خطوة تفصل بيليفيلد عن كتابة التاريخ في ألمانيا
تاريخ النشر: 2nd, April 2025 GMT
معتز الشامي (أبوظبي)
في واحدة من أقوى المفاجآت على الإطلاق، أطاح أرمينيا بيليفيلد، من الدرجة الثالثة، باير ليفركوزن من كأس ألمانيا، حيث أصبح على بُعد خطوة واحدة من الفوز باللقب، ويكون وقتها أول فريق من الدرجة الثالثة يحقق هذا الإنجاز في التاريخ.
وفاجأ بيليفيلد، الذي يحتل المركز الرابع في دوري الدرجة الثالثة، باير ليفركوزن بقيادة تشابي ألونسو، بفوزه عليه بنتيجة 2-1، ليُقصيه من كأس ألمانيا.
ولم يخسر ليفركوزن نفسه أي مباراة في الكأس تحت قيادة ألونسو قبل المباراة، وحافظ على سجله خاليًا من الهزائم محليا الموسم الماضي، محققاً ثنائية الدوري والكأس.
وفي عصر «البوندسليجا» منذ عام 1963، أصبح بيليفيلد رابع فريق من الدرجة الثالثة يصل إلى نهائي كأس ألمانيا، بعد يونيون برلين (2001)، وإينرجي كوتبوس (1997)، وهيرتا برلين (1993).
وكانت رحلة بيليفيلد إلى النهائي مميزة، بدأ الفريق بإقصاء هانوفر 96 من الدرجة الثانية، قبل أن يُقصي أندية البوندسليجا يونيون برلين، فرايبورج، فيردر بريمن، ثم ليفركوزن، لم يسبق لأي فريق من الدرجة الثالثة أن هزم 4 أندية من الدرجة الأولى على التوالي في موسم من كأس ألمانيا.
ويتعين عليه التغلب على فريق آخر إما شتوتجارت أو لايبزج - إذا كانوا يريد أن يصبحوا أول فريق من الدرجة الثالثة يفوز بالبطولة على الإطلاق.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كأس ألمانيا أرمينيا بيليفيلد باير ليفركوزن فریق من الدرجة الثالثة کأس ألمانیا
إقرأ أيضاً:
مصطفى النجار .. التاريخ بوجه مبتسم
لو تخيّلت التاريخ بهيئة آدمية، كما يطيب لنا فـي طفولتنا، فإن وجهه يقف أمام وجهي متجهّمًا عبوسًا، لكثرة ما تكدّستْ فـي صفحات ذاكرته من الخطوب والمآسي، لكنّني حين التقيت المؤرخ د. مصطفى النجّار، خبير دراسات الخليج العربي والجزيرة العربية، تبدّدت ملامح تلك الصورة، وحلّت محلها ملامح الوجه البشوش، حاضر النكتة، الإنسان البسيط فـي التعامل، الحنون، الكريم، وهذه الصفات كلّها كان يتحلّى بها النجّار الذي غادر عالمنا مؤخرًا بعد معاناة طويلة مع المرض، وهي بعض صفات الشخصية البصرية، حيث ولد فـي البصرة عام 1936، ونشأ ودرس فـيها، قبل أن ينتقل إلى بغداد، ومن ثم إلى مصر لدراسة الماجستير والدكتوراه فـي جامعة عين شمس، وعلى مدى سنوات عديدة من المعرفة، واللقاءات، لا أتذكّر مرّة من المرّات التقيت فـيها النجّار دون أن يمازح، ويلاطف من يراه فـي طريقه، ملقيا التحيات على الجميع، صغارا وكبارا، ساعيا فـي عمل الخير، وقبل أن يغادر، يسأل مَنْ يقابل إن كان بحاجة إلى عون، أو مساعدة، أو خدمة، ثم يختم الزيارة بمزحة، زارعا البسمة فـي المكان.
