الأوساط الغربية تقر باستحالة هزيمة اليمنيين وتعاظم خسائر الأمريكيين وفشلهم
تاريخ النشر: 1st, April 2025 GMT
يمني برس|
رغم الحملة الأمريكية التي وصفتها إدارة ترامب بـ”الناجحة بشكل لا يصدق لكنها وفقاً لـ”وول ستريت جورنال” فشلت في تحقيق هدفها الرئيس المتمثل في ردع اليمنيين واستدلّت الصحيفة باستمرار عملياتهم الصاروخية على كيان العدو الإسرائيلي وتعطيل حركة السفن التجارية في البحر الأحمر.
وأقرت الصحيفة بأن الغارات الأمريكية، “رغم تركيزها على قيادات وأهداف استراتيجية في صنعاء وصعدة، إلا أنها لن تكون كافية لتحقيق الردع، خاصة بعد أن صمد اليمنيون لثمان سنوات تحت قصف التحالف السعودي”.
ورأى مراقبون أنّ التكتيكات الأمريكية، وإن كانت أكثر تنسيقًا، إلا أنها تتجاهل الدروس السابقة، مؤكدين استحالة هزيمة اليمنيين بالغارات الجوية وحدها”، خاصة مع امتلاكهم بنية تحتية مخفية في مناطق جبلية وعرة، ودعم شعبي قد يزداد بسبب الخسائر المدنية.
وذهب معهد لوي إلى أنّ الضربات الأمريكية الأخيرة مجرد أداءٍ أكثر منها فعالية في الحد من هجمات السفن، معتبرة أنها تُمثل استمرارًا لنهجٍ خاطئٍ في التعامل مع مشكلة اليمن. وأضافت أن آلة الحرب اليمنية لاتزالُ صامدة في وجه الحملة الأمريكية، ويبدو عزم الحوثيين قوياً أيضاً.
فصّل المعهد أكثر بالحديث عن بعض العمليات اليمنية، وكان لا فتاً بالنسبة لكاتب التقرير قيام القوات اليمنية بإطلاق صواريخ في وضح النهار في عملية استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “هاري إس ترومان” ومطار “بن غوريون” الإسرائيلي، واعتبره هجوماً جريئاً لم يكتفِ بإحراج ترسانة الدفاع الغربية، بل كشفَ زيف الادعاءات الأمريكية بقدرتها على حسم المعركة.
“وأرود الكاتب ما جاء في كلمة السيد القائد في إشارته إلى أن “العدوان يُزيدنا إصراراً”، والذي سبق أن حذّر: “أمريكا تظن أن قنابلها تُرهبنا، لكنها تنسى أننا خضنا ثمان سنوات تحت نيران تحالفٍ دولي.. وكان ذلك سبباً في تحسين وتطوير قدارتنا وهي اليوم ترتكب الخطأ ذاته”.
ينتقل الكاتب إلى الحديث عن فشل منظومات الدفاع الجوي الصهيونية واضطرار الإدارة الأمريكية لنشر منظومات “ثاد” الدفاعية لطمأنة الجانب “الإسرائيلي” ومواجهة الصواريخ اليمنية، وينقلُ الكاتب أن المنظومة الأمريكية تعاملت مع صاروخين يمنيين ” تم اعتراض الصاروخين قبل دخولهما المجال الجوي الإسرائيلي.” في أعقاب الهجوم، ظهرت صورٌ تُظهر حطام صاروخ – وتحديدًا أجزاءً من مُعزِّزات الصواريخ – يُرجَّح أنها تابعةٌ لمنظومة ثاد الدفاعية الصاروخية الاعتراضية.، وفقاً لما أورده تقرير المعهد.
وبلغة منتقدة يقول الكاتب إن أمريكا، التي أنفقت مليارات الدولارات على ضرباتها الجوية، وعملياتها البحرية تتعثّرُ في فهم المنطق اليمني، فكلّما دمّرت طائراتها موقعاً، خرجَ اليمنيون من بين الأنقاض ليُعلنوا عن “منشأة جديدة”، وكلّما ادّعت تصفية قائد، ظهرَ عشرات غيره، حتى الخسائر المدنية، التي خلّفتها الضربات العشوائية، تحوّلت إلى وقودٍ للغضب الشعبي، مُعزِّزةً شرعية الحوثيين كـ”حماة الأرض” في عيون ملايين اليمنيين.
وخلص الكاتب في مقاله إلى أنه من المرجح أن تُثبت الضربات الأمريكية الأخيرة على أهداف الجيش اليمني أنها مجرد أداءٍ أكثر منها فعالية في الحد من هجمات السفن ويعود للتأكيد على أن مثل هذه الضربات استمرارًا لنهجٍ خاطئٍ في التعامل مع “مشكلة المصب” في محاولة لتبرير الفشل الأمريكي بإرجاعه إلى ما يسمونه الدعم الإيراني، والذي وفقاً للكاتب بدأ في عهد إدارة بايدن ويؤكد الكاتب أنه لن يُحلَّ تهديد الصواريخ الحوثية إلا بـ”التوجه ضد المنبع” وتبني أساليب جديدة تُشكِّل تحديًا مباشرًا لسيطرة من أسماهم الحوثيين وصمودهم على الأرض.
