عائلة تترك أمريكا وتنتقل للعيش في سويسرا..هل أصبحت بلاد العم سام ثقيلة؟
تاريخ النشر: 28th, March 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كان ترك الولايات المتحدة والانتقال إلى سويسرا بمثابة مخاطرة بالنسبة لإريك وإيرين إيجلمان، اللذين كانا يقيمان في ولاية ويسكونسن الأمريكية.
لكن بعد قضاء 11 عامًا في هذه الدولة الأوروبية سابقًا، كان الثنائي على ثقة بأنّها ستكون مكانًا رائعًا لتربية أطفالهما الثلاث.
في عام 2023، انتقلت عائلة إيجلمان من ويسكونسن إلى بازل الواقعة شمال غرب سويسرا، مع أطفالهما الثلاث، الذين كانت أعمارهم تتراوح بين 6 و12 عامًا آنذاك، بالإضافة إلى الكلب "تشوغي".
وقال إريك لـ CNN: " أدركنا أنّه يجب علينا القيام بذلك الآن، أو لن تكون هناك فرصة أخرى".
قرار مهمانتقل إريك وإيرين، اللذان تزوجا منذ حوالي 21 عامًا، إلى سويسرا لأول مرة عام 2008 بعد فترةٍ وجيزة من عقد قرانهما، وقضيا هناك عدة سنوات بسعادة.
رغم أنّهما قرّرا العودة إلى الولايات المتحدة، وتكوين أسرة بعد ذلك بوقت قصير، إلا أنّهما أرادا العيش في سويسرا مرة أخرى يومًا ما.
كان التخلي عن شبكة دعم العائلة في أمريكا أمرًا صعبًا، لكن شعرت إيرين بالراحة بما أنّها وعائلتها لن يبدأوا من الصفر في حال الانتقال إلى سويسرا، إذ لديهم أصدقاء هناك بالفعل.
أفاد إيريك أنّها شعرا بالقلق بشأن حوادث إطلاق النار بالمدارس في الولايات المتحدة، وشعروا أن الأطفال سيكونون أكثر أمانًا في سويسرا.
في عام 2022، أحضر إريك وإيرين أطفالهما إلى البلاد لمدة شهر ٍكتجربة قبل اتخاذ قرارهما النهائي.
وأوضح إريك: "استأجرنا شقة هنا، وعملتُ عن بُعد.. وكان رد فعل الأطفال إيجابيًا للغاية".
انتقال سلسأصبحت العائلة مستعدة للانتقال الكبير بمجرّد أن تمكن إريك من الحصول على وظيفة أخرى في البلاد بالإضافة إلى تصريح إقامة مؤقتة.
رُغم شعورهما بالقلق في البداية بشأن ردّ فعل الأطفال تجاه هذا التغيير الكبير، إلا أنّهما تكيفا بشكلٍ ممتاز.
رأى الثنائي أنّ أكثر الأمور التي يُقدّرانها بشأن تربية الأطفال في سويسرا هو التركيز على تعلم لغة ثانية في البلاد.
ويتحدّث جميع أطفالهما اللغة الألمانية الآن، وهي إحدى اللغات الوطنية الأربع في سويسرا.
ويُقدّر الثنائي الحرية التي يتمتع بها الأطفال، حيث أشارا إلى أنّ ابنتهما البالغة من العمر سبع سنوات تذهب إلى المدرسة بمفردها سيرًا على الأقدام.
الإيجابيات والسلبياتوأوضح الثنائي أنه يُوجد أيضَا بعض السلبيات للعيش في سويسرا مثل ارتفاع تكلفة المعيشة، حيث أن غالبية الأشياء أغلى ممّا هي عليه في الولايات المتحدة، بما في ذلك البقالة والخدمات.
لكن قرب سويسرا جغرافيًا من ألمانيا وفرنسا مفيد في هذا الجانب، إذ ليس من الغريب أن "يعبر الأشخاص الحدود بالسيارة" من أجل "شراء الأغراض بأسعارٍ أرخص بكثير".
أما عندما يأتي الأمر للجوانب الإيجابية، يُقدّر الثنائي أنّ نظام التعليم في سويسرا يُهيئ الشباب للحياة بعد المدرسة في سنٍ أصغر بكثير.
