صحيفة الجزيرة:
2025-06-22@14:39:55 GMT

سوق الزل.. حراك اقتصادي يعكس أصالة الرياض

تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT

في قلب الرياض، حيث تمتزج الأصالة بروح المدينة المتجددة، تقف سوق الزل شاهدة على تاريخ يمتد لأكثر من قرن، محتفظة بجاذبيتها التي تستقطب عشاق التراث من السعوديين والسيّاح على حد سواء، وبين أزقته الضيقة وواجهاته التقليدية، تروي جدرانه حكايات من ماضي العاصمة العريق، بينما تعكس حركة البيع والشراء داخله ارتباط الحاضر بإرث الأجداد.


وتكتسب السوق أهميتها من موقعها الجغرافي الإستراتيجي في وسط العاصمة، بالقرب من قصر الحكم، وتعد من أكبر الأسواق التقليدية في الرياض وأقدمها، وتضم بين جنباتها متاجر متخصصة في بيع البشوت والمشالح والأشمغة والعطور الشرقية، إلى جانب السجاد اليدوي والمقتنيات التراثية والمشغولات الخشبية والمعدنية، كما تُعرف السوق كذلك بجلسات المزاد العلني التي تُقام بشكل مستمر، حيث تعرض البضائع الأثرية والسلع النادرة، ما يجعله وجهة مفضلة لهواة اقتناء القطع التاريخية.
ويشهد سوق الزل خلال شهر رمضان انتعاشًا ملحوظًا في الإقبال على الملبوسات التقليدية والعطور الشرقية، حيث يحرص الزوار على اقتناء المشالح والبشوت والمسابح الفاخرة، إلى جانب العود والبخور التي تضفي أجواءً رمضانية مميزة، استعدادًا لمناسبات العيد.
ومع حلول شهر رمضان، تتحول السوق إلى نقطة جذب استثنائية، حيث يزدهر الحراك التجاري، وتكتظ أروقتها بالمتسوقين الذين يبحثون عن مستلزمات العيد، وسط أجواء تعبق بروائح العود والبخور وأصوات الباعة الذين يرددون عبارات ترحيبية تحمل نكهة الماضي، كما تشهد السوق تدفق الزوار من مختلف الفئات، مستمتعين بجولة تعيدهم إلى زمن كانت فيه الأسواق الشعبية هي القلب النابض للحياة الاجتماعية والتجارية.
ورغم التطور الكبير الذي شهدته الرياض، لا تزال سوق الزل محافظة على طابعها التقليدي، حيث تسعى الجهات المختصة إلى تطويرها مع الحفاظ على هويتها التراثية، من خلال إعادة تأهيل البنية التحتية وتحسين الخدمات المقدمة للزوار، واليوم لم تعد السوق مجرد مركز للبيع والشراء، بل أصبحت معلمًا ثقافيًا تعكس تراث العاصمة، ووجهة سياحية تجمع بين الماضي والحاضر في مشهد نابض بالحياة.
وتولي الجهات المختصة اهتمامًا بتطوير السوق ضمن مشاريع التي تهدف إلى تعزيز الهوية التراثية للعاصمة، حيث خضعت السوق في السنوات الأخيرة لمراحل ترميم شملت تحسين البنية التحتية وإضافة لوحات إرشادية تسهّل حركة الزوار، مع تعزيز الأنشطة الثقافية والتجارية داخله، وتعد هذه الجهود جزءًا من رؤية أوسع للحفاظ على المواقع التراثية في الرياض، وإبرازها كوجهات سياحية رئيسية تعكس تاريخ المملكة العريق.
ومع كل عام، يجد زوار سوق الزل أنفسهم في رحلة عبر الزمن، حيث لا تزال هذه الوجهة تحتفظ بسحرها الذي يأبى أن يبهت، خاصةً في ليالي رمضان التي تضفي عليها بُعدًا آخر من البهجة والحياة.
يُذكر أن سوق الزل، التي يعود تاريخها لأكثر من 120 عامًا، تمتد على مساحة 38,580 مترًا مربعًا بالقرب من قصر المصمك، وتضم أنشطة تجارية متخصصة في بيع المنتجات التراثية كالبشوت والسيوف والعطور.
وتشهد السوق خلال شهر رمضان حركة تجارية نشطة وإقبالًا كثيفًا من الزوار، حيث تزداد مبيعات الملبوسات التقليدية والعطور، ويمتد عمل بعض المحال حتى 24 ساعة لتلبية الطلب المتزايد، مما يعكس مكانته كوجهة تراثية حيوية في العاصمة.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية سوق الزل

إقرأ أيضاً:

قرية «آل منجم» التراثية.. 3 قرون من الأصالة بقلب نجران

تنتصب على الضفة الشمالية لوادي نجران، قرية "آل منجم" التراثية شامخةً، أحد أبرز الشواهد الحية على عبقرية العمارة الطينية في منطقة نجران، وكنزًا ثقافيًّا يعكس عمق التاريخ وبهاء المكان.

