمين من خلال توفير برامج تدريبية مهنية في تصميم وتنفيذ وتقييم المشاريع، وتخفيف الأعباء الإدارية عنهم، وتزويد الفصول بالموارد والتقنيات المناسبة، كما أن تشجيع بيئة تعاونية بين المعلمين لتبادل الخبرات يُعد أمرًا ضروريًا، حيث يمكن من خلال تقسيم الأدوار والمسؤوليات داخل الفريق تحقيق تواصل فعّال لتبادل الأفكار. وتحدثت عن "مشروع الطاقة المتجددة"، حيث يقوم الطلبة بتصميم نموذج لمصدر طاقة نظيفة يخدم المدرسة أو المجتمع، هذا المشروع الذي تم تطبيقه تحت اسم "مشروع المدارس الخضراء"، يُقيّم من خلال العروض التقديمية والتقارير النهائية، بالإضافة إلى التغذية الراجعة من الزملاء والمعلمين، وتتم مقارنة نتائج التعلم ومهارات التفكير قبل وبعد تنفيذ المشروع، مما يعكس تأثيره الإيجابي، موضحة أنه لضمان نجاح المشاريع يُفضل البدء بمشاريع صغيرة وبسيطة، مع تحديد أهداف التعلم بوضوح منذ البداية، ويجب أن تكون المشاريع مرتبطة بواقع الطلاب وحياتهم اليومية، مع تشجيع التقييم الذاتي بعد الانتهاء.

تبادل الأفكار والخبرات

وقال محمد البوسعيدي - معلم: إن "التعلم القائم على المشاريع يمثل نقلة نوعية في عالم التعليم، يختلف تمامًا عن التعلم التقليدي الذي يعتمد بشكل كبير على المحاضرات والتلقين، حيث يتم تشجيع الطلاب على البحث، التفكير النقدي، والتعاون، مما يساعدهم على ربط المعلومات النظرية بالتطبيقات العملية"، موضحًا أهمية هذا الأسلوب في تعزيز مهارات البحث، التحليل، والتنظيم لدى الطلاب، مشيرًا إلى أن المشاريع تزيد من دافعيتهم للتعلم من خلال العمل على مواضيع تهمهم. وأكد أهمية دعم المدارس للمعلمين من خلال تقديم حلقات عمل ودورات تدريبية، وتوفير موارد تعليمية، بالإضافة إلى تسهيل الوصول إلى التقنية والمعدات اللازمة للمشاريع. واختتم البوسعيدي حديثه قائلاً: "إن تطبيق أسلوب التعلم القائم على المشاريع يمكن أن يكون فعالًا للغاية عند البدء بمشاريع بسيطة ثم الانتقال إلى مشاريع أكثر تعقيدًا، من خلال تقديم الدعم للطلاب ومنحهم حرية اختيار مواضيعهم، وتعزيز دافع التعلم لديهم، وتأهيل جيل متفوق ومبدع."

فئات عمرية مختلفة

وتؤكد المعلمة سعاد المعمرية على أهمية تكييف التعلم القائم على المشاريع ليناسب الفئات العمرية المختلفة، مشددة على ضرورة مراعاة احتياجات وخصائص كل مجموعة. وتقترح أن تكون المشاريع في المراحل الابتدائية قصيرة ومبسطة، مثل إنشاء نموذج لمكان أو حيوان، مع تقديم إشراف أكبر وموارد تعليمية واضحة، ويجب توفير خطوات واضحة واستخدام الألعاب التعليمية والمشاريع التفاعلية لتعزيز الفهم، أما في المراحل المتوسطة، فتشجع على تعزيز مهارات التعاون من خلال العمل الجماعي، واختيار مواضيع تتعلق بحياتهم اليومية أو اهتماماتهم، مثل القضايا البيئية المحلية، وأشارت إلى أهمية دمج أدوات التكنولوجيا، مثل العروض التقديمية والمدونات، لتوثيق المشاريع بطرق مبتكرة، أما في المراحل الثانوية، ترى المعمرية أن يُترك المجال للطلاب لاختيار مواضيع أكثر تحديًا تتطلب بحثًا معمقًا، وتشجيعهم على التفكير في كيفية تطبيق ما تعلموه في الحياة الواقعية. وأوضحت أن المشاريع يجب أن تتناسب مع مستوى الفهم والقدرات لكل فئة عمرية، مع تقديم الملاحظات للطلاب ومساعدتهم في تحسين مهاراتهم، كما يجب استخدام أساليب متنوعة لتلبية أنماط التعلم المتعددة لدى الطلاب، وتعزيز تجربتهم التعليمية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذا الأسلوب المشاریع ی من خلال

إقرأ أيضاً:

خبيرة توضح مزايا اعتماد 3 مدن بالمملكة ضمن مدن التعلم العالمية

أوضحت أسماء الظاهري المستشارة في الاستثمار التعليمي، مزايا اعتماد 3 مدن يالمملكة ضمن مدن التعلم العالمية.

وأضافت، بمداخلة لقناة الإخبارية، أن ذلك جاء بهدف إدارة المعرفة كسياسة حضرية ومسار يمتد لجميع الأعمار مرتبط بالإنتاجية وسوق العمل والانتقال من التعلم التقليدي إلى المرن.

وتابعت، أن مدن التعلم تدار فيها المعرفة كسياسة حضارية شاملة ويمتد لجميع الأعمار ويرتبط بالتوظيف ويقاس أثره على الإنسان والمجتمع، مشيرة إلى أن ذلك انتقال من مفهوم التعليم التقليدي القائم على الشهادة إلى المهارة.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، اعتمدت ثلاث مدن سعودية جديدة ضمن شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلّم، وشملت العاصمة الرياض، ومدينة العُلا بمنطقة المدينة المنورة، ومدينة رياض الخبراء بمنطقة القصيم، بعد استيفائها المعايير الدولية.

أسماء الظاهري مستشارة في الاستثمار التعليمي: اعتماد 3 مدن للتعليم بهدف إدارة المعرفة كسياسة حضرية ومسار يمتد لجميع الأعمار مرتبط بالإنتاجية وسوق العمل والانتقال من التعلم التقليدي إلى المرن pic.twitter.com/TOMJTjoHOX

— برامج الإخبارية (@alekhbariyaPROG) December 7, 2025 المملكةأخبار السعوديةآخر أخبار السعوديةمدن تعلمقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • فرص استثمار واعدة بمنطقة هوُّ الصناعية شمال قنا (تفاصيل)
  • القائم بأعمال رئيس الوزراء يطلّع على نشاط نادي أهلي صنعاء
  • خبيرة توضح مزايا اعتماد 3 مدن بالمملكة ضمن مدن التعلم العالمية
  • الداخلية تكشف ادعاءات مرشح بتوزيع رشاوى في المنيل خلال إعادة المرحلة الثانية من الانتخابات
  • الداخلية تحقق في فيديو مزعوم عن رشوة انتخابية بالمنيل خلال المرحلة الثانية للبرلمان
  • «فرجان دبي» تدعم المشاريع الوطنية وروّاد الأعمال
  • كيف يعزز بلاكبورد جودة التعليم الإلكتروني؟ ثورة رقمية تغيّر مستقبل التعلم في العالم العربي
  • من مختبرات ديب مايند إلى الذكاء الخارق.. قراءة في تجربة ريفليكشن إيه آي
  • ناد أوروبي يسعى لضم محمد صلاح خلال الانتقالات الشتوية