وركّزت مجلةُ سبيكتيتور البريطانية على تنامي القدرات الصاروخية اليمنية، وفي تقريرها بعنوان التهديد الحثي لن يزول” ذهبت الى أنّ العمليات الصاروخية اليمنية مؤخرا تثبت أنهم ما زالوا يشكلون تهديدا صاروخيا موثوقا في المنطقة، حتى مع توسع الولايات المتحدة في جهودها الرامية إلى تقليص قدراتهم على إنتاج الصواريخ ونشرها.
وكشف موقع مليتاري العسكري الأمريكي المشهور بأن البحرية الأمريكية تعمل على تقليل التكاليف المرتفعة لمواجهة الطائرات المسيّرة اليمنية، عبر تجهيز المدمرات البحرية بمنظومتين تجريبيتين جديدتين، سيتم نشرهما في وقت لاحق من هذا الصيف، هما نظاما “رودرانر” و”كايوتي”.
الموقع نقل عن قائد قوات الأسطول الأمريكي، الأدميرال داريل كودل، قوله قبل أيام إن مجموعة حاملة الطائرات “فورد” سيتم نشرها مع نظامين إضافيين للصواريخ على المدمرات، مخصصين لاعتراض الطائرات المسيّرة .
وسلط الموقع الضوء على مشكلة التكاليف المرتفعة التي تكبدتها البحرية الامريكية في مواجهة الطائرات المسيّرة اليمنية، على مدى الأشهر الخمسة عشر الماضية، ما عرض البحرية لانتقادات متزايدة.
وذكّر بأن تكاليف المواجهة الأمريكية للقوات اليمنية في البحر كلف واشنطن نصف مليار دولار من الصواريخ خلال خمسة عشر شهرًا، مضيفا أنه تم إطلاق 220 صاروخًا خلال هذه الفترة، بما في ذلك 120 صاروخًا من طراز SM-2،والذي تبلغ تكلفة الوحدة حوالي 2 مليون دولار، في حين أن بعض الصواريخ الحديثة التي استُخدمت لاعتراض صواريخ الحوثيين تصل تكلفتها إلى 28 مليون دولار للصاروخ الواحد، وفقًا لتقارير البحرية.
وأشار الموقع إلى أن البحرية الامريكية تختبر الأسلحة الليزرية كحل مستقبلي، غير أن جهودها في هذا المجال لم تحقق نجاحًا ملموسًا حتى الآن.
وخلص للقول إن هدف الولايات المتحدة الأهم من هذه الخطوات هو الحفاظ على مخزون الصواريخ لمعارك مستقبلية أكبر، وهو المخزون الذي استنزفته في مواجهتها مع القوات اليمنية خلال المعركة البحرية.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
الشبح الأمريكية.. كل ما تريد معرفته عن F-35 المستخدمة بقصف إيران
في تطور غير مسبوق يُنبئ بتحول نوعي في موازين القوى الإقليمية، أعلنت القوات المسلحة الإيرانية، يوم 13 يونيو، إسقاط مقاتلتين إسرائيليتين من طراز F-35، وهي من أقوى طائرات الجيل الخامس على مستوى العالم، وذلك خلال غارات جوية استهدفت مواقع داخل الأراضي الإيرانية.
ولم تقف المفاجأة عند هذا الحد، بل أعلنت طهران كذلك عن اعتقال طيارة إسرائيلية بعد أن اضطرت للهبوط على الأراضي الإيرانية إثر قذفها من إحدى الطائرتين المستهدفتين.
رغم استمرار حالة الشك الدولية حول دقة هذه الرواية، إلا أن المعطيات التقنية والعملياتية المطروحة تفتح الباب أمام إمكانية حدوث هذا التطور، خاصة في ظل تعقيدات المشهد العسكري بين إيران وإسرائيل، والتطورات المتلاحقة في قدرات الدفاع الجوي الإيرانية.
فهل بدأ عهد جديد من التحدي لطائرة لم تسقط في معركة من قبل؟ وكيف تبدو موازين القوة الجوية بين الطرفين في حال صحّت المزاعم الإيرانية؟
بحسب وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، فإن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي الإيرانية شملت استخدام مقاتلات F-35 الشبحية.
وتم رصدها والتعامل معها من قِبل منظومات الدفاع الجوي الإيراني، ما أسفر عن إسقاط اثنتين منها.
وأكدت الرواية الإيرانية أن إحدى الطيّارين الإسرائيليين تم قذفها من الطائرة التي أصيبت، وهبطت اضطراريًا وتم اعتقالها على الفور.
ورغم أن هذه المزاعم أثارت موجة من التشكيك، خاصة بالنظر إلى السمعة المتفوقة عالميًا لطائرات F-35، فإن مراقبين يرون أن امتلاك إيران لمنظومات رادار روسية متطورة قادرة نظريًا على كشف الطائرات الشبحية، قد يمنح الرواية بعض المصداقية.