ويعدّ النجار من أبرز المؤرخين العرب، وله مؤلفات عديدة فـي التاريخ السياسي والاجتماعي، وقد شغل عدّة مناصب أكاديمية بارزة، منها أستاذ فـي قسم التاريخ بجامعة البصرة، ومدير لمركز دراسات الخليج العربي، قبل قدومه لسلطنة عمان بعث لي أكثر من رسالة من (صنعاء) حيث كان يقيم، فحمّسته للزيارة، خصوصا أنه سبق أن زار مسقط عام 1996م للمشاركة فـي المؤتمر العالمي (عُمان فـي التاريخ)، وظلّ يحتفظ بعلاقات طيّبة مع الكثيرين، وحين وصل مسقط، تجدّدت المودّة التي تشكّلت منذ أن عرفته فـي بغداد عندما كان يشغل منصب الأمين العام لاتحاد المؤرخين العرب بين عامي 1985 و1992، والأمين العام لمراكز دراسات الخليج والجزيرة العربية (1972 ـ 1984م)، وكان قد حمل معه رسالة من د. العزيز المقالح وكتابا استذكاريا عن الراحل زيد مطيع دماج، لي به مشاركة، وسرعان ما اندمج بالحياة الثقافـية العمانية، وشغل منصب المستشار الأكاديمي لوزارة التعليم العالي ما بين عامي 2001 ـ 2003، كما عمل مستشارًا أكاديميًا فـي مكتب جلالة السلطان للشؤون الثقافـية فـي سلطنة عمان، وشغل منصب السكرتير العام للرابطة العربية لعلماء التاريخ منذ عام 2001م فـي الوطن العربي، وواصل نشر كتبه التي أبرزها: التاريخ السياسي لإمارة عربستان العربية 1897ــ 1925»، وكتاب التاريخ السياسي لمشكلة الحدود الشرقية للوطن العربي فـي شط العرب، ودراسات تاريخية لمعاهدات الحدود الشرقية للوطن العربي، منذ العهد العثماني، وحتى القرن العشرين، وصفحات مشرقة من التاريخ العماني ومذكرات شيخ المؤرخين العرب، وله دور بارز فـي توثيق العلاقات التاريخية بين العراق ودول الخليج العربي، وله مشاركات فـي مؤتمرات علمية دولية حتى منحه المعهد العلمي الأمريكي جائزة رجل العلم لهذا العام (2007) وهي جائزة مرموقة يمنحها المعهد لشخصيات مرموقة تساهم فـي تحقيق إنجازات مهمة لخدمة الإنسانية
كما حصل على العديد من الأوسمة والميداليات والشهادات الفخرية كوسام اتحاد المؤرخين الآسيويين، ووسام الاستحقاق العالمي للفكر من اتحاد مراكز دراسات الشرق الأوسط فـي الولايات المتحدة الأمريكية، ووسام المؤرخ العالمي من الجمعية الدولية للتاريخ فـي فرنسا وغيرها الكثير. وكان يدعو إلى ضرورة إعادة كتابة التاريخ العماني وفق منهج علمي، كما ذكر فـي كتابه (المدخل إلى التاريخ العماني) الصادر عام 2003 عن دار زهران للنشر الأردنية، داعيًا إلى الالتزام بمنهجية فلسفـية تاريخية عمانية ذات أهداف واضحة للسير بالمؤرخ نحو كتابة تاريخ عمان وفق رؤية وطنية وعربية إسلامية تعمل على تبنّي الدراسات الجادة، ذاكرا شواهد على تحريف التاريخ العماني مستعرضا بعض ما ألصق بالتاريخ العماني ظلما دون وعي منهم بأن هذا التشويه فـيه الكثير من المغالطات وقلب الصور، ولا يعبّر إلّا عن رأي صاحبه، وناقش التزوير المغلق للشهادات والوثائق والدراسات وانعكاساتها على الميدان العلمي وتناول إثر العولمة على عمان التاريخ والحضارة والصراع المرير الذي تواجهه للحفاظ على هويّتها، وتقاليدها، وتاريخها وصولا إلى حالة توفـيقية بين تجلّيات الإرث التاريخي العماني وتحديات العولمة.
وفـي السنوات الأخيرة من حياته أقعده المرض، وأبعده عن محبيه، لكن جهوده العلمية ظلت مرجعًا لدارسي التاريخ الذي جعل وجهه مبتسمًا.