وتتألف القرية من 7 قصور طينية شاهقة، يتراوح ارتفاعها بين أربعة إلى سبعة طوابق، محتضنة في جنباتها مرافق متعددة، من بينها المسجد، ومرابط الخيل، والدروب الطينية، والمجالس، ومخازن الحبوب، إلى جانب البئر التراثي المعروف باسم "الحسي"، والشرفة العلوية التي تُعرف محليًا بـ"الخارجة"، وتحاط هذه المعالم بسور طيني ضخم بثلاث بوابات رئيسة تحرس تاريخًا عريقًا.

وقال المشرف على القرية، راشد بن محمد آل منجم، إن تاريخ إنشاء القرية يعود إلى أكثر من ثلاثة قرون، وقد أُعيد ترميمها وتهيئتها خلال العقدين الأخيرين بجهود ذاتية من الملاك، لتستعيد بريقها وتتحول إلى وجهة تراثية تزخر بالحياة، وتفتح أبوابها للزوار وعشاق التاريخ.

وأضاف أن مباني القرية تتفاوت في تسمياتها وأشكالها، وتعكس إبداعًا هندسيًا فريدًا، مبينًا أن مبنى "المشولق" يتميز بزواياه المائلة وقرب سقفه، وتطل منه غرفه على مدخل القرية، فيما يُبنى "المربع" و"القصبة" بشكل دائري يضيق تدريجيًا نحو الأعلى، وتُشيّد عادة في الزوايا لأغراض الحماية، أما مبنى "المُقْدُم" فيضم ثلاثة طوابق وفناء داخلي، ويُستخدم مجلسًا ومستودعًا للأغذية والأدوات، فيما يستمد البناء رونقه من البيئة المحلية، إذ تُستخدم فيه مواد طبيعية كالطين، وسعف وجذوع النخيل، وخشب الأثل، والسدر الذي يُشكّل مكونًا رئيسًا في صناعة الأبواب والنوافذ، مما يعكس تناغمًا عميقًا بين الإنسان ومحيطه.

وأشار آل منجم إلى أن الجهود المبذولة للمحافظة على القرى التراثية وتهيئتها للزوار، تُعد امتدادًا للحفاظ على الموروث الثقافي للمنطقة، ضمن رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى إحياء الموروث الوطني، وتمكين المجتمعات المحلية من الحفاظ على كنوزها التاريخية، وتحويل القرى التراثية إلى مقاصد سياحية نابضة بالحياة، تُسهم في تعزيز الهوية الثقافية وتنمية الاقتصاد الوطني.

أخبار السعوديةوادي نجرانالضفة الشمالية لوادي نجرانعبقرية العمارة الطينيةقرية آل منجمقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • أصالة كامل تحتفل بعيد ميلادها الـ30 بأسلوبها الخاص.. صور
  • خبير اقتصادي: كثرة طروحات الشركات بالسوق الموازية يضمن القدرة على إدارة الأرباح
  • 223.7 مليار دولار إنفاق متوقع لزوار دول الخليج بحلول 2034
  • خبير اقتصادي يحذر: اليمن يواجه أزمة.. وهذا هو المخرج الوحيد!
  • قرية «آل منجم» التراثية.. 3 قرون من الأصالة بقلب نجران
  • مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظلة سياسية
  • غدًا.. افتتاح معرض الحرف التراثية والمنتجات اليدوية في الجيزة
  • غدا..افتتاح معرض الحرف التراثية والمنتجات اليدوية في الجيزة
  • نيسان جوك 2025 في الامارات.. سيارة رياضية بسعر اقتصادي
  • أصالة تُحيي حفلًا ضخمًا في بيروت.. وتطلق “كلام فارغ” من ألبوم “ضريبة البعد”