قدرات F-35 والفرضيات التقنية حول إسقاطهابحسب موقع militarywatchmagazine المتخصص في الشؤون العسكرية، فإن F-35 تُعد العمود الفقري لسلاح الجو الإسرائيلي، وتمثل الطراز الأكثر حداثة مقارنة بمقاتلات F-15 وF-16 التي تعاني من تقنيات رادارية قديمة نسبيًا. وقد لجأ الجيش الإسرائيلي مؤخرًا إلى استخدام قنابل السقوط الحر (Gravity Bombs) التي تتطلب دخولًا مباشرًا إلى المجال الجوي المعادي، ما يزيد من احتمالات اعتراض الطائرات المنفذة للغارات.
ورغم تقنيات التخفي المتقدمة التي تتمتع بها الـF-35، فإن دفاعات إيران الجوية التي تشمل منظومات مثل Rezonans-NE الروسية القادرة نظريًا على رصد الأهداف الشبحية، قد تكون نجحت في كشف الطائرتين. كما أن محدودية حمولة F-35 من الذخائر، وافتقارها أحيانًا لصواريخ جو-جو عند أداء مهام هجومية، قد يزيد من قابليتها للاعتراض.
تاريخ إيراني في التصدي للتقنيات الأمريكية المتقدمةاللافت أن إيران ليست جديدة على مثل هذه الادعاءات؛ فقد سبق لها أن أسقطت طائرة استطلاع أمريكية من طراز RQ-4 Global Hawk عام 2019، وادّعت السيطرة على طائرة شبحية من طراز RQ-170 Sentinel عام 2011، ما يعزز من احتمال امتلاكها قدرات حقيقية للتصدي للطائرات الحديثة.
وفي ضوء البيانات الصادرة عن موقع GlobalFirepower لعام 2025، نستعرض القوة الجوية للطرفين:
إجمالي الطائرات:إيران: 551
إسرائيل: 611
الطائرات المقاتلة:إيران: 188
إسرائيل: 240
الطائرات الهجومية المتخصصة:إيران: 21
إسرائيل: 38
طائرات النقل:إيران: 87
إسرائيل: 13
طائرات التدريب:إيران: 103
إسرائيل: 159
طائرات المهام الخاصة:إيران: 10
إسرائيل: 19
طائرات التزود بالوقود جوًا:إيران: 6
إسرائيل: 14
المروحيات الهجومية:إيران: 13
إسرائيل: 48
رغم أن إسرائيل تتفوق نوعيًا وكمّيًا في مجمل الطائرات القتالية والمروحيات، فإن إيران تتفوق في طائرات النقل، ما يعكس اختلاف استراتيجيات الاستخدام الجوي بين الجانبين.
قدرات خارقة وتكاليف ضخمةوفقًا لمركز Defense Security Cooperation Agency الأمريكي، فإن طائرات F-35 التي تصنّعها شركة لوكهيد مارتن تُعد من أرقى المقاتلات متعددة المهام في العالم. وهي مزودة برادار AN/APG-81، ونظام استهداف كهروضوئي، إضافة إلى خوذة ذكية تُمكّن الطيار من عرض البيانات مباشرة على شبكية العين.
يمكن للطائرة تنفيذ مهام التفوق الجوي، والهجوم الأرضي، والحرب الإلكترونية، كما تتيح لها خاصية التخفي حمل الذخائر داخل جسم الطائرة دون التأثير على رصدها من قِبل الرادارات.
سعر الطائرة حسب نسختهاF-35A (الإقلاع العادي): 80 مليون دولارF-35B (الإقلاع القصير والهبوط العمودي): نحو 100 مليون دولارF-35C (النسخة البحرية): أكثر من 110 ملايين دولاربحسب تقارير مجلة Defense News، فإن تكلفة برنامج F-35 تُعد من الأعلى في تاريخ الصناعات العسكرية، وهو ما يفسر امتلاك إسرائيل لنحو 40 طائرة فقط، مع طلب إضافي لـ35 مقاتلة لتشكيل سرب ثالث.
بين الدعاية والانكشاف.. هل كُسرت هيبة "الشبح"؟في ظل التعتيم الإسرائيلي الرسمي على مزاعم إسقاط الطائرتين، وغياب صور أو أدلة ملموسة من الطرف الإيراني، يبقى الحدث محل جدل واسع بين المحللين العسكريين. إلا أن مجرد الطرح الإيراني لهذا السيناريو، مدعومًا بقدرات دفاعية متطورة، يكشف عن مرحلة جديدة من التحدي الاستراتيجي في سماء الشرق الأوسط.
فهل ستكون هذه الحادثة بداية تحول في قواعد الاشتباك الجوية؟ أم أنها مجرد جولة جديدة في حرب الدعاية والمعلومات؟ سؤال تبقى الإجابة عليه رهن الأيام المقبلة، والتطورات الميدانية التي قد تحسم الرواية بالأدلة أو النفي.