كما أنّهما يُقدّران إمكانية استكشاف بقية أوروبا بسهولة نسبية. وفي إحدى المرات، سافرت العائلة بأكملها إلى مايوركا بإسبانيا لمشاهدة ابنتهما الكبرى وهي تننافس في مسابقة للسباحة.
نمط حياة مختلفيشعر الثنائي بسعادة شديدة للعيش في سويسرا، إذ أنهما يعتقدان أنها المكان المثالي لعائلتهما.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أوروبا الولایات المتحدة إلى سویسرا فی سویسرا أن هما
إقرأ أيضاً:
قيادة أمريكا للعالم لم تعد مقبولة
لن يكون عالم ما بعد الاعتداء الأمريكي الصهيوني على إيران هو نفسه عالم ما قبل هذا العدوان، ليس فقط على مستوى منطقة الشرق الأوسط التي ابتلاها الله بهذا العدو الغادر، ولكن أيضا على مستوى العالم كله.
لن يصدق أحد بعد الآن القوى العظمى الخمسة أو السبعة أو حتى العشرة التي تتحكم في مصير الدول والشعوب، بعد كل هذه الأكاذيب التي روجتها لسنوات طويلة عن وهم تحقيق السلام العالمي والعدالة الدولية. لن يثق أحد بعد الآن في الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة التي عجزت عن مواجهة الغرور الصهيوني الأمريكي رغم مخالفته لكل المواثيق والأعراف الدولية.
عالم ما بعد ضرب إيران سيكون مختلفا أيضا على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والإعلامية بعد أن عصفت الولايات المتحدة بآخر منجزاتها الحضارية، إن كان لها بالفعل منجزات حضارية، وهي حرية الإعلام والرأي والتعبير وحرية تدفق المعلومات، وتحولها إلى دولة سلطوية ديكتاتورية يستطيع فيها الرئيس منفردا ودون العودة إلى المؤسسات المنتخبة اتخاذ القرارات المصيرية كمهاجمة دولة لم تهاجمه ودخول أراضيها بطائراته وقصف منشآتها، وفي الوقت نفسه إجبار وسائل الإعلام الأمريكية على التزام الصمت وممارسة الرقابة الذاتية على نفسها، والمشاركة في تضليل الرأي العام الأمريكي والعالمي، ونشر الأخبار الزائفة، لتحقيق مصالح ذاتية سواء له أو للمقربين منه داخليا وخارجيا. وعلى رأسهم رئيس الوزراء الإسرائيلي الإرهابي الهارب حتى الآن من العدالة الدولية.
كفرت أمريكا بالحرية التي قاتل من أجلها الآباء المؤسسون وحرصوا على وضعها في التعديل الأول في الدستور الأمريكي، وظل حلفاؤهم من الرؤساء مخلصين لها حتى انتهاء الحرب العالمية الثانية وبداية الخروج إلى الساحة العالمية كقوة عظمى، وتخلت عنها وجعلتها حكرا عليها وتلاعبت بها وهي تغزو دولا وتقتل ملايين البشر الأبرياء في العديد من الأقاليم البعيدة عنها وفي قارات العالم المختلفة.
فعلت الولايات المتحدة ما كانت تنتقد الدول الأخرى بسببه، لم يعد يهمها أن تتهم بانتهاك حقوق الإنسان مثلها مثل أي دولة صغيرة يحكمها ديكتاتور بلباس عسكري في إفريقيا أو أمريكا اللاتينية. تآمرت على الأنظمة التي تمردت عليها وشغلتها بالانقلابات العسكرية والحروب الأهلية ومنحت السلاح والدعم لكل المتصارعين تقريبا لاستمرار استنزاف الدول.
مارست سياسة الاغتيالات والاعتداء الفاجر والغزو العسكري في العديد من دول العالم دون وجه حق، من أجل إرضاء غرورها وإرضاء اللوبي الصهيوني الذي يتحكم في القرار السياسي الأمريكي ويوجهه كيف يشاء، ويرجع الفضل له دوما في وصول الرؤساء إلى البيت الأبيض وآخرهم الرئيس الحالي الذي أعادوه إلى منصبه رغم كل ما أحاط به خلال فترة رئاسته الأولى من اتهامات وفضائح ومحاكمات.
