البرهان: نهيئ الظروف لتولي حكومة مدنية منتخبة مقاليد الأمور في السودان
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
دبي- الشرق/ قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الخميس، إن الجيش يعمل على تهيئة الظروف المواتية لتولي حكومة مدنية منتخبة مقاليد السلطة في البلاد، معرباً عن "عدم رغبة القوات المسلحة في الانخراط في العمل السياسي"، وسط تقدم الجيش عبر توسيع مواقع سيطرته في مختلف أنحاء البلاد مقابل ما تبقى من مواقع لا تزال قوات الدعم السريع تسيطر عليها.
جاءت هذه التصريحات خلال لقاء البرهان مع المبعوث الألماني الخاص للقرن الإفريقي، هيكو نتشكا، إذ تناول الاجتماع تطورات الأوضاع في البلاد، ومختلف القضايا السياسية، بحسب وكالة الأنباء السودانية "سونا".
وذكرت "سونا"، أن اللقاء تطرق للجهود التي تبذلها حكومة السودان لتحقيق السلام وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها بجانب المساعي الجارية لإجراء حوار شامل للسودانيين، وتشكيل حكومة تكنوقراط تعمل على تهيئة البلاد للانتخابات، وذلك ضمن خارطة الطريق التي أعلنت عنها الحكومة مؤخراً.
من جهته، أشار المبعوث الألماني الخاص، إلى أن بلاده على استعداد لـ"دعم جهود إعادة الإعمار في السودان، والمساهمة مع الشركاء الدوليين في عمليات البناء والإعمار لما بعد الحرب".
وتضمنت خارطة الطريق التي أعلنتها الحكومة السودانية في فبراير الماضي، تشكيل حكومة كفاءات، واختيار رئيس وزراء مدني، وإطلاق حوار وطني. كما عدّلت الحكومة كذلك، الوثيقة الدستورية والتي تحدد هياكل السلطة لتشمل مجلس السيادة، ومجلس الوزراء الانتقالي، إلى جانب المجلس التشريعي، والذي تم وصفه بـ"السلطة التشريعية"، فيما حذفت عبارة "قوات الدعم السريع" من كافة الوثائق.
وجاء اللقاء بعد ساعات من زيارة البرهان، الأربعاء، للقصر الجمهوري في العاصمة الخرطوم، والذي سيطر عليه الجيش، الأسبوع الماضي، في واحدة من أكبر مكاسب الصراع المستمر منذ قرابة عامين مع قوات الدعم السريع.
وقال الجيش السوداني، في بيان، إن البرهان تفقد قوات الجيش بمطار الخرطوم الدولي والقصر الجمهوري، مشيراً إلى أن طائرة البرهان "حطت بمطار الخرطوم في أول رحلة يستقبلها المطار منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، وكان في استقباله بالقيادة العامة أعضاء هيئة أركان القوات المسلحة".
ونشر الجيش السوداني، الخميس، خريطة قال إنها تبين مواقع سيطرته في مختلف أنحاء البلاد مقابل ما تبقى من مواقع لا تزال قوات الدعم السريع تسيطر عليها، وذلك في أعقاب إعلان القوات المسلحة استعادة السيطرة على مواقع جديدة في العاصمة الخرطوم، بما فيها الوزارات السيادية، ومطار الخرطوم الدولي.
وقال الجيش السوداني في بيان مرفوق بخريطة حديثة تظهر مواقع سيطرته، إن "القوات المسلحة السودانية والقوات النظامية الأخرى مسنودة بالشعب السوداني تستمر في عمليات تطهير البلاد... في طريق إنهاء التمرد ونشر الأمن والاستقرار والانطلاق لإعادة البناء والتعمير في كل ربوع الوطن".
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع القوات المسلحة
إقرأ أيضاً:
حميدتي: سيطرة «الدعم السريع» على المثلث الحدودي تهدف لتأمين السودان ومحاربة التهريب
أكّد قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، أن سيطرة قواته على المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر تهدف إلى تأمين الحدود ومحاربة الفساد والتهريب والهجرة غير الشرعية، إضافة إلى مكافحة تهريب المخدرات.
وفي خطاب مسجل بثه عبر منصة “تلغرام”، شدد حميدتي على أن قواته لا تعادي أي دولة مجاورة، وتسعى إلى تعزيز التعاون مع كافة دول الجوار.
وأوضح أنه لا يحمل أي خصومة تجاه مصر، مؤكداً تمسكه بالحوار والمفاوضات كسبيل لحل الخلافات، متهماً ما أسماها بـ”مجموعة بورتسودان” بمحاولة زرع الفتنة بين الطرفين.
وكانت قوات الدعم السريع قد فرضت سيطرتها مطلع يونيو الجاري على المثلث الحدودي الاستراتيجي، وسط تقدّم ميداني نحو مناطق في الولاية الشمالية، مما أثار قلقاً إقليمياً ودولياً نظراً للأهمية الجغرافية والعسكرية والاقتصادية للمنطقة.
وفي السياق ذاته، شنّ حميدتي هجوماً لاذعاً على “مجموعة بورتسودان” الموالية لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، واتهمها بالتخطيط للحرب منذ سنوات، واصفًا قادتها بـ”القتلة والمجرمين”.
وأكد أن الحرب فُرضت على قواته، متوعدًا بالدفاع عن مواقعها واستعادة المناطق التي خسرتها في الخرطوم وولاية الجزيرة، بالإضافة إلى “تحرير الشمال من قبضة الإسلاميين”، بحسب تعبيره.
كما توعّد قائد “الدعم السريع” بتدمير الطائرات المسيّرة التي تستهدف قواته، مشيراً إلى أن القوات الموالية للبرهان في “أضعف حالاتها” ولا تمتلك كتائب جاهزة للقتال.
وتُثير سيطرة “الدعم السريع” على المثلث الحدودي تساؤلات حول فتح جبهة جديدة في الحرب المستمرة منذ أبريل/نيسان 2023، في ظل مخاوف من توسع الصراع جغرافياً، وتزايد التدخلات الإقليمية والدولية، فيما تواصل جهود الوساطة العربية والأفريقية والدولية تعثرها في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.