لا غرابة في أن تمارس القوة الأكبر في العالم كل أشكال النفاق والكذب السياسي لتحقيق انتصارات زائفة ترضي غرور المرضى النفسيين من قادتها وقادة الكيان الصهيوني.
ما الذي تبقى من أمريكا التي كانت، سوى مجموعة من السياسيين الانتهازيين المتحللين من كل مسؤولية أخلاقية يرددون ادعاءات كاذبة ويتاجرون بها لتبرير اعتداءاتهم الهمجية على دول وشعوب تحاول الحفاظ على سيادتها وأمنها وتشكيل قوى ردع لمواجهة الكيان اللقيط المتعطش دوما للدماء في المنطقة؟ لم يتبق شيء من الولايات المتحدة التي كانت بعد أن رهنت قرارها لدولة إرهابية قتلت وما زالت تقتل عشرات الآلاف من البشر في غزة والضفة الغربية ولبنان واليمن وسوريا وامتدت يدها الطويلة إلى دولة بعيدة عنها مثل إيران ومن قبلها السودان والعراق، ومن قبلهما مصر والأردن. لم تعد هناك دولة في المنطقة لم تكتو بنار الإرهاب الصهيوني!!
من حق أمريكا أن تفعل ما تشاء وقتما تشاء دون حساب أو حتى مراجعة؟ تضرب اليابان بالقنابل النووية في الحرب العالمية الثانية لتصبح الدولة الوحيدة التي استخدمت هذا السلاح الفتاك، ثم يكافئها العالم على ذلك بجعلها القوة الأعظم وحاضنة الأمم المتحدة ومنظماتها، ثم تنصب نفسها وصية على الدول التي تريد امتلاك التكنولوجيا النووية لاستخدامها في الأغراض السلمية، وتغض الطرف عن امتلاك ربيبتها إسرائيل للقنابل النووية من سنوات طويلة، تغزو دولا وتسقط حكومات وأنظمة ثم يكافئها العالم بمنحها قواعد عسكرية على امتداد الكرة الأرضية، واستثمارات بتريليونات الدولارات كان يمكن أن تحول دول عديدة إلى قوى عظمى.
تغزو بنما وكوبا وفيتنام وتنشر الخراب في الصومال وأفغانستان وليبيا والعراق فيصفق لها العالم، وعملائها في كل منطقة.
الصدام الأمر- صهيوني مع إيران لن يكون الأخير طالما ظل العالم ينافق هذه الدولة ويشتري رضاها بالصمت على جرائمها في حق الإنسانية. الأيام القادمة، كما تقول التوقعات، حبلى بصدامات جديدة للولايات المتحدة مع قوى إسلامية صاعدة عسكريا مثل تركيا وباكستان، ليس فقط لتوفير أقصى حماية ممكنة للكيان الصهيوني، ولكن أيضا للحفاظ على تفوقه على جميع دول الإقليم مجتمعة. وربما يحين الدور بعدها على الصين وروسيا.
على دول العالم أن تتوحد الآن لإظهار أن قيادة الولايات المتحدة للعالم لم تعد مقبولة، وأن إدارة العالم بالحروب والأزمات لم تعد مجدية، ولا تحقق السلام العالمي، بل أنها تزيد من أخطار هذه الحروب وتلك الأزمات. على جميع دول العالم أن تنتهز هذه الفرصة السانحة وحالة الغضب التي تعم العالم حاليا من الضربة الأمريكية غير الشرعية لإيران والاعتداء الإسرائيلي السافر على دولة ذات سيادة وجرائمها المستمرة في غزة والأراضي المحتلة، حتى في الداخل الأمريكي، للمطالبة بوقف هذا التجبر الأمريكي. إن الخطوة الأولى في تقديري تتمثل في إسقاط النظام العالمي القائم والعاجز حتى عن قول لا لأمريكا. يحتاج العالم الآن وليس غدا إلى نظام عالمي جديد تتوزع فيه الأدوار والمسؤوليات ولا تبقى فيه سيطرة مطلقة لتجار الحروب والأزمات.